|
عرار:
لطالما كان النقاش حول السؤال الثقافي مستفيضاً بالمغرب، وقد عاد اليوم من جديد مع حلقة "ميزفا" للبحث الفلسفي، وجمعية ملتقى المبادرات، وكذا اللجنة الثقافية بحركة أمل، في لقاء فكري يوم السبت بالرباط؛ خلص إلى "تراجع الاهتمام بالثقافة في المغرب، وكذا غياب إستراتيجيات تنهجها المؤسسات الثقافية التابعة للوزارة الوصية على القطاع، للرقي بالثقافة في البلاد". وأكد طارق الربح، مدير دار الثقافة ببني ملال، أن "عدد المراكز الثقافية بالمغرب اليوم يصل إلى 133 قاعة، 50 منها فقط تقع تحت إشراف وزارة الثقافة"، وزاد: "وتوزيع هذه المؤسسات على التراب الوطني يختلف حسب الجهات؛ فمنطقة الدار البيضاء فقط تحوي 30 مؤسسة ثقافية"؛ وهو ما اعتبره سوء توزيع للمؤسسات الثقافية بالمملكة. وأضاف طارق الربح: "المؤسسات الثقافية التي نراهن عليها في الاشتغال غير مطالبة بالإنتاج الثقافي، بل بخلق فضاء ملائم للتواصل داخل المجتمع"، مردفا: "الثقافة كممارسة تكون في الأقطاب المدنية الكبرى، وما يقع في الرباط ينبغي أن يصل إلى كل المدن والتجمعات القروية في المغرب". وزاد المتحدث أن "بنيات استقبال الفعل الثقافي يتمثل دورها في أن تكون فضاء لالتقاء المبدعين بجمهورهم، حتى يكون للجمهور رقي في الأذواق".. وتساءل: "هل لدينا في المغرب اليوم ما يكفي من المؤسسات لاحتضان الإبداع الثقافي؟". واعتبر طارق أن هناك "سوء تدبير كبير في العدد القليل الموجود من المؤسسات"، مضيفا: "التدبير الناجع أساس فعل ثقافي متميز؛ كما أن المجتمع المدني مطالب بفاعلية أكبر اليوم، والتحرك من أجل التساؤل لماذا ليست لدينا مراكز ثقافية؟ ولم لا تشتغل؟". وعبرت الحقوقية دميا بن خويا عن قلقها الكبير إزاء وضعية الثقافة بالمغرب، وأكدت أن "سؤال الثقافة يشكو من آلام كبيرة، بغياب المثقف بصفة عامة، فهو غير حاضر في القضايا الوطنية الكبرى، ما جعل دور الثقافة يتراجع، فملئت السوق ثقافة من نوع آخر، تتمثل في ثقافة الفقه"، وزادت: "الإعلام لا يلعب دوره في نشر ثقافة حقيقية، خاصة الإذاعة والتلفزيون". واعتبرت دميا أن "المثقف أصبح منبوذا اليوم، فلا أحد يستمع إليه"، وبالنسبة لها فهذا "النبذ سبب رئيسي في ظهور نموذج المثقف الجديد بالمغرب، "النموذج الستاتي""، على حدّ قولها. هسبريس الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأحد 08-04-2018 10:46 مساء
الزوار: 1438 التعليقات: 0
|