وتساءل المنتدون في فعالية بعنوان «فضاءات المستقبل- الكتابة الرقمية»: هل هذا شكل جديد من الثقافة، وهل يمكن استبدال الكتابة الرقمية بالكتابة بأشكالها التقليدية، وما محددات الكتابة الرقمية في المستقبل؟
واستعرض كل من الروائي الأردني محمد سناجلة والناقدة المغربية زهور كرام والروائي البريطاني مايكل مارشال سميث، التحدي، وفي الوقت نفسه الفرصة من الانتشار الواسع في الكتاب الالكتروني الذي أشار إليه حاكم الشارقة د.سلطان القاسمي في كلمته خلال افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب.
ورحب المشاركون في الندوة بمبادرة القاسمي لدعم الجهود النشر الالكتروني، مشيدين بفكرة المنطقة الحرة للنشر التي أطلقها وبدأ العمل بها.
وكان القاسمي دعا دور النشر في المنطقة إلى مواكبة «الثورة الجديدة»، وابتكار طرق لتشجيع القراء للحصول عليها بما يتوافق مع نمطهم المفضّل في القراءة. ورأى أن الانتشار الواسع للكتب الرقمية يعدّ تحولاً كبيراً في عالم النشر، وبات له دور في نشر الإبداع الفني والفكري، وأمسى في متناول جمهور أوسع، وهو أمر لا يقل عن التحولات الكبرى التي شهدها تاريخ الكتاب مثل اختراع «جوتنبرغ» للطباعة في العام 1450.
وفي فعالية أخرى، تحدثت الناشرة الأردنية/ السويدية منى زريقات (هنينغ)، صاحبة دار «المنى» للنشر التي تتخذ من السويد مقراً لها، عن تجربتها في نشر كتب الأطفال السويدية باللغة العربية. 
وقالت زريقات: «مهمتي إلهام الأطفال لقراءة قصص عالية الجودة باللغة العربية»، مبينة أنها نشرت خلال نحو ثلاثة عقود أفضل كتب الأدب السويدي في العالم العربي، وحازت العديد من الجوائز».
وكشفت عن تطلُّعها لأن تتاح الفرصة للأطفال الناطقين باللغة العربية لقراءة الأدب الواقعي من خلال الكتب المصورة عالية الجودة. ولفتت إلى أن الحكومات العربية لم تعر الاهتمام الكافي لأدب الأطفال، لانشغالها بقضايا أخرى ذات أولوية لديها.
من جانبه، قال د.علي عبد القادر الحمادي، نائب رئيس جمعية حماية اللغة العربية بالشارقة، إن «أدب الأطفال يمثل المستقبل»، مضيفاً أن بذل الجهود لتطوير هذا الأدب هو ما يحدد مستقبل الثقافة العربية.
وحضرت الصحافة الثقافية في ندوة ضمن فعاليات المعرض، حيث ناقش إعلاميون الدور المفقود لهذه الصحافة في مساندة الإبداع والكشف عنه وتشجيعه ومواكبة الحراك الثقافي وتفعيله والانشغال بقضايا الثقافة وفق مفهومها العام الذي يُعنى بجميع محاور الحياة الإنسانية. 
والتقى رواد المعرض بالممثل يحيى الفخراني والمخرج السينمائي خالد يوسف اللذين استعرضا شكل السينما بعد «الربيع العربي»، لافتَين إلى أن السينما انعكاس لحركة الإنسان في المكان، وصورة مهمة للمجتمع في اللحظة الحاضرة، لذلك فإنها تمثل وثيقة لمنظومة حياة الإنسان فضلاً عن أنها ترصد التغيرات في المجتمع.
وقال الفخراني إن الفنان الصادق يحتاج إلى وقت كافٍ لاستيعاب الأحداث إن أراد أن يترجمها إلى الدراما، موضحاً أن أي عمل حول «الربيع العربي» وتحديداً حول ثورة 25 يناير في مصر يحتاج إلى سنوات لاستيعاب ما جرى كي لا يقع الفنان في ما أسماه «الكذب على المشاهدين».
وتحدث الفخراني عن تقديمه الملك فاروق درامياً، معتقداً أن الدراما ظلمت «فاروق» في البداية، ثم  جرى «إنصافه» بعد سنوات، وقال في هذا السياق: «يكتشف المصريون أن زمن فاروق كان فيه مؤسسات وديمقراطية يسعون الآن إلى بنائها بعد ثورة 25 يناير». 
وبيّن أن على السينما اليوم دوراً في توثيق الأحداث، بحيث تصبح الأفلام الوثائقية التي تسجل الأحداث الحالية «مادةً خام» للأعمال السينمائية الحقيقية بعد سنوات.
وقال إنه من المبكر الحكم على دور الدولة في تحديد اتجاهات السينما حالياً، مؤكداً في حضور وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب، أن الحكومة التي تحاول كبح الفن الراقي ستخسر، وأن الفن الرديء هو علامة على اضمحلال الثقافة.  
تجيء هذه الفعالية في سياق اختيار جمهورية مصر العربية ضيفَ شرف على الدورة 31 من معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وتضم جنبات المعرض الذي يصاحبه أكثر من 400 فعالية ونشاط ثقافي وفني، ما يزيد على مليون و150 ألف عنوان في الأقسام العربية والأجنبية، تنتشر على مساحة 11700 متر مربع. وتشارك في المعرض 924 دار نشر عربية وأجنبية من 62 دولة.