موريتانيا: اللغة العربية ومهمة ترسيخها في نفوس الاجيال
عرار:
نواكشوط - شكل موضوع "اللغة العربية والذكاء الاصطناعي" عنوانا للاحتفالات التي اقيمت بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية. وبهذه المناسبة، وبرعاية وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان، نظم مجلس اللسان العربي بموريتانيا، بالتعاون مع كل من المركز الموريتاني للغة العربية، ومركز عربي نت، وجمعية أنا لغتي، احتفالية في قاعة العروض بمقر الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين بنواكشوط، حضرها لفيف من الشخصيات الرسمية والمثقفين ورجال الإعلام والمهتمين. وتضمن برنامج الاحتفالية عرضا عن الأهمية الحضارية والثقافية للغة العربية في العالم والخطوات التي اتخذتها الأمم تجاه اللغة العربية منذ القرن الماضي وصولا إلى المصادقة بالإجماع في الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2012 على أن يكون 18 كانون الأول يوما عالميا للغة العربية. وفي كلمته بالمناسبة أكد وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان الموريتاني الدكتور سيدي محمد ولد الغابر، أن موريتانيا تخلد اليوم مع المجموعة الدولية ذكرى عزيزة على نفوس أبناء هذا الوطن، مذكرا بما للحدث من أهمية حيث يأتي لتأكيد اهتمام الإنسانية؛ وخاصة العالم الإسلامي والعربي بهذه اللغة التي اختارها الله سبحانه وتعالى لتكون وعاء لنقل القرآن الكريم الى البشرية جمعاء، فأرسل محمدا صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين وكتاب بليغ. وأوضح أن قطاع الثقافة وبتوجيهات من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وتنفيذا لبرنامج حكومة الوزير الأول، اسماعيل بده الشيخ سيديا، يعمل مع الفاعلين في هذا المجال من منظمات المجتمع المدني إلى صون وحفظ وترقية وتثمين ثقافتنا التي تعتبر اللغة العربية الوعاء الحافظ لها منذ قرون. وأبرز أن رعاية الوزارة لهذا النشاط تدخل في صميم اهتمامها بترسيخ جذور اللغة العربية في نفوس الأجيال الناشئة، منبها إلى أنها اللغة الرسمية في البلد دستوريا، مطالبا النخبة بتحمل مسؤوليتها في ترقيتها وتطويرها لتواكب مستجدات العولمة والحداثة التي أضحت تفرض نفسها في عالمنا اليوم. وكان الأمين العام لمجلس اللسان العربي بموريتانيا الدكتور المختار الجيلاني ألقى في مستهل الاحتفالية خطابا ترحيبيا باسم المنظمات والجمعيات الوطنية العاملة في خدمة اللغة، نوه فيه بإشراف الوزير على افتتاح أنشطة اليوم العالمي للغة العربية، مذكرا بان تخليد هذا اليوم يعد مناسبة لطرح أهم القضايا والاشكالات المرتبطة بواقع اللغة العربية وضرورة النهوض بها؛ بما ينسجم مع المعاني السامية التي عبر عنها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في خطاب عيد الاستقلال الوطني حول مفهوم الاستقلال الثقافي وضرورة الحفاظ على اللسان والهوية. وقال "لا يسعنا بهذه المناسبة إلا أن نسدي الشكر جزيلا إلى وزارة الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان، لتكرمها بالإشراف على هذا الحفل الذي يمثل مناسبة سنوية لإعلان مناصرة اللغة العربية، وفرصة لطرح أهم القضايا والإشكالات المرتبطة بواقعها وضرورة النهوض بها، وهو ما ينسجم مع المعاني السامية التي عبر عنها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في خطاب عيد الاستقلال الوطني حول مفهوم الاستقلال الثقافي وضرورة الحفاظ على اللسان والهوية". وأضاف" كما تعلمون، لقد اعتمدت الأمم المتحدة يوم الثامن عشر من كانون الأول يوما سنويا بناء على مبادرة من اليونسكو، ليكون "اليوم العالمي للغة العربية"، وهو اليوم ذاته الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة بإدخال العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة عام 1973، إنها لفتة شكر إنسانية تجاه هذه اللغة العظيمة التي احتضنت تجربة الفكر الإنساني طيلة ثمانية قرون، وإننا إذ نحتفل بهذا اليوم، نشاطر العالم والإنسانية غبطتها بهذه اللغة التي تدين لها البشرية بالفضل، ونعمل على تعميق اعتزازنا بالانتماء إلى ثقافتها الغنية التي لا تزال تقدم للإنسان أعظم القيم والمبادئ الأخلاقية والروحية". وقال الامين العام "فضلا عن كل ذلك، يكفي اللغة العربية شرفا أن رب العالمين جعلها حاملة لخاتمة رسالاته إلى الأرض (الله أعلم حيث يجعل رسالاته)، إنها بحق ملكة اللغات عراقة وأصالة وقدرة على توليد الألفاظ والدلالات؛ فلا توجد اليوم لغة أقدم منها يتحاور متكلموها حتى اليوم، دون صعوبة، مع فضاء من النصوص يمتد في المكان عبر مختلف البيئات، وفي الزمان على امتداد ألفي عام؛ وما ذاك إلا بفضل حسن وجودة أنظمتها الصوتية الصرفية والدلالية والتركيبية، التي أتاحت لها إمكانية واسعة للتناغم مع أحدث أنظمة المعلوماتية، ولعل ذلك مما دفع اليونسكو إلى تنظيم احتفاليتها لهذه السنة تحت شعار "اللغة العربية والذكاء الاصطناعي". ونبه الامين العام الى التحديات الماثلة قائلا "ومع ذلك، فإن هذه اللغة الشريفة برغم ما تمتاز به أنظمتها من مرونة وإمكانات إبداعية لا حد لها، تعاني اليوم من تحديات عدة مرجعها في الأساس ما تلقاه من تقصير أهلها في مجال خدمتها وتعلمها وتعليمها ونشرها وتطويرها والنهوض بها لمواكبة المعارف والابتكارات العلمية والتقنية". المصدر: بتــــــرا