صدر حديثا عن دائرة الثقافة بالشارقة كتاب" مآذن الرحمن في مدار الزمان " للباحث والناقد د. غازي انعيم

 الذي أشار في مقدمته بان المآذن تشكل أحد أهم العلامات البارزة في عمارة المسجد والتي تعطيه شخصيته المميزة، وقد يتضمن المسجد الواحد أكثر من مئذنة، كما هو السائد، في المدن والحواضر الكبرى. في ربوع العالم الإسلامي. 

ونظرا لأهمية هذه العمارة جاء هذا الكتاب ليلقي الضوء على المآذن التاريخية؛ نشأتها وتطورها عبر التاريخ.. والخصائص التي تُميز طرزها منذ أقدم أمثلتها من عصر الخلفاء الراشدين إلى العصر العثماني.مقروناً بنماذج لأشهر المآذن التاريخية التي تتميز بها عمارة المساجد في العالم الإسلامي.

وقد تضمن الفصل الأول فكرة موجزة عن المئذنة والآذان من الناحيتين اللغوية والتاريخية وكذلك خصائصها الفنية.

وتابع في الفصل الثاني تطور المئذنة المعماري وما طرأ على تصميمها عبر كل عصر من العصور.. الذي جاء نتيجة تفاعلات ومؤثرات محلية وخارجية انصهرت جميعها في بوتقة واحدة لتنتج نوعيات معمارية مختلفة من المآذن.. التي أصبحت تعد من أهم معالم المدينة الإسلامية.. وعنصر من العناصر المعمارية الأساسية الهامة التي يتكون منها المسجد إلى جانب القباب التي تعلو المساجد، حيث تختلف أشكالها باختلاف المناطق.. وتتنوع زخرفتها ودلاياتها ومقرنصاتها تبعاً لتنوع تصميمها وما غطيت به جدرانها وطبيعة مواد وطرق بنائها.

كما تناولت في الفصل الثالث الأهلة بأعلى قباب المآذن ومراحل نشأتها وتطورها ثم آراء العلماء فيما يخص الهلال فوق المآذن والمنابر والقباب والمحاريب والرايات والمؤسسات.

وأشار الباحث انعيم إلى أن الهدف من الكتاب الإسهام في زيادة الوعي بالعمارة الإسلامية عن طريق التعريف بأهم المآذن التاريخية وإبراز دورها الطليعي في بناء الحضارة الإنسانية في عصورها المختلفة من جانب. ومن أجل الحفاظ على هذا التراث الحضاري من جانب آخر. حتى يفيد بها طلبة العمارة والدارسون والباحثون الذين امتلأت مخيلتهم بالأنماط المعمارية الغربية، تذكرة تبعث فيهم الهمة لإعداد دراسات تحليلية للمساقط الأفقية والرأسية والتكوينات والتشكيلات المعمارية وتعبيراتها من خلال مواد وطرق إنشائها. وبهذا المفهوم يمكن التعرف على أسس التصميم المعماري للمآذن وقبابها كمنطلق للأسس المعاصرة للتصميم المعماري ضماناً للاستمرارية الحضارية.

وخلص انعيم قائلاً: أردت من وراء هذا الكتاب أن الفت النظر إلى موضوع المآذن التاريخية في العمارة الإسلامية.. حيث اوجد المعماريون المسلمون فيها فرصة للإبداع الفني الذي يعبرون من خلاله عن مشاعرهم نحو عظمة الخالق ووحدة العقيدة مهما اختلف الزمان والمكان حتى غدت المآذن التي أبدعوها رمزاً من رموز الإسلام.. كما تمتعت المئذنة بجمالية عالية اتسمت بالحداثة والتفرد عن باقي الحضارات، سيما أنها تمتلك قوة جذب ونبذ في الوقت نفسه وما يظهر من حركة الخطوط الملتفة حولها، يؤكد قيماُ فكرية، سعى الفنان المسلم إلى تأكيدها. حبث عبر المعماري المسلم عن حالة من الارتباط بين تصميم المئذنة وصلاة المصلين في محاولة منه لوضع قلوب المؤمنين المتجهين في تعبدهم إلى الخالق عز وجل عبر معراج تصاعدي.. المصدر عمان - الغد 

وختم الناقد والباحث د. انعيم قائلا: لقد أضافت المآذن بشتى أشكالها إلى المساجد جمالاً ورونقاً حتى جاءت كالجواهر المصاغة المتألقة.. تختال مرتفعة في سماء بلاد المسلمين، تتبارى في الشموخ مرددة جميعها خمس مرات كل يوم طول المدى، من المشرق إلى المغرب، نشيداً إلهياً واحداً: الله أكبر .. الله أكبر.