|
عرار: الشارقة:-الكاتب والاعلامي محمد الظاهر: استضاف المجلس الرمضاني الذي ينظمه مركز الشارقة للإعلام مساء أمس الأول في إكسبو الشارقة الشاعر الدكتور تميم البرغوثي في ندوة "حوار القوافي" بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الإعلامي، والمطران د . عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية الروم الأرثوذكس في القدس الشريف، ومختار إحسان عزيز مدير مركز دراسات العالم الإسلامي ورئيس المنتدى العربي الأوروبي لتنمية الحوار، وأسامة سمرة مدير مركز الشارقة الإعلامي، ومحمد خلف مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة، وهشام المظلوم مدير إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي "إن اختيار الشعر موضوعاً لثاني أمسيات مجلس الشارقة الرمضاني ينبع من المكانة الرفيعة التي يحظى بها الشعر في الأدب العربي، ولدوره في التعبير عن مختلف جوانب الحياة وقضاياها، حيث ظل على الدوام ديوان العرب الذي سجلوا من خلاله إنجازاتهم وأحداثهم، وجاءت مبادرة مركز الشارقة الإعلامي لاستضافة د . تميم البرغوثي لتؤكد على أهمية الشعر باعتباره أداة للحوار، ووسيلة للتعبير" . قدم الضيف الإعلامي الكويتي د . بركات الوقيان، ودارت محاور الجلسة حول قضايا الشعر المعاصر وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشعر وأبرز التغيرات التي طرأت على المشهد الثقافي وانعكست على القصيدة ومدلولاتها كما تطرقت إلى مزايا الشعر الحديث مقارنة بالشعر القديم وقضايا الاغتراب الشعري وأثر الانفتاح الثقافي على بنية القصيدة . وكان أبرز ما أكده د . تميم البرغوثي هو أن الشعر يعتمد على قوة الخيال وأن له تأثيرا مباشرا في الأحداث لاعتماده على اللغة التي يتحدث بها الناس، وهو يعتبر وسيلة تواصل كبيرة بينهم، ولا سيما أنه سيد الكلام الذي يتغلغل في الوجدان كما أنه ذا علاقة وطيدة بالفلسفة والفكر، وسيان إن نظم بالعربية الفصحى أو الدارجة . في السياق ذاته ربط د . البرغوثي بين الشعر والحدث السياسي وعّده فعلاً مقاوماً، فهو صانع الفكرة عند الشاعر، وضرب أمثلة عديدة من الطبيعة والحياة والمواقف الإنسانية التي تحفز وتشكل موضوعات جديدة، فهو سيد الكتابة ويحتاج دائماً إلى ذريعة أو حجة تفجر طاقة الشعر عند المبدع . وحول رأيه في الشعر بين دفتي الفصحى والعامية التي تشيع في الخليج العربي، أكد د . البرغوثي على سعة انتشار الفصحى في الوطن العربي، وأن لا خوف عليها كما أن العامية التي أسماها "الدارجة" هي تعبير عن النفس، وهي مشتقة من الفصحى، وأن كلا الشكلين الفصيح والعامي ليسا نقيضين بل يكمل بعضهما بعضا، كما أكد على حضور الجمهور في المشهد الثقافي الراهن، "هذا الجمهور الذي يكتب الآن نماذج ساطعة من الشعرين الفصيح والعامي، كما هو حال مصر التي أعيش فيها، وذلك لا يعني خشيته على العربية الفصيحة التي ما تزال تتصدر المشهد الشعري وهي بحاجة إلى دعم المؤسسات لتنميتها والحفاظ عليها، ولا اغتراب بين الأمة ولغتها" . في السياق ذاته وحول رواج فكرة أن الفصحى لغة جامدة لا حياة فيها، وعزوف الشباب عنها، فند د . البرغوثي هذا القول بأمثلة من فلسطين التي يحفظ أطفالها قصائد له بمثل حفظهم قصائد لمحمود درويش وونزار قباني، وقال إن هذا الجيل العربي الشاب فاجأ الناس في السنوات الثلاث الفائتة، وهو يستمر في المفاجأة وهو الأكثر نشاطاً في الشعر والعمل الثقافي والفكري وفي الحقل الاجتماعي والسياسي، وقال إنه لمس ذلك من خلال زيادة إقبال هذا الجيل على القراءة في ظل الأزمة التي تمر بها مصر الآن . وحول وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت سريعة الانتشار بين جيل الشباب، وما إذا كانت ذات قدرة على منافسة الشعر، أوضح د . البرغوثي أن هذه الوسائل زادت من قدرة الناس على التعبير، لكنّ أثرها على الثقافة العربية أكثر، لا سيما أنها مكنت الناس من إبداء الرأي، وأزاحت سلطة الناقد الأدبي لمصلحة الرأي الأكثر قبولاً وهو رأي الجمهور، وهو والذي انعكس على السياسة في إشارة لثورات الربيع العربي . وحول تأثير السياسة في تجربته الشخصية، أجاب د . البرغوثي بالإيجاب ولا سيما أنه فلسطيني، وقد عايش في طفولته الكثير من التفاصيل والتجارب، مما حفز عنده كتابة الشعر وهو طفل في السابعة من عمره . ورأى د . البرغوثي أن هناك أسباباً عديدة للاغتراب الثقافي "أهمها ما هو متعلّق بالاستعمار الذي قام بسلسلة ممارسات على مدار عقود عديدة جعلتنا غرباء عن لغتنا وتاريخنا وتراثنا"، كما أشار لنوع آخر من الاغتراب فرضته تغيرات الواقع كتحوّل بعض المدن العربية إلى أسواق تجارية تتحكم فيها لغة المال والأعمال، "وهو ما زاد من تفشي اللغة الدارجة والمفردات الدخيلة من لغات ولهجات أخرى، الأمر الذي يسهم في تكريس الاغتراب الثقافي واللغوي" . الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الجمعة 04-07-2014 11:27 صباحا
الزوار: 2504 التعليقات: 0
|