|
عرار: الافتراض بأن كل بلد لديه القدرة على أن يصبح متقدّماً خطأ تسعى جميع البلدان، سواء أكانت متقدّمة أم نامية أم متخلّفة، إلى التنمية، لكن الرسالة الرئيسية لهذا الكتاب، "خرافة التنمية: الاقتصادات غير القابلة للحياة في القرن الحادي والعشرين"، هي أن فوائد التنمية التي كثر الحديث عنها كثيراً في السنوات الخمسين الماضية لم تتحقّق لدى غالبية سكان العالم، ولم يشهد العالم الثالث تنمية حقيقية إلا في بلدان قلة، فالاستثمارات اللازمة غير متوافرة، والتكنولوجيا الحديثة تتخلّى في الواقع عن العمالة بدلاً في توفير فرص عمل جديدة في العديد من المدن المتضخّمة في الجنوب، والنتيجة هي أن الغالبية العظمى من البلدان التي تسمى نامية خطأ لم تشهد تنمية حقيقية. فثمة 4.8 مليار نسمة في هذه البلدان بعيدون جداً عن أن يصبحوا طبقة متوسطة عالمية، ويعيش ما يقرب من 1.3 مليار نسمة من سكان العالم بأقل من دولار واحد في اليوم ولا يستطيعون شراء الغذاء الضروري، ويعيش 3 مليارات أيضاً على دولارين في اليوم، من دون أمل في ضمان احتياجاتهم الأساسية إلى الرعاية الصحية والتعليم والسكن، كما بقي نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي في أكثر من 100 بلد من دون تغيير أو تراجع عما كان عليه قبل عشرين سنة، لذا لن يكون الخيار لكثير من البلدان الفقيرة في العقود التالية الشروع في عملية تنموية، فأملها الوحيد هو البقاء بطريقة ما وتجاوز تحديات الثورة التكنولوجية والمنافسة العالمية. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الإثنين 28-11-2011 09:52 صباحا
الزوار: 1539 التعليقات: 0
|