|
عرار:
عمان استضاف ديوان الهريس الثقافي، خلال لقائه الأسبوعي عبر منصة (زووم)، نخبة من أدباء المغرب، في سبيل تقديم إضاءة وافية حول راهن الشعر في المغرب، وذلك اليوم الاثنين الماضي، حيث استهل رئيس الديوان الشاعر نايف عبدالله الهريس مفردات اللقاء بكلمة احتفى من خلالها بالمشاركين في اللقاء وبالحضور كذلك، لافتا النظر إلى أهمية تعزيز التواصل الثقافي بين الأدباء العرب، وترسيخ مفهوم الوحدة العربية في شتى المجالات ومنها بطبيعة الحال المجال الثقافي. المشاركة الأولى في اللقاء كانت للناقد رشيد الخديري وهو شاعر وناقد، صدر له في مجال الشعر: حدائق زارا، خارج التعاليم، ملهاة الكائن، الخطايا والمرآة، سلالم ضوء. في مجال النقد: «الدرامي والغنائي في الشعر المغربي المعاصر.. أنثى المسافات نموذجاً»، و»صيرورة النهر الشعري.. قراءة في أعمال صلاح بوسريف الشعرية»، وقد قدم إضاءة نقدية حول الشعر المغربي المعاصر. وخلال مداخلته قال الخديري: «لا جدال أن الشعر المغربي مرّ بتحولات عميقة سواء على مستوى الشكل أو البناء، وكغيره من الشعريات العربية، حاول منذ السبعينيات أن يجترح له مكاناً في خارطة الشعر العربي، خصوصاً أنه شعر له خصوصيات معينة، قياساً بنظيره بالمشرق العربي، وتكمن أهم هذه المحطات العسيرة في مسار الشعر المغربي في جملةٍ من الأقانيم، يمكن تكثيفها في ثلاثة رهانات أساسية: أما الرهان الأول، فقد تمثل في مسألة التحقيب الجيلي، لاسيما أن الشعر المغربي عانى من هذه التصنيفات المجحفة (شعر سبعيني، ثمانيني، تسعيني...) وما رافق ذلك من سجال عقيم حول أي تجربة وأي فترة عرفت توهجا شعريا، ومن شأن هذه التحقيبات أن تثير سجالات الشعر في غنى عنها. الرهان الثاني تمثل بالتحول من الشعر الهتافي الاحتجاجي الذي ميز فترة السبعينيات إلى شعر منفتح على المكون الجمالي. وتمثل التحول الثالث ببداية الاهتمام بالشعر المغربي نقداً وتلقياً وقراءةً. تاليا شهد اللقاء قراءات شعرية قدمت أنموذجا عن راهن الشعر في المغرب، وقد استهل تلك القراءات الشاعر والناقد سعيد أصيل، الذي صدر له كتاب: «عولمة حقوق الإنسان»، وديوان «يأتي الحلم خجولاً»، وسيصدر له قريباً كتاب «أسئلة قصيدة النثر العربية». ومن قصيدته «يأتي الحلم خجولاً» نقرأ: «يأتي الحلْمُ خجولاً/ عابرا يعبر العبور ويمضي/ تغفو الحكاية/ على وسادة الزمن/ (طويلاً كان هذا الليل/ مُذْ أوْرَقَتْ خيلُ طَرْفَةَ/ وأَوْبَرَتْ خيمة ابنِ الوردِ)/ ووقفْتُ.../ سرت في الوقوف/ ركبت صَهْوَتَهُ/ فَانْثَنَى على صخرةِ الوقتِ.../ مضى زمنٌ يا وطني/ مضتْ صهوة الخيل/ والخيل باردة مثل شمس الجنوب/ تَعْبُرُنا القوافل عطشى/ تروي ذاكرة الوشم/ تُرَتِّق نَعْل حكاية/ كانت جدتي ترويها للديك قبل الفجر/ قبل أن يهجر العشق/ ويغسل حبل الصبح بالصياح..». كما شارك في اللقاء الشاعر الحسَن الكَامح، الذي له ثلاث عشرة ديوانا شعريا (سماها: اهتزازات شعرية وتقاطعات بين الصورة والقصيدة)، منها: «اعتناقُ ما لا يُعْتَنَقُ» 1992، و»هذا حالُ الدُّنْيا بُنَيَّ» 2013، و»صَرْخَةُ أُمٍّ» 2014، و»أراهُ فَأراني» 2014. ومن قصيدته «صاعِدًا لا أرْتَوي» نقرأ: «صاعِدًا مِنْ جَحيم الذَّاتِ/ إلى جِنانِ الرُّقِيِّ وَحيدًا/ والسَّعيرُ يَلُفُّني ولا أرْتَوي/ لا ماءَ فِي المَدى يَرْويني/ لا مَوْجَ فِي البَحْر يُطهِّرُني/ صاعِدًا أحْمِلُ صَخْرَةَ الأنا/ عَلى كَتِفِي وبالنَّار أكْتوي/ أبْحَثُ بيْن الغَيْماتِ المُشْرقاتِ/ عنْ وجْهٍ يُشْبِهُني/ عَساهُ يَفُكُّ قيْدًا عُمْرًا يُلازِمُني/ أبْحَثُ بَيْنَ النَّجْماتِ البَعيداتِ/ عَنْ ضَوْء يُنيرُني/ عَساهُ يُزيلُ الظُّلُماتِ عَنِّي/ أنا المُوَزَّعُ بيْنَ أشعَّةِ الشَّمْس/ أقْتَبِسُ المُسْتحيلَ/ مِنْها وَلا بِشُعاع واحِدٍ أحْتَوي/ أنا النَّافِرُ مِنِّي/ إلى بلادِ الغيْبِ لا علمَ لي بها/ بين جَحيمِ الْمَجْهولِ/ كيْ أعانِقَ ظِلا/ ضاعَ ذاتَ لَيالٍ مِنِّي/ فاسْتوى فِي المَدى بَدْرًا وفِيَّ لمْ يسْتو..». وقرأ في اللقاء الشاعر صالح لبريني الذي بدأ النشر منذ تسعينيات القرن الماضي في الجرائد والمجلات المغربية والعربية، من أعماله: «حانة المحو» 2015، و»جدير بعزلة التيه» 2018، و»الزنجي» 2019. ومن قصيدته «الْــجَـنُــوبِــيُّ» نقرأ: «هَذَا الْعَدَمُ لِي/ وَالْحَيَاةُ بِكَامِلِ النُقْصَان/ أُعَلِّمُ الْفَرَاغَ أَنْ يُرَتِّبَ حَدَائِقَهُ/ الصَّحْرَاءَ أَنْ تَضِيقَ فِي شَسَاعَتِهَا/ الْقَوَافِلَ أَنْ تُدَوِّنَ الْكُثْبَانَ سِيرَةً/ لِلطَّوَارِقِ التَّائِهِينَ فِي مُلَاطَفَةِ جُمُوحِ الرِّمَال/ النَّخِيلَ أَنْ يَسْمُوَ عَالِيّاً فِي سَمَاءِ اللَّه/ وَيَحْرُسَ غَنَائِمَ السُّودَان/ إِيقَاعَاتِ السَّامْبُو/ خَزَائِنَ السِّنِيغَال/ مَخْطُوطَاتِ تَامْبُوكْتُو/ مِنْ قَرَاصِنَةِ الشَّمَال/ هَذَا الْجَنُوبُ لِي/ وَعَلَى بَابِ الصَّحْرَاءِ لَا أَحَدَ/ يُدَوِّنُ عُبُورَ العِيس/ قَوَافِلَ الرُّحَّلِ الْمُثْقَلَةَ/ بِحَمِيمِيَةِ الضُّلُوعِ/ غَيْرِي/ أَنَا الْجَنُوبِيُّ/ الْحَارِسُ مَتَاهَاتِ الْأَسْلَاف/ مُوسِيقَى الرِّيَح/ فَحِيحَ الْحَيَّــات/ تِيهَ الْغُرَبَـــــــاء/ زُنُوجَةَ الْأَحْـــرَار/ فِي صَحْرَاءِ الْوُجُود/ هَذَا الرَّحِيلُ لِي..». اللقاء نفسه كان حضره كوكبة من المبدعين الأردنيين والعرب. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الأحد 16-08-2020 09:30 مساء
الزوار: 1627 التعليقات: 0
|