|
عرار:
عمان - إبراهيم السواعير وبعيداً عن الغنائيّات والرومانسيّات الاحتفاليّة، فإنّ لهذه المدينة وجوارها التاريخي ما تفعله خلال عام الثقافة، بوصفها ثغراً جغرافيّاً مهمّاً جدّاً وتستند إلى إرثٍ حقيقيٍّ ضارب في التاريخ، ولأنّنا ننتظر من المدينة التي تختتم مشروع المدن الثقافيّة الذي تنفّذه وزارة الثقافة بالتعاون مع مديريات الثقافة في المحافظات، أن تكون رافعةً فكريّة لمنطقة حدوديّة هي شاهد عيان على أمواج التكفير التي تستهدف ضحاياها من قليلي الحظّ الثقافي وتلعب على وتر الدين، الذي هو في حقيقته أصفى وأنصع من كلّ هذا التوظيف السياسيّ الذي يخرج هذا الدين من فطرته وسماحته ومبادئه القائمة على المحبّة والسلام. إنّ منطقةً بحجم المفرق تنتظر منذ مدّة طويلة أن تكون مدينة الثقافة الأردنيّة، تتوافر على مقوّمات حقيقيّة في هذا الموضوع، في أماكنها الأثريّة والسياحيّة، وحواضن الفعل الثقافي من القاعات والمكتبات والمسارح، عدا هيئاتها الثقافيّة التي انطلقت واثقةً تشتغل على فكر وثقافة تنفع الناس وتمكث في الأرض. رئيس بلدية المفرق أحمد غصاب الحوامدة وبما للبلديات من دور مهم في دعم الفعل الثقافي وتأطيره في مدن الثقافة الأردنية وفي المشروع الثقافي عادة، يؤكّد جهود وزارة الثقافة في ما تمّ إنجازه من برامج وأنشطة ثقافية مهمّة، معرباً عن تقديره للجنة تحكيم المدن الثقافية في اختيار المفرق مدينة الثقافة الأردنية لعام 2017، مؤكداً تصميم المفرق على إنجاح المشروع والاستفادة من تجارب مدن الثقافة الأردنية بما يعود بالفائدة على المجتمع المحلي وتنمية الروح الثقافية والطاقات الإبداعية لدى الشباب والأدباء والمثقفين. كما يعرب عن تقديره لمديرية ثقافة المفرق وكادرها وهو ما يبشّر بتعاون البلديّة لإنجاح هذا المشروع. «الرأي» وفي قراءة أوّلية لها لمدى الاستعداد المؤسسي الرسمي لتنفيذ فعاليات المدينة وجوارها، التقت مدير ثقافة المفرق فيصل السرحان الذي أكّد أنّه وطاقم المديرية قاموا بجهودٍ متواصلة في التشاور مع المعنيين بالثقافة من أصحاب الاختصاص راجعوا خلالها تجارب المدن الثقافيّة للاستفادة وتقييم المشاريع المهمّة والمفصليّة في كلّ المحافظات، نحو الانطلاق من رؤية ثاقبة، خصوصاً في تلافي أوجه القصور في التنفيذ لدى بعض المدن واعتماد المعايير المناسبة التي ثبت جدواها في هذا المشروع الذي مرّ على كلّ مدن الثقافة الأردنية ابتداءً من عام ألفين وسبعة، وضمّ إربد، والسلط، والكرك، والزرقاء، ومعان، ومادبا، وعجلون، وجرش، والعقبة، ليكون استنفد أهدافه بمسك الختام في المفرق، ثاني مدن المملكة في المساحة بعد محافظة معان. يقول السرحان إنّه يعمل على إنجاح الفعاليات الثقافية، متقصّداً استدامة المشروع بعد انتهاء عام الثقافة، والعمل على حفز المثقفين لتأسيس هيئات ثقافيّة متخصصة، لافتاً إلى عدد مهم من الهيئات ذات الاحتصاص الثقافي النوعي، في حقول السينما والتشكيل على سبيل المثال، وغيرها من الحقول الأدبيّة والفنيّة. ويؤكّد السرحان حرص المديرية على توزيع مكتسبات التنمية الثقافيّة على كافة هذه الهيئات، متوقّفاً عند موضوع قال إنّه مهم جداً وهو التراث الشفاهي أو التراث الثقافي غير المادي أو غير المكتوب والذي يحتاج تقصياً وجمعاً وتحليلاً، مبيّناً أنّ المديرية ترجو من خلال تعاونها مع الهيئات الثقافية في هذا المجال التوثيق وتأكيد التراث الوطني. وفي سياق آخر، يؤكّد السرحان أنّ المديرية ستعمل من خلال المشاريع الثقافيّة على إرساء روح التسامح وتقبّل الآخر كون المفرق ذات طبيعة فسيفسائيّة في نسيجها الاجتماعي، بل ترتدّ أصول بعض ساكنيها إلى أقطار عربيّة، وهي فسيفساء يرى السرحان أنّها يمكن الاستفادة منها في إبراز هويّة المفرق الثقافية من خلال برامج المدينة وإيصال الفعل الثقافي إلى كل أرجاء المحافظة. ويضع السرحان على أجندة مدينة الثقافة الالتقاء بالنخب والمفكرين والمثقفين والفنانين ليكونوا نواةً وقّادة للفعل الثقافي وتأثيره الاجتماعي، فهي فرصة ذهبيّة كما يقول لإبراز التنوع الثقافي وإظهار ما تزخر به المحافظة في صناعة الحرف اليدوية التي يمكن العمل على تفعيلها وتسويقها لتشكّل رافداً من روافد اقتصاديّات الثقافة الذي يعود على الجميع بالخير. ويذكر السرحان من أمثلة ذلك الحجر البازلتي الموجود في المنطقة والذي يمكن الاشتغال عليه لمنحوتات فريدة وأشكال جماليّة اقتصاديّة، شريطة الانطلاق من رؤية واضحة في هذه الصناعة. ويضيف السرحان أنّ كثيراً من النقوش والآثار التي قامت على توثيقها مديرية الآثار في المفرق يمكن أن تكون سبباً مهماً في التعاون ما بين وزارة السياحة ووزارة الثقافة عن طريق مديريتي السياحة والثقافة هناك، لما لذلك من بعد سياسي وثقافي وتاريخي ولما تحمله هذه النقوش من هويّة أصيلة لسكّانها الذين يتوقون إلى مدينة ثقافيّة ناجحة بامتياز. من المشاريع الحضاريّة التي يمكن الاشتغال عليها كما يقول السرحان موضوع الإنتاج السينمائي، انطلاقاً من وجود القصص والحكايات المبثوثة في الصحراء والبيوت ولدى السكان، وهي تراث مهم يهيّء سكان المنطقة وشبابها والمهتمين لارتيادها أرضاً خصبة في العمل السينمائي، وقس على ذلك بقيّة الفنون في الدراما والتلفزيون. وفي سؤالٍ عن «بيت الشعر» الذي يديره السرحان، وسبق أن أنشأه حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي في المفرق، وحول أنشطته الأسبوعيّة وملتقياته السنويّة، وكيفيّة استثماره في مدينة الثقافة الأردنية 2017، يؤكّد السرحان أنّ هذا البيت سيكون له دور كبير في احتضان أبناء المنطقة في الشعر الفصيح وكذلك سيكون حاضنة مهمّة في أمسيات وأنشطة الهيئات الثقافيّة خلال عام الثقافة، خصوصاً وأنّ الشعر سيكون له نصيبه المهم في احتفاليّة المدينة. وفي نظرة على الأماكن الأثرية والسياحية في المحافظة، نجد فيها عدداً مهمّاً في ذلك، حيث أم الجمال الأثرية وهي مدينة أثرية متكاملة تعود الى العرب الأنباط في البادية الشمالية ، وأم السرب الأثرية البلدة الأثرية على الطريق الروماني في البادية الشمالية، وأم القطين الأثرية وهي بلدة أثرية على الطريق الروماني في البادية الشمالية، وجاوة وهي بلدة من العصور الحجرية تشتهر بالحصاد المائي المبكر وتقع في البادية الشمالية، وكذلك برقع وهو قصر إسلامي وواحة ماء في البادية الشمالية، وسما السرحان البلدة الأثرية والتي تشتمل على كنائس بيزنطية وتقع في البادية الشمالية، وصبحا والدفيانة بصفتهما من البلدات الأثرية المبنية من الحجر البازلتي في البادية الشمالية، وتل قعيص ومقاعص وهو تل أثري وموقع تاريخي في البادية الشمالية، والفدين وهو مجموعة قصور أثرية متجاورة في قصبة المفرق، والقلعة العثمانية التي هي موقع استراحة عثمانية في قصبة المفرق، ومحطة القطار الحجازي وهي عبارة عن محطة عثمانية واستراحة لركاب الخط الحجازي وتقع في قصبة المفرق، وكذلك رحاب الأثرية المدينة التي تشتهر بالكنائس الأثرية القديمة وتقع في قصبة المفرق، والمدور البلدة العثمانية القديمة في قصبة المفرق، وكذلك الغدير الأبيض وهو تجمع مائي مميز (واحة صغيرة) في قصبة المفرق، وحيان المشرف البلدة الرومانية الأثرية قصبة المفرق، ووادي راجل وهو مستوطنات أثرية مبكرة في البادية الشمالية، ووادي سلمى وهو عبارة عن مستوطنات أثرية مبكرة في البادية الشمالية، وكذلك الخربة السمراء البلدة الأثرية ذات الكنائس البيزنطية ومحطة القطار في قصبة المفرق، والخان وهي استراحة مملوكية في قصبة المفرق، ومسجد رحاب الأثري وهو مسجد عثماني قديم في قصبة المفرق، وكذلك مسجد بلعما الأثري وهو مسجد عمري قديم في قصبة المفرق. وتتوافر المفرق على قاعات ومراكز لاحتضان الفعل الثقافي خلال عام الثقافة وتتمثل بقاعة بلدية المفرق، وقاعة مكتبة الناشئين، وقاعة بلدية بلعما، وقاعة جمعية السهاونة، وقاعة الإمام مسلم بجامعة آل البيت، وقاعة غرناطة بجامعة آل البيت، وقاعة كلية المفرق الأهلية، وقاعة جمعية الحسين أبناء الجنوب، وقاعة مدرسة الزعتري الثانوية إناث، وقاعة الصندوق الهاشمي رحاب، وقاعة مكتبة بلدية أم الجمال، وقاعة مكتبة بلدية صبحا، وقاعة المدرسة العسكرية -السرحان، وقاعة مكتبة جمعية نساء الرويشد، ومركز أبحاث البادية الأردنية، وقاعة تجمع المتقاعدين العسكريين –المنشية، وقاعة مركز شباب المفرق، وقاعة مركز شابات المنشية، وقاعة مركز شابات رحاب. أما المسارح ففي المفرق مسرح قاعة بلدية المفرق، ومسرح حديقة البلدية، ومسرح حديقة الأميرة إيمان، ومسرح مدرسة الصناعة، ومسرح مركز البحث الزراعي، ومسرح قاعة الحسين بن علي بجامعة آل البيت، ومسرح مدرسة المفرق الأولى، ومسرح مدرسة الملك عبد الله الثاني للتميز، ومسرح قاعة نادي المعلمين، ومسرح مدرسة عبد الله بن رواحة، ومسرح مدرسة حي الحسين النموذجية، ومسرح حديقة الخالدية. ويتأكّد الاستعداد الثقافي للمفرق بوجود هيئات ثقافيّة متنوعة التخصص ولها حضورها من واقع نشاطاتها المنتظمة، وهي فرقة البادية الشمالية بالمكيفتة، ومنتدى المنصورة الثقافي ب المنصورة، ومنتدى الحمراء الثقافي بالحمراء، وجمعية منتدى السرحان للتنمية الثقافية، ومنتدى منشية بني حسن الثقافي، ومنتدى الخماسية الثقافي، وتجمع الشباب الأردني الثقافي (تشارك)، ومنتدى بلعما الثقافي، ومنتدى الحسين الثقافي بالخالدية، ومنتدى المفرق الثقافي، وجمعية المحافظة على القران الكريم/ بالمفرق، وجمعية مركز مساواة لتنمية المجتمع المدني بالمفرق، ومنتدى البادية الشمالية بصبحا، ومنتدى الدجنية الثقافي، والجمعية الأردنية للثقافة السينمائية بالمفرق، وجمعية أندلسيا لتنمية المجتمع المحلي بالمفرق، وجمعية عبق الرياحين بالمفرق، وجمعية تجمع شباب البادية الشمالية للفكر والثقافة بصبحا، وجمعية منابر الهدى الثقافية بالمفرق، وجمعية الثقافة والفنون البصرية والإبداعية بالمفرق، وجمعية رفيف الحياة لإحياء التراث بالمفرق، وجمعية الأصايل للإبداع والفن التشكيلي بالمفرق. ويهتمّ عدد من الفنانين في المفرق بالفن التشكيليّ وفق مدارس متنوعة، ومنهم رياض العنزي، ويسرى الجعبري، ومحمد علي القطعان، وابتسام عليمات، ورشدة قبلان الوادي، وأسماء مياس، وعمر خوالدة، ومحمد العيسى، ومنتصر عبيدات، ومحمد شواقفة، وإبراهيم حراحشة، وفراس شطناوي، وهشام شديفات، وبنى القاضي، وأمل شديفات. كما يحافظ عدد وافر من عازفي الربابة على التراث الثقافي غير المادي، ومنهم تركي العون، ومحمد كريم الخزاعلة، وعيد شرفات، ومحمد عذيمان، وخلف عليمات، علاوةً على عدد من شعراء الشعر الشعبي والنبطي، ومنهم عيسى نهار الخزاعلة، وآية حراحشة، ومحمد قدر السرحان، وشيماء الحراحشة، ومحمد كساب السرحان، وأسامة هزاع السرحان، ولطيف ريض العنزي، وعلي عبيد الساعي، ومحمد مقداد الخالدي، ومحمد حمدان العنزي، ومشعل العنزي، ومحمد العنزي، وأحمد الخالدي، ومحمود العزام، وغرام الخزاعلة، وعبد الله السرحان، وفايزة النعيمي، وعبد السلام زبون، وحمد الموالي، وعيد المساعيد. كما يحمل شعراء مبدعون في المفرق جذوة الشعر الفصيح، ومنهم خالد محمود الشرمان، ومحمد نميرات، وناصر السخني، وعيسى الخزاعلة، وسالم شديفات، وعاقل الخوالدة، وإبراهيم الحسبان، ومحمد عياف العموش، وعبدالله االخوالدة. ومن الأصوات الفنيّة المهمّة في المفرق الفنانون: رائد السرحان، وغالب خوري، وسعود خزاعلة، وثمين حداد، وفارس خزاعلة، وبشار السرحان. ومن خلال مهرجاناتها الثقافية العاملة تقدّم المفرق سنوياً إبداعات متنوعة بين الشعر النبطي والشعبي، وهي: مهرجان الخالدية السابع عشر للشعر الشعبي والنبطي التابع لوزارة الثقافة، ومهرجان التنوع الثقافي (الفدين ) تجمع الشباب الأردني الثقافي ( تشارك)(دورة واحدة)، ومهرجان صبحا والدفيانه: بلدية صبحا، ومهرجان ليالي البادية الشمالية: فرقة البادية الشمالية، ومهرجان السرحان الثقافي: منتدى السرحان للتنمية الثقافية، ومهرجان المفرق للثقافة والفنون (دورة واحدة). كما يقوم بيت لاشعر في المفرق بنشاطات أسبوعيّة وسنوية من خلال ملتقى المفرق للشعر العربي. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: السبت 24-12-2016 05:46 مساء
الزوار: 1237 التعليقات: 0
|