|
عرار: قوة الثقافة في مواجهة ثقافة القوة ... الـدبـلـومـاسـيـة الـثـقـافـيـة لـحاكم الشارقة في بادرة غير معتادة، احتفت جريدة التايمز البريطانية العريقة، في عددها الصادر الثلاثاء الماضي، 27 سبتمبر، بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفظه الله ورعاه، وبإمارة الشارقة التي اختيرت عاصمة للثقافة الإسلامية. عبر إصدار ملحق مستقل، بلغ عدد صفحاته ما يزيد عن العشرون صفحة، تصدره عنوان "الشارقة ... التحول نحو الحداثة"، احتفت جريدة التايمز البريطانية العريقة، في عددها الصادر الثلاثاء الماضي، 27 سبتمبر، بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفظه الله ورعاه، وبإمارة الشارقة التي اختيرت عاصمة للثقافة الإسلامية، حيث قامت الجريدة، برصد كيف تحولت الإمارة من مجرد إمارة صحراوية إلى مركز ثقافي ومحور صناعي إقليمي، في أقل من أربعة عقود، تحت حكم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي. هذا الاحتفاء "الخارجي"، جدد عندي الاهتمام الذي كنت قد طرحته منذ سنوات، عن حاجة الشباب الإماراتي والعربي الماسة، لمعرفة المزيد عن المبادرات، والمساعي، والسياسات التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في مجال الدبلوماسية الثقافية والعمل الاجتماعي، وحاجة المجتمع والدوائر، الأكاديمية والسياسية والثقافية المختصة، لإلقاء مزيداً من الضوء والاهتمام بتقييم وتثمين هذه المبادرات والسياسات، ليس فقط تقديراً واحتفاء به - وهو بلا شك يستحق كل احتفاء وتقدير من الجميع بلا أدني شك أو شبهة مجاملة أو تملق- ولكن لغايات الدراسة والتأمل، واستخلاص العبر، واستشراف البدائل المستقبلية. فقد نجح سموه في إعادة بعث قرطبة أو الأندلس في القرن الحادي والعشرين، عبر تحويل إمارة الشارقة لنموذج عالمي، يحتذى به في الاهتمام بالقيم والفكر، ومبادئ التعايش السلمي، والانفتاح على الآخرين، موظفاً القوة الثقافية كأداة للترويج للإمارة ولدولة الإمارات العربية المتحدة، عالمياً وإقليمياً، إيماناً من سموه بأن "الثقافة هي حجر الزاوية في التنمية المنشودة، وهي ما يحقق التوازن بين الانتماء الحضاري وروح العصر. الثقافة رسالة للارتقاء بالذات، وتهذيب النفس، والسمو بالإنسان إلى مدارج الترقي والتسامح والتآخي بين البشر. والتعليم هو المفتاح الرئيسي للولوج في آفاق التطور والتقدم". في أحد المقالات التي نشرتها التايمز، وصف الكاتب مايكل بايون، التحول الذي أحدثه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي منذ توليه حكم الإمارة، بأنه "مزيج ذكي أو ناعم (Delicate Mix) بين الأصالة والمعاصرة"، شارحاً نهج سموه في الحكم والإدارة، بأنه كان وعبر العقود الأربعة الماضية، "يجمع بين الفطنة السياسية وحب الفكر والأدب"، كما أنه حرص على "تحسين وتدعيم علاقاته مع جيرانه، والاهتمام الفائق بالبعد الاجتماعي في سياساته العامة، بنفس الاهتمام نحو تحقيق النمو والتحول الصناعي للإمارة". وهو الأمر الذي أعتبره الكاتب نموذجاً غير متكرر في المنطقة. لقد أقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، توازناً دقيقاً بين طرفي معادلة، أعتبرها الكثيرون مستحيلة؛ السعي نحو تحقيق وتعزيز السيادة والاستقرار الجماعي في ظل الاتحاد الإماراتي من ناحية، وبين الحفاظ على الهوية الفردية للإمارة في تحديد طريقة للتوافق والاندماج في منظومة الاقتصاد العالمي، من ناحية أخرى. وهو النهج الذي جعل الشارقة تمتاز عن غيرها بنموذجها الأكثر اقتراباً من الاستدامة، بتركيز اقتصادها على الجانب التنموي (الإنتاجي -التصنيعي)، مستفيدة من موقعها كبوابة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب غرب أسيا- على حد قول الشيخة بدور القاسمي- وعدم الرغبة في الإسراع في تبني النموذج الخدمي – المالي، القائم على مجالات اقتصاديات وسيطة، مثل القطاعات المصرفية، والعقارات، والخدمات المالية، وهو التوجه الذي نجح إلى حد كبير، في تجنيب الإمارة الكثير من تداعيات الأزمة التي ضربت الاقتصاد العالمي في فترة 2008-2010. من ناحية أخرى، سعى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لتعزيز مكانة الإمارة وتطوير أسلوب تنميتها الاجتماعية والثقافية، بالصورة التي تضمن حماية المواطنين (والمقيمين بها) من التداعيات السلبية التي أفرزها الانفتاح والغزو الممنهج المصاحب للعولمة، التي تتسبب في تزايد شعور المواطنين وإصابتهم بأمراض اجتماعية غريبة عن الجسد والروح الإماراتية الأصيلة، كالاغتراب، والعزلة، والإفراط في الاستهلاكية، والإسراف، والتفسخ الأسري والاجتماعي، والغلو، والتطرف الفكري (تجاه اليمين أو اليسار)، وغيرها من التداعيات الاجتماعية التي لم تجد اهتماماً كافياً من جانب الكثير من الجهات الرسمية حتى اليوم، كونها بالأساس ظواهر باطنية وجوانية. كونه بالأساس باحثاً في علم التاريخ والعلوم الاجتماعية (حاصل على درجتي دكتوراه في الجغرافيا السياسية "الجيوبولتيك" لدول الخليج من جامعة إكستر البريطانية، ودكتوراه الفلسفة في علم التاريخ من جامعة دورهام البريطانية العريقة، وله أكثر من 35 مؤلفاً (علمياً وفكرياً وأدبياً) تُعنى بالتحولات التاريخية والاجتماعية التي جرت للمجتمع الإماراتي والعربي عبر التاريخ، (كمسرحياته الرائعة "عودة هولاكو"، و"النمرود"، و"الحجر الأسود"، و"الواقع صورة طبق الأصل"، و"سيرة مدينة")، تنبه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لهذه الأمراض الاجتماعية التي تنخر في الجسد الإماراتي وتسعي متعمدة لقتله، وقام مراراً وتكراراً بالتحذير والتنبيه والإشارة لخطورة هذه الثقافات الهدامة، الوافدة على المجتمع الإماراتي والخليجي والعربي. فكان لوحده يغرد بعيداً عن السرب، ملاحظاً وراصداً ما لا يشاهده أو يلاحظه الأخرون. هذا الإنجاز حققه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عبر إظهار دعمه ومساندته الجسور للمبادرات الفردية والجماعية، الداعية لتدعيم الشعور بالمسؤولية، وتعزيز المشاركة المجتمعية، ونشر الوعي الاجتماعي، وتقوية المجالس المحلية والتنفيذية، والبدء في تعزيز التوجه نحو نموذج "الديمقراطية التشاركية"، بين المواطنين والمؤسسات المحلية وصناع القرار داخل الإمارة، سواء بتمكين الشباب وإشراكهم في صنع وتنفيذ السياسات العامة في الإمارة، وهو ما يتضح في التوجه الحالي في دعم مشاركة الأجيال الشابة من النخبة السياسية والاقتصادية في الإمارة، وتشجيع الناشئة على المشاركة السياسية الجادة، عبر مساندة سموه لمبادرة "مجلس شورى الشباب" الهادف كما ذكره سموه، إلى "تبنى رؤى الشباب والسعي إلى تحقيقها". ومن ناحية أخرى، تدعيم مساهمة المرأة ومشاركتها البناءة في الحياة العامة وفي تطوير الإمارة، وهو التوجه الذي تدعمه، بقوة لا تهدأ، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة؛ فبفضل هذه التوجيهات، بلغ عدد السيدات في المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة ثلث عدد الأعضاء الذين تم تعيينهم بأمر مباشر من صاحب السمو حاكم الشارقة. إن أي مراقب موضوعي لا يستطيع تجاهل التطور والتحديث الذي أحدثه (ويحدثه وسيحدثه)، الجيل الجديد من القيادات الوطنية الشابة في إمارة الشارقة، حيث يكفي رصد الجهود والمبادرات التي تتبناه قيادات مثل الشيخة بدور القاسمي رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" وفريق عملها، ودورها في تطوير وتنفيذ العديد من المشروعات الثقافية والاقتصادية الطموحة في الإمارة، خلال السنوات الخمس الماضية، واهتمامها الحثيث بالجوانب الفكرية والأدبية والثقافية بوجه عام، الذي يبدو أنها توارثته عبر الجينات من والدها صاحب السمو حاكم الشارقة، حيث أنشأت الشيخة بدور واحدة من أكبر دور النشر العربية في مجال كتب الأطفال، كما قامت مؤخراً بالإعلان عن واحدة من أكثر المبادرات الثقافية طموحاً في المنطقة، والداعية لتشجيع ومساندة مشروع الترجمة والنشر في العالم العربي، وهو الأمر الذي يذكرنا بعصر الخليفة (المفكر/الفيلسوف) العباسي "المأمون"، الذي نجح في إقامة نموذج نهضوي وفكري لا مثيل له في العالم، خلال القرن الثامن الميلادي، حينما كان المؤلف يُعطَى وزن كتابه الذي ألفه أو ترجمه ذهباً أو ما يعادله. كذلك، يمكن ملاحظة الدور والجهد الذي يقوم بهما الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام ورئيس مركز الشارقة الإعلامي وفريق العمل من الصحفيين والإعلاميين الإماراتيين الشباب، الذي نجح في إحداث تطوير وتغيير كبير، كماً وكيفاً، في أسلوب عمل المؤسسات الإعلامية في إمارة الشارقة، المرئية والمسموعة والالكترونية، التي أصبحت بفضل هذه الجهود، أكثر قدرة على مواكبة ومجاراة التطورات والتغييرات الكبيرة التي شهدتها الإمارة على جميع الأصعدة، وأكثر تأثيراً وتواصلاً مع المجتمع الشارقي ومواطنيه. هذا على الصعيد المحلي/الداخلي، أما على الصعيد الخارجي/الدولي، فقد نجح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في خلق نموذج للتعايش للعديد من الثقافات المتواجدة على أرض الشارقة وبقية الإمارات، بروح من المحبة والوئام، والتفاهم والتعايش السلمي المشترك. لقد كان سموه من أوائل رجال الدولة في المنطقة الذي أهتم وفطن لمحورية وأهمية معركة "كسب العقول والقلوب Hearts & Minds"، باعتبارها المعركة الأهم والأخطر في زمن العولمة، مؤمناً بأن المعركة الحقيقة بين الأمم ساحتها "الجامعات والمكتبات"، وأسلحتها "الكلمة والصورة واللوحة الإلكترونية"، وليس "الرصاصة أو الدبابة أو الصاروخ". منذ توليه الحكم في 25 يناير1972، سعى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى إقامة نموذج منفرد من الحكم والإدارة والتنمية، دعامته الأساسية الاهتمام بالثقافة والفنون والآداب، وهو الاتجاه الذي بدأ يلقى مؤخراً اهتماماً عالمياً من أكبر القوى والمؤسسات الأكاديمية والسياسية في الغرب، حيث بدأ العالم الآن يتحدث عن ما يُعرف بدبلوماسية "القوة الناعمة Soft Power Diplomacy" التي عرفها عالم السياسة الأميركي الأشهر جوزف ناي بأنها: "قدرة الدول على الحصول على ما تريد، عن طريق الجاذبية والرغبة، بدلاً من الإكراه أو الإجبار أو دفع الأموال"؛ عبر التركيز على جاذبية الثقافة والمثل والمعايير والسياسات التي تتبناها الدولة، وهو تحديداً ما يقوم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتنفيذه على أرض الواقع، مركزاً بالأساس على ما يعرف بـ "الدبلوماسية الثقافية Cultural Diplomacy" التي يقصد بها "توظيف واستخدام فن الدبلوماسية في تعزيز القيم الثقافية لدولة ما، بما يؤدى لخلق وتعزيز الوعي والإدراك والفهم المتبادل عن بعضها البعض"، وهي الألية التي باتت واحدة من أفضل القنوات التي تلجأ لها الدول لتحقيق مصالحها الخارجية، وتدعيم مكانتها الدولية، وحتى للحفاظ على وجودها في ظل الأوضاع السياسية الدولية الراهنة، والقائمة بالأساس على مبدأ الاعتماد المتبادل، والعولمة الثقافية والمعرفية، والتعايش المشترك. في عصر العولمة وثورات الجيل الرابع من التكنولوجيا، باتت الثقافة والمعرفة والتقدم التكنولوجي معيار تحديد قوة الدول والمجتمعات، وهو النهج الذي يطبقه صاحب السمو حاكم الشارقة، على أرض الواقع، منذ ثمانينات القرن العشرين بصورة منفردة، قبل أي أطراف إقليمية وعالمية. فقد دأب سموه على الاهتمام والدعوة إلى الانفتاح على الثقافات العالمية الأخرى، ولكن دون إهمال أو التقليل من قيمة الهوية والثقافات والعادات والتقاليد المحلية، باعتبار أن ذلك الطريق "الوسطي" والسبيل الوحيد الذي سيثبت قدرته على تحاشي القلاقل والخلافات الاجتماعية، وسيعمل كحائط صد أمام قوى التطرف والهدم التي تسعي لتدمير المنطقة وجرها لعصور الظلام. فمع اشتداد حالة التطرف وصعود الجماعات المتطرفة والعنيفة في المنطقة، تبدو أهمية وجوهرية النموذج الذي قدمه ونفذه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في إمارة الشارقة، وسعيه وعزمه على نشره وتعزيزه في الدول العربية والعالم الإسلامي، بالتركيز على الأنشطة الثقافية والتعليمية والفكرية، باعتبارها الأسلوب الأقوى والأكثر قدرة واستدامة، ليس فقط في محاربة التطرف والغلو، وإنما أيضاً باعتباره قاطرة تحقيق النمو والتحول الاقتصادي المستدام، للدخول في عصر اقتصاديات المعرفة والحوكمة. باختصار، إن ما يقوم به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة من أنشطة وفعاليات، سواء بالتوجيه، أو بالتمويل، أو المساندة، أو الرعاية، من بناء مراكز ثقافية وفكرية، وأدبية، وعلمية (داخل دولة الإمارات وخارجها)، وعبر عدد من المبادرات والفعاليات واللقاءات العلمية، والثقافية، والفكرية، لتشجيع وتعزيز هذا الاتجاه عبر بقية أجزاء الدولة، وفي المنطقة العربية بوجه عام. ومن جانب أخر، سعي سموه الدائم لمد جسور التعاون والتقارب مع كافة الأطراف والفاعلين الإقليميين والدوليين، وحرصه على نشر الوجه المتسامح والحضاري للدين الإسلامي، وتبني سياسات تتسم بالجاذبية والشرعية، لا تتعارض مع القواعد والاتفاقيات الدولية المعترف بها، إنما هو بذلك يقدم نموذجاً دبلوماسياً يحتذي به، ويمثل مصدر جذب، يغري بإتباعه والاحتذاء به، كونه جعل من الشارقة نموذجاً للتسامح والتعايش السلمي، والتبادل الثقافي والقيمي، والانفتاح على العالم. وهو الأمر الذي ساهم كذلك في جعل الإمارة واحدة من أكبر الوجهات السياحية نمواً في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، خلال السنوات الماضية، في ظل حالة الفوضى والتخريب التي تعم المنطقة، يبدو بصورة حتمية أن العالم العربي بات في أمس الحاجة للتعلم من النهج الذي أرساه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حتى لا يأتي اليوم الذي نقول فيه بنبرة الأسى والحسرة "إنه لا كرامة لنبي في وطنه"، فإننا أولى بالاهتمام وتشجيع ومساندة النهج الريادي والفريد الذي يقوم به صاحب السمو، من جريدة التايمز وغيرها، الذين يبدو أنهم يدركون ويقدرون ما يقوم به أكثر من غيرهم من أبناء جلدته (!) إن تسليط الأضواء على نموذج ممارسة سموه للدبلوماسية الثقافية، ودراسته واستخلاص الدروس والعبر والرؤى، سيسهم بلا أدنى شك، في إثراء وتفعيل العمل الدبلوماسي والسياسي والتنموي والثقافي الوطني الإماراتي، وإلهام الأجيال الشابة من الدبلوماسيين والمثقفين والمفكرين الإماراتيين، وأخيراً وليس آخراً تعزيز الصورة العالمية الايجابية عن دولة الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها دولة رائدة ولا غني عنها في المنطقة العربية. إن الثقافة في النسق العقيدي ونهج صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أداة رئيسية من أدوات القوة القومية لأي دولة، إلا أنه يختلف عن الجميع، في كونه يعتبر وينظر للثقافة في حد ذاتها باعتبارها "غاية"، أكثر من كونها "وسيلة". فالمواطن باعتباره حجر الأساس في ما تسعى الدول لتنفيذه من استراتيجيات وخطط تنموية، من الأفضل والأجدى أن يكون مواطناً مثقفاً، وداعياً، ومدركاً لما يجري من حوله ومشاركاً فيه، كي يكتسب مناعة وحصانة، تجعله قادراً على مواجهة التيارات الوافدة التي تحاول اختراق معتقداته، واقتلاعه من جذوره، ومحو هويته، وتغييب وعيه، وإدخاله في حالة من السبات واللامبالاة. وهو الأمر الذي يفسر تشديد سموه، طوال سنوات حكمه، على عامل الثقافة، باعتباره أحد أهم مكونات عملية التنمية الشاملة، ومن قبلها بناء الإنسان القادر على مواجهة التحديات والصعاب التي يحملها معه المستقبل من المجهول. * هذا المقال جزء من كتاب يصدر قريباً للمؤلف أحمد أبو زيد تحت عنوان "ريادة بلا أعباء: القوة الناعمة والدبلوماسية الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة". الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الجمعة 30-09-2016 10:05 مساء
الزوار: 895 التعليقات: 0
|