الأصبوحة الشعرية النقدية أستهلت بقراءة مجموعة من القصائد للشاعر الزميل برقان من مثل: «بجانب الموت، نشيد الريب، صور عائلية، عتمة وسؤال، وأغنية حب من وحي غزة»،.
من قصيدته»بجانب الموت»:
(الموت يعصفُ جانبا
وأنا أشمّكِ في القصيدة
يقصدُ الشهداءُ باب الله عائلةً فعائلةً
فينسكبُ الرفاق على سطوح الشعر
من فرط البكاء بهمةٍ
وأنا أشمّكِ في القصيدة
أين أنت الآن؟
لو تتحدثين معي
فثمة ـ في جوار القلب ـ موتٌ
والرفاقُ على سطوح الشعر منسكبون
من فرط البكاء بهمةٍ
وأنا أشمّكِ في القصيدة
أين أنت الآن؟).
إلى ذلك قدم د. خليل قراءة في ديوان «مجاز خفيف»، لبرقان، فقال: بعد دواوينهِ «مصاطب الذاكرة»، 1999 و «مصيدة الحواس»، 2003 و «مطر على قلبي»، 2005 ويصدر للشاعر نضال برقان ديوان رابع بعنوان «مجاز خفيف» 2010، ليؤكد رسوخ قدميه، وعلوّ موقعه في حركة الشعر الحديث في الأردن، مشيرا إلى أن من يقرأ هذه القصائد يكتشف، من النظرة الأولى، هيمنة الأسلوب المجازي على لغته الشعرية مما يجعل عنوان الديوان غير مطابق للواقع. ففي أولى القصائد، وهي بعنوان «عتمة في الكلمات»، يضعنا الشاعر، وجهًا لوجه، أمام تموجات من المجازات، فمن العتمة في الكلمات، إلى الحب الذي يربيه العاشقان مثل طفل يحنو عليه الأبوان ويحدُبان، إلى حبّ كالقطار لا يمل الحبيبان انتظاره، فإلى الريح التي تأكل، والصمت الذي يتلون بألوان، فإلى الشخص «المتكلم»، الذي ينداح في الكلمات.. وهكذا تبدو المجازات ملتفاً بعْضُها في بعض، فالصمت بحْر، والحلم حكاية.
ويرى د. ابراهيم أن الشاعر يعدل من المجاز إلى الصورة القائمة على الاستعارة تارة «يحاولُ كيْنونة»، مع أنّ الاسْتعارَة نوع من المجاز اللغويّ، فإلى التشبيه تارة «كمعنىً»، و «كأنّي خيال»، وكأني» مَحْضُ منام»، ومثل هذا الاندغام بين المجاز والصورة، بنوعيها: الاستعاريّ، والتشبيهيّ، يؤكـّد، بما يقنع القارئ المتردد، أنّ المجاز في هذا الديوان غير خفيف، بل هو مجاز كثيف، دون أن يتجاوز الاعتدال إلى الاعتساف.
ختم د. خليل قراءةته بالقول: أما إذا تجاوزنا مسألة تكثيف المجاز في قصائد نضال برقان، وذلك انطباعٌ يترسَّخُ لدى القارئ قصيدة بعد قصيدة، ونصّا تلو الآخر، خلافا لما ينمُّ عليه العنوان، فإنّ ما يتكشّفُ لنا هو أن الشاعر يواصل بعزيمة جادة، ودأب لا يفتر، ولا يلين، جهده في تشخيص لغته الشعرية على قاعدة التأصيل الذي لا يقوم على تقليد ، ولا يركن للمحاكاة، والتأثر بالآخرين.