قراءات إبداعية ومناقشات فكرية في أمسية عن بعد لديوان الهريس الثقافي
عرار:
عمان واصل ديوان الهريس الثقافي أمسياته الثقافية عن بعد، بحضور ومشاركة أصدقائه من داخل الأردن وخارجه، حيث أقام يوم الاثنين الماضي أمسية أدبية تضمنت قراءات إبداعية، ومناقشة لبعض القضايا الجدلية في الفكر العربي. في مستهل الأمسية قرأت الأديبة شيرين العشي قصيدة بعنوان (حلم النفس) للشاعر نايف الهريس، مؤسس الديوان، وجاء فيها: «هي النفس من منظار أحلامي/ تريني ملوك الأرض قدّامي/ إذ السعد جرّ الوهم في شططٍ/ رِغابي تشطّ الحظّ عن هامي/ بغيض رمى طيشا ليصفعني/ فأشعرت نفسي تحرق الرامي/ لقد جار مغبون على أدبي/ فدافعت عن نفسي بلا حامٍ/ فمدت يد الدنيا دروب (عنا)/ لأمشي على مجداف ظلاّمِ/ تمنيت شهو النفس تخدمني/ بأقصى مرامي تصعق الدامي/ فكم قاصد في غير تجربة/ بخفيْ حنين أصلع الهام/ هي النفس لا تنفك عن طمح/ بلهف سريع طامحِ ظامِ..». الشاعر العراقي غزاي درع الطائي قرأ غير قصيدة، منها قصيدته «قهوتي حزني وشايي قلقي»، وفيها يقول: قهوتي حزني وشايي قلَقي/ وصديقي في الليالي أرَقي/ أرِقٌ في عالَمٍ من أرَقِ/ قلِقٌ في عالَمٍ من قلَقِ/ صرختي خلفَ سكونٍ مُطبِقٍ/ وانفتاحي خلفَ بابٍ مُغلَقِ/ منذُ ألفٍ وأنا في نفقٍ/ منذُ ألفٍ لمْ أُبارحُ نفقي/ حُلُمي البضُّ حزينٌ في دمي/ والضَّنى مبتسمٌ في طبقي/ قلمي ينزفُ نفسي كَلِمًا/ فأرى نفسيَ فوق الورقِ/ زقزقتْ أحزانُ قلبي ألَماً/ تحت شُبّاكيَ عندَ الفلقِ/ فتدثَّرتُ بما أملكُ من/ حُرَقٍ مكنونةٍ في حُرَقي/ هذه الأيّامُ تُفشي غيَّها/ طِقتُها في الغيِّ أَمْ لَمْ أُطِقِ..». وتحت عنوان «حَـريـقٌ.. ومَــاء» جاءت قصيدة الشاعر السعودي محمد الجلواح، وفيها يقول: آهِ من دَهْـــر يُؤرِّقـُني/ ويَـغـِـذُ السَّــيْرَ للـمِـحَــنِ/ أتـَلوِّى من سَعِــير جَــوَىً/ ولَهِيـبٍ شَـبَّ في بَـدَني/ كَـشُــواءٍ فـوْقَ حامـيَةٍ/ قـُـدَّ من لـَحمِي بـِلا ثـَمَـنِ/ تـَصْطـَلي الآلامُ في مُقـَلي/ وفؤادي في لـَظـَى الحَـزَ/ وأمورٍ لـَسْـتُ أنطِـقـُها/ ماءُ غِـسْلينٍ .. يُـقـَطـِّعـُني/ وضَـجـِيجِ فوق ثرثـَرةٍ/ جَـلـَبَتْ صُـمّـاً إلى أذُني/ دُونَمَا نـَفـْع ولا أثـَرٍ/ بل هُــراءٌ ســادَ في المـُدنِ/ وخـُطــوبٍ لا تـُفـارقـُني/ وحبيبٍ لا يُطـاوعـُني/ في فمي ماءٌ، وفي بَـصَـري/ عَـمَـشٌ، منها يُـبَعـثِـرُني/ آهِ من دَهْـرٍ، ومن عَـنـَتٍ/ وكِلابِ الشـَّرِّ، والفِـتـَـن..». تاليا كانت المشاركة للشاعر العراقي اسماعيل القريشي، الذي قرأ بعض القصائد بالفصيحة إضافة إلى اللهجة المحكية، وفي قصيدته «الرحيل» يقول: «لقد هامت طيورُ الفكرِ لمّا/ أذِنتَ لها بغيبتكَ الرَّحيلا/ فما بالفكرِ بعدَكَ مِن دِيارٍ/ لها من مرتعٍ يشفي الغَليلا/ فيا مَن كُنتَ ساقيها بثغرٍ/ يكادُ الصُّبحُ يَملكُهُ بَديلا/ وأحكَمتَ الدّموعَ وباعْتقالٍ/ فما كانت لتجرؤَ أن تَسيلا/ وأنعشتَ الفؤادَ بنبضِ حُبٍ/ غدا في سَعدِهِ زَمَناً طويلا/ وروضُ الودِّ قد فُرِشَت وروداً/ مِنَ الخدَّينِ كاسِبةً جَزيلا/ وَوَصلٌ كانَ يَغشاها كَفجرٍ/ بهِ الأنفاسُ قَد كَسَبَت خَليلا/ ومِحرابٌ بعينيها طَهورٌ/ غدا قلبي لهُ عبداً ذَليلا..». ومن فلسطين كانت المشاركة التالية من خلال الشاعر ناصر عمرو الذي قرأ قصيدته «الآن.. الآن وليس غدا»، وفيها يقول: «أيا قدس/ أيا مدينة الأوفياء/ فيك صلى خير الورى/ إمام الأنبياء/ قل لهم أيها الليل/ بأن القدس سراج ضوئي/ لا شمع فيها ولا شمعدان/ قل أيها الليل/ إن النجم والقمر/ فيها قد أنشدا/ قل بأن النهار/ شقيقها وعند الضحى بعد الفجر قد تجلى..». وتحت عنوان «رسالة من فوق الماء» جاءت قصيدة الشاعر هاني عبدالله حواشين، وفيها يقول: يا ذات جلباب وشال «زغردي»/ كمل الجمال بلبسه فلتسعدي/ إني مددت إليك من شوق يدي/ نبني الحياة على شريعة «أحمد»/ فهي الطريق إلى هناء حاضر/ وهي السبيل إلى نجاة في الغد/ أختاه يا أخت الرجال مروءة/ يا ظبية كثرت سهام الصيد..». الجزء الثاني من الأمسية تضمن نقاشا حول مواضيع جدلية في الثقافة العربية، على غرار: الموت والحياة والقدر