|
عرار:
عمر أبو الهيجاء أقام ملتقى إربد الثقافي بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين وملتقى المرأة الثقافي أمس أدبية ناقش من خلالها المتحدثون إصدارًا في القصّة القصيرة جدًا للدكتور تيسير السعيدين بعنوان «ما بعد الغياب». أدار مفردات الندوة الناقد د. سلطان الخضور الذي قدم الكاتب والناقدين د. حسين العمري وعبد الرحيم جداية بمهنيّة حيث عرج بشي من الإيجاز على أسلوب ودواعي القصّة القصيرة جدًا. واستهلت الندوة بورقة نقديّة من الشاعر والناقد جداية التي حملت عنوان «التسامي والضياع في مجموعة.. ما بعد الغياب» القصصية للقاص الدكتور تيسير سعيدين، قال فيها: إن المتأمل في مجموعة ما بعد الغياب القصصية للأديب الدكتور تيسير سعيدين، يجد فيها تنوعا فنيا وتقنيا، وسيطرة للذوق والعاطفة على مفاصل القصص، التي ضمتها المجموعة، كما يجد المتأمل جملة أدبية يمتاز بها الكاتب بدقة مفرداته، وذائقته العالية التي تتشكل منها المعاني الإنسانية والعاطفية الرقيقة التي يمزجها كلوحة تشكيلية بألوانه الخاصة، فتشكل تلك المفردات والجمل صورة كلية لنصه الأدبي. وبيّن جداية أن نصوص السعيدين الأدبية تمتاز بالكثير من الجمل الفعلية، وبعض الجمل الاسمية، حيث يسيطر الفعل في مجموعته، مثل قوله: «انطلقت، لاح برق، يؤلمه، يشرب»، وغيرها من الأفعال المضارعة التي شكلت مفتاح نصه القصصي، فالجملة في قصة «غريبة» يفتتحها القاص بجملة تتكئ على موروث سابق إذ يقول: «هي حاضرة منذ بدء الحفلة» وكلمة الحفلة ليست مقصودة بذاتها، فهو يريد أن يقول لتلك الحبيبة (هي حاضرة منذ بدء الخليقة) حيث اشتغل فنيا على الموروث الفكري وغير في البناء النمطي للجملة في نصه «غريبة» حين بادل بين مفردتي الحفلة والخليقة. وخلص جداية إلى القول: لقد أوجز القاص تيسير سعيدين في مجموعته القصصية «ما بعد الغياب» فأجاد التكثيف، تكثيف الجملة، وتكثيف المشهد، كما أشتغل فنيا بالاتكاء قليلا على جانب حكائي، جسده قصة متماسكة البناء، وقد ابتعد فنيا عن سرد الأخبار، التي لا تليق بفنية القصة القصيرة، ولا البناء القصصي، وهذا كله نتيجة للخبرة اللغوية في بناء الجملة الفنية عند الدكتور تيسير سعيدين، وقدرته على بناء النسيج بأبعاد فكرية وعاطفية ولغوية، فالمضمر العاطفي له أهميته، في مجموعة «ما بعد الغياب» وفي شخصية تيسير سعيدين القصصية، ولا ننسى ذلك البعد النفسي الذي يؤنسنه في بناء قصصه، مما يحتاج القارئ الحصيف والناقد إلى التأني في تحليل النص، وربط العلاقات الجمالية والإنسانية، وصولا إلى نسيج قصصي متماسك، يدل على خبرة القاص القصصية. إلى ذلك فدم الدكتور حسين العمري قراءة نقدية في المجموعة، وقال:»ما بعد الغياب»: هنا يقع الكاتب في الاحتمالات المتعددة من هذا العنوان.. وهي: أولا: التساؤل المطروح والمشروع «ما بعد الغياب؟» إما غفلة عن الحضور والحياة التي أدت به إلى الصدمة بعد زمن فات ولم يعد قادرا على الحضور مرة أخرى، والنتيجة ضياع كل شيء من حياته، ولم يعد للحياة طعم أو لذة أو معنى. وثانيا: التعجب، وهي صيغة مطروقة أيضا أراد من خلالها الكاتب الاستهجان ومحاولة البعد عن الحقيقة المؤلمة التي وقع فيها، وهي حالة مأساوية لم يتوقع يوما أن تصل إلى هذا الحد.و ثالثا: «ما بعد الغياب» جملة إنشائية لا تقصد منها الاستثارة كون هذا الغياب أمرا اعتياديا يحدث عند كل البشر في غفلة النسيان أو فقدان الذاكرة أو النوم. ثم تطرق الناقد العمري العناوين في المجموعة بالتفصيل والرؤى النقدية التي أضاءت جوانب عدة للمجموعة. وفي ختام حفل التوقيع قرأ المحتفى به وبمجموعته القصصية الدكتور السعيدين غير قصة نالت استحسان الحضور والتفاعل معها.. ومن ثم جرى توقيع المجموعة للحضور وسط حفاوة كبيرة. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الإثنين 14-03-2022 09:38 مساء
الزوار: 545 التعليقات: 0
|