|
عرار: المنامة- عرار- العرب اون لاين : قامت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد ال خليفة، بافتتاح المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ، وذلك ضمن فعاليات ونشاطات شهر "التراث" الشهر الرابع من شهور المنامة عاصمة الثقافة العربية للعام 2012، وذلك بحضور وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة والشيخة حصة صباح السالم الصباح رئيسة دار الآثار الإسلامية بدولة الكويت الشقيقة وعدد من الخبراء والمتخصصين والمهتمين بقطاع التراث وحمايته. ويقع المقر، الذي تم تدشينه وافتتاحه مساء أمس، في مجمع المباني الثقافية بالقرب من متحف البحرين الوطني، الذي تم تأهيله وإعادة تصميمه ليعكس التراث العربي في إطار من المعاصر والحداثة. وأكدت وزيرة الثقافة بهذه المناسبة أن وزارة الثقافة ملتزمة بالحفاظ على التراث وحمايته ، "ويأتي افتتاح مقر المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في المنامة ليؤكد مكانتنا ويمكننا من الاستمرار في مساندة المنطقة في دعم ومساندة برامجها لحماية تراثها المتنوعة". كما أكدت أن هذا المقر يعتبر مؤقتاً رغم أنه يفي بكل المتطلبات إلا أن المقر الدائم للمركز سوف يكون ضمن متحف ومركز أبحاث مستوطنة سار الذي قام بتصميمه المصمم العالمي "تداو إندو" الذي اعتبر مهمته في تصميم أحد المتاحف في المملكة أمرا يضاف لثراء تصاميمه رغم عالميته وشهرته في تصميم أروع المباني على مستوى العالم، علماً بان المشروع قيد الإنجاز. وكان أول اجتماع لمجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي قد عقد في صباح ذات اليوم برئاسة الشيخة مي بنت محمد الخليفة رئيس مجلس الإدارة وعضوية كل من: الشيخة الدكتورة رنا آل خليفة "ممثل وزارة الخارجية بمملكة البحرين، فيرونيك دوج "ممثل المدير العام لليونسكو"، الدكتور عوض صالح "دولة الإمارات العربية المتحدة"، رشيدة زادوم "الجمهورية الجزائرية"، هيفاء عبدالحليم "الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة"، والدكتور زكي أصلان ممثل المنظمة الدولية لصيانة ودراسة الممتلكات الثقافية بروما "الإيكوروم". وناقش الاجتماع اللوائح والأنظمة الداخلية للمركز والهيكل التنظيمي، كما تم إقرار خطة العمل والميزانية من مايو 2012 وحتى نهاية العام، بالإضافة على استعراض الأنشطة التي قام بها المركز قبل افتتاح المقر رسميا حيث بدا أعماله منذ بداية العام الجاري. وتشمل الأنشطة القادمة للعام التالي إنشاء موقع الكتروني باللغة العربية مخصص للتراث العالمي ويركز على المنطقة العربية، إضافة إلى تقديم المساندة للدول العربية الـ19 التي لديها ممتلكات "وفقاً لتصنيف منظمة اليونسكو" والواردة في قائمة التراث العالمي، ذلك بخلاف ترجمة المنشورات الهامة المعنية بالتراث العالمي إلى اللغة العربية ، مع وضع هدف تقوية شبكة خبراء التراث العالمي في منطقة المغرب، بالإضافة الى العمل على تنظيم ورشة عمل إقليمية واستضافة اجتماعات إقليمية سنوية ، كما تم إعلام مجلس الإدارة بأن مدير المركز الذي تم التوافق على اختياره بين وزارة الثقافة واليونسكو هو الدكتور سعيد عبدالله الخزاعي استشاري التاريخ الطبيعي في مجالات التراث والآثار والتنمية المستدامة. وخلال الافتتاح الرسمي لمقر المركز أكدت الشيخة حصة صباح السالم الصباح رئيسة دار الآثار الإسلامية بالكويت أن البحرين عرفت تاريخيا بأنها متقدمة في المنطقة سواء من حيث التعليم أو الإنتاج الأدبي وغيره، وليس غريباً أن يستمر فيها هذا العطاء المميز، فهي سباقة في وضع لبنة أي مشروع سواء في إعادة تأهيل المباني الأثرية أو الحفاظ على التراث الإنساني أو التراث الشفاهي، لذا نجد تجربة البحرين جديرة بأن بالتقدير وتستحق أن يكون في استضافتها مركزاً من هذا النوع وعلى هذا المستوى المميز. من جانبها هنأت مستشارة وزارة الثقافة الجزائرية وعضو مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي رشيدة زادوم مملكة البحرين على إنشاء المركز وقالت انه يعد إنجازاً يحسب للبحرين ، مؤكدة مساندة الجزائر للبحرين في هذا الشأن بما يعود بالفائدة على البلدان العربية. واكد الدكتور زكي أصلان ممثل الإيكروم في مجلس إدارة المركز متابعته عن كثب لكل جهود البحرين في شأن إنشاء المركز منذ البداية في العام 2008، معبراً عن تقديره لكل جهود الشيخة مي ومبادرة مملكة البحرين في استضافة هذا المركز مشيرا إلى اهتمامه بأهمية التعاون بين البرنامج العربي في المنظمة مع المركز الإقليمي، كما أثنى على المقر الذي تم افتتاحه وما يعبر عنه من أصالة بحرينية وما يعكسه من بعد حضاري ومعماري وجمالي. ومن جانبها أكدت ممثل الاتحاد الدولي في مجلس إدارة المركز لحماية الطبيعة هيفاء عبدالحليم أن الدول العربية كانت بحاجة لتمثيل إقليمي في المنطقة ليساعدها على تنفيذ بنود اتفاقية التراث العالمي، وكان دور مملكة البحرين واضحا وبارزا في هذا المجال حيث بادرت بطلب استضافة المركز والعمل على دعم تنفيذ اتفاقية التراث العالمي. الدكتور زاهر عبدالرحمن عثمان مدير عام شركة تارا أكد أن الثقافة في مملكة البحرين جزء لا يتجزأ من حضورها الإقليمي العربي والدولي، وذلك ليس وليد اللحظة وإنما لصيق بالمملكة منذ فجر التاريخ، لذا فإن الحضور الثقافي البحريني يتميز بالتنوع والأصالة والثراء والتجدد ما يعكس الطبيعة البحرينية وانفتاحها على الثقافات الأخرى، وقد اتضح هذا الدور بثقل أكبر في السنوات العشر الأخيرة حيث تميزت بكثرة المؤتمرات والندوات وربيع الثقافة وصيف البحرين ومهرجان التراث وغيرها مما يثري الخارطة الثقافية في المملكة وتلبية أذواق الكبار والأطفال. جدير بالذكر أن مملكة البحرين خلال عضويتها في لجنة التراث العالمي العام 2007 بادرت بطلب استضافة مركز إقليمي عربي للتراث العالمي، وبدأت الخطوات الإجرائية لإنشاء المركز في العام 2008 حيث تم اعتماد المشروع في اجتماع لجنة التراث العالمي في الدورة 32 في كيوبك بكندا، ومن ثم تمت موافقة مجلس الوزراء بمملكة البحرين على إنشاء المركز، والتوقيع الرسمي بين مملكة البحرين واليونسكو للاتفاقية المشتركة بإنشاء المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في 2010 ومن ثم صدور مرسوم ملكي باعتماد الاتفاقية المبرمة التي اعتمدتها كذلك السلطة التشريعية في العام 2011، لتدخل الاتفاقية حيز النفاذ في 23 كانون اول 2011. ويهدف المركز الى مساندة مركز التراث العالمي لليونسكو في تطبيق وترويج اتفاقية التراث العالمي في المنطقة العربية، وتوحيد الطاقات والخبرات العربية في مجال المحافظة على التراث الطبيعي والثقافي وتوفير الدعم والمساندة لصالح مواقع التراث العالمي في البلدان العربية. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأحد 29-04-2012 04:49 مساء
الزوار: 6443 التعليقات: 0
|