|
عرار: عرار:في الحلقة ما قبل الأخيرة من "أمير الشعراء" - وهّاس ينضم إلى القائمة النهائية، وعلاء جانب يحصد أعلى درجات التحكيم - لجنة التحكيم تمنح الشعراء 30 درجة من أصل 60، وبقية الدرجات مخصصة للحلقة الأخيرة - للجمهور 40 درجة يصوّت بها للشاعر الأجدر، والمتسابقون على أهبة الاستعداد للنتيجة .....تتويج أمير الشعراء للموسم الخامس مساء يوم الأربعاء القادم 3 يوليو لم يعد بين المتسابقين والإمارة سوى خطوة واحدة، فأيّهم سيصل إليها؟ ومن سيكون له السبق بدخولها في هذا الموسم من مواسم أمير الشعراء؟ المسافة باتت أقرب فمن هو قاطعها الأول؟ والزمن بات أقصر فمن الذي سيجتازها قبل الآخر؟. في الحلقة التاسعة – ما قبل الأخيرة - من "أمير الشعراء" التي بّثّت ليلة أمس الأربعاء (26 يونيو 2013)؛ كان هاجس جميع الأطراف أكبر من الحلقات السابقة، لجنة التحكيم المكوّنة من د. عبدالملك مرتاض، د. علي بن تميم، د. صلاح فضل، الجمهور، وشعراء الحلقة الماضية الأربعة الذين كانوا بانتظار نتائج التصويت عبر رسائل الـsms. بعد تقديم تقرير مصور طرح آراء متخصصة إلى حد ما في قصائد أؤلئك الشعراء من بعض أعضاء جمعية الصحافيين؛ أعلن الفنان باسم ياخور عن الشاعر الفائز بالتصويت، وهو يحيى وهاس/ اليمن الذي حصل على 71%، فيما حصل زملاءه تباعاً على الدرجات التالية: خالد بودريف/ المغرب 53%، عبدالمنعم الأمير/ العراق 44%، منى حسن الحاج/ السودان 44%. وهكذا انضم وهاس إلى المجموعة النهائية التي تضم الشيخ ولد بلّعمش/ موريتانيا، علاء جانب/ مصر، ليندا إبراهيم سوريا، محمد أبو شرارة/ السعودية، هشام الصقري/ سلطنة عمان. وفي حلقة أمس التي تم بثها مباشرة من مسرح شاطئ الراحة تمام الساعة العاشرة؛ كان المطلوب من كل شاعر قصيدة رئيسة موزونة ومقفاة حول تجربته في مسابقة "أمير الشعراء"، يتراوح عدد أبياتها بين 8 و10 أبيات، تمنحه عليها لجنة التحكيم الدرجات التي يستحق من أصل 30 درجة، وفي الحلقة القادمة يحصل الشعراء على درجات من أصل 30 درجة أيضاً، تضاف إليها 40 درجة مخصصة للجمهور، وصاحب أقل الدرجات يغادر المسرح بداية الحلقة القادمة، فيما يستمر الشعراء الخمسة بالتنافس على المراكز الأولى. بلّعمش وبلاغة أهل شنقيط مع الشيخ ولد بلّعمش وقصيدته "شوقاً إلى شطآنها" بدأت أحداث الحلقة، وكذلك أجواء المنافسة، حيث قال الشاعر: أدمنتَ شوقاً إلى شطآنها السَّهرا فاعبُرْ على ذاتِ ألواح كَمنْ عَبَرا أكلَّما قلتَ يا عرشَ الرؤى أَرِني أنْظُرْ إليكَ يقولُ انظُر فسوفَ تَرى وصرتَ منْ طبَقٍ ترقى إلى طبَقٍ إذاَ وصلتَ فعانقْ ويْحك القمراَ بدأتَ مسراكَ من شنقيط فاتْلُ بها على الورى ثُمُنا من سورة الشُّعرا تريدُ ملكا فيبكي صاحب حزَنا على امرئ القيس لما أزمع السفرا وتصطفيكَ أبوظبي كعادتِها أُمًّا تُلاقي ابنَها منْ بعدِما انتظرا كانت شفاهُك طول الدرب ذابلةً فكيفَ في لَحَظاتٍ أصبَحتْ ثمرا؟ كان القصيد تماثيلا تُزخرفها وحين لامسه النقد استوى بشرا على السفينةِ عشرون الرياحُ بهم طوراً تميلُ و تأتي مرَّةً نُشُرا يا بحرُ ما أنَا بالناجي إذا غرقوا ولا الأمير إذا لم يصبحوا أُمَرا د. صلاح فضل قال موجهاً حديثه للشاعر: أنت لا تعبر بسفينة ذات ألواح، بل بصاروخ، تتغذى بأبيات من القرآن الكريم، وترقى من طبق إلى طبق، كما تتلو من سورة الشعراء ببلاغة أهل شنقيط، لكنك لا تبكي مثل صاحب امرئ القيس، وقد أحسنت وصف روح النقد في البيت(كان القصيد تماثيلا تُزخرفها/ وحين لامسه النقد استوى بشرا)، أما بيتك الختامي من أجمل الأبيات (يا بحرُ ما أنَا بالناجي إذا غرقوا/ ولا الأمير إذا لم يصبحوا أُمَرا) وهذا الموقف العادل النبيل. د. علي بن تميم أكد أن على الرغم من ارتقاء الشاعر من طبق إلى طبق، إلا أنه وجد فوبيا في القصيدة التي تتعالق مع آيات قرآنية من سورة الشعراء، وقد يقود هذا الأمر إلى عدم وجود رؤية واضحة في التناص، كما علّق على البيت (أكلَّما قلتَ يا عرشَ الرؤى أَرِني/ أنْظُرْ إليكَ يقولُ انظُر فسوفَ تَرى) وعلاقته بالملك الظليل الذي بدأ رحلته، فيما كان آخر بيت هو الأجمل بالنسبة إليه، فهو يفيض بالمشاعر التي تعبر عن لحظة متواضعة جداً. د. عبدالملك مرتاض قال: في القصيدة تأثير واضح من القرآن الكريم، وقد وُفقت في وصف أبوظبي، وتوقفت عند بعض معالمها الحديثة، كما استحضرت قصة امرئ القصيدة عندما بكى صاحبه، وأشدت بالنقد بشكل جميل من خلال البيت (كان القصيد تماثيلا تُزخرفها/ وحين لامسه النقد استوى بشرا)، وإنك أيها الشاعر دافق الشعرية، موهوب، يخافك الشعر، ويُذل لك. علاء جانب الشاعر الماهر رأى د. صلاح فضل أن في قصيدة "في نبوءة التابوت واليم" التي ألقاها الشاعر علاء جانب؛ مهارة شعرية واضحة في تمثيل تجربة أمير الشعراء، وقد قال الشاعر في نصه: ألقيتُ بالحُلمِ..في يمِّ من القلق فأم موسى ونَبْضُ الليل من أرقي إذا تنفس في التَّابوتِ من أملٍ فكيف ينْجوبنهرِ الخوفِ من غرقِ؟! وجندُ فرعونَ أحداقٌ تراقبُهُ ما أفزعَ الموتَ إذ يبدو من الحَدَقِ يفتِّشُون كتابَ الشِّـــعرِ عن ولدٍ بحُكْـمِ "كافورَ" ذي النعلين لم يَـثقِ يا أخـتَه من وراء الغيب تُـتْبِـعُهُ خفقًا يُهدْهِدُ طفلَ الماء في السبق قولي لأمي: "إني راجع" ويدي قبْضٌ عَلى الشَّمسِ من خَيَّالةِ الأفُقِ يا ربةَ الشِّعر ضُمِّيني عَلَى مَهَلٍ وزمِّليني مِن طَـوَّافة الـغَسـقِ هذي "أبوظبي" مَوجُ الضَّوءِ يسْحَبُني فأتْبَعُ الخـضرَ في سيَّاحَةِ الطُرُقِ يا شِعْرُ يـا آخِرَ الدُّنْيا وأوَّلـَها يا مسَّة الجنِّ يا دوَّامةَ القَلَقِ لقد أبحتُكَ أعْصَابي ونبْـضَ دمي فخُذْ حياتَكَ ممّا ظلَّ من رمقي د. صلاح فضل وجد أن الولد عند الشاعر هو المتنبي، وربة الشعر هي خديجة التي تدثر وتزمّل، فيما كل النبوءات يرميها الشاعر في اليم ليصل إلى أبوظبي، واعتبر ذلك تماسكاً جيداً في القصيدة، أما الخطاب الشعري فهو بليغ وعميق، كما أن فيه مسة الجن وعبقرية اللغة، وقد ذكره البيت (قولي لأمي: "إني راجع" ويدي/ قبْضٌ عَلى الشَّمسِ من خَيَّالةِ الأفُقِ) بأغنية (قولوا لعين الشمس ما تحماشِ)، أما مستويات اللغة في النص فهي تتجاوب، وختم بالقول: لقد أبدعت وتفوقت. من جهته بدأ د. علي بن تميم بـ (يا شِعْرُ/ يـا آخِرَ الدُّنْيا وأوَّلـَها/ يا مسَّة الجنِّ/ يا دوَّامةَ القَلَقِ)، وقال: ما أجمل هذا التعريف للشعر، والقصيدة تستدعي قصة موسى وإلقائه في اليم، وهنا أنت تقف على الإنتاج الخلاق، فترمي حلمك في اليم للوصول إلى شاطئ الراحة، كما تستدعي القوة الجبارة، وشخصية تجمع فيها بين المأساة والملهاة، حيث نقلت كافور من ركام التاريخ إلى العصر الحديث، فيما استدعت بيت المتنبي (وتعجبني رجلاك في النعل إنني/ رأيتك ذا نعل وإن كنت حافيا)، وفي النص جماليات عدة للتعبير، وهو يتعالق مع معطيات جديدة للشعر. د. عبدالملك مرتاض رأى القصيدة جميلة، لكنه خالف زميليه، معتبراً أن القصيدتين السابقتين اللتين ألقاهما علاء في الأمسيتين السابقتين كانتا أجمل، وفي الأبيات الستة الأولى من نص ليلة أمس لم يتحدث الشاعر عن الموضوع، ومع ذلك فقد بدا أنه صاحب صنعة، فإن فقد الإلهام راح إلى الصنعة، وأضاف د. مرتاض: كنت قلتُ لك أنت تتنفس الشعر، واليوم أقول إن الشعر هو الذي يتنفس منك. ليندا بين التصوير والمباشرة مع "رحلة إلى إمارة الشعر" التي ألقتها ليندا إبراهيم اطلع الجمهور على رؤية الشاعرة لتجربتها في مسابقة "أمير الشعراء"، حيث قالت: بروحــيَ وَجْـدُ العاشقيـنَ سَنابـلُ وشمعُ نُـــحـولي ذَوَّبَـتـْهُ الرَّسَائلُ أنـا سـيرةٌ منْ ياسَميـنٍ مُعَـتَّـقٍ ومجـدُ شـــآمٍ زيَّنتها الشَّمَـائــــِلُ أتيـتُ ومالي غيرُ حبرٍ أريــقُهُ ردائي قميصُ الشعر والحلمُ غازلُ أسطّــرُ نــصَّ الماءِ في قلبِ غيمـةٍ وبي من حنينِ الطينِ روحٌ تُـحَاولُ وألثمُ حبرَ الرُّوحِ في قُبَّة الرُّؤَى فينـداحُ لي المعنى بهـيَّـاً يخايــلُ أتيـنــا أبوظبي بقصـدِ إمــارةٍ من الشِّعرِ قدْ شُدَّتْ إليهَا الرَّوَاحِلُ فيا مسرح الأحلام كم قد ضممتنا بكلِّ شفيفِ البوحِ ما ضَجَّ حـامـلُ فإن أنبتتنا روضَــــةُ الشِّعْـرِ بُرعُمَاً فنحنُ غداً أزهارُهـَا والخمَائـلُ هو الشِّعْرُ بـَحْرٌ للجَمَالِ ومَـرفَـأٌ وقلبيَ مُـــذ جئتُ الحياةَ سَواحِلُ د. صلاح فضل من جهته قال: تحسنين تجسيد روحك بأنها سيرة الياسمين، لكن البيت التالي حيث تحدثت عن مجد الشآم (أنـا سـيرةٌ منْ ياسَميـنٍ مُعَـتَّـقٍ/ ومجـدُ شـــآمٍ زيَّنتها الشَّمَـائــــِلُ) يترك في حلوقنا غصة لأن الشام تتمزق، أما في البيت (أتيتُ ومالي غيرُ حبرٍ أريقُه/ ردائي قميصُ الشعر والحلمُ غازلُ) فقد تلبستِ رداء الشعر الذي يغزله الحلم مثلما تقولين؛ وإني أجد في بيتك هذا تصوير بديع، إذ ينداح لك المعنى، وتبرز الصورة الغنية، لكن ما يؤخذ على النص أنه اعتمد على المعنى، فيما بات الشعر أبعد من المعنى الذي لم يعد مقصد الشعراء، وأنت حين تتواضعين وتقولين أنك برعم أجد أنك نموذج باهر للشاعرات. د. علي بن تميم أشار إلى عدم شعرية العنوان، فهو أقرب إلى عنوان مقالة، وأضاف: لعل القارئ العابر والمستمع يشعر أنه إزاء نص من مستوى واحد، لكنه حقيقة إزاء مستويين، أولهما موجود في الأبيات الخمسة الأولى المليئة بالشعرية والتصوير، فيما الأبيات اللاحقة كادت تقع في المباشرة، وكأنك كنت تضطرين إليها. د. عبدالملك مرتاض قال: في القصيدة غنائية طافحة ورقيقة رغم اعتمادك على الطويل من البحور، ولو اخترت بحراً خفيفاً لكان أفضل، وأرى أن الأجمل في النص هو البيت الأخير (هو الشِّعْرُ بـَحْرٌ للجَمَالِ ومَـرفَـأٌ/ وقلبيَ مُـــذ جئتُ الحياةَ سَواحِلُ)، لكن يبدو نصك بسيط جداً، ولا يرقى إلى الأعلى، وقد فاته حمل القضية في الإمارة وأنت الأقدر على كتابة قصيدة أجمل، على الرغم من أن هذه القصيدة لا ينقصها خيال أو حس أو جمال أو تصوير. أبو شرارة.. شعرية وإلقاء متميز محمد أبو شرارة ألقى على مسامع جمهور المسابقة نص "مَبْــــدَأ" الذي بدأه بذكر الإمارات، وأنهاه بذكر مكة، وفيه قال: باسمِ المحبةِ يا شعبَ الإماراتِ باسمِ ابتداءَاتِ نبضيِ وانتهاءاتي من طُهرِ مَكةَ من طابا أتيتُ معي نُورُ النُّبوَّةِ من أرضِ النبوَّاتِ أتيتُ أبحثُ عن شَبَّابَةٍ لفمي حتى أُرتِّلَ للسَّارين آياتي رسالتي الحبُّ للإنسانِ دونَ هوىً لأَنَّني أَحملُ الإنسانَ في ذاتي محبةً لا انتماءات تفرقها لا دينَ لا عرقَ لا أيَّ افتراضاتِ زيتونُ حيفا قناديلي وملءُ دمي نخلُ الفراتِ ونيلُ الله مشكاتي خرجتُ من عُلبةِ الأوهامِ مرتحلاً صوبَ المرايا فخانتني اتجاهاتي خبَّأتُ في جيبي الوُزَّابَ أَذخره للآخرينَ فقدُّوا ثوبَ مأَسَاتي ليَ المُنَى ولهم أنْ يقتلوا حُلُمي فَيَنْتَشِي ألفُ "فينيق" بِذرَّاتي ما سافرَ الحُلم في عَيني على أملٍ إلا ونكّسَ ذئبُ العمرِ راياتي أنا ابنُ مكةَ تحدوني ملائِكهَا ليفتحَ اللهُ لي بابَ السَّماواتِ د. صلاح فضل قال للشاعر: تنادي في النص بالمحبة، وتعلو بها فوق كل الانتماءات، وتلك قيمة رفيعة نحن بحاجة إليها في هذا الوقت، وإذا كنت قد خرجت من علبة الأوهام واتجهت صوب الأوهام إلا أن الصورة قد خانتك هنا. د. علي بن تميم وجد في القصيدة مراوغة، فيحسب المستمع أنها تدير ظهرها للموهبة الفردية التي نحن بصددها في المسابقة، وحبذا لو أن الشاعر بدأ بالبيت (أتيتُ أبحثُ عن شَبَّابَةٍ لفمي/ حتى أُرتِّلَ للسَّارين آياتي) مضيفاً: ما أجمل هذا القول الذي يفيض بالذاتية، أما البيت (ما سافرَ الحُلم في عَيني على أملٍ/ إلا ونكّسَ ذئبُ العمرِ راياتي) فكأنه لحظة متأرجحة بين اليأس والأمل والقوة والضعف، وكانت أمنية د. بن تميم أن يكون الشاعر أكثر توقداً، بدل أن يفضل الشرار على النار. د. عبدالملك مرتاض أثار مسألة الإلقاء عند الشاعر محمد أبو شرارة، ووصفها بالجمال والتميز، وأضاف: لقد طغت على النص اللغة الدينية (المدينة، مكة، نور النبوة)، وفي البيت الرابع (رسالتي الحبُّ للإنسانِ دونَ هوى/ لأَنَّني أَحملُ الإنسانَ في ذاتي) عدت للشعر، وهو بيت جميل ورائع، والنص بديع. الصقري واللفتات البارقة "طـِـفــلُ الحُلم" كان عنوان نص هشام الصقري، وهو حسب الشعراء يتناص مع نص الشاعر علاء جانب، من حيث اختيار الحكاية والشخصيات، وقد قال هشام في نصه: طفلٌ يُرتّبُ في المرايا يُتْمَهُ لم يَحملِ التابوتُ إلا حُلْمَهُ ألقَتهُ في يَمِّ التأمُّلِ لحظَةٌ فَارتدَّ يَحضنُ في التأمُّلِ يَمَّهُ دَسّ الحياةَ حكايةً أَزلِيَّةَ الـمعنى فَدَسّتْ في الحكايةِ همَّهُ حتّى نَمَا زيتًا على قِنديلِهِ ضَوءُ المَعاني فيهِ يَنشرُ اِسمَهُ مُذْ أَنْكَرَتْهُ الأرضُ لا حَرْفٌ سِوى حَرْفِ السّماءِ الآنَ عَادَ فَضَمَّهُ سحرٌ وألقِ رؤاك تلقف طَرْفَهمْ أفْقًا منَ الإعجازِ فَسَّرَ نجمَهُ جَيشٌ مِنَ الوَهْمِ القَديمِ مُطارِدٌ فَلَقَ اليقينَ لهُ فأغرقَ وَهْمَهُ وَرَقى إلى الكلماتِ فَجَّرَ آيةً للماءِ مِنْ نَجْوَاهُ يَعصِرُ غَيْمَهُ طِفْلٌ أبو ظبيَ احتوَتْهُ؛ فمشهدٌ لما تجَلّى فيهِ أمسَكَ فَهمَهُ في جيبِ هذا الشّعرِ أدخلَها يَداً فإذا بها بيضاء تُشبِهُ حُلْمَهُ د. علي بن تميم قال: هناك تشابه في التناص بينك وبين علاء جانب، من خلال بعض المفردات كـ (اليم، التابوت)، وبينما انتقل علاء إلى كافور؛ استمريت أنت مع النبي موسى، غير أن هذه القصيدة تتعالى على الواقع برؤية الشعر، ولا غرو في ذلك، وهي رؤية فيها كثير من المفارقات، إذ يغيب اليومي عن النص، كما رأى بن د. بن تميم أن كل ما نحتاجه في النص خطفة الصقر ووداعة الحمامة. د. صلاح فضل قال من جهته: أنت شاعر ممسوس بالشعر والسحر معاً، لكن شيئاً من الصنعة والتكلف غلب على القطعة فكيف (الطفل برتب يتمه)، و(يحتضن اليم)، وثمة لفتات بارقة تشي بشعريتك كما في البيت (في جيبِ هذا الشّعرِ أدخلَها يَداً/ فإذا بها بيضاء تُشبِهُ حُلْمَهُ)، فالبياض له رمزية بالغة الأهمية، وهو يمثل الفن ضد الوهم، والشعرية في الحب والإبداع. د. عبدالملك مرتاض أكد أن هشام وعلاء كادا يغرقاه في اليم، متسائلاً: ما هذا الانفاق العجيب؟ وأضاف: لقد أبدعت حين جعلت الشاعر يحلم بتحقيق أمله في الإمارة، والشاعر إن يكن طفلاً ما قال شعراً، إنك شاعر عميق. وهاس وقافية القاف المؤثّرة في "قِبلةُ الحرف" أجاد يحيى وهّاس، وأثبت أنه شاعر قوي وموهوب كما وصفه د. صلاح فضل، وهو الذي قال في نصه: حدّقْتُ أوجعتُ المدى تحديقا لا الطرْفُ كَلَّ ولا عبَرتُ مضيقا وبحثتُ في القاموس عن لغتي التي تمتص من زهر اللغات رحيقا ترتاد آفاقي تلخص عالَمي في نصف سطرٍ ، تكره التلفيقا ذَبُل الربيعُ الغضّ أدمَى صفحتي من ذا يعيد أريجه المشنوقا؟ حدّقتُ لا أحدٌ هناك سوى أبو ظبيٍ يضجّ بها الهوى تصفيقا وتمدّ للغرباء من أكنافها ظلاً وتفترش الفؤاد طريقا ماذا هناك؟ شواطئٌ ونوارسٌ بيضاءُ تتخذ المساء صديقا ورؤىً لأرباب البيان تضيء لي حرفي تُفتّقُ مُعجمي تفتيقا أغمدتُ ليل الحرف في أجفانها حتى تألّق وامتشقتُ بريقا لا يمتطي بَرْقَ القصيدة شاعرٌ حتى يذوق شُواظَها ويذيقا د. صلاح فضل أشار إلى أن الشاعر عبدالعزيز المقالح لا بد أثّر في أجيال الشعراء، لكنه لاحظ على الشاعر وهاس شئياً من العنف اللغوي من خلال استخدامه بعض المفردات، حتى الربيع لديه مشنوق، معتقداً د. فضل بضرورة تغيير النمط الثقافي السائد الذي ولّد العنف، غير أن النص بديع، والقافية قوية. في حين نبّه د. علي بن تميم إلى أن القصيدة تميل إلى كونها خاطرة ملئية بالكثافة الشعرية، تبدأ بالبحث وتنتهي بالوصول، وهي مسألة تذكر بالصوفية، كما علّق على البيت (ترتاد آفاقي تلخص عالَمي/ في نصف سطرٍ ، تكره التلفيقا) المحشو بالكلام فقط. د. عبدالملك مرتاض قال للشاعر: كدت تعيدني إلى القصيدة القافية الأولى التي لا أنساها أبداً، ولا ينتهي إعجابي بها، وحاولت إضافة صوت القاف التي تؤثر في المستمع، وأنت بارع في توليد اللغة، تغريها كأي شاعر كبير فتقودها، وقد أعجبني عدّك لأبوظبي، ولعل أجمل أبياتك (ذَبُل الربيعُ الغضّ أدمَى صفحتي/ من ذا يعيد أريجه المشنوقا؟)، واختتم بالقول: أتحفتنا بقصيدة على غاية من الجمال. ضيف و3 جولات من الارتجال بانتهاء الشعراء من إلقاء قصائدهم الرئيسة في الحلقة؛ وقبل البدء بمجريات الجزء الثاني تم الإعلان عن فقرة جديدة حضرها الشاعر محمد ولد الطالب/ موريتانيا أحد نجوم الدورات السابقة من البرنامج، وكانت للشاعر ليلة أمس ثلاثة جولات، في كل جولة ألقى أربعة أبيات، ثم طُلب من كل متسابق إلقاء بيت بذات القافية والموضوع والإيقاع، وذلك لاختبار الاستجابة والقوة والشعرية، كما تم إجراء قرعة بين الشعراء لمعرفة أيهم سيبدأ بالإلقاء. ومما قال ولد الطالب: الشعر ما الشعر لولا العشق يسكنني غنيت للكون لكن ليس يسمعني وحسب القرعة كان يحيى وهاس أول من عليه إلقاء بيته الذي قال فيه: قد جئت أسكب أشجاني من اليمن ولم يزل نظري أقوى من الكلم علاء جانب قال: الحب أول آياتي وآخرها فيه التمست حنوني في مدى زمني الشيخ ولد بلّعمش: الشعر قلب بهذا الخفق أتعبني وفي جنان الهوى والسحر خلدني ليندا إبراهيم: الشعر حب وأزهار بقافيتي وإنه خير لحن في هوى وطني هشام الصقري: هنا الإمارات في آياتها فلق أبصرتها وهي من عيني تعرفني محمد أبو شرارة إني تسافر من بحر الهوى سفني لشاطئ نحوه الأشواق تحملني ومن الأبيات الأربعة التالية التي أنشدها ولد الطالب: وطني من يضمد الجرح إن كنت صريمي ومن يحلي حسامي أتمرأى مع الهواجر وحدي مثخن القلب مثقلاً باهتمامي أما الجولة الثالثة فقد حتمها ولد الطالب بأربعة أبيات، ومنها: يا جنة الدفء في أعصاب نافذة ونكهة الراح في أشداق سكير ثم أبدى ولد الطالب رأيه في معارضة الشعراء الستة، فرأى أن بعضهم لم يلتزموا بالروي، غير أن كل واحد منهم "أمير الشعراء"، فيما كان لأعضاء لجنة التحكيم آراءهم أيضاً، فقد أكد د. صلاح فضل أن قدرات الشعراء بانت في التقاط الإيقاعات والتفعيلة المضبوطة، غير أن بعضهم لم يلتزموا بالقوافي، وحتى أن هناك من خرج عنها، إلا أنه لم يُشعر المستمع، فيما قال د. علي بن تميم أن الضيف اختار وزنين على البحر الوسيط والخفيف، وهو الذي جعل علاء يترنم، وتمنى لو أن هناك روياً مختلفاً، من جهته أشار د. عبدالملك مرتاض إلى أن ولد بلّعمش كان الأفضل، كما كان هناك في مراحل من مسابقة الارتجال هبوط في المستوى وإن كان الموقف غير سهل، إلا أن المتسابقين أثبتوا أنهم شعراء، ومع انتهاء فقرة الارتجال ختم الشاعر محمد ولد الطالب بقصيدة "وادي الكلام" التي قال في مطلعها: (وحيداً أقمت بوادي الكلام/ عسى ربة الحسن تصغي). نتائج التصويت قبل أن تعلن لجنة التحكيم عن درجاتها كانت قد جُمعت نتائج التصويت عبر الموقع الإلكتروني التي أعلن عنها باسم ياخور، حيث حصل ولد بلّعمش على نسبة 21% ، فيما حصل علاء على نسبة 14%، أما ليندا فقد وصلت نسبتها إلى 59%، فيما انخفضت نسبة أبو شرارة إلى 3%، وكان الأقل نسبة هشام بحصوله على 2%، أما يحيى فلم يحظ إلا بـ 1%. وبالنسبة لتصويت جمهور المسرح فقد جاء كالتالي: ولد بلّعمش 20%، علاء 41%، ليندا 19%، محمد 4%، يحيى 5%، هشام 11%، أما لجنة التحكيم والتي لها من الدرجات 60 درجة، نصفها أُعطتها للشعراء في حلقة ليلة الأمس، والنصف الآخر تركته للأمسية القادمة حسب معايير التحكيم في هذه الدورة، فحصدت ليندا إبراهيم صاحبة الرقم (13) 23 درجة، والشيخ ولد بلّعمش (1) 24 درجة، أما يحيى (20) فقد حصل على 24 درجة، ومحمد أبو شرارة (14) حصل على 25 درجة، في حين وصلت درجات هشام الصقري (19) إلى 19درجة، أما أعلى النسب فقد جاءت لصالح علاء جانب (12) 29 درجة. والجدير بالذكر أن الجمهور الذي له 40 درجة من أصل 100، وسوف يستمر بالتصويت للشعراء حتى حلقة الأسبوع القادم، وحسب النتائج سيخرج أقل الشعراء درجات من المسابقة، ليستمر خمسة فقط بالتنافس على الترتيب. وفي ختام أمسية الليلة الماضية أكد د. علي بن تميم على معايير التنافس للحلقة الأخيرة، حيث سيطلب من كل شاعر كتابة ثلاثة أبيات حول (ماذا لو لم تفز بأمير الشعراء؟)، ثم كتابة قصيدة لا تزيد أبياتها عن 8 أبيات حول ملمح عام من ملامح عن الإمارات، مثل البحر، الثقافة، الإنسان، التنوع، الاتحاد، التنمية. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الثلاثاء 02-07-2013 11:17 صباحا
الزوار: 3220 التعليقات: 0
|