|
عرار: قراءات كشفت معايشاتهم شعرياً شعراء يعكسون الراهن العربي في رابع أمسيات المهرجان عرار:انعكس حال الراهن العربي في رابع أمسيات مهرجان الشارقة للشعر العربي، فقرأ الشعراء المشاركون قصائد تفعيلة وعمودية، تطرح هموم البلدان العربية بصيغ تنفتح على الحرب والفقر والحرية إنسانياً، منطلقة من معايشات الشعراء أنفسهم. وأحيا الأمسية التي أقيمت في قصر الثقافة بالشارقة، الشاعر عامر عاصي من العراق، وسلمى فايد من مصر، وعمار المعتصم من السودان، وشفيقة وعيل من الجزائر،حيث قرأ كل منهم عددا من القصائد التي تستعرض تجربتهم في بناء القصيدة العربية، وتكشف رؤيتهم لشواغل الشاعر إنسانياً. واستهل الأمسية التي أدارها الشاعر علي العامري، الشاعر عامر عاصي، مقدماً بقصائده صور الحرب بجماليات شعرية تنصت لصوت الشاعر وتجربته، ممسكاً بلغة متينة مشاهد الأطفال، والأمهات، والأشجار، والمدائن وهي ترزح تحت وقع القذائف، فقال في قصيدة بعنوان "أنثى المواويل": "لا وجه للوطن المضفور من قصبٍ إذا توسـد في ترحالــهِ الحجـــرا ملقى على عتبات الريح لا مدنــــا تحنو ولا قبلات تـوقظ المطـــــرا وحين شــاخت مواويل الجنوب على كفيــه عـاد ولكن عـاد منكســرا بكى وخلف أقمــــارا وعلقهـــا على شـبابيكه الخضراء واعتـــذرا يـا ضارب العود لي حزني ولي قمري ولي غنائي الذي لا يشــبه الغجــرا لي صوت مسعود من ميسان يهتف بي يا أيـــها الولــد المكدود كن حذرا لا تجرح الدمع في أعشاش أغنيـــة فالعــود ينزف من أوتـاره بشــرا" وقرأت الشاعرة سلمى فايد مجموعةً من القصائد التي تجترح فيها صوراً شعرية مغايرة، وتوظف موروث الحكايات الدينية والأسطورية في نسج قصائد تستند على المفارقة في نهاية بنائها الشعري، لتجعل الملتقي متابعاً لجملها الشعرية المتلاحقة، مشتغلة بذلك على تقنيات البناء القصصي الحكائي في شعرها، فقالت في قصيدة بعنوان "من أينَ كانَ البيت": "من أينَ كانَ البيتُ تسألُني فتاةٌ تُرشِدُ الشيخَ العجوزْ.. فأقولُ من هذا الطريقِ يجوزْ.. لو كانَ مِن حقّ الذي، تركَ النّوافذَ كلّها مفتوحةً، وبكى على جورِ الزّمانْ.. أنْ يلعبَ الدّورَ الأخيرَ، لمرّةٍ أُخرى، لفضّلَ أنْ يُفرِّغَ مُقلتَيهِ بنفسِهِ، كي لا يرى جُثمانَهُ، في صَحنِ من عرَفَ الطريقَ إلى المكانْ.. ويقولُ لي لو كنتُ غيري، ربّما، لرأيتُني". وألقى الشاعر عمار المعتصم عددًا من القصائد التي تمثل رؤيته لمفهوم الشعر وقدرة القصيدة على فتح الواقع على مصراعيه، والإعلان عن هموم بلاده بصوت شعري، يصل إلى أقصى بلاد البشر، كاشفاً بذلك عن تقنيات بناء الجملة الشعرية لديه في توظيفه الجمل القصيرة، واللغة المألوفة المنفلتة من صياغتها التقليدية إلى مساحات أكثر تجديداً، فقال من قصيدة بعنوان "كلمات الغريب": "تركتني غارقاً في اليأس منتظرا للأمس مستسلماً للشمس مبتسما وصاعداً نحو بئرٍ لستُ أعرفهُ وساقطاً نحوَ قلبٍ بالحنان سمى يا صاحبي لستُ إلا شهقةً وُلِدت في كفَّةِ العمرِ ثمَّ اسَّـاقطت حُلُما رحلتُ عن جسدي كي لا أموتَ بهِ وعدتُ طفلاً لكي لا أعرفِ النَّـدما وصحتُ .. كم صحتُ والأيامُ تجلدني وصرختي تكشفُ المستورَ و الألما دعني أرتِّبُ أفكاري وأنثُرُها فوق الغمامِ غماماً للذي فهما دعني أطيرُ كعصفورين من وطني علَّ الرّحيلَ يزيدُ الحبَّ بينهما". وأختتمت الأمسية قراءة الشاعرة الجزائرية شفيقة وعيل، التي ألقت فيها قصائد تفعيلة، تكشف عن شعرية صافية مسبوكة بلغة عالية، تعيد إلى القصيدة المعاصرة مفردات معجمية، لا تحضر كثيراً في القصيدة المعاصرة، وبدا واضحاً اعتناءها بفاعلية الإلقاء ونقل القصيدة من صيغتها المقروءة إلى المسموعة، فقالت في قصيدة بعنوان " مُـنْجَدلاً بين الماء والطّينِ": هَـمَّانِ جئنا، كلانا وجهُ صاحِبِه مَدَّتْ بيَ الـخَطْوَ ما مالتْ، ولَــمْ أَمِلِ ظِـلِّي عليها غَمامٌ والهطولُ لها وبين ذَيْنِكَ شكوى الوَدْقِ للوَحَلِ يمنايَ تَحْمِلُ أُنْسَ الـمُمْطَريِنَ وفي الـيُسرى اضطرامٌ: غِواياتي ومُبتَهَلي يسّاقط الناسُ من حَولي فَأَحْمِلُنيِ وتستجيرُ بأسباب السَّما حِيَلي مَرًّا، ومَرًّا أُمَنِّي النفسَ أخدعُها أنّ الطريق قصيرٌ آنَ أنْ تَصِلي بي ما بها من هجير الشَّوق... أعرِفُها... لكنْ... حَرِيٌّ بنا نـمشي على دَخَلِ الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الخميس 16-01-2014 09:39 مساء
الزوار: 2128 التعليقات: 0
|