تألقت في تلك الأمسية النسائية الطابع كلٌّ من الشاعرة القطرية ظبية المهندي ( انكسارات النخيل ) ... الشاعرة البحرينية ( منيرة السبيعي ) والشاعرة الإماراتية شجون الظبيانية ..
الرجل .. والحب ... مفردات تزدحم بالمشاعر والعواطف المتباينة ... كيف وظفتها شاعراتنا ضيفات المهرجان.. ورأيهن في بعض التجارب النسائية التي تكتب بجرأة في الحب ... وإلى أي مدى هن راضيات عما يخص تناول النتاج الأدبي النسائي من دراسات نقدية... حول هذه التساؤلات كانت لنا وقفة مع عدد من الشاعرات ...

الشاعرة القطرية ظبية المهندي: ( كل شعري للرجل ... فهو زوجي وابني وأبي .. ولا غنى للمرأة عن الرجل في حياتها ..
وبالرغم من النظرة السلبية التي تتوشح النصوص العاطفية التي تكتبها المرأة الشاعرة في الحب .. إلا أنني من وجهة نظري أن أحداً لا يملك الحق في توجيه الانتقاد للمرأة حين تكتب في الحب .. إن كان زوجي قد منحني الحق في ذلك .. فأنى للآخرين أن يمنعوني ...؟!!!
أرفض تماماً الكتابات النسائية الجريئة في الحب .. والتي قد تتجاوز الحدّ المتعارف عليه من حياء المرأة ولهذا أجدني دائمة النصح للفتيات اللاتي لديهن موهبة الكتابة أن يتجهن دوماً للعاطفة العفيفة في كتاباتهن... فهو أحفظ لحياء المرأة ..
أظن أن الدراسات النقدية الخاصة بالنتاج الأدبي النسائي بحاجة إلى الكثير من الوعي.. فلربما أثرت النظرة السلبية للرجل على آرائه في النقد فيظلم المرأة دون أن يشعر إن تعرض لنتاجها الشعري بالنقد والتحليل ..  )

الشاعرة الإماراتية وفاء خلفان : ( حتى لو لم تذكر المرأة الرجل في كتاباتها صراحةً يظل هو الدافع الأكبر للشاعرية عند المرأة سواء كان ذلك سلباً أو إيجابا ..
إن كبت المشاعر لا يجدي .. وقد يؤدي إلى نتائج غير مرضية .. لذلك أرى أن تفريغ المرأة لعاطفتها في كتاباتها عن الحب وغيره شيء صحي فلا عيب في تعبيرنا عن عواطفنا .. لكنني بالتأكيد ضد الجرأة الزائدة في الكتابات الخاصة بالحب والغزل على مستوى الجنسين الالتزام بالأخلاقيات العامة في الكتابة وعدم خدش الحياء يجب أن يكون من الطرفين الرجال والنساء..  وإن كان هناك تقبل للكتابات الجريئة من البعض فيجب تقبله من الطرفين أو رفضه من الطرفين ..
من وجهة نظري أرى أن الدراسات النقدية للنتاج الأدبي لأي من الجنسين تتوقف على غزارة الإنتاج.. وربما توجه العديد من الشاعرات للكتابة بأسماء مستعارة كما أن البعض منهن مُقلّ في النشر كلها أسباب تعيق التواصل بين الشاعرة والناقد . فهل يعني ذلك أننا يجب أن نجعل المرأة هي من تنقد كتابات المرأة ..؟!!!
أظن أنه قد حان الوقت اليوم كي تخرج الشاعرة الخليجية من إطار الأمسيات المغلقة فكونها شاعرة ذلك يجعلها شخصية عامة من حق الجمهور أن يستمتع بكتاباتها .. وبالتالي سيكون هناك مجال أوسع وأكبر للنتاج الأدبي النسائي لتصل إليه يد الناقد للارتقاء به وتطويره ..  )

الشاعرة البحرينية هنادي الجودر : ( الرجل هو محور مهم في شعر المرأة بشكل عام وفي قصائدي أنا بالتحديد .. ومن الطبيعي أن يكون الرجل هو الطرف الثاني في القصائد العاطفية عند المرأة الشاعرة...
الحب هو أساس الحياة .. وعني لا أستطيع العيش دون الحب .. فأنا لي علاقة حب مع كل الأشياء من حولي ومع كل المقربين مني ..
وبالرغم من أن هناك نظرة استهجان للمرأة حين تفرغ مشاعرها في قالب شعري لكن أظن أنه قد آن الأوان للتغيير وأن نكون نحن رواد التغيير .. حتى يكون لتجربتنا الأدبية معنى .. فمشاعر الحب ليست مرهونة على الرجل .. بل هي أيضاً عاطفة تجيش في صدر المرأة لتنعكس على كل ما حولها ...
أؤمن بتحرر المرأة .. لكنني من جهة أخرى أؤمن بمحافظتها على حشمتها كامرأة .. لأنها لا تمثل نفسها فقط حين تكتب .. بل تمثل كل عائلتها وقبيلتها وأي إسفاف في إظهار مشاعرها سينسحب سلباً على شريحة كبيرة من الأشخاص المرتبطين بها ..
أما أولئك الذين يصفقون للكتابات النسائية الجريئة جداً فهم لا يسعون إلا لإفساد المرأة .. فالرجل الحقيقي لا يرضى لإحدى نساء عائلته الخوض في الحب بجرأة تتخطى الحدود .. وإن وجدت هناك رجلاً يصفق لامرأة تربطه بها علاقة قرابة وتكتب بجرأة كبيرة تتخطى حدود الحياء.. حينها أنا من ستصفق له ... 
في رأيي هناك إجحاف في حق النتاج الأدبي النسائي وبالذات الشعري منه .. فالتجارب النسائية لا تحظى بالاهتمام المطلوب من قبل النقاد .. وهذا انتقاص من قدر العديد من التجارب النسائية المميزة ..
النقد يصقل هذه التجارب ويطورها .. وعني فأنا راضية عن القراءة النقدية التي قدمها لي الاستاذ محمد العرفج .. مع أني كنت أود لو أنه تطرق إلى نقاط الضعف لأتمكن من تطويرها مستقبلاً .. )

الشاعرة الإماراتية شجون الظبيانية : ( الرجل في قصائدي هو الأب والأخ والزوج .. كما أنني قد تأثرت بالعديد من الشخصيات الرجالية المميزة في مواقف محددة .. من أمثالها تبني الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان للطفلة الفلسطينية هدى غالية .. فقد أثر بي هذا الموقف النبيل كثيراً...
حين تكتب المرأة في الحب فذلك من حقها كإنسانة تعبر عن مشاعرها وأحاسيسها .. لكن أن يكون ذلك ضمن حدود الذوق العام والعادات والتقاليد.. حتى لو كان هناك من يصفق للجرأة الزائدة والخادشة للحياء فلابد وأنه سيذم في الخفاء..
أرى بأن الاهتمام بالدراسات النقدية التي تخص النتاج الأدبي والشعري النسائي بدأت تأخذ منحىً آخر وتم منحها اهتماماً أكبر خاصة من خلال مركز الشعر الشعبي في الشارقة بإدارة الأستاذ الشاعر الإماراتي الكبير راشد شرار ..  )

الشاعرة البحرينية منيرة السبيعي : ( الرجل هو المحرك لذاتي كشاعرة ..
والحب هو عطر القصائد .. ومن ينتقد كتابات المرأة في الحب أنا أكيدة من أنه لا يعرف كيف يعبر عن الحب في كتاباته..
لكنني من جهة أخرى أرى أن الكتابات النسائية الجريئة فيما يخص الحب والغزل هي محض حرية شخصية.. ولكنني مع التحفظ في مكان الطرح فيكون لكل مقام مقال .. فلا تُطرَح القصائد الجريئة في كل موضع ..
الدراسات النقدية للنتاج الأدبي الشعري النسائي قليلة فنحن نحتاج للمزيد منها لتطوير أدواتنا الكتابية .. كما أنها تضفي الكثير على مسيرة الشاعرة ... ) ...

شاعراتنا الجميلات والرائعات .. لا يسعنا إلا أن ننثر الجوري لقلوبكن العذبة التي أتاحت لنا الفرصة لنستمتع بهذا الحوار المميز معكن ..
قوافل امتناننا وتقديرنا ..