|
عرار:
افتتح الدكتور ممدوح العبادي وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء، مساء أول أمس، في مؤسسة اعمار الرمثا «مهرجان الشعر العربي»، بحضور عدد من المسؤولين والشعراء وجمع غفير من المواطنين، ويأتي المهرجان بتنظيم من الملتقى الأردني للتنمية والثقافية في الرمثا وبالتعاون مع المؤسسة، ويشارك فيه نخبة من الشعراء الأردنيين والعرب، ويستمر حتى مساء اليوم. واشتمل الحفل الذي أدار مفرداته الشاعر عبد الكريم أبو الشيح على عدد من الكلمات، حيث ألقى راعي الحفل د. العبادي كلمة قال فيها: عندما هاتفني الدكتور.عارف الزعبي قائلا: نريد أن نقيم مهرجانا للشعر ونود منك رعايته، تعجبت من اقامة مهرجان للشعر في هذه الظروف الصعبة على الوطن، والرمثا على مقربة جدا من الاقتتال، قلت: هل للشعر مكان الآن، حينها تذكرت بأن الحرب العالمية الثانية التي لم يتوقف فيها هتلر عن قصف المدن، في تلك الظروف لم تتعطل المسارح والقاعات من الأنشطة. وأكد د. العبادي بأن مؤسسة اعمار الرمثا ليست مؤسسة اعمار حجر وطرق بل هي مؤسسة لبناء الإنسان قبل ذلك، لذلك سعدت بهذا المنطلق ورعايتي لهذا المهرجان الإنساني. إلى ذلك ألقى الدكتور عارف الزعبي كلمة ترحيبية أشار فيها بأن هذا اليوم من عام 1948، أعلنت الصهيونية قيام دولتها على أرض فلسطين العربية وعلى حساب شعبها، وحتى هذا اليوم تمارس دولتهم الاعتداء على شعب فلسطين وأرض فلسطين، ومازال الشعب الفلسطيني يقاوم ويدافع عن وطنه. وأكد د. الزعبي بأن الأردن عاش على الحرية والبناء والصمود في وجه كل التحديات، وما كان ذلك ليكون لولا إرادة شعبه ورؤية عزم قيادته المتنورة التي طالما أبدعت في قيادة الأردن نحو التنمية والتقدم والوقوف في مقدمة الصف مع قضايا العرب وخاصة القضية الأولى قضية فلسطين. وكما ألقى النائب فواز الزعبي كلمة اشاد بالقائمين على المهرجان والداعمين له، مؤكدا على أهمية الشعر في الحياة الإنسانية في ظل ما يجري من حروب واقتتال. بعد ذلك بدأت القراءات الشعرية، القراءة الأولى كانت للشاعر حربي المصري حيث استهلها بقراءة مقطع من قصيدة حملت عنوان: «الرمثا قصيدة لا تكتمل»، وثم قرأ قصيدة أخرى عنونها»سطور الريش فارغة»، اشتبك فيها في الهم الإنساني والمعيش معرجا على جراحات الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، بلغة صافية وموحية ومعبرة عن خلجات النفس الإنسانية وتوجعاتها. من جهته قرأ الشاعر والإعلامي العراقي محمد نصيف قصيدة للقدس وأخرى بعنوان :»نينوى يا وجع الشذا»، قصيدة موجعة مؤلمة، وكما استذكر عذابات القدس، في قصيدة «نينوى»،»يا نينوى الخضراء قلبي واجف/ وعلى تراتيل المواجع عاكف/ ما طفت آفاق المحبة عاشقا/ إلا لعشقك خاطف/ وإذا تخلى الناس عنك/ فإنني رهن الهوى صب ببابك واقف». الشاعر السعودي د. أحمد الزهراني قرأ مقاطع شعرية قصيرة مكثفة تجلّت فيها روح الشاعر المشغولة بطقوس الحياة والوجد الإنساني وانثيالات الروح وتأملاتها، قصائد لا تخلو من رؤية عميقة للأشياء وتفاصليها، بعين لاقطة تستكشف مكنونات الأشياء، الزهراني شاعر قنّاص للرؤيا بفكره وثقافته وقدرته على التصوير لمعنى الجمال. يقول: «كتبت لها في المساء مواقيت للسحر/ أن عليمني الصلاة على لماء/ ضمي تراب يدي الى راحتيك/ لكي تستعيدي تقاسيم وجهي». أما الشاعر الاماراتي محمد عبد الله البريكي، قرأ غير قصيدة، البريكي شاعر من طراز آخر له خصوصية القول الشعري، يأخذك على جناح قصيدته ويحلق بك في سموات أكثر اتساعا لعوالمه الشعرية، يأخذك بحكمة الشعر وذائقته الفنية ومضامين وتراكيبه الشعرية والبناء المحكم للغته العالية التي لا تخلو من عناصر كثيرة من المفارقة المدهشة، بقراءته وبصوته الرخيم استطاع أن يستحوذ على المتلقي مسافرا به إلى فضاءات الروح التواقة للحياة، ويضعنا البريكي أمام تساؤلات عدة وأسئلة الشاعر القلق، فيقول:»لماذا يشيخ الليل»، صارخا «يا الله تلبسنا ثوب الظلام لنشعله»، وكم خاطب نفسه في قصيدته الأجمل،»يا وحشة الغرباء»، التي يقول فيها: «قل لهم يا محمد من أنت، من أين جاء بك البحر؟/ كيف بدأت مع الموج تعبر للأغنيا؟/ وكيف تعلقت بالنخل تفرش سجادة تحته/ وتؤم جروحك ثم تقول: السلام على ألأرض، لكن أرضك ليس سوى/ ضحكة تتبخر صورتها في المساء». وقرأت الشاعرة اللبنانية د. يسرى البيطار، اكثر من قصيدة، كانت واحدة تكريما وترحيبا بمدينة الرمثا والمدن الأردنية بلغة أكثر دفئا وصفاء، قصائد لا تحتمل التعقيد، قريبة من نبض الشارع وتوجعات الروح، وكما ذهبت بنا إلى القدس العربية وجراحاتها بإحساس جارف. تقول في قصيدتها:»على اسم الشوق في دلع العفاف/ وزهر مال نحوك بارتجاف/ ومن عنب العرائش إذ تدلى/ ندى الهمس خمري القطاف». ومن جهتها قرأت الشاعرة عائشة الحطاب قرأت قصائد وقفت من خلالها على الوجع الإنساني وتفاصيل الحياة،فكانت مدينتها دامعة الحطاب شاعرة تفيض حزنا وألما، إلا أنها من خلال قصائد نجد ثمة بريق أمل وحياة وفرح منشود رغم المآسي التي تعصف بهذه الأمة «قبل أسيافكم أسلبتها الذهبا/ وقلت قافية ترثي حلبا». الشاعر العراقي مكي نزال، افتتح قصيدته بالقول:قرأت في كتب التاريخ أن معنى الرمثا بالسريانية هو «العالية»، وعرفت حين كبرت أن الرمثا عاليا حقا، ثم قرأ قصيدة «الرمثا العلا»، يقول فيها:»قدمت أرضك يا رمثا أحييها/ وأفعم القلب من تحنان أهليها/ سمعت عن عزها أقوال من عدلوا/ ودونوا ارثها من عمق ماضيها». واختتم القراءات الشاعر الدكتور محمد محمود محاسنة، فقرأ قصيدة بعنوان:»حديث الهدهد»، قصيدة عمودية عاين فيها شؤون الروح وشؤون الذات الإنسانية، وكما قصيدة أخرى مستوحاة من المسلسل الكرتوني «عدنان ولينا». واختتم اليوم الأول بتكريم راعي المهرجان والشعراء المشاركين فيه بتقديم الدروع والشهادات التقدير جريدة الدستور الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 18-05-2017 10:08 مساء
الزوار: 575 التعليقات: 0
|