ادى في حفل التوقيع الفنانان: أسماء مصطفى ومحمد القباني قراءات معبّرة لكثير من قصائد الديوان، بمصاحبة كمان العازف السوري عدنان رجال .
الفقد والعشق والحب والعزل والتأمل والأمل، وقيم وثيم أخرى، هجست فيها قصائد الديوان، وشكّلت مع غيرها هويته وروحه ورؤاه.
الحضور اللافت، وأجواء الحفل عموماً شجعت سمحان لأن يقول في سياق كلمة ألقاها في المناسبة إن «القصيدة ستبقى ديوان العرب لما لها من قيمة عميقة في الوجدان العربي» .
بسردية شفافة، ومكاشفة تلقائية نوعية، يبوح سمحان صاحب «برشاقة ظل» ديوانه الأول الذي أثار زوبعة من ردود الفعل عند صدوره العام 2008، بأشيائه وأهوائه وتمرده وصبواته وهفواته داخل تفاصيل ديوانه الجديد.
ومن الديوان «هي لا تجلسُ وحيدةً، ولا تأكلُ أظافرها، ولا تفكرُ في نبشِ جسدها، أو تحسس صدرها، ولا تشعر بوجعٍ دمويٍ شهري، ولا تقول: ليتني غيري، ولا تفتحُ الستائرَ في الصباح، ولا تنظرُ إلى وجهها في المرآة، ولا ينام رأسها على يدها، ولا تنام يدها على رأسها.. هي تمشي بثقة المستسلم ولا شيء يُحركها؛ هي ـ في عز أربعينها ـ تخفضُ قامتها، أو ربما تنحني قليلاً ليمرَ الهواء كي لا تنكسر؛ إنها ـ هي ـ إمرأة الرسائل المُكدَسةْ».
قصائد مجموعة «هي لا تجلس وحيدة» الجديدة في رؤيتها ومعالجتها لما هو مألوف من قصائد حب وغزل، توالت وسط التفاعل، وطلب المزيد:
«حينَ أقفُ على ربوةٍ مطلة، وأرى التماعةَ الأضواءِ، من بعيدٍ، كعينٍ دامعةٍ، أجزمُ انكِ تجلسينَ هناك، في أحد البيوت الغارقة بضجةِ المدينة، وأعرف أنك تحاولينَ، عبثاً، نسيانَ قبلةٍ سرقتُها لحظةَ غبتِ في الوردة، وأعرف أنكِ تحدقينَ في سقفِ غرفتكِ؛ تَعُضينَ الإبهامَ، وتـُقشرينَ شــَفتيكِ، تـــرقباً للموعد الجديد، وتقولينَ ـ في سرك ـ: متى.. متى يرن الهاتفُ كلمة؟».
القباني في بداية الحفل قال إن سمحان شاعر مشاغب ولا يمتلك واسطة كي يدخل قلوب الناس وكل ما يملكه قصائده القريبة من الشارع.
أضاف القباني قد تجدون سمحان في كل مكان في فرنسا وإيطاليا وألمانيا فقصائده ترجمت إلى لغات حية ومقروءة.
أسماء مصطفى مسرحت القصائد بأداء فني ساحر خصوصاً في مقطع «في عمّان الحبُ سهلٌ كشربةِ ماء، وكلُ شيءٍ يحدثُ بهدوء: أن تتركَ امرأةٌ عاشقها، أو أن تُقام صلاةٌ بلا وضوء.. في عمان العشقُ كثير، والقلب يطلُ على شُرفةِ نساء، وكلُ شيءٍ يحدثُ في العتمةِ بلا ضوء.. في عمان تمشي كثيراً بلا تعبٍ؛ بلا سببٍ.. كأنكَ وريثُ عائلة المـُشاة.. في عمان تعيشُ فقيراً لكنكَ تُحبُ الحياةْ».
يضم الديوان الذي صمم غلافه الشاعر زهير أبو شايب تسع قصائد مقسمة لمقاطع يذهب فيها الشاعر إلى تعميق صلته بالناس والمكان وفي ما ورائيات الأشياء والتفاصيل من حوله، وأحيانا ينبش ذاكرته من خلال تتبعه لماضيه أو طفولته ومعاينته لهما، متذكراً ومتأملاً ومتألماً.
الناقد د. فيصل درّاج كتب على غلاف المجموعة يحاول سمحان في مجموعته «هي لا تجلس وحيدة» أن يكتب قصيدة خاصة تمس أشياء الحياة، تنفتح بلغة ومضية على عوالم الإنسان الداخلية المحتملة التي تستدعي رغبات عالية الصوت وعصيّة التحقق».
يشار إلى أن أولى مجموعات الشاعر الذي يعمل محررا في القسم الثقافي في صحيفة العرب اليوم حملت عنوان «برشاقة ظل» 2008، ثم صدرت له المجموعة الثانية «لمن تحمل الوردة» باللغتين الإيطالية والعربية العام 2009. وجالت قصائده في أبعاد إنسانية تغلبُ عليها الرومانسية ونزعة التأمل في التقاط أدق تفاصيل الحياة اليومية.