|
عرار: عرار: من الساحل الشرقي لإمارة الشارقة والتي تحدها إمارة الفجيرة من الشمال وقرب حدود سلطنة عمان اختتمت مساء أمس الأول فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي، بأمسية استضافها المركز الثقافي في كلباء، شارك فيها خمسة شعراء ينتمون إلى تجارب متباينة . وأحيى الأمسية التي حضرها الشيخ هيثم بن صقر القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، أحمد محمد عبيد من الإمارات، وعارف الساعدي من العراق، ومراد السوداني من فلسطين، وعبدالواحد عمران من اليمن، وعيسى جرابا من السعودية . واستهل الأمسية التي أدارها الشاعر عبد الرزاق درباس بكلمات إضاءة سماء البحر وكلباء والتي هي مشرقة بالشارقة ، عارف الساعدي بقصيدة تستحضر قصة الطوفان في الموروث الديني، وتقدمها بصياغات شعرية راهنة، يعكس فيها اشتغاله على القصيدة، فقال في قصيدة بعنوان "الطوفان": ناديته وخيوط الصوت ترتفع هل في السفينة يا مولاي متسع ناديتهم كلهم هل في سفينتكم كأنهم سمعوا صوتي وما سمعوا ورحت أساله يا شيخ قسمة من نجوت وحدك والباقون قد وقعوا كما وألقى الشاعر عبدالواحد عمران مجموعة من القصائد التي تتنوّع في موضوعاتها وبنائها، فمنها التفعيلة، والعمودي، محاولاً بذلك الكشف عن نماذج من تجربته، فقرأ قصائد ترك فيها للشعرية حرية اختيار الوزن والقافية، ويبني بلغة متينة صوراً ومشاهد يستند فيها إلى الجملة الفعلية القصيرة، والأفعال ذات الدلالات الحركية لينتقل بالقصيدة من صيغتها النصية إلى المشاهد المتحركة والمنسوجة جمالياً في شطر وعجز، فقال في قصيدة "أحزان خضر": هزوا بنخلة حزنه فأضاءوا ومضوا لهم من طلعها أسماءُ لاذوا بمعناه غداة نفتهم الدُّ نيا وضلت فيهم البيداء وامتدَّ مُتسعاً لكلِّ جراحِهم وهو الذي ما آزرته سماء من نصه ولدوا، ولكن حينما اشتدت أصابعهم، إليه أساءوا . وقرأ الشاعر أحمد محمد عبيد قصيدة عمودية بعنوان "إلى أمي"، أعاد فيها استحضار مكانة الأم وجدانياً في القصيدة العربية، وقدم فيها أبياتاً تطرح رؤيته لمفهوم الأم إنسانياً وشعرياً، فقرأ: أمّي وهل بعدَ أمي تنطقُ الجُملُ أمّي الفضاءُ الذي فيهِ سأرتحلُ أمّي الهواء الذي ينسابُ في رِئتي أمّي النوارُ الذي منه سأكتحِلُ وألقى الشاعر مراد السوداني عدداً من القصائد التي تكشف عن قاموس بناء الجملة الشعرية لديه، حيث مفردات المجتمع الفلسطيني، وحالات التكوين الجمالي لموروثه الشعبي، الذي تمتزج فيه الحكايات التراثية، والأمثال": "مقموراً أتبعك الآن برمح أخضر/ في جيب قميص الكاكي/ رقى الفقراء/ وأدعية النساك القتلى/ أبخرة حمراء من الخشب الحربي/ نثار بلادي/ مقموراً أتبعك الآن بقلب أمير/ عربي دهمته الوحشة" . وقرأ الشاعر عيسى جرابا، قصائد غزلية، أعاد فيها صياغات جماليات الحب، بلقطات شعرية ذكية، فقال في قصيدة بعنوان "عاشق أنا": "سَأَلَتْنِي: أَلَمْ تَزَلْ/ يَا حَبِيْبِي تُحِبُّنِي؟/ أَأَنَا مَنْ عَشِقْتَ؟ كَيفَ لَعَمْرِي عَشِقْتَنِي؟/ وَرَمَتْنِي بِنَظْرَةٍ/ سِرُّهَا غَيْرُ مُعْلَنِ/ وَكَبَدْرِ التَّمَامِ مَا/ لاحَ مِنْ وَجْهِهَا السَّنِي/ ثُمَّ عَادَتْ تُلِحُّ: هَلاَّ حَبِيْبِي أَجَبْتَنِي" . وقرأ الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر كلمة ختامية وجدانية . واختتم الحفل بتكريم الشيخ هيثم بن صقر القاسمي، للشعراء والمشاركين في مهرجان الشارقة للشعر العربي، بتسليمهم شهادات المهرجان . وتم تكريم الاستاذ موسى الشيخاني الرئيس التنفيذي لمؤسسة عرار العربية للاعلام وعضو هيئة تحرير نشرة ديوان العرب بشهادة تقديرية. المصدر: الخليج - عرار الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأحد 12-01-2014 04:06 مساء
الزوار: 4811 التعليقات: 0
|