كهبوطِ جبريلٍ من السَمَواتِ
يحمل كل أعباء الخليقهْ
أهوي.. ومن حولي رفاق الحرفِ
أيضاً يهبطونْ
كهبوط آدم يتركون وراءهم دفءَ الصوامعِ
يتركون شفائع اللاهوتِ والملكوتْ
و حدائق الأعنابِ
والتفاحِِ والرمانِ والزيتونِ
وبياض الحقيقهْ
يتساقطون من السماءْ
يتسابقونَ
مخلفين وراءهمْ
حتى بطاطين القوافي
والمحَرّك والسكونْ
يتنزّلون من الثريا
للثرى
يتسلّخونَ.. وخلفهم
نجوى تراتيل الملائكِ
من منصاتِ الضياءْ
ثم ينسلّونَ
عن أجنحةِ الإلهام و التحليقْ
لبردِ قارعةِ الطريقِ
..لقريةٍ
إنسلَّ كلُّ بناتها
من رحْمِ خضراءِ الدُمنْ..ٍلمدينةِ
..إنداحَ عن سوءاتها
وانزاحَ ورقُ التينْ
ْفغدت كأشجار الشتاء
جرداءَ لاتسطيع تخفي عِريها
عن أعين المتطفلينْ
أو أن تواريَ خلفها
حتى أنينَ القانطينَ
الكاشحينَ
..على المحنْ
وتساؤلات العابثين
الباحثين
عن الفتنْ
أنا والرفاقْ
نمضي نُهوِّمُ في الرمالِ الأمِّ
لا قبسٌ يشعُّ ولا ابتهالْ
نرنو .. ولكن ليس للأمل البعيدِ نمدُّ أعيننا
َونلتحف الدثارات العتيقةِ
ْنتّقي عصْفَ الشمالْ
كلّا... ولا بالموسمِ الموعودِ بالهتّانِ
يضنينا التساؤلُ والسؤالْ
َعذراً.. فحتى أنتِ ياكثبانَ
مهما طال جوعكِ
ِيارمال الطلح والعوسجِ
مهما امتد سغبكِ
لن تذوقي الزاد و اللبن القراحْ
.. ِفي الجفانِ البيض.. كلا أنتِ في صيفٍ مضى
ضيّعتِ آبار اللبنْ
تعالي يارفيقهْ
نستسفّ الوجدَ
من عِرق الأراكْ
نلتوي عطشَ السُواكْ
بين شفتينا .. تعالي
نستشفّ الغيثَ في المطر المعتقِ
بين جفنينا
فلا دمعٌ و لا مطرٌ هناكَ
فعجلي لي يارفيقة
واجلبي الوطنَ المضمخَ بالحقيقهْ
عجّلي لي بالحقيقةِ
ْلا الخيال
دثريني الآن من محض الدقيقةِ
كي أعبَّ الوقتَ من صافي الزمنْ
جددي في " الآنَ " أنسام الصَبا
إيقظي فيَّ الصِبا
وأنفضي عني العفنْ
الذي أضحى لإذعاني
!كفنْ
عبثاً نغرّد للحياه
تلهو بنا
تلتاكنا
كالعلكِ مابين الثنايا والشفاهْ
في ثغر غانيةٍ هوايتها التراقصُ
بين أفئدةِ الرجالْ
والرقص فوق الطاولاتِ
تبث أشواقاً رخيصةَ
في الدِنانْ
وِتهيلُ عهرَ المَكرُماتِ
على نواصيهمْ و أمِّ رؤوسهمْ
وتوزع القبلاتِ
تبصقها بخمر كؤوسهمْ
فيهللون لها و يزدادون سكراً واختبالْ
:يتمايلونَ .. يهلوسونْ
ياليلَ دانْ
ياليلَ دانْ
ياليلَ دانْ
!آآآآه ياوطن
سليمان أبوهليل
جدة-مارس 2012