|
عرار: حظي بإجماع كافة الدول الـ 24 التي يحقّ لها التصويت .. " في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية الذي يحتاج إلى صون عاجل، وذلك أمس الجمعة 25 نوفمبر 2011 خلال الاجتماع السادس للجنة الدولية الحكومية للدول الأطراف في اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، والتي تعقد جلساتها حاليا في جزيرة "بالي" الإندونيسية من 22-29 نوفمبر الحالي. وأكد معاليه أنّ إدراج السدو في قائمة اليونسكو للصون العاجل من شأنه أن يساهم في تعزيز استمرارية هذه الحرفة التراثية وتسليط الضوء على التراث المعنوي لدولة الإمارات، وتشجيع التنوع الثقافي والإبداع البشري على مستوى العالم والحوار بين الحضارات. يذكر أنه تمّ تقديم هذا الملف لليونسكو باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بمبادرة من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وبدعم من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والمندوبية الدائمة للإمارات باليونسكو، وعدد من الوزارات والبلديات والهيئات والاتحادات ذات الصلة والجمعيات والمنظمات غير الحكومية. ومن جهته أكد سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أنه بهذا التسجيل تواصل أبوظبي ودولة الإمارات إنجازاتها في مجال صون التراث الثقافي المادي والمعنوي، حيث أن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وبالتعاون مع عدد من الجهات الرسمية المعنية قد نجحت في نوفمبر 2010 بتسجيل الصقارة كملف دولي ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، كما نجحت في تسجيل مدينة العين في قائمة التراث المادي العالمي في يونيو 2011، كما أعدت ملفين دوليين بالتعاون مع سلطنة عمان لتسجيل العيالة والتغرودة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي باليونسكو، ومن المتوقع دراستهما العام القادم 2012. وأوضح المزروعي أنّ ملف السدو حظي بدعم من كل الدول الـ 24 التي يحق لها التصويت، وقد أشادت الهيئة الاستشارية التي أوكل إليها تقييم الملفات بإجراءات الصون الحالية والمستقبلية التي تقدمت بها دولة الإمارات للحفاظ على هذا العنصر من عناصر التراث المعنوي، وليس هذا بغريب فقد نفذت الهيئة ممثلة بإدارة التراث المعنوي العديد من المشاريع لإحياء تراث دولة الإمارات وبخاصة في مجال الحرف والصناعات اليدوية. كما نفذت الهيئة ونظمت ودعمت العديد من المشاريع والفعاليات التي تصب في نفس الهدف الرامي لصون تراثنا الثقافي، وخاصة المهارات المتعلقة بالحرف اليدوية كمشروع صوغة مع صندوق خليفة ومزاينة الإبل والرطب وغيرها من المهرجانات والمعارض التي تشتمل على قرى تراثية تهدف للترويج لهذا التراث وإحيائه وصونه من الاندثار. وذكرت مديرة عام اليونسكو السيدة إيرينا بوكوفا بهذه المناسبة أنه "يحق لكل دولة يتم تسجيل تراثها في اليونسكو أن تفخر بذلك كثيرا" ، فمن شأن ذلك أن يدعم ويعضد من هوية مواطني الدولة، فالتراث المعنوي هو فخر الدول والمجتمعات والجماعات، فهو يخلق الاحترام والتفاهم والسلام بين الشعوب، ويساعدها على تحقيق التنمية المستدامة. فالصون لا يعني تجميد التراث، وإنما يعني نقل المعارف والمهارات والمعاني والقيم من جيل لآخر وهذا هو الذي تركز عليه اتفاقية اليونسكو للعام 2003. لذا فإن التسجيل هو الخطوة الأولى التي ينبغي أن تتبعها خطوات جادة للحفاظ على هذا التراث، وهنا تبرز مسئولية الدولة وهيئاتها المتخصصة. ويعتبر نجاح دولة الإمارات في تسجيل السدو في قائمة الصون العاجل انتصاراً حقيقيا ودليلا على كفاءة الملف العلمي الذي قدمته الهيئة وحرصها على الترويج للتراث الإماراتي العريق، حيث أنه قد تقدمت دول العالم بـ 29 ترشيحاً، وافقت الهيئة الاستشارية لليونسكو على 12 ملف منها فقط، ورفضت 11 منها بينما سحبت 6 دول ترشيحاتها. وقد أشادت سكرتارية اليونسكو والدول المشاركة في اجتماعات اليونسكو بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث وصفتها بأنها من أكثر الدول التزاماً بالحفاظ على تراثها وبتطبيق اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، وبخاصة مجال تطوير القدرات من حيث عقد الدورات التدريبية والمؤتمرات والملتقيات العالمية والإقليمية، فضلاً عن دور هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في ترجمة ونشر مطبوعات اليونسكو مما يضع دولة الإمارات في مصاف الدول العظمى والرائدة في هذا المجال مثل الصين واليابان وكوريا وإسبانيا والنرويج. ويعد السدو شكلاً من أشكال النسيج الذي تقوم به المرأة في المجتمعات الريفية في دولة الإمارات وذلك لإنتاج الأثاث الناعم وإكسسوارات الزينة للإبل والخيول. يقوم رجال البدو بجز صوف الخراف والإبل والماعز، ثم ينظف الصوف وتقوم النساء بإعداده. يتم غزل خيوط الصوف على مغزل، ثم يصبغ وينسج على النول باستخدام طريقة النسج السادة. وتشمل الألوان التقليدية: الأسود، الأبيض، البني، والبيج، والأحمر، بالإضافة إلى وجود تصميمات هندسية مميزة عند غزل الصوف. يتجمع النساجون في مجموعات صغيرة ويقومون بالغزل والنسج وتبادل أخبار العائلات وفي بعض الأحيان يقومون بالإنشاد أو قراءة الشعر. وتعد هذه الاجتماعات بمثابة الوسائل التقليدية لنقل هذا العنصر، حيث تتعلم الفتيات بالمشاهدة، ثم يتلقين بعد ذلك بعض المهام للقيام بها، مثل فرز الصوف، قبل أن يتعلمن المزيد من المهارات المعقدة. وبعد ظهور النفط في دولة الإمارات وحدوث التحولات الاقتصادية والاجتماعية السريعة، انحسرت ممارسة السدو، وانتشرت المجتمعات البدوية الرعوية في المدن الحضرية، وبدأت الشابات في العمل خارج المنزل على نحو متزايد. ولا يمارس السدو حالياً غير كبار السن من السيدات، اللاتي تأخذ أعدادهن في التناقص، ولهذه الأسباب باشرت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بتنفيذ استراتيجيتها في الحفاظ على الحرف والصناعات اليدوية وضمان توريثها. المعروف أن اللجنة الدولية الحكومية تجتمع كل عام، لتقييم العناصر المرشحة، ولتقرر في مسألة إدراج الممارسات والتعابير الثقافية من التراث غير المادي المقترحة من قبل الدول الأطراف في اتفاقية عام 2003، وذلك في قوائم اليونسكو المختلفة. وتعتبر قائمة التراث العالمي غير المادي، الذي يحتاج إلى صون عاجل أهم هذه القوائم، لأنها تتكون من عناصر التراث غير المادي التي تعتبرها الجماعات المعنية والدول الأطراف بأنها بحاجة إلى تدابير طارئة للصون حتى يبقى إيصالها إلى الأجيال اللاحقة أمرا ممكنا. كذلك يساهم الإدراج على هذه القائمة في حشد التعاون والدعم الدوليين اللذين يتيحان إلى الدول الأطراف المعنية القيام بتدابير الصون الملائمة. وقد أدرجت اللجنة، عام 2009، (12) عنصرا فقط على هذه القائمة، في حين تتكون القائمة التمثيلية للتراث الثقافي العالمي للإنسانية من العناصر والتعابير التي تكون دليلا على تنوع التراث غير المادي. وقد وافقت اللجنة على أكثر من 200 عنصر حتى الآن، منها 90 عنصرا سجلت عام 2008 (اعتبرت مآثر ثقافية من قبل) ، كما أدرجت 76 عنصرا جديدا عام 2009 والبقية عام 2010. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: السبت 26-11-2011 07:12 مساء
الزوار: 1760 التعليقات: 0
|