وسبقت حفل الختام في جامعة الصداقة بموسكو، ندوة عن الثقافة الفلسطينية للدكتور عبد الرحيم الشيخ، وتناولت أسئلة وتحديات الثقافة الفلسطينية.
وقدم البروفيسور براباش عميد كلية العلاقات الدولية في جامعة الصداقة في بداية الندوة مداخلة أشار فيها
إلى أنه عائد للتو من فلسطين، وأن ما شاهده فيها "أمر يبعث على الفخر والاعتزاز، لأن الشعب الفلسطيني المحروم من كل حقوقه بسبب الاحتلال، يصنع المعجزات"، ليعطي الكلمة للسفير الفلسطيني في موسكو عبد الحفيظ نوفل.
وأعلن نوفل، أن سفارة دولة فلسطين في موسكو، وبالتعاون مع جامعة القدس، قررت تخصيص ست منح سنوية للطلبة الروس من أجل تعلم اللغة العربية، والإقامة في القدس الشرقية، للاطلاع على واقع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، قبل أن يطلب من وزير الثقافة تقديم كلمته.
وشدد وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، في كلمته، على دور الثقافة في تعزيز دور الهوية الوطنية، كما تحدث عن عمق العلاقات الثقافية بين فلسطين وروسيا، مستعرضاً نماذج من الأدباء الروس الذي شكلوا مرجعيات أساسية ليس فقط في فلسطين بل في العالم كله، مثل: توليستوي، ومكسيم غوركي، ودوستويفسكي، وغوغول، وغيرهم الكثير.
وأكد بسيسو على ضرورة تعزيز التعاون في مجال الترجمة، وهو ما من شأنه أن يفتح آفاقاً للمثقفين ولعموم القراء في الشعبين بالتعرف على الأدب الحديث الفلسطيني في روسيا، والعكس.
كما شدد على أن هذه المشاركة تقدم صورة من الإرادة الفلسطينية المتلاحمة مع عمقها الإنساني .. وقال: لذا جئنا بالشباب سفراء التجدد في الإبداع الفلسطيني، هؤلاء الذين يحملون اسم فلسطين جيلا بعد جيل في الرواية والشعر والسرد والفن التشكيلي والسينما والمسرح والموسيقى وغيرها من صنوف الثقافة والفنون.
وأضاف: هؤلاء الذين يواجهون شتى صنوف التحديات بصلابة نادره، وبقوة الذاكرة لحماية الهوية من التفتت الذي يحاول الاحتلال الاسرائيلي بسياساته أن يكرسه، لكن الشباب بهوياتهم هم من يتصدون لها.
وثمن بسيسو دور روسيا الاتحادية في وقوفها الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني، والدفاع عن حقوقه المشروعة في نيل الحرية والاستقلال.
واستعرض د. عبد الرحيم الشيخ في في ندوته أبرز التحديات التي تواجه الثقافة الفلسطينية، مؤكداً على أن الثقافة فعل مقاوم في فلسطين، مقدماً العديد من النماذج، وضارباً العديد من الأمثلة في هذا السياق.
وأكد الشيخ على مفاهيم الثقافة الفلسطينية القائمة على التعددية، والتي يحاول الاحتلال تشويهها، بل ويحاربها ويعمل تدمير أساساتها، وهو ما لم ينجح فيه، كون الثقافة الفلسطينية مقاومة ومواجهة، وهذا نابع من أصالتها.
وتنوعت عروض الفعاليات ما بين الفنون الشعبية، عبر عدة عروض لفرقة الاستقلال للفنون الشعبية، ومعارض فنية للفنانين والخطاطين أريج لاون، ومحمد شلبي، وساهر الكعبي، وما بين عروض للأفلام حيث عرض فيلم "أهلاَ بيت لحم" للمخرجة ليلى صنصور، فيما قدم الدكتور عبد الرحيم الشيخ ندوة حول الثقافة الفلسطينية لطلبة جامعة الصداقة الروسية، وتولى الترجمة الإعلامي والأكاديمي الفلسطيني عبد الله عيسى.