|
عرار:
أحمد البزور يعدُّ مصطفى خليفة كاتبًا وناشطًا سياسيًا سوريًا، ولد عام 1948م. وواحدًا من المعتقلينَ السّياسيينَ في السّجنِ الصَّحراوي السُّوري تدمُر، درسَ الفنَّ والإخراجَ السِّينمائيّ بفرنسا. قامتْ دارُ الآدابِ اللبنانيّة ببيروتَ بنشرِ كتاب القوقعة سنة 2008م، يحكي الكتابُ يوميّات شاب مسيحي ذي توجّهٍ شيوعي، ألقي القبض عليه لحظة وصوله إلى المطار لسبب يجهله، تزامنًا مع احتدامِ الصّراع بين النّظام القائم وجماعة الإخوان المسلمين في بداية الثّمانينيات. يعود موسى السّارد من فرنسا إلى وطنه بعد الانتهاء من دراسة الإخراج السّينمائي، ليمضي ثلاث عشرة سنة في السّجن الصّحراوي، عن طريقِ الخطأ بتهمةٍ تظهر من قبيل المفارقة بالاشتباه بانضمامه إلى جماعة الإخوان المسلمين تارةً، وتارةً أخرى، بانتسابه للحزب الشّيوعي، وبعد مضيّ السّنوات في السّجن، عرف التّهمة الحقيقية الموجّهة له والموثقة في تقارير المخابرات، بأنّ أحدَ زملائه كتب تقريرًا أعدّهُ مسبقًا للمخابرات، عن نكتة تفوّه بها في سهرةٍ مع أصدقائه بفرنسا تسخر من رئيس الجمهوريّة، علمًا أنّ عقوبة الشّتم والسّخرية تتراوح قانونيًّا من سنة إلى ثلاث سنوات.يعمل مصطفى خليفة عن طريقِ السّاردِ العليم موسى على تقديم شهادة عن فظائع السّجن والسّجان وبشاعتهما، من قهر، وإذلال نفسيّ وجسديّ، حيث الضّربُ، والتّعذيبُ الوحشي، والتّنكيلُ، والاغتصابُ، والتّجويعُ، والقتلُ، كما يكشف الحياة القاسية للسّجناء، وجرائم وانتهاكات العناصر الأمنيّة والعسكريّة. إنّ تسمية القوقعة بهذا الاسم، جاء بسبب انكفاء السّارد موسى على نفسه وانعزاله عن السّجناء؛ كونه مختلفًا عنهم من النّاحية العقديّة، ومتهمًا بالتّجسس والإلحاد، وبهذا، تقوقع على نفسه وأطلّ متلصصًا من ثقب في جدار السّجن على ساحة السّجن والإعدام. خلافًا لما يظنّه الكثيرون من القرّاء بأنّ القوقعة كتابٌ يصنّف في فنّ الرّواية، مع أنّ الكاتبَ وضع عبارة «يوميّات متلصص» على غلاف الكتاب، وهذه إشارةٌ كافية بأنّ الكتاب ليس برواية، أولاً، ثانيًا، ما إن ينتهي القارئ من القراءة حتّى يتأكد له بما لا يدع مجالاً للشكّ، في أنّ الكتاب لا يعدو كونه شهادة، ووثيقة، ولا يتجاوزه. فالحوادث حقيقية وليست من نسج الخيال، ودلائل كثيرة تثبت بأنّ الرّاوي موسى، المخرج السّينمائي، هو المؤلِّف نفسه مصطفى خليفة، بما يتطابق تمامًا وشخصيّته مع سيرته الحقيقية، لا سيّما إذا علم القارئ وقرأ عن سيرة الكاتب بأنّه درس الإخراج بفرنسا، وسجن في الفترة 1982ـ 1994م، كما أنّ الكاتب في كثير من مقابلاته لا ينفي عن كتابه هذا صفة الشّهادة واليوميّة والوثيقة. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الأحد 25-07-2021 07:58 مساء
الزوار: 917 التعليقات: 0
|