|
عرار: بمناسبة العيد الوطني الـ 41 لدولة الإمارات...أعلام جائزة الشيخ زايد للكتاب ومشروع "كلمة" للترجمة يتحدثون عن تجربة الاتحاد وما رافقها من نهضة معرفية وثقافية عرار:تحتفل جائزة الشيخ زايد للكتاب، ومشروع "كلمة" للترجمة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بحلول الذكرى الحادية والأربعين للعيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة. وبهذه المناسبة أكد سعادة جمعة القبيسي، مدير دار الكتب الوطنية في الهيئة ومدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، عضو مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب، أنّ الاعتزاز والاحتفال بهذه المناسبة السعيدة عاماً بعد عام ما هو إلا تجسيد لروح المحبة والانتماء إلى وطننا الإمارات، وتعبيراً عن مشاعر الوفاء للمؤسس الراحل الكبير المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" الذي غرس فينا روح الاتحاد، وافتخاراً بالإنجازات الكبيرة والتنمية الشاملة التي قادها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أكمل المسيرة ووطد أركان الاتحاد، وأسس لعهد التمكين والنهضة، وأولى اهتماماً كبيراً بالتنمية، من أجل تطوير مجتمع قائم على المعرفة والثقافة والعلم. وأضاف: "نحن اليوم في دار الكتب الوطنية نفخر بترسيخ روح الاتحاد من خلال دورنا في تعزيز الاستراتيجية الشاملة لدولة الإمارات العربية المتحدة نحو تحقيق مزيد من الإنجازات في مجال حفظ وحماية تراثنا وثقافتنا، والترويج للمقومات الثقافية للدولة وتأكيد مكانتها على خارطة الثقافة العالمية، وخدمة الكتاب وفتح آفاق واسعة للقراء العرب تأليفاً وتحقيقاً وترجمة". ومن جانبه أكد الدكتور علي بن تميم، أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب، ومدير مشروع "كلمة" للترجمة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أن الاحتفال بالعيد الوطني الحادي والأربعين احتفال بالإنجازات العظيمة التي حققها الاتحاد، وقال بن تميم: "لقد بدأ الاتحاد قوياً بفضل من أسس للتنمية وبنى الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه، وما يزال الاتحاد يقوى ويزداد قوة ومحبة في عهد التمكين الذي يتجلى فيه الإرث الحضاري الأصيل والمعاصرة التنموية المتطورة، بفضل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، ونائبه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، حفظه الله، وأعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو أولياء العهود في كل إمارات الدولة". الاتحاد قوة وتجربة فريدة: بينما أكّدت الدكتورة نجوى الحوسني، عضو لجنة القراءة والفرز في جائزة الشيخ زايد للكتاب ، على أن التجربة الإماراتية في اتحادها المجيد تعدُّ واحدة من أبرز التجارب الاتحادية التي شهدتها المنطقة العربية وأطولها عمراً، وأضافت قائلة: "إن ما ساعد على نجاح هذه التجربة بكافة المقاييس هو العلاقة الوثيقة التي ربطت الحاكم بالمواطن، ونتج عن هذه العلاقة الأمن والاستقرار اللذان اتسمت بهما الحياة في دولة الإمارات إلى جانب التنمية الهائلة التي انطبعت ملامحها في الميادين والقطاعات كافة". وأشاد الأستاذ الدكتور مسعود ضاهر، عضو الهيئة العلمية في جائزة الشيخ زايد للكتاب، بالتجربة الاتحادية للدولة، وقال في هذا المجال: "تعتبر تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة المستمرة بثقة متزايدة وبوتيرة إيجابية متصاعدة منذ العام 1971 من أرقى التجارب الوحدوية في تاريخ العرب المعاصر. ولعل أحد أبرز أسباب نجاحها أنها بنيت بالإقناع والمحبة، وترسخت دعائم الوحدة على أسس ثابتة وقوية". وأضاف قائلاً: "لقد جمعت الدولة الوليدة سبع إمارات تقدّمت جميعها بخطى متدرجة على طريق التقدم الاجتماعي والثقافي، والازدهار الاقتصادي، وبناء علاقات سليمة بين أبناء الشعب الواحد في دولة الإمارات. ونجح بناء الدولة المركزية في الإمارات بفضل قيادة حكيمة تعاملت بشكل إيجابي مع خصوصيات كل منها بحكمة فضمنت مستقبلاً زاهراً للجميع في إطار نظام عالمي جديد يقوم على بناء وحدات جغرافية - سياسية كبيرة". ومن جانبه أبدى الدكتور محمد مفتاح، الفائز بجائزة فرع الآداب في جائزة الشيخ زايد للكتاب للعام 2010، إعجابه الشديد بالتجربة الاتحادية لدولة الإمارات العربية المتحدة بكافة مستوياتها الاجتماعية والثقافية والسياسية. وفي الوقت الذي هنأت فيه هدى الشوا قدومي، الفائزة بجائزة فرع أدب الطفل في دورة عام 2008، دولة الإمارات بعيدها الوطني الحادي والأربعين، أكد الدكتور عبد الله السيد ولد أباه بأنه، وفي العشرين سنة الأخيرة، ومن خلال متابعته لتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال الاتصال المباشر والمتابعة الدائمة، تبين له "أن هذه التجربة رائدة ونموذجية من أوجه عدة لعل أبرزها هو هذا المشروع التنموي التحديثي الذي يظهر بنَفس تراثي أصيل، وأنموذج اندماجي ناجح بآليات توافقية تعزز الهوية الوطنية، وتحفظ الخصوصيات المحلية، وبنزوع قومي قوي ضمن المشاركة النشطة والفعالة في النظام الدولي، استطاعت دولة الإمارات بفضل كل ذلك أن تكون من مراكز الاقتصاد العالمي الحية، وأن تؤسِّس لنموذج اتحادي وتنموي لكل العرب". وأشار الأستاذ الدكتور خليل الشيخ، عضو الهيئة العلمية بجائزة الشيخ زايد للكتاب، رئيس قسم اللغة العربية في جامعة اليرموك- الأردن، إلى أن "تشكّل التجربة الوحدوية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي يعود الفضل الرئيسي فيه للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله - تجربة فريدة بين التجارب الوحدوية في العالم العربي؛ فهي لا تتصف بالاستمرارية والديمومة فحسب، على أهميتهما، بل إن فيها من الأبعاد ما لفت أنظار العالم إليها؛ فقد استطاع هذا الاتحاد أن يبني مجتمعاً جديداً على أسس سليمة، ويحافظ على النسيج المجتمعي وتطوره تطويراً يقوم على المزاوجة بين الثوابت وروح العصر، كما استطاع الاتحاد أن يصنع مؤسسات قوية، وأن يشيِّد دولة عصرية ذات بنية تحتية متطورة، إضافة لما تتمتع به دولة الإمارات من حضور دولي فاعل، ومن احترام في المحافل الدولية". وفي السياق نفسه، ذكر الدكتور علي الكعبي، عضو لجنة القراءة والفرز بجائزة الشيخ زايد للكتاب، أن اتحاد الإمارات العربية قد تجاوز مرحلة التأسيس إلى مرحلة التأصيل والتمكين مدفوعة بروح الاتحاد التي أزكاها الآباء المؤسّسون. وأضاف قائلاً: "إن مفهوم الاتحاد ومعانيه العميقة قد أصبحت حاضرة في ذاكرة ووعي الإنسان الإماراتي وهي ترسم له آفاق المستقبل، وتفتح له نوافذ الأمل والثقة دائماً سيكون بغد أفضل بالحرص والإيمان على جوهر فكرة هذا الاتحاد". وأكد أيضاً أن أي متابع للتطور الحضاري والثقافي الذي حدث في الأربعين سنة الماضية لا يمكن أن يغفل بزوغ نجم دولة الإمارات في القطاعات الإنسانية والاقتصادية والثقافية كافة كبلد مقبل على الحياة بقلب المؤمن بتاريخه العريق، والواثق من قدرته على صناعة مستقبل مشرق يجعل من هذا البلد قبلة العالم في الاقتصاد والثقافة والأمن والحضارة. وأشادت الدكتورة زينب بنياية، مترجمة متعاونة مع مشروع "كلمة" عن اللغة الإسبانية، بالتجربة الوحدوية الإماراتية ووصفتها بأنها تجربة رائدة، تكاد تشكّل استثناءً في المنطقة العربية؛ فقد أثبتت، وعلى مدى أربعة عقود، أنها مثال يحتذى به من حيث التنمية والتطور الاقتصادي، ومن خلال التحولات العميقة التي عاشتها البلد، والتي جعلتها في غضون ظرف وجيز محوراً حيوياً ومنارة للإشعاع الحضاري، والنموذج الأمثل للانفتاح على الخارج مع الحفاظ على الهوية والاعتداد بكل ما هو أصيل، وبكل ما يشكِّل سمة ثقافية مميِّزة، وهنا بالذات، تكمن خصوصية الإمارات التي تجمع ما بين الأصالة والمعاصرة، وما بين الانفتاح على الآخر والتشبث بالجذور. فكانت بذلك تحدياً حقيقياً لظروف لم تكن بالسهلة، وتحقيقاً لحلم خامَر ذات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله -، فأصبح حقيقة راسخة وبلداً آمناً شامخاً يشار إليه بالبنان. وعن الدور الريادي للتجربة الاتحادية الإماراتية قال الدكتور محمد زياد كبة، أستاذ دكتور في اللسانيات العامة، الفائز بفرع جائزة الشيخ زايد للكتاب للترجمة في دورة العام 2011: "إنها لتجربة رائدة بعد أن قطعت مسيرتها خلال أكثر من أربعة عقود من البناء والتقدم الحضاري. وحسبنا أن ننظر إلى المنجزات الهائلة التي تحقَّقت في هذه الدولة لنرى النجاح الباهر الذي أنجزه العمل الاتحادي حتى غدت دولة الإمارات تحتل مكانة متقدمة بين الدول الحديثة التي يفخر بها كل مواطن عربي". أما الكاتب والروائي الجزائري واسيني الأعرج، الفائز بجائزة الآداب في الدورة الأولى لجائزة الشيخ زايد للكتاب فأكد أن "إمارة أبوظبي خاصة والإمارات العربية عموماً تشهد حركة استثنائية من الناحية الثقافية أتمنى أن تستمر على الوتيرة نفسها؛ فخيارات الحداثة ليست دائماً سهلة، بل هي مرهقة، ولكنه إرهاق جميل لأنه يجعل البلد في عمق عصره، وأقصد بذلك القرن الحادي العشرين". وأضاف في هذا الصدد قائلاً: إن "المجلات الثقافية والعلمية، ومعرض الكتاب، وتطوير البنية التحتية الثقافية على وجه الخصوص، والخيارات الكبرى، كلها لحظات في غاية الأهمية وهي تضع الجهود في أفقها الإيجابي، وليست جائزة الشيخ زايد للكتاب، ومشروع "كلمة" للترجمة، إلا وجهاً جزئياً من هذا التحول العميق لهذا النبل الثقافي". وأشار الباحث عمر التل، مترجم متعاون مع مشروع "كلمة" عن اللغة الإنجليزية، إلى أن دواعي التوحد في كيان سياسي واحد توافرت منذ القدم في الحيز المكاني الذي تشغله الآن دولة الإمارات العربية المتحدة، فالنسيج الاجتماعي الواحد وأعرافه المتواشجة، والدين الواحد، واللغة الواحدة لا بل واللهجة الواحدة، والتاريخ الواحد، كلها، وغيرها، كانت مقومات وحدة تنتظر الإعلان عنها في كيان سياسي جامع. لقد كانت دولة الإمارات العربية المتحدة بحالتها القائمة الآن بمثابة تتويج لعملية انتقال بالإنسان فيها من حالة البداوة بأصالتها إلى حالة الحضارة بحداثتها، وهي ما تزال عملية قائمة تحملها مؤسسات الدولة في كافة إماراتها. وأكد عبد الله ماجد آل علي، مدير جائزة الشيخ زايد للكتاب، لقد ولدت بعد إعلان الاتحاد، وعشت كل مراحل البناء والعمران والتأسيس للدولة بكل منشآتها التعليمية والخدمية والصحية والثقافية والعسكرية، وكلها تمثل اليوم بالنسبة لي مفخرة اعتز بها. الاتحاد والحركة الثقافية: ولما كانت دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنذ إنشائها قد عملت على تدشين حركة ثقافية كانت تطمح لأن تكون شاملة، فإن هذه التجربة أصبحت اليوم ظاهرة لافتة بين أقرانها كما يقول جمعة القبيسي الذي أضاف: "إننا اليوم نفخر بالتجربة الثقافية الإماراتية كونها واكبت كل التحولات في المجتمع والدولة، وحققت أهداف ما كانت تطمح إليه الدولة التي قدمت الدعم الكبير، خصوصا الدعم المادي والمؤسساتي الذي تجلى بإنشاء مؤسسات ثقافية داعمة للعملية الثقافية كالمكتبات، والمطابع، والصحف، وشركات التسويق الثقافية والصحافية". وقال الدكتور خليل الشيخ "لقد نجحت دولة الإمارات بتطوير قدراتها في المجال الثقافي، ليس على صعيد البنية الثقافية فحسب، بل على الصعيد الثقافي الذي يهتم بالإبداع، ما جعل دولة الإمارات مركزاً ثقافياً جاذباً للثقافة العربية. وهذا يتجلى في مبادرات ثقافية خلاقة مثل مشروع "كلمة" للترجمة الذي استطاع أن ينهض بحركة الترجمة في الوطن العربي، وأن يصنع ديناميكية فاعلة في هذا المجال. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن جائزة الشيخ زايد للكتاب استطاعت بناء آليات دقيقة وشفافة للنهوض بحركة التأليف والإبداع في الوطن العربي، ناهيك عن الأنشطة والفعاليات والجوائز ومعارض الكتب التي تصنع حركة ثقافية حية، وكل ذلك يؤكّد قدرة الدولة على بناء منظومة فاعلة في المجال الثقافي". وصرّح الدكتور عز الدين عناية، مترجم متعاون مع مشروع "كلمة" عن اللغة الإيطالية: "كان الرهان على الثقافة من الرهانات البارزة في المسار الوطني لدولة الإمارات العربية منذ نشأتها، مما حول البلد - مع توالي السنين - إلى قبلة للمنشغلين بالعمل الثقافي في مجالات شتى، ذلك أن الخط الثقافي الذي انتهجته هذه الدولة الفتية قد حرص، منذ بواكيره الأولى، على ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، بعيداً عن أي منزع أيديولوجي مغامر أو أي انغلاق مشين". ومن جانبه أضاف الأستاذ الدكتور مسعود ضاهر، بأن "القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة انطلقت من إحساس عربي سليم جعلت الشعب الإماراتي يشعر بالاطمئنان وبثقة أكبر بالنَّفس بقدر ما يحافظ على تراثه العربي الأصيل من جهة، وينفتح بالكامل على العلوم العصرية والتكنولوجيا المتطورة وثقافة عصر العولمة من جهة أخرى". الأصالة والتراث: وعن علاقة التراث بثقافة التغيير الإيجابي المتدرج، يعتقد ضاهر أن "الموروث الحضاري العربي يشكل قاعدة صلبة في بناء ثقافة عربية عصرية بدولة الإمارات العربية المتحدة، ثقافة تقيم التوازن الدقيق بين الأصالة والمعاصرة من دون أن تغلِّب أياً منهما على الآخر". وأشارت الدكتورة نجوى الحوسني، بأن "دولة الإمارات العربية المتحدة "حرصت، ومنذ نشأتها، على أن تساوي بين التطور العمراني والثقافي، ولتحقيق هذا التوازن كان للدولة بصمة ثقافية ذاع صيتها على المستوى المحلي والعربي والدولي ابتداء من نشر التعليم ومحو الأمية إلى تأسيس أرضية صلبة لتقديم نموذج راق للمشهد الثقافي الإماراتي". وعن العلاقة المتعاضدة بين الثقافة والتعليم أكدت الحوسني أنه وإلى جانب إنشاء المؤسسات والهيئات الثقافية والاهتمام بالموروث الثقافي الشعبي، حرصت "دولة الإمارات على طرح العديد من المبادرات والفعاليات التي تسهم في تطوير الحركة الثقافية فأقامت معارض للكتاب كمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، علاوة على إطلاق جوائز للكتاب من قبيل جائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة اتصالات لكتاب الطفل، وجوائز معرض الشارقة، وغيرها من الجوائز الإماراتية. وأخيراً وليس آخراً، انتشار عدد كبير من متاجر الكتب العالمية الكبرى في بعض إمارات الدولة وهو شاهد على هذا التطور الثقافي". وفي هذا السياق يعتقد الدكتور محمد زياد كبة بأن "الحركة الثقافية النشطة التي شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة سبقت أقرانها من الدول الخليجية والعربية بأشواط؛ فالدولة لم تدخر وسعاً في سبيل دفع الحركة الثقافية نحو الأمام وتشجيع الأدباء والمفكرين والمترجمين العرب على المضي قدماً في سبيل الارتقاء بمستوى أعمالهم العلمية والأدبية، والأمثلة على ذلك كثيرة". ومن جانبه أشار الدكتور علي الكعبي إلى أن دولة الامارات من الدول القليلة في العالم التي لديها وزارة متخصصة فقط بالثقافة مما يعكس الاهتمام الكبير بالثقافة كونها جوهر وروح كل مجتمع وأيقونة كل حضارة. وأضاف قائلاً: "لعل الحركة النشطة للثقافة بكل أنواعها التي حدثت في الدولة خلال السنوات العشر الماضية في أقل تقدير قفزت بالإمارات إلى أن تكون وجهة عالمية للثقافة ومركزاً مهماً على الخارطة الدولية في الاهتمام بكل ما من شأنه وضع الثقافة في المكانة التي تليق بها". وأكد أن "المهرجانات الثقافية للشعر، والقصة، والفن بأنواعه، وبرامج الثقافة المختلفة في إمارات الدولة كافة، وكذلك الجوائز الثقافية الكثيرة والمتنوعة مثل جائزة البردة، جائزة الشيخ زايد للكتاب، وبرنامج أمير الشعراء، وشاعر المليون، وكذلك معارض الكتب الضخمة والتي تصاحبها أنشطة ثقافية، كل هذه ما هي إلا انعكاس لحركة ثقافية كبيرة في الدولة". وقال عبد الله ماجد آل علي إن "كل مشاريع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وغيرها من مشاريع المؤسسات الأخرى، الحكومية والأهلية، أصبحت اليوم ظاهرة لافتة في المشهد الثقافي العربي، بل وأصبحت محط اهتمام كل المثقفين في العالم". المغفور له الشيخ زايد والدولة: لعب المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - دوراً تاريخياً على طريق التنمية الثقافية الشاملة، وفي هذا الإطار أكد جمعة القبيسي أن رؤية الراحل الكبير المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تميزت بكونها رؤية شاملة تتخذ من التوازن مبدأً، ومن الحكمة منطلقاً إلى مستقبل لا يتنكّر للماضي وقيمه، ولا يهمل الحاضر وتحدياته. ولعل هذا الانسجام في رؤية الشيخ زايد أكسبه قدرة على تحقيق المشروع النهضوي ذلك الذي تظهر فيه الوحدة بوصفها القيمة الأهم والأكثر تأثيراً في وجدانه"، وأضاف القبيسي قائلاً: "حينما نتأمَّل اليوم هذا النموذج الوحدوي ندرك بجلاء أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد أرسى قواعد الحكم على الأسس التنموية التي تعي تغيرات العصر ومتطلباته، وهذا التاريخ النهضوي كان له الثقل الأبرز في مسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، يحفظه الله وإخوانه الحكام أعضاء المجلس الأعلى الذين مكّنوا عهد التأسيس هذا وفاء واعتزازاً بهذا المشروع الحضاري الرائد". وقال الدكتور علي بن تميم: "منذ أن تولى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله - مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي منتصف ستينيات القرن الماضي، أولى الثقافة والتعليم أهمية كبيرة في عمله اليومي، وأخذ يخطّط لهما على نحو استراتيجي من خلال إنشاء المدارس الحكومية لكل المراحل بداية، ومن ثم إنشاء معاهد التعليم والجامعات، وبالتالي تشريع قوانين تسمح للتعليم الخاص بالعمل، والشروع بحملات توعوية بأهمية التعليم في المجتمع، وتوسيع رقعة العمل الصحافي والنشر والمطابع في إمارة أبوظبي لكي يكون العمل شاملاً. وفي غضون ثلاثة عقود أصبحت العاصمة تعيش أجواء ثقافية وتعليمية مضيئة، ولمعت أسماء كتّاب وصحافيين ومبدعين إماراتيين ساهموا في إثراء المشهد الثقافي بالعاصمة، وكذلك في بقية إمارات الدولة. وكان للمهرجانات الشعرية والإبداعية أثرها في تنشيط الحركة الثقافية. ولا ننسى أن الشيخ زايد - رحمه الله - كان مقدراً للشعر والثقافة، ولذا دعمَ المثقفين والشعراء سواء من خلال المهرجانات التراثية أو من خلال قنوات النشر الورقية والإذاعية والتلفزيونية. وفي غضون السنوات القليلة الماضية تطورت النهضة الثقافية على نحو واسع ، وتمّ تدشين مشاريع ثقافية كبيرة ومهمة وفاعلة مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب، ومشروع كلمة للترجمة، ومشروع قلم، ومشاريع أخرى تتعلَّق بالموسيقى والسينما والمسرح والتشكيل وبقية الفنون البصرية والسمعية والورقية، وصار لكل ذلك صوت داخل الدولة وخارجها حتى أصبحت العاصمة أبوظبي مدار اهتمام الثقافات والشعوب في كل مكان". ومن جانبه قال عبد الهادي الإدريسي، مترجم متعاون مع مشروع "كلمة" عن اللغة الفرنسية: "كيف للمرء أن ينسى أنه كلما مر من عاصمة أو مدينة عربية أو إسلامية إلا ووجد فيها معلمة تنطق بفضل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله - ، وأهمها المراكز الثقافية المتنوعة الغنية، ناهيك عن عديد المستشفيات المتخصِّصة، التي نرجو أن يكون ما تسهم به في التخفيف من آلام الفقراء والمعوزين وذوي الأمراض المستعصية ثواباً ورضواناً، وجنة نعيم للرجل الذي تُخلد تلك المنشئات اسمه". وبدوره ذكر الدكتور صديق جوهر، رئيس قسم الأدب الإنجليزي في جامعة الإمارات العربية المتحدة، بأن الشيخ زايد طيب الله ثراه أسس لنهضة ثقافية شاملة، وقد واصل صاحب السمو رئيس الدولة , الشيخ خليفة بن زايد مسيرة التنوير ومواكب العطاء في شتي المجالات. وحسب الإحصاءات فإن دولة الإمارات تعد نموذجا فريدا في مجال الانجازات الثقافية والتعليمية وخير مثال على ذلك أن نسبة الأمية في الدولة قد تراجعت إلى أدني المستويات في زمن قياسي . وأكد الدكتور محمد زياد كبة على أن "دولة الإمارات العربية المتحدة تضطلع، ومنذ أن أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله - ، وواصل قيادتها من بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، يحفظه الله ويرعاه، تضطلع بدور بارز في سبيل دفع عجلة النهضة الثقافية والتنموية والوصل بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدّمة. وقد تحقق الكثير من هذه الأهداف بسبب الإخلاص في العمل والتفاني في بذل الجهود حتى غدت دولة الإمارات العربية المتحدة مثالاً يحتذى لغيرها من الدول التي تسعى إلى الوصول إلى التقدّم الحضاري؛ فكل العوامل المساعدة على نقل المعرفة متوفرة الآن في دولة الإمارات العربية، وبات اقتصاد البلاد قائماً على المعرفة التقنية ولم يعد مقتصراً على النفط وحده". وذكرت د. هناء صبحي، أستاذة اللغة والأدب الفرنسي في جامعة باريس-السوربون أبوظبي إن دور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله في ترسيخ مبادئ التعليم والثقافة في الامارات كبير جداً من دون أدنى شك، إذ نجح رحمه الله، من خلال إصراره ورؤيته الرائدة في ترسيخ مبادئ العلم والتعلم لدى المواطن الاماراتي وراهن على الفرد أكثر مما راهن على شيء آخر ونجح في هذا. وقد سار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة يحفظه الله على طريق والده المغفور له في بناء مجتمع إماراتي قائم على المعرفة والثقافة وأصبحت ثمرة هذه الجهود ملحوظة في المجتمع الاماراتي من خلال ازدياد عدد أبنائه الذين يشغلون مناصب هامة في مختلف مرافق الدولة. وقد أصبحت دولة الامارات الحبيبة حديث القاصي والداني وأعجوبة هذا العالم بفضل إخلاص قادتها وتفانيهم في خدمة بلدهم، حفظهم الله. الاتحاد ومجتمع المعرفة: وقال الدكتور خليل الشيخ: "إن دور المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان - رحمه الله - هو دور القائد المؤسِّس الذي استطاع بثاقب نظرته وصبره وإخلاصه أن يبني دولة الاتحاد. ولعل من يقرأ تاريخ الشيخ زايد يدرك كيف بدأ وهو يتولى حكم في مدينة العين بداية، ويخطِّط لبناء دولة حديثة لا تنفصل عن تراثها، ويعي كيف كان الاتحاد هدفه وهاجسه الذي يعمل من أجله ليل نهار. لقد كان الشيخ زايد يسعى لبناء دولة المؤسسات، ثم جاء بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، يحفظه الله، فصنع تحولات إيجابية ضخمة في التحديث ممكّنا لعهد الإنجازات وبناء مجتمع المعرفة الذي يتصل بمتغيرات العالم من دون أن ينفصل عن ثوابته، وفي كل ذلك استطاعت الدولة أن تحقق تنمية مستدامة، وأن تبني دولة الرفاه والعدالة مثلما استطاعت أن تحدث نقلة نوعية في التعليم والصحة والاتصالات والخدمات. أما على الصعيد الثقافي فقد تواصلت المبادرات الخلاقة التي تبني نهضة ثقافية جعلت من دولة الإمارات مركزاً من مراكز صناعة الثقافة العربية". وأكدت الدكتورة نجوى الحوسني أن "دولة الإمارات سعت حثيثاً من أجل بناء مجتمع قائم على المعرفة والمبادرة، لتتمكّن من التعامل مع متطلباّت العصر الحديث القائمة على الجهد الذهني والمعرفي. ومن أجل ذلك سخّرت طاقاتها المادية والمعنوية كافة لإنشاء الجامعات والكليات والمعاهد التي تؤسِّس الطلبة للعمل كفريق تتاح له فرصاً حقيقية لاكتشاف المعرفة وإنتاجها وتطبيقها، وتساعدهم على التمتُّع بشخصيات تتصف بالقدرة والدافعية والانفتاح على الآخرين". وقال الدكتور صديق جوهر، رئيس قسم الأدب الإنجليزي في جامعة الإمارات العربية المتحدة، في العيد الوطني الحادي والأربعين لدولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت الدولة تحتل مكانة مرموقة على المستوى الإقليمي والدولي في شتى المجالات , لقد حققت الدولة نجاحاَ منقطع النظير في قطاعات حيوية مثل التربية والتعليم والسياحة والاقتصاد والبنية التحتية كما أصبحت الدولة مركزاَ عالمياَ للمؤتمرات والفعاليات الدولية والمعارض الفنية والمنتديات الثقافية. في السنوات العشر الأخيرة على وجه الخصوص تحولت دولة الإمارات إلى واحة للثقافة العربية والخليجية حيث شهدت ربوعها العديد من الأنشطة الثقافية التي تسعى إلى نشر التراث الإسلامي و تدعو إلى التسامح وحوار الحضارات والتواصل مع الآخر ونبذ الخلافات ذات الأبعاد الطائفية والعرقية والعمل الجماعي الهادف إلى توسيع آفاق المعرفة. وتطرق الدكتور مسعود ضاهر إلى نشأة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - في كنف التراث العربي التقليدي وترعرعه على قيمه وتقاليده المتوارثة عبر الأجيال، ورأى في هذا المجال أن "الشيخ زايد، وحين تولى المسؤولية السياسية كرئيس لدولة عصرية حديثة النشأة في الإمارات العربية المتحدة، حافظ على الثقافة الأصيلة في الحياة العامة بهدف ربط الحاضر بالماضي بحيث يكمل أحدهما الآخر في مختلف مجالات السياسة، والثقافة، والاقتصاد، والحياة الاجتماعية ما ساعده على إطلاق مشروع تنموي متكامل غايته الإنسان، ويعمل على تنمية إنسانية الإنسان في الدولة". ويعتقد ضاهر أن "هذا التوجُّه كان قد ظهر جلياً في إدارة الحكم منذ البداية، وعمل الإدارة، والتنمية العمرانية، والتربية المدرسية، وتوعية المواطنين على حماية البيئة والمحميات الطبيعية". وتطرق عضو الهيئة العلمية إلى أداء الشيخ زايد ونهجه في الحكم على مختلف الصعد الداخلية والعربية والدولية، وعدها "أنموذجاً يحتذى لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، يحفظه الله، ولجميع من تعاون معه في إدارة شؤون الدولة العصرية بالإمارات التي بات لها حضورها الفاعل في تشجيع روح التعاون لبناء عدد من المشاريع الاقتصادية والثقافية والتي تلعب دوراً أساسياً في إطلاق مشروع نهضوي عربي جديد طال انتظاره". وقال الدكتور علي الكعبي: "إن الله قد حبا دولة الامارات بقادة عظام يحبون الثقافة والعلم؛ فمؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد - رحمه الله - كان محباً للثقافة، مطلعاً يقول الشعر ويحفظه فعند نشأة الاتحاد وقيام الدولة كان أول ما اهتم به هو نشر الثقافة من خلال بناء المدارس وتأسيس جامعة الامارات لتكون منارة للثقافة والعلم وكان - رحمه الله - داعماً لكل ما من شأنه جعل المجتمع مثقفاً ومنفتحاً على الثقافة، متقبلاً ومتفاعلاً معها. ولقد سار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، يحفظه الله ويرعاه، على النّهج ذاته من الاهتمام بالثقافة، ودعمها؛ فأسّس المراكز والهيئات التي يتمحور دورها في دعم الثقافة حتى باتت الدولة تتميز على الصعيد العالمي بدعمها واهتمامها الكبير بالمشروع الثقافي". وأكد عبد الله ماجد آل علي على أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله – كان له الدور الريادي في إطلاق النهضة الثقافية في الدولة، ومضى على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، يحفظه الله ويرعاه، في سبيل المضي قدماً بالنهضة الثقافية نحو خطى أخرى تجلّت في كل المشاريع الثقافية التي تحققت حتى الآن، والتي أثمرت حركة ثقافية يشهد لها الجميع. جائزة الشيخ زايد للكتاب: وعن تجربة جائزة الشيخ زايد للكتاب أكد جمعة القبيسي بأن تجربة الجائزة، وبعد مضي سبع دورات على انطلاقها، أصبحت علامة ثقافية مضيئة في العالم. وأوضح قائلاً: "في خلال كل الدورات الماضية تابعتُ بحرص شديد عمل الجائزة، وأنماط التفاعل العربي والعالمي معها، وفي خلال هذه الدورة تدارسنا في مجلس الأمناء السبل الكفيلة بتطوير عملها على نحو أفضل استجابة لحجم التفاعل الذي وجدناه مع الجائزة". وقال الدكتور علي بن تميم الأمين العام للجائزة: "إن جائزة الشيخ زايد للكتاب هي إحدى ثمار النهضة الثقافية الإماراتية، ولاسيما وأن اسمها اقترن باسم مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله –". وأكد بأن تجربتها، ومن خلال الدورات الماضية، تؤكد حرص الدولة على تقديم الدعم للمثقفين والكتاب والمفكرين المبدعين في العالم، ولعل الذين فازوا بفروعها في الدورات الماضية قد أكدوا أهمية هذه الجائزة في تنشيط الحركة الإبداعية لديهم ولدى غيرهم، ويكفينا فخراً أن دورة هذا العام شهدت إقبالاً نوعياً وكمياً في التفاعل مع فروع الجائزة. وحتى الآن تعد من التجارب الناجحة والمؤثرة في قطاعات الفكر والثقافة والإبداع بالعالم. وقال الأستاذ الدكتور خليل الشيخ: "بصفتي عضوا في الهيئة العلمية للجائزة، أود أن أشير إلى أن الجائزة استطاعت أن تحدث نقلة نوعية على صعيد الجوائز العربية والعالمية من حيث الآليات التي تتسم بالوضوح والشفافية والموضوعية، كما أنها حققت حضوراً لافتاً على المستويين العربي والدولي، واكتسبت سمعة علمية مرموقة وصارت قبلة المبدعين والباحثين، واتسمت بالتطور الإيجابي الذي يسعى دوماً للمزيد من الانفتاح، ويسعى للتقدير من جهة واستكشاف الطاقات المبدعة من جهة أخرى". أما الأستاذ الدكتور مسعود ضاهر فقد أكد أن الجائزة تقدم في دورتها السابعة نموذجاً متقدماً لآليات عمل الجوائز العربية من حيث التطور المستمر في برنامجها، وفي أسلوب عملها، واختيار لجان التحكيم فيها على أسس ثقافية تعتمد معيار الكفاءة دون سواه، والانفتاح على مختلف أنواع الثقافات الإبداعية الصادرة بالعربية أو المترجمة منها وإليها، وتعزيز نشر التراث الثقافي العربي بلغات عالمية، وتكريم عدد من المثقفين العالميين الذين ساهموا في نشر الثقافة العربية في بلدانهم. وأضاف قائلاً: "يشكل الإنتاج العلمي والعربي الإبداعي المميز محط اهتمام القيمين على اللجنة ومختلف لجانها العلمية، العرب اليوم بأمس الحاجة إلى تعزيز حركية الإنتاج الثقافي والإبداع الفني والأدبي لإقامة مجتمع المعرفة العربي وتشجيع الثقافة الإبداعية، وتساهم الجوائز التشجيعية في تكريم أعداد متزايدة من المبدعين كل عام. وتلعب جائزة الشيخ زايد السنوية للكتاب دوراً بارزاً في تنشيط حركة التأليف والترجمة والإبداع الأدبي والفني، واحتضان المواهب الفتية التي تدخل عالم الإنتاج الإبداعي المنشور للمرة الأولى". وأكدت الدكتورة نجوى الحوسني أن جائزة الشيخ زايد للكتاب هي انعكاس حقيقي للمسيرة الثقافية في دولة الإمارات، وعاماً بعد عام تتألق بمزيد من الإنجازات التي تساهم في نشر ثقافة الكتاب، وأكثر ما يميز الجائزة هو رؤيتها الإنسانية في الكشف عن المبدعين وتكريمهم من أجل تشجيع الآخرين على العطاء الأدبي، وتعميق النظرة الحضارية عن الكتابة كونها رافداً من روافد الثقافة. ومن جانبه أضاف الدكتور علي الكعبي قائلاً: إن جائزة زايد للكتاب تحمل اسماً طالما اهتم بالثقافة والكتاب على وجه الخصوص وهو اسم الوالد المؤسّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - يرحمه الله -، هذه الجائزة وهي تحتفل بعامها السابع من الإنجازات - هذا العام - يحق لها أن تفتخر بما حقّقته من حراك ثقافي على المستوى العربي والعالمي فيما يخص الكتاب. إن الجائزة بتكريمها للمبدعين من كتّاب، ومثقفين، ودور نشر، وكتّاب شباب، قد شجعت حركة التأليف والإبداع والكتابة بأن تعود قوية كما كانت في العصور العربية الزاهية". وأكد الروائي واسيني الأعرج على أن الحديث عن جائزة الشيخ زايد للكتاب هو حديث يمس في الجوهر إدراك دولة الإمارات لقيمة الثقافة ليس في مدارات اللحظة القاسية التي يعيشها العالم العربي المجبر على بلورة إجابات حية لكل ما يحيط به، في مختلف الحقول، فقط، وإنما أيضاً في الاستراتيجية بحكم أن الثقافة ليست مرتبطة فقط باللحظة وسياقاتها ولكن بالصيرورة. من هنا فالحصول على جائزة بقيمة جائزة الشيخ زايد هي اعتراف بجهد يبذل في الصمت والخفاء والعزلة وتكريم كبير ومسؤولية ليست سهلة. وقال الدكتور علي المنوفي، مترجم متعاون مع مشروع "كلمة" للترجمة: "إن جائزة الشيخ زايد للكتاب هي من أرفع الجوائز العربية لا من حيث المردود المادي وإنما لأنها تحمل اسم الرمز العربي المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله -". ومن جانبها قالت الكاتبة هدى القدومي: "إنني أفخر بحصولي على هذه الجائزة الرائدة التي تحمل اسم مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - التي بعد أن قطعت سبع دورات منذ إطلاقها نجدها تترسخ كمنارة إشعاع ثقافي وفكري وفني، وتمد إشعاعها في كل أنحاء وطننا العربي. وكم أنا فخورة بالانضمام إلى هذه المبادرة الإبداعية التي فتحت لي آفاقاً جديدة في العمل الثقافي البناء في وطني الكويت وفي المشاركة باسم الجائزة بمبادرات إقليمية أخرى، وكم هي فرحتي عندما تزف كوكبة جديدة من العقول المبدعة في كل عام عندما تعلن نتائج الدورة الجديدة. وما اتخذته الجائزة من تطوير آلية عملها،كإضافة فروع جديدة وكذلك إعادة توصيف بعضها الآخر، يأتي من باب حرصها الدؤوب على مواكبة كل ما يصبّ في الارتقاء بنهج الجائزة والتفاعل مع متغيرات عالمنا المعاصر". أما عبد الله ماجد آل علي، مدير الجائزة، فقد أكد أن العمل بالجائزة وحده كفيل بأن يجعلك تشعر بقيمة التجربة الخاصة بها؛ فمنذ سنوات وأنا أعمل بالجائزة، وفي كل دورة أتابع العمل بها ابتداء من إطلاق باب الترشح حتى حفل توزيع الجوائز، هي رحلة طويلة، لكنها غنية بالغنى الكبير الذي تتسم به الجائزة من احتفاء بكل المبدعين في العالم". مشروع "كلمة" للترجمة: ذكر جمعة القبيسي أن مشروع "كلمة" للترجمة، يعد واحداً من أهم المشروعات الفاعلة في مجال نشر الثقافة والمعرفة في إمارة أبوظبي، مؤكداً أن ما ترجمه "كلمة" يشكل أكبر رقم لشراء حقوق النشر في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، وأن ما قام به المشروع من مبادرات مهمة أسفرت عن ترجمة أكثر من 700 عنوان في مجالات مختلفة تمت ترجمتها عن لغات يفوق عددها الـ 13 لغة، حققت قفزة نوعية في وضعية الكتاب المترجم في العالم العربي. مؤكداً أن تنوع إصدارات "كلمة" وتعدد مجالاتها يساهم إلى حد كبير في سد النقص الذي تعانية المكتبة العربية من الكتب المترجمة إلى العربية. مشيراً إلى أن حصول المشروع مؤخراً على جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة يعد إنجازاً مهماً ومصدر فخر واعتزاز كبيرين نظراً لقيمة هذه الجائزة عالمياً وعربياً، وهو ما يؤكد بأن هذا المشروع يمضي قدماً نحو تحقيق أهدافه في إحياء حركة الترجمة في العالم العربي ونقل الثقافة العالمية للقارئ العربي. ومن جانبه، قال الدكتور علي بن تميم مدير مشروع "كلمة" للترجمة أن عبارة "إحياء حركة الترجمة في العالم العربي" التي رافقت مشروع "كلمة" للترجمة منذ انطلاقته قبل سبع سنوات، لم تكن مجرد شعار أو عنوان عابر، بل كانت ولا تزال خطة عمل متكاملة الملامح والعناصر، أساسها الوعي العميق لراعي هذا المشروع والمبادر إلى إطلاقه، الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله ورعاه، وعي بأهمية الترجمة والدور الذي يمكن أن تلعبه في نهضة الشعوب وتوسيع آفاقها، وأيضاً والأهم ترسيخ وتعميق علاقتنا بالعالم المحيط بنا، وأي وسيلة أنجع لتحقيق ذلك من المعرفة التي لا يزال الكتاب يمثل أحد أبرز سبلها وأدواتها. مشيراً إلى التحديات الكبيرة التي واجهها المشروع منذ انطلاقته ونجاحه في مواجهتها وتذليلها وصولاً إلى إصدار أكثر من 700 عنوان تمت ترجمتها عن أكثر من 13 لغة، والفوز بجائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، وتميزت عناوينه بمواصفات رفيعة تحترم الكتاب كمنتج ثقافي رفيع، وتلبي تطلعات القراء العرب باقتناء كتاب عربي لا يقل جودة وجمالاً وإتقاناً عن الأصل المنقول عنه، كما نجح المشروع في حل معضلة التنوع، التي لطالما كانت إحدى مشكلات الترجمة العربية، لاقتصارها على مجالات معرفية ضيقة، وعلى بضع لغات محدودة يتم الترجمة عنها، ومن هنا كان الحرص على أن تغطي إصدارات "كلمة" نطاقاً واسعاً من المجالات التي تهم جميع شرائح المجتمع. وذكر الدكتور صديق جوهر، مترجم متعاون مع مشروع "كلمة" في الترجمة عن اللغة الإنجليزية،أن المكتبة العربية كانت في أمس الحاجة إلى نوعيات محددة من الكتب النادرة المنشورة في شتى أرجاء العالم، وجاء مشروع "كلمة" ليرفد المكتبة العربية بهذه النوعية من الكتب النادرة. وبات بفضل ما حققه من إنجازات يحتل حالياً قمة الهرم الثقافي في العالم العربي وخاصة في نطاق الترجمة وفي مجال المشاركة في المعارض الدولية مما أصبغ على المشروع سمة عالمية انفرد بها دون غيره من المبادرات الثقافية ذات الصلة. وتكمن أهمية هذا المشروع الرائد ليس فقط في عدد الكتب المترجمة منذ إنشاءه ولكن في نوعية الكتب المختارة للترجمة والتي تلبي حاجيات القراء على كافة المستويات وتثري المكتبة العربية بمجموعة من أمهات الكتب في جميع المجالات والتخصصات. وأشار الدكتور ماهر تريمش، مترجم متعاون مع مشروع "كلمة" عن اللغة الفرنسية، إلى أن وصول عدد إصدارات مشروع "كلمة" إلى 700 عنوان يعد مؤشراً جيّداً و مفيداً للدلالة على الجهد الذي يبذله المشروع في اختيار العناوين وترجمتها ونشرها، بداية من قصص الأطفال مرورا بالرواية والشعر والأدب إلى الكتاب العلمي وصولاً إلى الكتاب الفكري، ونحو ذلك. وهناك مكسب آخر حققه المشروع وهو اكتشافه لكفاءات من المترجمين كانت مغمورة لم تستفد منها الثقافة العربية، ولا يجب أن ننسى أن السر في إحياء حركة الترجمة في العالم العربي هو دعم وتعزيز كفاءة المترجم العربي وهذا ما أفلح مشروع "كلمة" فيه بتميّز. وأكد د. محمد كبة، مترجم متعاون مع مشروع "كلمة" عن اللغة الإنجليزية، أن مشروع "كلمة" واحد من المشروعات الثقافية الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويستحق أن تفخر به البلاد. كما يحتل المشروع مكان الصدارة في العالم العربي لما يقدمه من دعم كبير وتشجيع مطلق للمترجمين العرب. إن دقة اختيار الكتب وتكليف نخبة من أقدر المترجمين بترجمتها عامل مهم من عوامل نجاح المشروع، وليس أدل على هذا النجاح من الشهرة الكبيرة التي حظي بها وهذا الكم الكبير من الكتب التي تم إنجازها حتى الآن وتنوعها. فالمشروع انفتاح على عالم المعرفة بما يقدمه من الكتب المترجمة لإثراء المكتبة العربية وتوسعة لآفاق القارئ العربي لا في دولة الإمارات العربية المتحدة وحسب، بل في سائر أنحاء العالم العربي. وأشاد د. شهاب غانم، شاعر ومترجم للشعر من اللغة الإنجليزية، بمشروع "كلمة" للترجمة وقال بأنه غدا واحداً من أهم مشاريع الترجمة وأكثرها طموحا في تاريخ الأمة العربية وهو يستلهم مشاريع تاريخية مثل مشروع بيت الحكمة في عهد المأمون في العصر العباسي الاول ومشروع مدرسة الألسن في عهد محمد علي باشا وغيرهما من المشاريع التي ادركت مبكراً اهمية الترجمة في تقدم الأمة. وقد أنجز المشروع ترجمة مئات من الكتب المهمة والمفيدة وحصل على جائزة الملك عبدالله للترجمة وقد تشرفت بترجمة مجموعتين له من الشعر الهندي المعاصر نال أحدهما جائزة العويس للترجمة. وقال د. عزالدين الخطابي، مترجم متعاون مع مشروع "كلمة" عن اللغة الفرنسية: " مشروع كلمة هو مشروع نهضوي بامتياز . ولا تتجلى قيمته فقط، في كم ونوعية الأعمال التي أصدرها، بل وبالخصوص، في ارتكاز المشروع على رؤية ثقافية وحضارية تجسد مبدأ حوار الثقافات والانفتاح على الآخر ومعرفته وفهمه. وهذه جميعها شروط لنهضة ثقافية، في هذه الفترة التي تحتاج فيها الثقافة العربية لدعائم رائدة مثل مشروع "كلمة" للترجمة، كي تكون محاورا جديا ومحترما للثقافات الأخرى. واعتبر عمر التل، مترجم متعاون مع مشروع "كلمة" عن الغة الإنجليزية، أن مشروع "كلمة" معجزة في مجاله، فقد فاقت أعداد مُترجماته ونوعيتها في فترة خمس سنوات فحسب ما أنتجته كثير من البلدان العربية مجتمعة طوال فترة طويلة من السنين، فملأ المكتبة العربية بعدد من عيون الكتب العالمية التي تمس إليها حاجة الباحثين والأدباء، ومد جسوراً عربية إلى لغات وثقافات عالمية ما كان يحلم القراء العرب بانفتاحها لهم، وما يزال "كلمة" يدعم حركة ترجمة ومترجمين نرجو لها الاستمرار والازدهار لكي يستمر العطاء على الوتيرة ذاتها، فنتاجُ مثل هذه المشروعات مما يُخلده الزمن وتذكره الأجيال. وأرجو أن يكون في ذلك دلالة على نهوض آتٍ، "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون". فهنيئاً لنا نحن العرب بهذا المشروع، وهنيئاً لدولة الإمارات على سبقها هذا". وذكرت د. هناء صبحي، أستاذة اللغة والأدب الفرنسي في جامعة باريس-السوربون أبوظبي، إن مشروع "كلمة" من أهم المشاريع الثقافية في العالم العربي والعالم إذ نجح في إحياء حركة الترجمة في العالم العربي وإعلاء شأن المترجمين على نحو لم يسبق له مثيل مما أتاح للقارئ العربي فرصة الاطلاع على آخر الاصدارات في شتى المجالات، الأدبية، والعلمية، واللغوية، والجغرافية، والتاريخية وأخرى كثيرة غيرها. ويأتي هذا المشروع انطلاقا من رؤية قادة الامارات الثاقبة التي تهدف إلى ترسيخ مبادئ الثقافة والاطلاع والتعلم لدى أفراد مجتمع الامارات، مُدركة أن الاستثمار في هذا المجال ثروة كبيرة ستُجنى ثمارها من دون أدنى شك. نهضة معرفية وثقافية: وأكد الدكتور ماهر تريمش، رئيس قسم علم الاجتماع في الجامعة التونسية، أن هناك مرحلتان أساسيتان لأي نهضة معرفية وثقافية هما مرحلة بناء اقتصاد المعرفة ومرحلة بناء مجتمع المعرفة وهي المرحلة التي تصبح فيها المعرفة منتجة للمعرفة وتكون محصلة للجميع، الأمر يتطلب بناء اقتصاد المعرفة وهو ما سعى إليه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - على جهة استثمار ما حبا الله به الإمارات من المؤسسات المنتجة للمعرفة التي سوف تعيد إنتاج المعرفة، وهو المشروع الذي بصدد رعايته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد أل نهيان، رئيس الدولة، يحفظه الله ويرعاه. ولا بد من التذكير هنا إلى أن تقارير التنمية العربية جميعها ولعله الأخير منها الذي سنة 2011 تذهب إلى ترتيب دولة الإمارات العربية المتحدة في جميع المؤشرات في المرتبتين الأوليين. لا يفيد هنا تعداد النسب إذ هي على اختلافها من مؤشر وآخر ومن تقرير إلى آخر ومن منظمة دولية إلى أخرى تشهد بأن دولة الإمارات دخلت نادي الدول التي تبني في مجتمع المعرفة. وقال الدكتور عز الدين عناية: "تتلخص السمة البارزة للمشاريع الثقافية في دولة الإمارات في بعدها العربي الحقيقي، وهو ما ميزها عن مشاريع ثقافية في بلدان أخرى، وفي هذا الأفق الواسع الذي تحركت ضمنه صناعة الثقافة وتحفيز العاملين في قطاعها في هذا البلد، ضَمن لها دوراً مؤثراً وفاعلاً في الحقل الثقافي العربي، ولعلّ مشروع كلمة المنشغل بالترجمة، والذي انطلق منذ سنوات قليلة، خير ما يجسد هذا البعد". ومن جانبه تحدث عبد الهادي الإدريسي عن المنجز الثقافي الإماراتي في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلطان آل نهيان، يحفظه الله ويرعاه قائلاً: "لا يمكن ذكر سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في الساحة الثقافية العربية والعالمية دون ذكر المعالم التي أرساها صاحب السمو في المشهد الثقافي العربي والعالي؛ فخلد بها اسم دولة الإمارات العربية المتحدة كما خلّد اسم مؤسسها، ونقصد بها جائزة الشيخ زايد للكتاب، ومشروع كلمة" للترجمة، وغيرها من المشاريع الثقافية". الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الخميس 29-11-2012 10:06 مساء
الزوار: 2055 التعليقات: 0
|