|
عرار: عرار - بترا- تيسير النجار : يسعى مشروع بحث ودراسة عنوانها الموسوعة الاردنية الى التأريخ للحياة الاردنية بتفاصيلها كافة , السياحية والاثرية والجغرافية والسياسية والاقتصادية والعشائرية والشعبية والعادات والتقاليد والبلديات والاراضي لوضعها بين يدي الباحثين وطلبة العلم محليا وعربيا وعالميا , وتمثل قاعدة فكرية واحدة تشتمل على كل ما هو اردني ولتكون بمثابة دائرة معارف اردنية شاملة . وتكمن اهمية المشروع الذي يعد دراسته الاستاذ المشارك في جامعة اليرموك الدكتور رسلان بني ياسين بمعاونة فريق اكاديمي يضم فهد عاشور والدكتور محمود هياجنة , نظرا لحاجة المكتبة الاردنية لمثل هذه الموسوعة لتلبي الحاجات العلمية على غرار ما هو موجود في دول شقيقة. ويهدف المشروع وفقا لقول الدكتور بني ياسين لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) الى ايجاد دائرة معارف اردنية وبناء معجم جغرافي وخدمة طلبة العلم في المدارس والجامعات وابراز الجانب الحضاري للاردن وتوفير قاعدة بيانات واحصاءات رقمية دقيقة عن الوضع الاقتصادي بجوانبه المختلفة . كما يهدف الى فهرسة بيانات علمية دقيقة ترفد الوزارات بما يفيد , عن الشأن الاردني وتقديم مادة متكاملة للتعمق المتخصص والتوجه الى اوسع جمهور من مختلف الاعمار والاتجاهات والمستويات التعليمية والثقافية والاجتماعية . ويضيف ان مشروع الدراسة يحدد خطوات اجرائية لتنفيذها عن طريق الخوض بدقائق التفاصيل من خلال تعريفات اجرائية للموسوعة باعتبارها عملا ضخما من حيث النوع والحجم والمنهج وضرورة ايجاد جهة داعمة يكون لها النصيب الاكبر في ملكية المشروع وتحديد لجنة مركزية تتولى الاشراف على الموسوعة وفق منهجيات عمل وخطوات اجرائية محددة . ويقول الدكتور بني ياسين ان مشروع الموسوعة جاء ليكون رافدا لحضارة وتاريخ وثقافة الاردن من الاندثار او التراجع او التهميش . ويشير الى ان الدراسة لم تغفل الدور الكبير للجان البحث على انواعه كرافد علمي اكاديمي وميداني لمختلف المعلومات المتصلة بالموسوعة واعدادها وضمان التحديث عليها واعتماد لجنة للتاليف العلمي والموسوعي واخرى للترجمة وثالثة للتحكيم لقراءة واجازة ما يكتب او رفضه اضافة الى لجنة للبرمجة الالكترونية لغايات النشر الالكتروني لكل ما يتصل بالموسوعة والاشراف على تحديثه. يبين ان مكونات المشروع تتضمن ابوابا رئيسية حول المعارف العامة والفلسفة وعلم النفس والديانات والعلوم الاجتماعية والاقتصادية والتربوية واللغات واللهجات المحلية والعلوم الطبيعية والرياضيات والتطبيقية والتقنية والفنون والاداب والجغرافيا والتراجم والتاريخ والسياسة والسياحة والاثار. ويقول الدكتور بني ياسين ان الابواب السابقة بمثابة تصنيف شجري لموضوعات فرعية يندرج تحتها تفاصيل متعددة تتناول مختلف الجوانب المتصلة بتاريخ الاردن وثقافته وتراثه المتجذر على مر العصور وغير ذلك الكثير. ويوضح ان مشروع الدراسة يوثق للجهات الواجب التعامل معها لانجاح هذا المشروع على الصعيد الرسمي واعتماد روافد معلوماتيه في مجال الخرائط والمصادر العثمانية والمعاجم والموسوعات والكتب الموسوعية وكتب الرحالة والصحف والدوريات واية مرجعيات تعرضت للحياة الاردنية وتفاصيلها. ويؤكد بني ياسين ان المشروع يستحق الدعم والمؤازرة باعتباره مشروعا علميا واكاديميا وتاريخيا متطورا يسعى الى الديمومة والتحديث والارشفة لكل ما يتصل بالوطن وتقديمه لفئات المجتمع المحلي والدولي على حد سواء. ويوضح ان تمويل المشروع قد يكون العقبة الابرز في مجال اخراجه لحيز الوجود لاعتبارات تتصل بالديمومة واستمرارية الانفاق الامر الذي يقتضي تدارس اليات ايجاد هيئة تضم كوادر وعاملين للاشراف عليه . ويقول مدير الدراسات والمطبوعات في دائرة المطبوعات والنشر القاص الدكتور عبد الله الطوالبة ان التداخل في الصلاحيات ، وتشابه المهام مشكلة نعاني منها في الاردن في اكثر من مجال ،مضيفا ان هذه المشكلة تحتمل الانتظار والحل المتمهل , لكن في مجال المعلوماتية فإن الانتظار يصبح مضيعة للوقت ، وإهدارا لجهد لا بد وأن يجد طريقه إلى حيز الفعل . ويبين انه يوجد لدينا مؤسسات مختصة في المعلوماتية والتوثيق تتشابه في مهامها وطبيعة عملها إلى حد التطابق والملفت انها لا تنسق جهودها على الأقل لتتكامل تلافيا للتكرار وتبديد الجهد والوقت فيما لا جدوى منه. ويرى ان فكرة انشاء موسوعة معارف اردنية رائدة تحتاج الى حوار وطني ، لبلورة قرار مدعوم شعبيا ومؤسساتيا لاعتماد جهة واحدة تناط بها مهام المعلوماتية والتوثيق والارشفة ، ويمكن توسيع مهامها مستقبلا على صعيد الرصد الخارجي لترجمة اي إصدار مهم في ميادين العلوم الطبيعية والانسانية إلى اللغة العربية . ويقول الدكتور الطوالبة :" علينا ان نتذكر دائما ان موجهنا لبلورة هذا الجهد وترجمته على أرض الواقع هو ما للمعلومة من أهمية فائقة في عصرنا , فهي الاساس المكين الذي نبني عليه الخطط وتوضع بناء عليه التطلعات لبناء الحاضر والاستعداد للمستقبل". ويلفت استاذ الادب الايطالي في الجامعة الاردنية الدكتور عامر السبايلة الى انه في كل يوم يمر علينا مبدع , ويعبر التاريخ أرضنا وتضع كثير من الأحداث بصماتها ونحن نلعب دور المشاهد لا أكثر , فبين مفكر وعالم, ومبدع وحالم, ومصيبة وفرح تسير الحياة بنا هكذا حتى ندرك أن هذه الحياة عبارة عن سلسلة من الاحداث المتواترة والمتغيرات المستمرة , ولادة وموت, ابتسامة ودمعة, كتاب وفكرة, شاعر وعالم, رسام وكاتب. ويستطرد انه ومع كل هذه المتنوعات, والظواهر التي قد لا تتكرر تتولد الحاجة لحفظ هذه المتنوعات, وتسجيلها لتبقى ارثاً حضارياً, ومرجعية تكون أساساً لحفظ الارث الحضاري والفكري الأردني. فالواجب الوطني كما يضيف يحتم علينا حفظ تاريخ الاجيال السابقة لنحفظها للاجيال القادمة, لتكون الاساس الحقيقي لتشكيل الهوية الوطنية الأردنية المتنوعة بثرائها الفكري وجوانبها الحضارية والابداعية. ويقول ان هذه الموسوعة من شانها ان تحفظ الأوراق من الضياع , فتكون ذاكرة للشخوص والأعلام وحافظة للاحداث والكتب والأنباء. ويعتبر الدكتور سبايلة ان انجاز مشروع دائرة المعارف واحدة من اهم الخطوات التي ستعمل على توثيق وتثبيت القواعد الأساسية للحركات الثقافية الأردنية وغيرها , ويعتبر هذا العمل بمثابة واجب شرعي تجاه الوطن وأبنائه من السابقين واللاحقين, ويكمن التحدي الأساسي بالقدرة على تجميع الارث الهائل من المساهمات والكتابات ضمن موسوعة حقيقية تستطيع اللحاق بالمتغيرات المتسارعة التي يشهدها العصر. ويبين ان النجاح باستحداث هذه الدائرة يشكل نقطة تحول حقيقية في مفهوم المعرفة والبحث العلمي حيث يصبح من السهل الحصول على المعلومات اللازمة للاغراض البحثية وتسهيل مهمة الباحثين، فالتطور المعرفي وتبلور ثقافة المعرفة هو الهدف الأساسي الذي تسعى الدائرة لانجازه. ويقول ان انجاز هذا المشروع لم يعد يصنف في خانة الضروريات ، بل أصبح يصنف ضمن دائرة الخيار الذي لا بد منه ولا غنىً عنه، فمواكبة التطورات والرغبة بالتقدم والسير الى الامام يحتمان علينا ان تكون فكرة هذا المشروع على رأس أجندة أولوياتنا. ويلفت أستاذ التاريخ الحديث المشارك بجامعة الزرقاء الدكتور بسام البطوش انه في ظل شكوانا الدائمة من الظلم الذي يقع بحق تاريخ الأردن ، والجهل بقضاياه وتحدياته تبرز دائما أهمية صون الذاكرة الوطنية وبناء قاعدة معرفية علمية للتعريف بالأردن من النواحي التاريخية والجغرافية والحضارية والديمغرافية والبيئية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية والأعلام والشخصيات والرموز والسياحة والآثار . ويقول : هذا يقودنا الى التساؤل حول أهمية ان تتولى إحدى المؤسسات العلمية الأردنية مسؤولية إعداد مشروع الموسوعة الأردنية الوطنية الشاملة مؤكدا انه عمل هام يتطلب بناء قاعدة معلومات وطنية تشمل جوانب الحياة الأردنية على تنوعها . ويضيف البطوش : نحن بأمس الحاجة الى موسوعة أردنية شاملة وحديثة تسد فراغا ملموسا في المكتبة الأردنية ، وتعالج القصور في المادة العلمية التي تعالج الشؤون الأردنية من وجهة النظر الأردنية وبأسلوب علمي وموضوعي ، يساعد الناشئة في التعرف على مجمل الحياة الأردنية ،ويتيح للباحثين والطلبة التعامل مع مصدر موثوق للمعلومات حول الأردن . ويعتبر الشاعر والباحث مهدي نصير انه من الضروري لكل أمة توثيق معارفها وتراثها وإبداعها وتحديث هذه المعارف وإتاحتها لأبنائها ومجتمعاتها بشكل يسير وشامل وبكلف مادية محدودة ، وان تتم إدارة هذه المعلومات والوثائق بأيد وطنية وقدرات من أبناء الأمة نفسها , مؤكدا ضرورة إنشاء دائرة معارف عربية لتوثيق تراث الأمة وتاريخها وأخذ هذا التاريخ من مصادر موثوقة ومخلصة ومهنية . ويقول ان المعرفة أداة أيدلوجية يطوِّعها من يتحكَّم بها لمصالحه وهيمنته ويطوِّع ويوجِّه هذه المعارف في اتجاه خدمة رؤاه وبرامجه ويلبسُها لباس العلم والمعرفة المجرَّدة ، لذلك وجب على الأمة العربية ان يكون لها قواعد بياناتها المستقلَّة والوطنية والتي تخدم المشروع النهضوي العربي بعيدا عن التبعية والارتهان لقواعد بيانات يديرها ويوجهها أعداء الأمة ومن يعملون ضد مصالحها ونهضتها . ويضيف نصير ان إنشاء دائرة معارف عربية عمل كبير بحاجة إلى تضافر جهود كبيرة من الجامعات والمكتبات والباحثين والمؤسسات الثقافية والعلمية الرسمية والشعبية وبحاجة إلى موازنات مالية كبيرة وإلى قرار عربي بضرورة إنشائها وتوفير التمويل المالي اللازم والكفاءات البشرية والتقنية والمكانية لإنجاحها . الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الجمعة 23-12-2011 08:18 صباحا
الزوار: 1499 التعليقات: 0
|