|
عرار:
عمر أبو الهيجاء احتفى فرع رابطة الكتاب الأردنيين مساء أول أمس، في بلدية إربد الكبرى، و ضمن برنامج «منارات ثقافية» بالشاعر محمود فضيل التل، بمشاركة النقاد: الدكتور نايف العجلوني، الدكتور عبد الرحيم مراشدة، والدكتور عماد الضمور، وأدار حفل الحفل الشاعر أحمد طناش شطناوي وسط حضور لافت من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين واستهل حفل التكريم الناقد الدكتور نايف العجلوني وسعت دراسته إلى تناول موضوع الحب والمرأة في شعر محمود فضيل التل بوصفه عالما رومانسيا بديلا يتشابه في بعض الجوانب مع عوالم تخيلية عند بعض شعراء الرومانسية العربية الحديثة، لقد غلب شعر الحب والمرأة على مجمل شعر التل، وتكشف عن ملامح رومانسية بارزة من مثل نزعته النرجسية تجاه المرأة والطبيعة معا، والشوق والنوستالجي إلى الماضي الجميل والمكان الجميل والحب المقيم. وختم حديثه بالقول: سعى محمود فضيل التل كغيره من شعراء الاتجاه الرومانسي في حركة الشعر العربي الحديث إلى خلق عالم تخييلي في فضاء الحب والمرأة بوصفه عالما بديلا أجمل وأمثل من الواقع المعيش البائس. الناقد الدكتور عبد الرحيم مراشدة قدم ورقة نقدية في مدونة محمود فضيل التل الشعرية حملت عنوان: «تمثيلات الحس الإنساني في مدونة الشاعر محمود فضيل التل الموسومة: مختارات شعرية» أكد فيها أن شاعرنا ومنذ البداية له موقف من الحياة والكون والناس، فهو رافض للواقع وناقد له، ويبدو أنه غير متصالح مع وجود لا يليق به. لهذا تتضح نغمة الحنين والغربة في البيئة والمكان والوطن الذي يعيش فيه، رغم حبه لهذا الوطن. وذكر بأن محمود فضيل التل الشاعر فيه من طبيعة عرار، من حيث بنية التفكير الإبداعي، وأقول حول هذه المسألة التي أشار إليها غير ناقد لنصوصه، ليس شاعرُنا تكرارا لعرار بل امتدادا تحوليا تطوريا في بعض المناحي، حتى يميز أسلوبه عما عداه، فالمعجم الشعري عند شاعرنا يختلف من حيث الهدوء في حين أن عرارا أكثر صخبا، وأكثر مواجهة في بعض اللحظات. ورأى أن شاعرنا صاحب موقف في شعره وصاحب رسالة حيث يرى أن الشاعر يقع على عاتقه ما يقع من مسؤوليات جسام تجاه حاضره وماضية ومجتمعه وأمته وما تواجه من مصائر. وقد يعترض معترض فيقول الشعر لا يعرف فنقول نعم، لكن شاعرنا يسجل رؤيا له في الشعر. الناقد الدكتور عماد الضمور أكد أن الشاعر المحتفى به صاحب سيرة ومسيرة حافلة وثرية وذات زخم ميمون بالعطاء والإبداع وتكريس ما يزيد على ثلاثين عاما من حياته في إبداع الشعر فأصدر اثنا عشر ديوانا بدءا من أغنيات الصمت والاغتراب عام 1982 وانتهاء بظيوات لقاء الليل عام 2020. وبيّن أن محمود التل شاعر حقيقي وفنان ملهم لا نقرأ حياته إلا من خلال شعره ولعله من الشعراء القلة الذين نؤرخ لهم سيرتهم الذاتية من خلال أشعارهم. وحًد بين الشعر والحياة بطريقة مبدعة . وأوضح د. الضمور أن قصائد الشاعر أكثر اختزالا للفكرة عندما توجه نحو الذات التي تنتشي بألمها وتتفوق بنزعتها الإنسانية وروحها الثائرة على الواقع وهزائمه المتتالية ، وتتجه القصائد نفسها نحو الذاكرة حين توهج المعاناة واتّقاد الخبرات وانفلات رغبات النفس وانبلاج الأماني المؤودة، مشيرا إلى أن الشاعر يسرد لنا في قصائده سيرته الحياتية مرهونة بانفعال وخبرات متراكمة .حيث تعددت روافد تجربته الشعرية فكانت الأم رمزا لحرمان قدري مبكر لازم الشاعر منذ وفاتها، لافتا النظر إلى أن الأب في شعر التل معادل للجذور والتراب يلجأ إليه الشاعر كلما قست عليه الحياة أو اشتدت به الخطوب، وكذلك مدينة إربد فهي قصة حبّ أخرى إذ تعلق بها تعلقا لافتًا, وخلص إلى القول بأن حياة التل التي أنهكها المرض أوقدت شاعرية قصائده وأمدته بوقود الشعر وملهمات الإبداع فنقرأ في شعره وداعيات حزينة وقصائد مستقلة في رثاء الذات ليضعنا مجددا أمام ثنائية الموت والحياة حيث جمالية الصورة وصدق العاطفة وتصاعد خطاب الموت الذي يجد فيه الرومانسي خلاصا من حياة قاسية. الشاعر المحتفى به التل قرأ في الحفل قصيدتين « الوداعية الأولى» والوداعية الثانية» بلغة موحية ومعبرة عن الذات الشاعرة المنشغلة بتفاصيل الحياة. واختُتم الحفل بتكريم الشاعر التل بتقديم له الدروع ومنارة من قبل بعض الأكاديميين والمثقفين ورئيس فرع الرابطة في إربد. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الثلاثاء 11-10-2022 07:20 مساء
الزوار: 674 التعليقات: 0
|