|
عرار: خمسة تنافسوا.. ألقوا الشعر وارتجلوا في أولى حلقات المرحلة الثانية من "أمير الشعراء" بموسمه الخامس ...الشاعرة السورية ليندا إبراهيم تخطف بطاقة التأهيل،...و4 شعراء سيعيشون أسبوعاً من الانتظار...قصيدة المجاراة قدّمها أحمد بخيت بنصّ هاجم فيه متسلقي الحكم باسم الدين وأكد رسالة التسامح في الأديان السماوية أبوظبي- مسرح شاطئ الراحة - عرار:هي مرحلة جديدة إذن يخوضها الشعراء الـ15 ، وهي المرحلة الثانية من مراحل مسابقة "أمير الشعراء" في موسمها الـ5، والتي كانت بدايتها ليلة أمس الأربعاء، وهي التي تتألف من 3 حلقات فقط، يتنافس خلالها المتأهلون والمتأهلات من المرحلة الأولى، سواء أؤلئك الذين فازوا ببطاقة لجنة التحكيم، أو الذين انتقلوا مستعينين بتصويت الجمهور ، حيث يتقدم للمنافسة في كل حلقة خمسة من الشعراء، ليفوز أحدهم ببطاقة لجنة التحكيم، فيما ينتظر بقية الشعراء التصويت، وكل واحد منهم يحدوه الأمل بأن يكون هو الفائز بالبطاقة الثانية. وفي هذه المرحلة يتنافس كل من هشام الصقري/ سلطنة عمان، ناصر الدين باكرية/ الجزائر، هزبر محمود، عبدالمنعم الأمير/ العراق، علاء جانب/ مصر، عبدالله آيت الصدّيق، خالد بودريف / المغرب، يحيى وهاس/اليمن، الشيخ ولد لّعمش، سعد الهادي/ موريتانيا، مناهل العساف، أحمد الأخرس / الأردن، ليندا إبراهيم/ سوريا، محمد أبو شرارة/ السعودية، منى الحاج/ السودان. شاعران جديدان إلى المرحلة الـ2 تمام الساعة العاشرة من مساء ليلة أمس الأربعاء انطلقت الحلقة الأولى من المرحلة الثانية، وقد نقلتها على الهواء مباشرة قناة أبوظبي – الإمارات من شاطئ الراحة، وحيث تجلت الأندلس من خلال الديكور المشغول بحرفية وتقنية عاليتين. باسم ياخور الذي سبق وأطل على جمهور المسابقة رحب بكل من د. عبدالملك مرتاض، د. علي بن تميم، د. صلاح فضل؛ أعضاء لجنة التحكيم، والذين بيدهم بطاقة التأهيل، كما رحب بجمهور المسرح الذين جاءوا محبين للشعر، أو مشجعين لشاعر ما. وفي هذه المرحلة من المسابقة يكون هناك 5 شعراء أمام معايير تحكيم جديدة، ففي الجزء الأول منها يلقون نصوصاً يختارونها بذواتهم، بحيث يكتب كل واحد منهم من 7 إلى 10 أبيات كحد أقصى، على أن تكون موزونة ومقفاة وحرة الموضوع، وفي الجزء الثاني من الحلقة تتم استضافة شاعر يطرح نصاً مكوناً من 12 بيتاً، يجاريها الشعراء ارتجالاً موضوعاً ووزناً وقافية من خلال 5 أبيات، على أن يُمنحوا الوقت الكافي للارتجال، وقبل أن تقول لجنة التحكيم كلمتها؛ يقول الضيف رأيه وانطباعاته عما يقدمه المتنافسون، أما اللجنة فتقسّم الدرجات على جزأي الحلقة، الجزء الأول المرتبط بالنصوص التي اختارها الشعراء، والجزء الثاني المتعلق بالنصوص المرتجلة، فتؤهل شاعراً واحداً، وينتظر بقية الشعراء أسبوعاً ليتأهل أحدهم فقط. وقبل إطلاق المنافسة بين شعراء حلقة ليلة أمس، كان لزاماً الإعلان عن الشاعرين اللذين سينضمان إلى كوكبة شعراء هذه المرحلة عن الحلقة الماضية (الخامسة)، وذلك من أصل 3 ثلاثة شعراء كانوا بانتظار نتيجة التصويت خلال الأسبوع الماضي، وهم خالد بودريف/ المغرب، إيمان عبدالهادي/ الأردن، يحيى وهاس/ اليمن. لكن قبل ذلك تم عرض تقرير حول القصائد التي قدمها هؤلاء الشعراء، وأكدت أغلبية الآراء أن مفرداتهم صعبة لا يمكن فهمها من دون قاموس، كما أشادت معظم الآراء بقصيدة الشاعر يحيى وهاس، وبانتهاء التقرير أعلن باسم ياخور عن تأهّل كل من يحيى وهاس/ اليمن الذي فاز بـ65 درجة، تلاه خالد بودريف/ المغرب بحصوله على 61 درجة، أما إيمان عبدالهادي فلم تنل حظاً وافراً، وخرجت من المسابقة بـ51 درجة. مع "تغريبة الضوء" كان البدء مع وصول أحمد الأخرس/ الأردن، سعد الهادي/ موريتانيا، ليندا إبراهيم/ سوريا، ناصر الدين باكرية/ الجزائر، هشام الصقري/ سلطنة عمان؛ إلى المسرح أعلن ياخور عن بدء المنافسة فيما بينهم، وكان "كبش فداء" الحلقة أحمد الأخرس الذي ألقى نص "تَغْريبَةُ الضَّوْءِ" الذي قال فيه: أَذوبُ في صَوْتِكَ اللُّجِّيِّ مُرْتَحِلا وَأَنْتَ في صَهْلَةِ الْإيقاعِ شَهْوَةُ لا طَيْفٌ يُهَيّئُ لِلضَّوْءِ الشَّريدِ فَماً كَما يُهَيّئُ أُمٌّ لِلْهَوى رَجُلا يُؤَثِّثُ الْماءَ في عَيْنَيْ أَبيهِ رِضاً وَيَحْمِلُ الشَّمْسَ في أَحْشائِهِ طَلَلا أُرَتِّلُ الْقَمَرَ الشَّامِيَّ أَبْعَثُهُ وَجْهاً لِتَغْرِيبَةِ الزَّيْتونِ مُكْتَمِلا وَأَقْطِفُ الرِّيحَ مِنْ غُصْنِ الْبَعيدِ يَداً لِأَعْصِرَ النَّارَ مِنْ زَيْتي وَأَشْتَعِلا أَطْلَقْتُ فيكَ حَماماتيوَأَخْيِلَتي وَلَمْ تَصِلْ غَيْرَ أَنَّ الضَّوْءَ قَدْ وَصَلا "هذي دِمَشْقُ"، وَهذي الْقُدْسُ، دونَهُما كَواهِلُ الْأَرْضِ تَذْوي في دَمي وَجَلا أُؤَجِّلُ الْمَوْتَ أَيّاماً لِأَكْتُبَني عَلى ضَريحي: أَرى في خَيْبَتي أَمَلا كُنْ أَنْتَ في نَشْوَةِ التَّخْمينِ، خُذْ صِفَةً مِنْ مَوْسِمِ الْخَوْخِ، كُنْ في وَجْنَتي خَجَلا وَاسْتَجْوِبِ اللَّيْلَ في أَجْفانِ أَرْمَلَةٍ يُجِبْكَ قَمْحُ الْجَنوبِ الْمُرِّ:"ما رَحَلا د. صلاح فضل أثنى على ما ألقاه الأخرس، وقال إنه جميل وموفق، لكن ثمة مشكلة؛ إذ لا بد للشاعر أن يوضح على لسان مَن يكتب الأبيات، ففي البيت (كُنْ أَنْتَ في نَشْوَةِ التَّخْمينِ، خُذْ صِفَةً/ مِنْ مَوْسِمِ الْخَوْخِ، كُنْ في وَجْنَتي خَجَلا) لا أظن رجلاً يقول ذلك، وهو يبدو على لسان امرأة، مع أن مقدمة النص كانت على لسان رجل، وجميل أن تكون الأرض هي الأم أو الحبيبة، لكن حين قال (هذي دمشق) أعادها لقائلها نزار قباني، ونصح د. صلاح المتسابق امتلاك العبارة كي يملك الشعر. د. علي بن تميم قال: في النص صوت الأم والابن والأب الغائب، واللغة فيه تصويرية، بعيدة عن التكرار، أعطت النص استقلالاً، لكن القصيدة فيها ارتباط لأنها تتنقل من الغائب إلى الحاضر، وفي النص عناصر متعددة (القمر، الريح، القدس، دمشق، الأرض، الماء، الخوخ...) وهي عناصر جميلة، لكن ضاقت بها القصيدة التي بدت فيها إلماحات جيدة. د. عبدالملك مرتاض أكد أن العنوان جميل، وباعتقاده أنه جاء بمنتهي الشعرية، إلى درجة أنه ذكره بعنوان الشاعر يوسف غليسي تغريبة جعفر الطيار، والتغريبة في العنوان ذات دلالة، ففيه انتشار حركي، لكن تغريبة الضوء تعني غروب شمس النهار مع أن الأخرس قال (غَيْرَ أَنَّ الضَّوْءَ قَدْ وَصَلا)، وأضاف د. مرتاض: أعتقد أن إشكالية في النص، فثمة إفراط في اللغة الانزياحية، وكأنك لا تخاطب الجمهور، لذا لا بد أن تكون اللغة وسطاً، وبالمجمل أنت تحمل قضية في نصك، وإنك مشروع شاعر كبير. وقد حصل أحمد الأخرس على 20% من خلال التصويت عبر الموقع الإلكتروني للمسابقة، فيما صوّت المسرح لأحمد بـ 37%، واللجنة منحته 44 درجة. سعد "صهيلُ الأرض" سعد الهادي كان ثاني المتسابقين، فألقى في الأمسية نصه "صهيلُ الأرض" الذي جاء في مطلعه: أسفٌ عليكَ متى تراه لكي نرى عينين مبصرةً وأخرى لا ترى أسفٌ عليك وأنت تحسِب عمره أيعيش فيكَ "الموت" عمرا آخرا اذرفْ علــــيهِ الدمـــع كـيْ تغتالَه بعصاك إنْ عَصاكَ باتتـ خنجرا التيه أن تحصي السِّنونُ بقاءَهُ والموت أن تلد العقودُ الأشهُرا لا لوح يحفظ عـهـده و عـديـده حدُ المتاهةِ أنْ تضـــيع المَـعبرا وتهاجر الأرواح عن أجســادها ويتيه بالألواح من أَلِفَ العراء والسامريُ وقد روى تلمودُه ما في الكتاب من الحديث المفترى واستكمل نصه بالقول: حان الرحيل فسفنه موبوءة وزمانهُ ليـــــل يجلل أعصرا ونهيم في القاموس ِملْأَ صراخنا ستين عاماً كي نعود القهقرى الأرض تحتـرفُ الصهيل وطيئٌ تصحو إذا زأرتْ بها أُسْدُ الشرى فإذا الشآم وإن تكحل بالردى يمحو الردى ويعود شاما آخرا أرأيتَ "سوسةَ" والربيعَ وصحوَهُ والصيفَ يكتسحُ التلال الأصفرا والوادَ و"الهرمَ الكبير" ونخلةً بالرافدين تمج تمراً أحمــــــرا يأبى النحاة ولو تفرق جمعُهُم رفعَ الكسور إذا الجميع تكسرا كل الفصول تمر مــــن ألوانِها ألوانُها وتعودُ لونا أخضــرا د. صلاح فضل أشار إلى أن النص قطعة شعرية قوية، فقدّم الهادي وبدّل وأخّر لأنه يعرف أن نظام النص الداخلي غير متناسق، وهو الذي يتحدث عن الأوضاع التي تعاني منها الدول العربية وكأنها خريف الغضب، والقطعة بنبرتها الخطابية العالية تعتمد على الصراخ في بعض أبياتها، لكن د. صلاح لم يفهم إشارات الهادي في المقطع الأول (أسفٌ عليكَ متى تراه لكي نرى/ عينين مبصرةً وأخرى لا ترى)، وفي المقطع الثاني (والسامريُ وقد روى تلمودُه/ ما في الكتاب من الحديث المفترى)، لكن أبدى إعجابه بالكناية (صهيل الأرض)، فهي قوية، لكن في النص نكتة نحوية تجلت في البيت (يأبى النحاة ولو تفرق جمعُهُم/ رفعَ الكسور إذا الجميع تكسرا)، فجمع التكسير لا يرفع، وبشكل عام كان إيقاع الهادي جزلاً، والقصيدة كلاسيكية لكن ناضجة. د. علي بن تميم أشار إلى الروح النمطية الموجودة في القصيدة، على الرغم من وصفها لحظة متغيرة، والنمطية قادت إلى نوع من إصدار الحِكم التي لا تأتي إلا بكدّ الذهن، ثم إن الربيع الذي تحول إلى خريف على الشاعر أن يمثّل ما يعتمل فيه، وأخيراً فإن النص مثل عنقود العنب، كل بيت يمثّل حبة، وكل حبة لها شكلها. من جهته قال د. عبدالملك مرتاض: إن العنوان ثقيل الدلالات، والصهيل سيمفونية من الأصوات التي تصدرها الخيل، لكن لم أحبذ لك كتابة (التلال الأصفرا)، ولعل أحكم بيت هو (ونهيم في القاموس ِملْأَ صراخنا/ ستين عاما كي نعود القهقرى)، أما أجمل بيت فهو (كل الفصول تمر مــــن ألوانِها/ ألوانُها وتعودُ لونا أخضــرا)، وأخيراً فإن شعرك يعبق بشيح الصحراء، عجنته بالموريتانية العربية العريقة، وكذا يورد الشعر يا سعد. وقد حصل سعد على 37 من درجات اللجنة، في حين صوّت له الجمهور عبر الموقع الإلكتروني بـ19%، وجمهور المسرح بـ8% فقط. "زليخة" كانت مفاجأة ليندا من خلال نص "زليخة" تنافستليندا إبراهيم مع زملائها الشعراء، وهو النص الذي تأهلت من خلاله إلى المرحلة الثالثة من خلال بطاقة لجنة التحكيم بـ 45 درجة، وقد قالت فيه: جَــوَىً بالرُّوح أمْ بالرُّوحِ عَصْفُ إلــيـــكَ إلــيـــكَ يَـا قمراً يشِــفُّ إلــيـكَ إلــيــكَ يجرِفـُـني اشتياقِـي وَيردعُـنـي تُــقـــاكَ ولا أعِــــفُّ ويَـحــدُونــي لنـُـــوركَ ألـــفُ حــــادٍ من الأشـــواق ألـــفٌ ثـمَّ ألـــفُ بقـصــرِ الــرُّوحِ قنديـلُ اشتـيــاقِــي إلى مَعـنَـــاكَ يا مَــولايَ يَـهْــفُـــو ويُـوقــظُ وجهُـــكَ الضَّـاري كــبَـــدرٍ أيَـائِــلَ في بَـــراري الــرُّوح تَـغـفُـــو مضيفة: هربـــتُ إليــكَ مِـنْ حُــرَّاسِ رُوحِـــي وغَـلَّـقْـتُ الزَّمَـان وَأنــتَ عَـــفُّ أيا ابنَ الجبُّ كيفَ حَللــتَ "مِصـــراً" وكــيــفَ وصَـلـتَ وَالآلامُ طَـــفُّ تــركــــتَ الــذئـــبَ متَّهـمــاً بــريـئــاً وخيـطُ الــدَّمعِ جَـفــنَ أبـيــكَ يَـرفُــو وعُـصـبـَةَ إخــوَةٍ بـاعُــوكَ بَـخـسَــاً وأنــتَ لهُــمْ مَــدَى الأيَّـــامِ كَــهْـــفُ وَهَـا إنِّــي نـسجْــتُ قميـصَ وجــدي بـدمـعٍ مِـــنْ غــرامِــــكَ لا يـجِـــفُّ أعـُــودُ بنورِ وجهـكَ مـن جُـنُــونــي لعـلَّــكَ عَــن جُـنُـونِ الـرُّوح تَـعْـفُــو شجاعة إبداعية، جسارة الموقف، جمالية في الإبداع، هكذا وصف د. صلاح فضل ما قدمته ليندا، وجاء اختيارها (زليخة) صائب جداً، مضيفاً: تنصفين المرأة الغاوية، وتبوحين بسرّ وجدها بذكاء بالغ، لكن هل كانت امرأة العزيز تقول ليوسف يا مولاي؟، لديك قدرة فذة على تشعير الموقف كما في البيتين (أيا ابنَ الجبُّ كيفَ حَللــتَ "مِصـــراً"/ وكــيــفَ وصَـلـتَ وَالآلامُ طَـــفُّ)، (تــركــــتَ الــذئـــبَ متَّهـمــاً بــريـئــاً/ وخيـطُ الــدَّمعِ جَـفــنَ أبـيــكَ يَـرفُــو)، أكملي صوغ دراما زليخة من دون إسقاطات، فربما تكونين وقعت على كنز ثمين. د. علي بن تميم قال: تحمد لك هذه الإنسانية، وإن كنت قد اعتمدت البساطة إلا أنك سرعان ما وقعت في التبسيط، فزليخة بدت مكسورة، ولم تكن هناك محاولة جادة لإعادة إنتاجها، وكذلك شخصية يوسف الذي أدخلته في المديح، كان عليك أن تقدمي وجهة نظر وتعيدي قراءتها، أحياناً قليلة كنت تبدعين، غير أن التكرار غير محمود، كما جاء في (إلــيـــكَ إلــيـــكَ، ألف وألف)، فكأن الوزن هو الذي قادك، ثم إنك خلطت بين الفتيان، فتيان سورة الكهف وأشقاء يوسف. د. عبدالملك مرتاض قال: عنوان النص ضارب في الدلالة التاريخية، وهو النص العاشر - وربما أكثر في المسابقة منذ إطلاقها- الذي يتناول تلك المسألة، وزليخة تعني الخطيئة، كما تعني الرفعة، ثم إني حاولت إيجاد معنى لـ (أيائل) فما وجدت في المعاجم، لأن الصواب في جمع تلك المفردة أيايل، وعموماً النص جميل في إيقاعه المستفز، واللغة الشعرية دافقة، والبيت الذي أعجبني هو (أعـُــودُ بنورِ وجهـكَ مـن جُـنُــونــي/ لعـلَّــكَ عَــن جُـنُـونِ الـرُّوح تَـعْـفُــو). نص (زليخة) أهّل ليندا إلى المرحلة الثالثة أي مرحلة الـ6، وذلك بحصولها على بطاقة لجنة التحكيم و45 درجة، في حين حصلت على 8% من تصويت الموقع الإلكتروني، و22% من تصويت الجمهور. ناصر الدين صاحب الـ"نبوءة" نص "نبوءة" ناصر الدين باكريةكان مثار اختلاف في الرأي بين أعضاء لجنة التحكيم، سيما وأن د. علي بن تميم اعتبره قطعة نثرية قال فيها: قالت العرافة: في الحرب كما في أيام الحرب الأخرى يسًّاقَطُ ذُعرُ الشعراءِ وآلهةُ الكلمات المنفوخة لا يبقى في العالم غير ترابِ وغرابِ وقابيلَ بلا "معنى" ثم أتمّها بالمقطع التالي: ضيعت كفَّها الخطوطُ..وضاعت والنبوءاتُ شلَّها الالتــــواءُ أيُّ عرافة ستنبئ وجهي برؤاها وقد براها العمـاءُ كلما الضوء جس فراغي جف ذكري وخانني الإصغاء خرج الظل من سديمي وأقعى وترامى على الشفاه الخواء كلما صرتني يداي استدارت وروتني الصفات والأسماء كفر الصوت بيننا حين متنا واستحالت شفاهنا ما تشاء د. صلاح فضل قال لناصر: تستحضر لحظة شعرية فائقة حينما تستحضر مصير البشرية بحديثك عن العرافين، وترصد مشهدين عجيبين، فترصد فيهما النهاية؛ عندما لا يبقى في العالم سوى تراب وغراب وقابيل لن يسعد بقتل أخيه، وهي لحظة شعرية تجسدها بكلمات مغسولة، أما الجزء الثاني من النص فهو عمودي فيه مس خفيف من الحداثة، ويكاد القارئ فيه لا يدرك شيئاً بسبب الغموض والإبهام، وفي (خرج الظل من سديمي وأقعى) تساءلت كيف يخرج الظل وكيف يقعي، هذا طريف، تحاول أن تقول صورة عميقة بشكل إبداعي، لكن نفَسُك لا بد أن يتسع أكثر، ولا بد أن تبذل جهداً أكبر كي يستمزج الجمهور شعرك. د. علي بن تميم أشار إلى أن ناصر لم يلتزم بالمعايير المطلوبة، إذ كان لا بد من التركيز على القافية، أما المطلع (في الحرب كما في أيام الحرب الأخرى) فكان قليل الفائدة، وبرأيه أن قصيدة ناصر هي خاطرة، ونبوءة لا تستحق الرد، وهي من النثرية الحديثة الدارجة. د. عبدالملك مرتاض أثاره عنوان النص وأعجبه، فنبوءة معناها استشراف للزمن البعيد، أما النبوة فتمثل أسمى آيات الوصال بين العباد المصطفون وربهم، وفي القصيدة تكثيف شديد للغة، حمّلها ناصر هم البشرية كلها، وكأنها منسوجة من نفحات مجرجرة، وختم رأيه بالقول لناصر: أنت ساحر، وقد حصل من تصويت الموقع الإلكتروني على 60%، و8% من تصويت الجمهور، في حين منحته اللجنة 41 درجة. هشام مع "مُصحفُ المَاء" هشام الصقري ألقى "مُصحفُ المَاء" على أسماع الجمهور، وكم كان أمله كبيراً بأن يحظى ببطاقة التأهل عليه، غير أن ذلك لم يتحقق، مع أنه اجتهد في نصه الذي حصل فيه على 9% من التصويت عبر الموقع الإلكتروني، و 25% من تصويت الجمهور، في حين أعطته اللجنة 44 درجة عنه، وهو الذي بدأه بـ: وَكُنتَ تَعبُرُ ضوءاً بِتُّ أَخصِفُهُ ومشهداً من عُيونِ الوَحْيِ أقطفُهُ يَنطُّ من شَفتيكَ القلبُ مُبتسماً في لحظةٍ كانَ هذا الحُزنُ يَخطفُهُ بعضُ انتظاري نَخيلٌ لَوَّحَتْ سَعَفاً رَأتْكَ، طَرْفُكَ عنها كُنتَ تَحرِفُهُ وَخَاطتِ الرّيحُ في ليلِ الشّتا سَفَراً للوجدِ، مُرتعشاً بالآهِ مِعطفُهُ في عينِك اختصرَ الراؤونَ مشهدَهمْ فَرمشُها يُقعِدُ المعنى ويُوقِفُهُ وأضاف: يا سُورةَ الماءِ في ترتيلِهِ شَفَةٌ تَذوبُ: أنتَ لهذا المَاءِ مُصحفُهُ أودعتُ فيكَ صُوَاعَ الحُبِّ مُذ رَحلتْ خُطاكَ تَحجُبُهُ طَوْراً وتَكشِفُهُ فَضاعَ عُمْريَ في أبعادِهِ قِطَعاً وَعَادَ حُبُّكَ ليْ طَيراً يُؤَلِّفُهُ فَافتحْ ضُلوعَكَ بَاباً كيفَ أُخطِئُهُ؟ الآنَ يَعرفُ أشواقي وأَعرفُهُ تكسّرَ الوقتُ. ميعادُ الهوى نَبَأٌ وُهُدهُدُ القلبِ وَافى ليسَ يُخلِفُهُ د. صلاح فضل أشار بداية إلى الانطباع الذي تتركه نصوص هشام عليه، وكأنها قطع مجتزأة من قصائد أطول كما الحال بالنسبة لهذا النص، ومع ذلك فقد شحن نصه – كما يفعل عادة - بصياغات قوية، وصياغات ثقافية مركزة، بعضها واضح، وآخر ليس كذلك مثل (بعضُ انتظاري نَخيلٌ لَوَّحَتْ سَعَفاً) ، واستكمل د. فضل رأيه بالقول: عندما قلت (فَرمشُها يُقعِدُ المعنى ويُوقِفُهُ) ذكرتني بأغنية (رمش الحبيبة) التي جاءت في رواية توفيق الحكيم (يوميات نائب في الأرياف)، وأنت تنجح في القصيدة في ابتكار صيغ جميلة مثل (مصحف الماء، صواعي الحب، هدهد القلب)، إنها صياغات شعرية جميلة. د. علي بن تميم أشار إلى أن القصيدة تعبر عن لحظة وجد، وتظهر براعة الشاعر في صياغة ذلك في معانٍ شتى، لكن من الواضح أن العلاقة بين المفردات مسطحة ونمطية، (نخيل/ سعف، سورة الماء/ المصحف)، وأرى أن لا بد من إقامة علاقات مفاجئة، ولا بد من الإدهاش، وفي النص هناك تناص مع مفردات قرآنية، ومع ذلك القصيدة جميلة، وإن دارت حول فكرة واحدة. د. عبدالملك مرتاض بدأ من العنوان المكون من كلمتين (مصحف) و(ماء)، فالمصحف هو البركة الروحية، الماء الخير والبركة، والمصحف رمز الطمأنية وجوهر الروح، والماء جوهر المادة، وقد حملت القصيدة صوراً أنيقة وعميقة تجمع بين الشعرية الرفيعة وعمق الأفكار، لكن وكأنك خجلت من الإفصاح فيه عن مشاعرك، وإن كانت القصيدة تنتهج الصوفية وتنزع إلى الروحية، وقد تجاذبتك فيها شبكة ثقافات روحية وصوفية ذكرتني ببعضها بابن عربي، إنك حقاً شاعر. بخيت و"المعتمون" مع قصيدة هشام انتهى الجزء الأول من الحلقة، وفي الجزء الثاني تم استقبال الشاعر أحمد بخيت أحد شعراء "أمير الشعراء" في موسمه الثاني، وفي الحلقة ألقى بخيت قصيدة "المعتمون" التي كان على المتسابقين الـ5 مجاراتها موضوعاً ووزناً وقافية، وهو نص يتحدث عن الذين يستخدمون الدين للوصول إلى مآربهم، وقد جاء في النص: لا وحيَ فيكَ ولا صهيلَ معلقا أيقِظ مسيلمةً ونَمْ لتصدقه بئرٌ من الحقدِ القديمِ وعتمةٌ والرملُ يزحفُ في الشفاهَ المطبِقة متشابهون كأن ختماً واحداً حجب السماء عن القلوب المغلقة ومسرنمون في أعناقكم أغلالكم وتلوّحون بمطرقة كيف اشتريتم كل شيء باسمكم حتى السماء بلحية متشدقة الله ليس عدونا وصديقكم فبأي وحي تجدلون المشنقة لم يرسل الرحمن موسى قاتلاً بيديه رشاس يجن ليطلقه عيسى بن مريم كان يمشي خاشعاً فوق التراب مخافة أن يقلقه والحب يشهد للحبيب محمد باراً بجذع النخل حتى أنطقه ما من مكان في الجنان لقاتل فمتى وهبت العمر حتى تسرقه ومتى ورثت الله بين عباده في ثوب جلاد يهيئ محرقه صدّق سماءك أن تحب كأن ترى والبحر حين أحب صدق أزرقه هل ينكر العصفور صوت سمائه من علّم العصفور فن الزقزقه وكان أول المجارين أحمد الأخرس الذين قال في مطلع قصيدة المجاراة: قل للدعاة على شفير جهنم للغارقين بغيهم حد الثقة لله دين الله لكن ما لكم من دينه إلا العمى والهرطقه سعد الهادي قال: القلب فيك مآذن متشققة لا وحي فيك ولا كتاب فنحرقه ليندا أجادت بالقول: النور فيك ووحي رب أنطقه والحب أنت شموله المتعتقة هشام جارى بنص قال في مطلعه : سر الحياة هي الحياة المطلقة روح بآيات المحبة مشرقاً أحمد بخيت من جهته أشاد بما قدمه الشعراء، فهو كما قال منحاز للشعراء، وكل شاعر ليلة أمس أضاف لمسة، ثم ختم رأيه هذا بأن عارض ذاته بقصيدة قال في مطلعها: عُتباك لا أم هناك ولا أب أحصي كواكبها وينقص كوكب يا حزن جذع النخل مالك عالياً والعهد أن الحزن قزم أحدب د. فضل قال عما قدمه المتسابقون: كلهم برهنوا على حضورهم الشعري، وقوة بديهيتم، وكانوا ملتزمين بالإطار الموسيقي،، فأحمد كتب مطلعاً قال فيه (للخالدين) ونطقها (الغارقين) فأصاب، سعد أدهشنا في قطعته (القلب فيك) وأتقن الصياغة، ليندا ذابت في الضوء وكانت روحها شفافة فتغنت في الإنسانية، ناصر ابتكر مطلعاً (سكنوا بقلب الشرنقة) فهكذا هم "المعتمون" وتلك هي مشكلتهم الجوهرية، هشام أبدع منذ المطلع. من جهته أكد د. بن تميم أن أحمد ذكّره بمحمود درويش حيث التحولات كثيرة في البحر، وليندا قرأت بيت ابن عربي، ناصر قرأ مقولة عن الفتنة، وهشام استطاع شعرنة الحكمة. وختم د. مرتاض الفقرة بالقول: أحمد نبذ التعصب وقدم نصاً جميلاً، وسعد كان بيته الأول جميلاً، ليندا قدمت نصاً رقيقاً كأنه امتداد لما قدمته في السابق، وهو نص يمجد الحب والتسامح، ناصر كرس قيم التسامح، وهشام دعا إلى التسامح الديني، وبرأيه أن كل واحد منهم شاعر. ومع هذا الرأي اختتمت الحلقة الأولى من المرحلة الثانية التي تأهلت فيها ليندا إبراهيم، فيما على الشعراء سعد الهادي ورقم تصويته 8، أحمد الأخرس ورقمه 3، هشام الصقري رقمه 19، ناصر الدين باكرية رقمه 17؛ الانتظار إلى الحلقة القادمة، لمعرفة من سيتأهل ويكون من ضمن مرحلة الـ6، وهي المرحلة التي يجتمع فيها 6 شعراء، شاعرين من كل حلقة. أما الحلقة القادمة فستضم المتسابقين الشيخ ولد بلعمش/ موريتانيا، عبدالله آيت صديق/ المغرب، محمد أبو شرارة/ السعودية، مناهل العساف/ الأردن، هزبر محمود/ العراق. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الجمعة 07-06-2013 01:08 صباحا
الزوار: 3480 التعليقات: 0
|