|
عرار:
صدر للدكتور عبدالعزيز اللبدي رواية بعنوان "عكانا عكانا.. عكا الجزار ونابليون"، عن دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، فلسطين، تسرد الرواية حكاية أحمد باشا الجزار المعرف بـ"عكا الجزار"، الذي حكم عكا في الفترة 1775-1804، وقصة صموده البطولي. يقول اللبدي إنه شعر بالمسؤولية كبيرة وهو يقوم بالكتابة عن "عكا الجزار"، ولكن لأهمية تلك مرحلة في تاريخ الشعب الفلسطيني، التي لم يبق منها سوى حكاية سورها والجزار، والمهم في هذه الحكاية هو المشاركة الشعبية في صد الهجوم، واعتباره حربا استعمارية، وقد يكون نابعا من الوعي الباقي من أيام الحروب الصليبية على فلسطين، والتي تركت مخزونا تراثيا كبيرا. ويؤكد المؤلف على انه حرص من باب المسؤولية التاريخية، على المحافظة على الأحداث، التي هي موثقة في الاغلب، ولم يجري أي تحديث جديد ما عدا ما تطلبه الحبكة القصصية، مشيرا الى انه قام بالبحث والتنقيب في العديد من التقارير والوثائق التي لم تترك صغيرة ولا كبيرة، وخاصة في فرنسا التي كانت تؤرخ لأعظم قادتها في الثورة الفرنسية وصانع تاريخ عالمي في أوروبا وخارجها. ويقول إن أسطورة الجزار تحكي البطولة والصمود، لم يستطيع اغفال شخصيته مما جعله ينزع عنه رداء القداسة التاريخية المعرفة، مبينا ان الجزار كان إنسان عادي، له هناته ومزاياه، كما انه عاش ظروف صعبة تركت اثرها في نفسيته، وفي ردود فعله وتعامله مع الناس. ويرى اللبدي ان الجزار كان يعاني من امراض نفسية، كونه كان مملوكا فترة من الوقت، ولم يملك امره، ومع ذلك استطاع اتخاذ القرار المناسب "بالنسبة لنا حاليا على الأقل"، والصمود في وجه أعتى غاز ذلك الوقت، الذي لم تصمد امامه دول عظيمة في أوروبا هو "نابليون"، مما خلد اسمه وجعل الناس "في عصره"، تنسى كل عيوبه ومظالمة التي الحقها بهم، مؤكدا على ان القصة ليست تقديسا للجزار بقدر ما هي تقديس للمقاومة الشعبية الفلسطينية التي كانت في كل مكان، حيث شاركت كل بلاد الشام في صد الهجوم، والحقت به الخسائر الفادحة. قالت عكا كلمتها، أن الجزار لم يقهرها، وصمدت امام هجوم الفرنسيين، وعاد الجزار فحسنت سيرته وقضى اخر أيامه في اصلاح بعض الأخطاء بعد ان ادرك خطأه في التعامل مع الأهالي والمحكومين، الذين لولاهم ما استطاع قطف ثمار الصمود. ويذكر ان د. عبدالعزيز اللبدي من مواليد حيفا فلسطين درس الطب في جامعة بون في المانيا، وتخرج من جامعة غرايفسفالد عام 1974، تخصص في الجراحة العامة في برلين – المانيا وتخرج عام 1984، حصل على شهادة الدكتوراة في الطب من أكاديمية الدراسات العليا 1984، برلين، حاز على جائزة الطب العربية من اتحاد الأطباء العرب والرئيس الجزائري عام 1991. صدر له العديد من المؤلفات منها "أوراق تل الزعتر"، "تاريخ الجراحة عند العرب"، "القاموس الطبي العربي"، "وردة كنعان- رواية تاريخية عن الكنعانيين (الفينيقيين) في صور وقرطاج"، "ذهب الرقيم؛ رواية تاريخية عن الأنباط والبترا". الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الأربعاء 06-10-2021 09:02 مساء
الزوار: 858 التعليقات: 0
|