|
عرار:
تأهل نجاة الظاهري من الإمارات في المرحلة الثانية من برنامج أمير الشعراء بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار استراتيجيتها الثقافية الهادفة إلى صون التراث الثقافي، وتعزيز الاهتمام بالأدب والشعر العربي، انطلقت مساء اليوم الأربعاء 15فبراير 2023، على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، الحلقة السابعةمن برنامج “أمير الشعراء” في موسمه العاشر، البرنامج الذي يعد أضخم مسابقة تلفزيونية للشعر الفصيح في الوطن العربي، وذلك عبر قناتي أبوظبي وبينونة. في مستهل الحلقة توجّهت الإعلامية لجين عمران بالتحية إلى أعضاء لجنةتحكيم البرنامجالدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، والدكتورة أماني فؤاد، أستاذة النقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون بالقاهرة، والدكتور محمد حجو، أستاذ السيميائيات وتحليل الخطاب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس بالرباط. تلاهلقاء الإعلامي الإماراتي عيسى الكعبي خلف الكواليس، بشعراء الحلقة السادسةعائشة السيفي، أحمد مدني، دانا أبو محمود، وسيدي محمد المهدي، الذين أهدوا شمعة الشعر إلى جمهور الشعر الذين يؤمنون بدور الشعر ورسالته الباقية، معبرين عن متعتهم وسعادتهم واعتزازهم برحلة الشعر التي يخوضونها عبر برنامج أمير الشعراء. وبعد تقرير استعادي لمجريات الحلقة السابقة، أعلنت لجين عمران نتائج تصويت الجمهور للشعراء المتبقين من الحلقةالسادسة ، حيث تأهلت الشاعرةعائشة السيفي من عُمان بنتيجة 70%، بينما حصل سيدي محمد المهدي على 67%، وحصل أحمد مدني على 45%، وحصلت دانا أبو محمود على 44%، ثم تم الإعلان بعدها عن أسماء شعراء الحلقة السابعةوهم:خالد الحسن من العراق، شريهان الطيب من السودان، عبدالله العنزي من السعودية، مصطفى مطر من فلسطين ونجاة الظاهري من الامارات. خالد الحسن من العراق:على خطى الملح بأثر ابن عربي وشوقي والجواهري وإثر إعلان الدكتور علي بن تميم موضوع الحلقة وهو “الصمت والكلام”لما يرمزان إليه من بلاغة وتناوب المعاني وصمت الشعراء عن الكلام وحشوه، بقافية حرف النون، وبعد استقبال سريع من الإعلامي عيسى الكعبي خلف الكواليس مع الشعراء الثلاثة الأوائل ضمن الحلقة، خالد الحسن وشريهان الطيب وعبد الله العنزي، الذين أكّدوا التزامهم الجمال وحمل رسالة الشعراء الإنسانية ومواقفهم في دروب الحياة وموضوعات الذات والمرأة، كان موعد جمهور مع أول شعراء الحلقة خالد الحسن من العراق، منشداً قصيدته بعنوان “مرايا لخطوات الملح” التي أهداها إلى المهاتما غاندي وهو يعبّد الحياة سلماً، حيث قال الدكتور علي بن تميم إنّ “أحمد شوقي كان أول شاعر تحدث عن غاندي موضوعاً شعرياً بملامحه الإنسانية، وكذلك الجواهري شاعر العربية الأكبر احتفى بغاندي وبدوره في إرساء الأخوة الإنسانية، هذه الشخصية العظيمة الملهمة المليئة بالحياة والحلم والتسامح والحوار والإيمان بالمستقبل”، معتبراً أن القصيدة تميل إلى المثالية بدلا من تشكيل شخصية غاندي، وأشار الدكتور محمد حجو إلى أن الشاعر يأتي بمعانٍ جميلة مبتكرة ولكنه يعمد إلى إطفاء جماليتها لاحقاً، في نص لا يولد أية جماليات ذات صلة في ابتعاد القصيدة عن التصوير الملائم لهذا الموضوع، لكونها أمنية كبيرة ملقاة على عاتق العراق وبنيه، وختمت الدكتورة أماني فؤاد بإشادتها بالقصيدة التي ترسم بورتريه غاندي ملهم ملايين البشر بسلامه الداخلي ودعوته المسالمة بالمحبة والاحتواء، وهذا ما يستدعي المفكر ابن عربي وتوجهه للوحدة الإنسانية. شريهان الطيب من السودان: أنثوية معطرة بكبرياء ثانية شعراء الحلقة، كانت شريهان الطيّب من السودان، مع قصيدتها بعنوان “مرآةٌ لفينوس” متناولةً ذات الشاعرة في رحلتها للكشف والانحياز إلى جمال الورد وقلق الغيمات المعلقة، حيث أخذ الدكتور محمد حجو على الشاعرة غياب المتكأ الجمالي للقصيدة لما يشوبها من تشتت، وافتقاد الخيط الناظم الذي يلم معانيها ومسارها الشعري، إلى جانب استحضار شخصية فينوس بغياب الجماليات المطلوبة لمثل هذا الاستحضار الميثولوجي العميق، وقالت الدكتورة أماني فؤاد: “في تراتيلك المجازية تجمعين بين الضوء والخمر المعتق وتكثفين الجمال وتجعلينه معتقاً”، مشيدةً بتقنيات الأحلام كشفرات في النص وإشارات، كأني بكِ تقولين “كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة”، وختم الدكتور علي بن تميم بأنه لم يعجب بمرآة فينوس غير الواضحة السياق في القصيدة وهي ربة الحب والجمال والرغبة في الميثولوجيا اليونانية، مع تفضيله تناول “مرآة الغريبة” المصقولة الصافية للغريبة التي ترتحل بعيدا عن أهلها، كما أن القصيدة لم تقدّم للمتلقي سياقات الشخصية الأسطورية فينوس من ماء وبحر. عبدالله العنزي من السعودية: وفاء للشعر وبرٌّ بالأب ثالث شعراء الحلقة عبد الله العنزيمن السعودية أطلّ منشداً قصيدته بعنوان “منتهى أبدي” التي أهداها إلى والده يخاطبه فيها محملاً إياها كل مشاعر الابن البار بأبيه وانتمائه ووفائه لتضحيات الأب، حيث أشادت الدكتورة أماني فؤاد بالقصيدة التي تقارب قصة سيدنا يوسف وأبيه يعقوب، مستحضرةً التراث كائناً حيا متناميا في القصيدة وفنيات توظيفه التي يتفرد بها الشاعر، وشكر الدكتور علي بن تميم الشاعر على قافيته الجميلة وقصيدته الرائعة مهنئاً الوالد بابنه البار، وبقصيدة تسير من الغموض إلى الوضوح حيث الشاعر يخاطب والده بمواربة شعرية محببة، حتى يرى الشاعر في والده منتهى قصيدته ورمزا ضوئياً بلغة تقديسية تبجيلية لا تحاول مشاكسة صورة الأب في الذهنية العربية، وأكّد الدكتور محمد حجو أنّ قصيدة الشاعر تبدأ جميلة من مطلعها، مع ميل نحو النثرية في بعض أبياتها، رغم ما فيها من جمال يشبع الذائقة، ومن تماهٍ مع فكرة الأب المنفتحة على كل المعاني والظلال كما ظل الأب الطاغي في القصيدة. محطة غنائية مع مختارات من روائع الشعر الفصيحأولها “أقول وقد ناحت بقربي حمامةٌ” لأبي فراس الحمداني وبعد لقاء الإعلامي عيسى الكعبي في الكواليس مع الشاعرين مصطفى ونجاة الظاهري اللذين كشفا عن عزفهما على موسيقى الوحدة الإنسانية والعربية ورثاء الأحبة والوالد الذي تمنته نجاة حاضراً كي يسمعها، كانت وقفة مع الفنانةرولانوألق إنشادها المبدع لروائع الشعر الفصيح ممثلةً بأبيات متنوعة كان في مقدمها لامية أبي فراس الحمداني “أقول وقد ناحت بقربي حمامةٌ”ومرددة من الشعر الجميل “أبعد الوصل لالا تسوق لنا الدلال؟، وتهجرنا محال بأن نرضى المحال”. مصطفى مطر من فلسطين: الوطن والأنثى وما بينهما. رابع شعراء الحلقة كان مصطفى مطر من فلسطين الذي ألقى قصيدته بعنوان “ذاكرة الأرض والندى” سارداً حكاية الشاعر والأرض وغربتيه في هوى أرضه متمسكاً بخطاب كنعان القديم وسلامه على التين والزيتون، حيث قال الدكتور علي بن تميم: “تبدأ القصيدة بحيلة حيث يوهمنا الشاعر بأن القصيدة غزلية إلا أنها تخاطب الأرض في مزج بين المرأة وبينها”، مشيراً إلى أنّ في فم الشاعر ماء فلا ندري كيف تصرخ أجيال الأسى، آخذا على الشاعر مدرسية قصيدته ومباشرته واستعاراته المكررة، أما الدكتور محمد حجو فأشار إلى معاناة الشاعر من غربته التي تشاركه إياها الأرض التي هجرها أبناؤها قسراً، وكنعان يعني حضور الأرض والوطن، جاعلا الصدى صوتاً يتردد ويتكرر تجسيدا لثيمة الصمود والتحدي المتوارث بين الأجيال، وختمت الدكتورة أماني فؤاد بالإشادة بما تضمنته القصيدة من صور غزلية للمرأة تتماهى مع صورة الوطن ومعاناة أبنائها في غربتهم عنها، مع ما يشعر به الشاعر من نقص في عطائه دون أن يأخذ في المقابل شيئاً. نجاة الظاهري من الامارات: الابنة الريح والأب الأسطورة خامسة شعراء الحلقة كانت نجاة الظاهري من الإمارات التي ألقت قصيدتها “رياحُ أبي: سيرة شبه ذاتية” التي ترثي فيها أباها المتوفى قبل أشهر قليلة، حيث أشاد الدكتور محمد حجو بالقصيدة التي تستحضر عناصر الطبيعة الإماراتية الصحراوية في تجانس جميل كالأفلاج والرمل والريح، مقاربة صورة الأب مع الميثولوجيا الدينية وقصة النبي سليمان عليه السلام، مع افتقاد الربط بين الذات الشاعرة والريح إلى بعض الاشتغال الشعري، وأشارت الدكتورة أماني فؤاد إلى كون الريح علامة على التمرد والجموح، قائلةً: “تقدمين نجاة مشهدا شعريا يقع في الفانتازيا، بصور جميلة مبدعة راقصة ومشاهد متخيلة غرائبية التكوين، تحوي الرياح في شعرك أنها كيان ملموس يقبّل قدمي الوالد ويموسقها”، وختم الدكتور علي بن تميم بإشادته ببداية القصيدة المدهشة التي بدأت بواو العطف، بداية بديعة تضعنا مباشرة في قلب الحدث دون مسافة، قائلا: “قصيدة تجمع بين الحنان والقوة الأسطورية معاً، يمشط الأب شعر الرياح التي جاءت تقبّل قدميه في صورة مجازية استعارية مدهشة، لتكون الريح كأنها الابنة/ الشاعرة نفسها”. المرور الثاني للشعراء: ميلٌ إلى الصمت الصاخب بالقصائد تلا إطلالة الشعراء مرورهم الثاني بعد تقرير استعرض زيارة الشعراء إلى الأكواريوم الوطني في أبوظبي، وآراءهم في المكان وما يمثله من حداثة معمارية وحياة بحرية بمضمون صديق للبيئة ومخلوقات مائية يشكل المكان حاضنةً وموئلاً لها في قلب العاصمة الإماراتية، حيث ألقى الشعراء مشاركاتهم ضمن المناظرة الشعرية التي طلبتها لجنة التحكيم منهم مع بداية الحلقة في موضوع “الصمت والكلام” وتنازعهما مواقف الشعراء وانحيازهم لأحدهما تبعا لحالته الشعورية وموقفه الإنساني، حيث رأت الدكتورة أماني فؤاد أن لكلمات سحراً، والإنسان هو الكلمة، مع ما تتطلبه بعض المواقف من الصمت، بينما رأى الدكتور علي بن تميم أن الشعراء الأربعة باستثناء نجاة، اتفقوا على الصمت رغم اختلاف تفسيراتهم مع اتفاقهم على بحر البسيط، مع استدعائهم الجواهري وابن زيدون، أما نجاة فنظمت على بحر الكامل ومالت إلى الكلام الذي يصنع الهوية ومصدره اللغة التي نعتز بها وهي اللغة العربية، وقال الدكتور محمد حجو إن في القصائد كلها إبداع وروحا شعرية جميلة، منوهاً بجمالية مشاركات الشعراء وخاصة نجاة وخالد. تأهل الشاعرة نجاة الظاهري من الإمارات بعد لقاء سريع للإعلامي عيسى الكعبي مع شعراء الحلقة الخمسة وراء الكواليس، واستطلاع مشاعرهم في انتظار قرار لجنة التحكيم، تلاه استعراض محطات الحلقة ومشاركات الشعراء فيها، كان ختام الحلقة مع إعلان لجنة التحكيم عن تأهل الشاعرة نجاة الظاهري بدرجة 47 من خمسين، لينتظر الشعراء المتبقون نتيجة تصويت الجمهور لشاعرهم المفضل، حيث نالمصطفى مطر درجة 46، ونال عبد الله العنزي 41، ونال خالد الحسن وشريهان الطيب درجة 40 من خمسين. وكالة انباء الشعر الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: السبت 18-02-2023 04:48 مساء
الزوار: 670 التعليقات: 0
|