|
عرار:
الشارقة - فتحت القرية التراثية في مدينة خورفكان بدولة الإمارات أبوابها لاستقبال زوارها في فعاليات "أيام الشارقة التراثية" في دورتها ال19. وينظم الفعالية معهد الشارقة للتراث تحت شعار "التراث والمستقبل" وهي تشهد مشاركة الاردن إلى جانب 33 دولة عربية واجنبية. وحضر حفل تدشين الافتتاح الشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب الحاكم في كلباء والدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العُليا للأيام، الى جانب خالد الشحي، مدير فرع معهد الشارقة للتراث في خورفكان، وكبار المسؤولين وجمهور واسع من أهالي المدينة ومحبي التراث والموروث الشعبي. وقال خالد الشحي مدير فرع معهد الشارقة للتراث في خورفكان:" إن الفعاليات التي ستستمر حتى يوم غد الأحد ستجرى فقراتها في موقعين هما القرية التراثية في خورفكان وحارة السدرة التراثية في منطقة اللؤلؤية بهدف تمكين الجميع في مدن ومناطق الساحل الشرقي من الاستفادة وحضور الفعاليات المتنوعة". وأشار إلى أن أجندة برنامج الأيام في خورفكان ستكون حافلة بالعديد من الفقرات والمسابقات الرائعة، فعلى الصعيد الثقافي والأكاديمي، سيتم عقد مجموعة من جلسات المقهى الثقافي والتي ستديرها صفية النقبي. وحضر الافتتاح الفنان الكويتي المعروف جاسم النبهان حيق قام بجولة في مواقع وأجنحة وفعاليات ساحة التراث في مدينة الشارقة. و أعرب النبهان عن انبهاره البالغ بمستوى التقدم والتطور الذي تشهده الأيام عاماً بعد عام، معتبراً هذا الحدث التراثي المهم علامة فخرة فارقة تسجلها إمارة الشارقة بتوجيهات ومتابعة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. على صعيد متصل ضمن سلسلة جلسات المقهى الثقافي، عقدت جلستان نقاشيتان بإدارة الدكتور عادل الكسادي... تحدث في الأولى الأستاذ والباحث في التراث الإماراتي جمعة بن ثالث عن (حساب الدرور في الموروث الشعبي الإماراتي). وقدم بن ثالث تعريفاً مبسطاً له، واستعرض مجالات استخدام هذا الحساب في معرفة الحسابات الفلكية وأحوال الطقس ودخول الفصول ومواسم العواصف وحركة الأمطار والغيوم؛ ومن خلال استغلال مواقع النجوم، وهو حساب يختلف باختلاف المناطق. وأوضح أن حساب الدرور نظام فلكي قديم في المنطقة يعمد إلى تقسيم أيام السنة بشكل عشري إلى 36 قسماً، كل قسم عشرة أيام تعرف (بالدّر) ويبدأ هذا الحساب بطلوع نجم سهيل عند منتصف شهر اب من كل عام، ويٌعرف كل دّر بالمجموعة العشرية التي ينتمي إليها فيقال "لعشر، والعشرين والثلاثين، وهكذا إلى المائة الثانية، ثم يعاد إطلاق العشر والعشرين والثلاثين مرة أخرى". واعتبر بن ثالث أن سكان الإمارات قديمًا كانوا يستخدمون هذا التقويم في معرفة أنسب الأوقات للزراعة وجني الثمار وخاصة التمور والمتغيرات المناخية من رياح وأمطار، وكذلك معرفة أوقات صيد السمك وموسمه وأنسب الأوقات للسفر، حيث كان عاملاَ مهمَا في الحفاظ على حياة البحارة، في رحلاتهم الطويلة الممتدة ما بين الإمارات والهند وزنجبار وغيرهما، فقد كانت رحلة النواخذة تمتد من الهند إلى زنجبار، حيث قسموا السنة من خلال هذه الحسبة إلى أربعة مواسم، ووضعوا لكل منها نشاطًا اقتصاديًا معينًا يلائم مناخه. وفي الجلسة النقاشية الثانية تحدث الأستاذة والباحثة والمؤلفة الجزائرية المعروفة شهرزاد العربي، حول قراءتها الاستكشافية للمخطوط التراثي الشهير (كليلة ودمنة)، ملخصة التغيرات التي تعرضت لها مخطوطات هذا الكتاب عبر القرون لاعتبارات تعود للناسخين وأسلوبهم في عملية النسخ ما جعل هذه المخطوطات مختلفة ولربما متعارضة في الكثير من النماذج. وذكرت الباحثة أنها وقفت على مخطوطتين في مكتبة ميونيخ في ألمانيا، تعود أولاهما إلى القرن 13 والثانية إلى ما بين القرنين 16 و17، واطلعت على ما أصاب الكتاب من تغيرات بسبب التحولات الزمنية المختلفة. وقرأت الدكتور شهرزاد بعض القصص من المخطوطتين وقارنت بينهما، وبينت أوجه الاختلاف في مضمونهما. وضمن سلسلة البرامج التعليمية والأكاديمية التي يعقدها مركز التراث العربي بالمعهد، جرت فصول رحلة جميلة قدمها الكاتب والمؤلف إيهاب الملاح بعنوان (من "لماذا نقرأ؟" إلى "شغف القراءة" في ماهية النشاط المعرفي للقراءة). حيث تحدث الملاح في المحاضرة التي أدارتها عائشة الحصان الشامسي مديرة المركز، عن وجود إرث عربي عظيم تناول كيفية القراءة وأساليبها، ضارباً المثل في ذلك بعدد من المؤلفين العرب مثل الدكتورة سهير القلماوي (العالم بين دفتي كتاب)، كما أوضح أن العديد من هؤلاء المؤلفين الذي برعوا وبرزوا في مجال التأليف والكتابة، قد تأثروا في قدموا بكتب ومؤلفات غيرهم، من خلال قراءتها والاستفادة منها والإعجاب بها، وهو ما يسمى بالقراءة المنتجة والمثمرة، والتي تقود الكتاب نحو نوافذ مختلفة وجديدة للكتاب. ودعا المحاضر إلى مراعاة معايير ومحددات الاختلاف في الكتابة الموجهة إلى القارئ العام والقارئ المتخصص النخبوي، من حيث سلاسة وبساطة اللغة أو عمقها وتعقيدها. واختتم الملاح رحلته في عالم القراءة بتقديم إرشادات وأفكار مختصرة للحضور حول كيفية بناء المؤلف الناشئ لكتابه وطريقة عقد فصوله وربط دفتيه بفكرة وروح واحدة تعتبر بمثابة الهوية التي تميزه عن غيره من الكتاب. وفي فعالية أخرى لمركز التراث العربي، عقدت جلسة حوارية مع المجتمع المحلي الممارس للعناصر المستوحاة من النخلة، حيث تحدث مطر سعيد بن خليف الطنيجي، الباحث في التراث الشعبي والنباتات، حول شجرة النخلة ومراحلها العمرية ومسمياتها المختلفة. ولفت الطنيجي إلى أن مكانة النخلة بدأت تتراجع مع التطور العمراني وتمدن المناطق والقرى، حيث قل الاعتماد عليها، رغم أهميتها وفوائدها الجليلة لدى الآباء والأجداد، ولا سيما أن النخلة ضرب بها المثل في القرآن، ولها ذكر واسع في الحديث النبوي الشريف، كما أن أماكن تواجدها سابقاً كانت في مواقع محددة في ربوع الدولة ما منحها أهمية كبرى، فضلاً عن الاستفادة منها سابقاً كمصدر من مصادر الحياة لدى الناس في العديد من الجوانب عبر الاستفادة من ثمرها بأنواعه، وظلها ومكوناتها كالجذع والسعف وغيرها في جوانب بناء البيوت والدعون والعريش والطبخ وأدوات المنزل وغيرها، حيث كانت النخلة ومعها الجمل هما المصدران الرئيسان للحياة والنماء لدى الأجيال السابقة. ودعا الطنيجي إلى إيجاد طرق وأساليب جديدة لربط الشباب بالنخلة من خلال المشاريع الاقتصادية والاستعانة بمهندسين لوضع مشاريع زراعية واقتصادية تجذب أبناء الوطن لهذا الرمز التراثي الخالد. وضمن فقرات مسرح الأيام، جرت أولى العروض الفنية للفقرة الاستعراضية الغنائية للأطفال "الغولة" والتي يقدمها فريق كورال قيثارة طيبة من مصر ، والتابعة لجمعية الصعيد للتربية والتنمية بالقاهرة، وتستمر عروضها يومياً حتى يوم الأربعاء المقبل. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 18-03-2022 10:36 مساء
الزوار: 659 التعليقات: 0
|