حيث ناقش الدكاترة مصطفى الحنفي و أحمد طريبق رسالتها وقد تضمنت الرسالة اهداء من الطالبة فدوى " إلى والدي رمز الحب و العطاء ، من خطا لي طريق العلم منذ رؤيتي النور في هذه الحياة.....إلى اللذين كانا سببا في وجودي في على أرض البسيطة ....أقدم الثمرة التي نضجت بفضل الله وفضلهما وبفضل كل من علمني حرفا. "
وكذلك " كلمة شكر
إعترافا بالفضل لأهله ، فإنني أتقدم بجزيل الشكر و خالص التقدير إلى جامعة عبد المالك السعدي – كلية الآداب – التي هيأت لي شرف الإنتساب إليها في مرحلة الدراسات العليا بماستر شعبة فلسفة التواصل.
وأسجل شكري الخالص لأستاذي الجليل الدكتور مصطفى الحنفي على مساعدته لي و للأساتذة الأفاضل الذين رافقوني طليلة سنتين دراسيتين كاملتين بمسلك الماستر فلسفة التواصل ، مثمنة لهم ما قدموه لي من عون و مساعدة ، حيث لم يألوا جهدا في التوجيه و النصح و الإرشاد .
وأتقدم بوافر الشكر و عظيم التقدير للأستاذ الدكتور أحمد طريبق لتفضله الإشراف على الرسالة فكان له الأثر الكبير في توجيهي مبديا نصائحه و إفادته القيمة التي أغنت البحث ، والشكر موصول لأعضاء اللجنة المناقشة ."
وجاء في خاتمة الرسالة :

لقد كانت التكنولوجيا و الإعلام كأحد معطيات العالم الحداثي ، فالحداثة أنتجت التكنولوجيا التي هيمنت فيها وسائل الإعلام بشكل لا نظير له ، حيث إستخدمتها بشكل مفرط إلى درجة أن فرطت في محتواها القيمي ، و أضحت نتيجتها الإعلام دون أية قيمة تذكر كنتيجة أفول منظومة القيم في العالم الحداثي هذا . فالقيم و الحداثة صنوان فسيلان لا ينتجان أخلاقا على الإطلاق ، و هي الأخلاق التي ضاعت كنتيجة لزيف الواقع الذي أحدثه عالم الإفتراض بفعل التكنولوجيا التي غلفت معالم الواقع و زيفت و شوهت ملامحه إلى أن أظهرت في أبشع صور بعدما إنمحى أي رابط ما بين العالم الواقعي و العالم الإفتراضي و الذي كان نتيجة مباشرة للعولمة الحداثية التي سيطرت سيكرة تامة على كل معالم العصر المعاصر هذا .
و كنتيجة لوجود الهوة الفاصلة ما بين العالمين الإفتراضي و الواقعي كانت نتائج الربيع العربي يمثل هاته الفداحة ، فمن يسمون أنفسهم محتجوا هذا الربيع هم يحتجون على واقعهم الواقعي باقع إفتراضي غير واقعي ، لإحتجاج بهذا الشكل يجعلهم يعمون في بحور واسعة من اللاواقعية التي تتيح لهم الفرط اللامعقول للمخيالات الواسعة و التي تجعلهم غير مدريكين لواقعهم الملموس ، فهم بذلك يحيون في واقع من صنع الإغيار الذي اتبعوا ربيعا في ديار هم . و هذا الواقع المصنوع من قبل هؤلاء الأغيار هو واقع إفتراضي حاولوا أن يحولوه إلى واقع ملموس عبر المدخل الشعبوي الذي بدت عليه إحتجاجات هذا الربيع .
غير أن الفرق ما بين ما يحاولوا أن يصيغه الأغيار في المجتمعات العربية و ما بين ما تحياه تلك المجتمعات هو فرق في الواقعية و الإفتراضية ، فالخارج حاول و يحاول – جهد مستطاعه – تفتيت المجتمعات عبر نشره الثقافة غربية غريبة عنها تسقي ملامحها من العولمة التي عولمت المفاهيم و الأفكار إلا أنها لم تعولم الجغرافيا و التاريخ كذلك ، فالجغرافيا كاثبت أصيل و التاريخ كمعطى ثابت لا يمكنهما أن يتزحزحا و يغيرا ملامحهما بوجود متغير هذا الربيع . فالربيع الدامي ما هو إلا حلقة من جملة الحلقات التي أشاعها الغرب بصفة خاصة لتحطيم أواصر المجتمعات العربية عن طريق المداخل الطائفية ، و التي أعدت كواعز أصيل هيج مطلق الإنتفاضات ما سمي بالربيع العربي .
و من ثم فإن الإستخدام المسيء للإعلام و التكنولوجيا أفسح في المجال لكي يستشري فتنا لا محدودة في العالم العربي إلى أن باتت بلدان الربيع هذا كبلدان أشباح ، فما حدث في مطلق تلك البلدان لا يمكن أن يؤدي إلى تغيرات بنيوية للمجتمعات الغربية ، غير أن التغيرات هي حقيقية حاصلة لكنها ليست أصيلة بل هي طارئة و متعلقة بدواعي الأغيار لتفتيت تلك المجتمعات و ليس على الإطلاق كنتيجة لوجود تغيرات مجتمعية تحاول التغير من السيء إلى الأحسن غير أن ما حدث في ظل هذا الربيع من الأحسن إلى الأسوأ يؤكد أن مقتضيات الحداثة أسهمت في أرباك المجتمعات العربية بخاصة و جعلها متخبطة ما بين الحداثة بمفرزاتها الإفتراضية التي أسهمت في جعل اللاحدودية لبواعث الربيع التفتيتي و ما بين ما بعد الحداثة بواقعها التي تحاول إستثمار ما يحصل بالربيع لصالحها لكن إنطلاقا من الواقعية لا الإفتراضية ، التي تحاول عبثا الحداثة أن ترفضها قسرا على المجتمعات في بلدان الربيع العربي ، و هذا ما جعل ربيعا بهذا الشكل يظهر خريفا هناك .

ومؤسسة عرار تهنئ الزميلة د. فدوى التكتموتي حصولها الماجستير الثاني والف مبروك.