من خلال لوحاته المتميزة بألوان جذابة متداخلة بلمسة ريشته وأنامله الساحرة قد أضفت على اللوحات معاني وقراءات فيها الكثير من الجماليات والتعبير والإبداع المنفرد.
فالفنان التشكيلي محمد ميكو له مستقبل واعد نتمنى له التألق والنجاح داخل بلده وخارجه.
أهلا وسهلا بك
• من هو محمد ميكو ؟
• محمد ميكو من مواليد مدينة فاس 23 يناير 1979 أنحدر من أسرة عريقة ( جده هو الإمام والعلامة سيدي محمد ميكو ) حاصل على دبلوم المحاسبة المعلوماتية ، مبدع في صمت لمغمور بتجربة طويلة في مجال التشكيل تميز مساري الفني بين البحث والدراسة وبين الشغف بسحر المرأة وجمالها وذكريات والده الراحل وما تركته في أذهانه من لحظات ويوميات راسخة في الخيال ، تلك هي تفاصيل انفجار موهبتي الفنية التي تتحكم فيها نفحات من التصوف من خلال استحضاري لعظمة الخالق عز وجل في مراحل اعمال التشكيلية ، فكلما أنجزت عملا فنيا أعتبره عربون محبة وهدية تقدير إلى مؤطرتي الفنانة المقتدرة لطيفة التوجاني التي منحتني دفئ الإبداع وكانت بمعنى الكلمة سندي في اكتشاف موهبتي وتطورها من حسن إلى أحسن ، هذه هي تفاصيل ميكو رفقة أنيسته ورفيقته اللوحة والريشة الساحرة ، ميكو أشار لنا انه سعيد الحظ مع إبداعاته التشكيلية لكونه من مواليد برج الفنان التشكيلي العالمي بول جاكسون بولوك ، وهي حكاية اكتشفها بالصدفة في يوم جميل هو يوم عيد ميلاده .
• هل اختارك الفن التشكيلي أم أنت الذي اخترته ؟ومتى بدأت تشعر بهاجسه؟
أشعر بهاجس الابداع التشكيلي فمنذ طفولتي و أنا أرسم تعابير وأشكال فنية لم أكن أعرف أنها تجعلني في المستقبل صديقا ومبدعا للتشكيل بحيث كنت مولوعا برسم شخصيات وأشكال خيالية وواقعية وبألوان مزركشة نظرا لكون أبي رحمه الله كان تاجرا لصوف الزرابي التي كانت تدهش إحساسي نظرا لشكلها الهندسي ذات الألوان المتنوعة ، كما أنني لازلت أتذكر بأنني رسمت صورة لأبي وجدي ونالت إعجاب كل من رآها فكانت تلك هي البداية ، ومع توالي السنوات وبعد وفاة الأب إنتفض إحساسي و تشنجت مشاعري بحيث أصبح الرسم والتشكيل الفني بالنسبة لي أسرتي ووطني فصرت أرى في الريشة رضيعا وفي الصباغة حليب الأم وفي اللوحة روحا لوالدي وجسدا لمستقبلي . واليوم أعتز وأفتخر أنني أصبحت أنتمي لوطن الفن التشكيلي ومسافرا بين مدنه وقراه .

• لماذا اخترت الفن التجريدي دون سواه؟ومن أين تستوحي أعمالك الفنية؟
أنتمي إلى مدرسة فنية تشكيلية أصيلة هي المدرسة التعبيرية التجريدية أو ما يعرف بأسطورة التجريد التي وضع أسسها الأولى الفنان التشكيلي الأمريكي الكبير بول جاكسون بولوك الذي نستطيع أن نسميه فنان النقطة والخط المتعرج بحيث يفترض دائما في لوحاته نقطة تسبح فوق السطح تربطها دائما مجموعة من الخطوط المتعرجة والمتشرذمة التي تحدد حركة هذه النقطة التي تتحول الى مئات النقاط غير المركزية. بصراحة لا أخفي عليكم أنني اخترت المدرسة التعبيرية التجريدية لبول جاكسون بولوك لكونها هي التي أثرت في مساري وإبداعي الفني والأقرب إلى حسي وخيالي ولوحاتي المبدعة ، هاته المدرسة تعتمد على تنقيط ورش الأصباغ بطرق فنية رائعة تجعل من اللوحة نتاجا وإخراجا لكل ما هو جميل ، إنّ التّجربة التّشكيليّة ل"جاكسون بولوك" لا تنطلق من الفراغ بل و تقوم على نظرة خاصّة للعالم و للأشكال الموجودة فيه تجسّمت في مسار علائقي خاصّ لا يقوم على حركة عفويّة و إنما على فعل هادف و حركة مقصودة و أثر يحوي رؤية خاصّة للعالم ، وما يثيرني فنيا هو أن هاته المدرسة تجعل من تقنية " السّكب" كطريقة تهدف إلى تجسيد حركة الفنّان في إطار يتميّز ببعد علائقي متناغم بين جسد الفنان و الفضاء : سيرورة تجسّد نبضات الفنّان أثناء حركته في علاقته بالأثر الذّي يحتوي الشّكل. و أعمالي التشكيلية مستوحاة من طقوس خاصة بي أثناء الاشتغال على رسم اللوحات, غير أنني أعجز عن التعبير عنها أو وصفها على شاكلة أفكار أو صور لأن تلك الطقوس لا تحضر إلا في تلك اللحظة الفنية فهي تختفي بسرعة البرق عندما تكتمل لوحتي ، صدقوني لو قلت لكم أنني أكون مسافرا في عالم مفارق لعالمي الواقعي . إنها لحظة رائعة و مذهلة أتمنى لو تتاح لي فرصة نشرها في مقطع فيديو .
• ما هي نوعية العلاقة بينك وين لوحاتك؟
علاقة عشق حميمة ، يمكنني تلخيص هذه العلاقة في الرؤية الفكرية التالية : في أحيان كثيرة يكون الفن مجرد أداة للتعبير عن نوازع داخلية للفنان سيما و أن الفن بمختلف مجالاته هو تجسيد لها بحيث تكون عملية التفريغ عملية سيكولوجية بحثة لدى الفنان تنتقل به من عالم اللاوعي الى سطح الوعي الفني فيكون بذلك منفذا لعملية التطهير النفسية التي تستتبع التخلص من شحنة العواطف المكبوتة بداخله و قد تستخدم نفس الشحنة لتحريك العواطف المكبوتة لدى المتلقي أيضا فيتحقق الهدف المرجو من الفن وهذه هي رسالتي الفنية التي أريد تمريرها إتجاه المتلقي .
• ما هي هموم الفنان التشكيلي المغربي وهل يلقى الدعم والرعاية الكافية؟
بمنتهى الوضوح فمجال الفن التشكيلي كان و لازال يعاني من مشكلات شتى ناتجة عن فوضى كبيرة بين الوسطاء والفنانين, والفنان المغربي يعيش مآسي كثيرة من إقصاء و تهميش و عدم الاهتمام بالظروف الاجتماعية و المعيشية للفنان التشكيلي الذي غالبا ما يجد نفسه في آخر المطاف في مهب النسيان، و بخصوص الدعم فليس هناك أي جهة تعنى بالدعم المادي لتشجيع الفنان التشكيلي على مزيد من العطاء ، فأنا شخصيا لم أحظى بأي دعم من أي جهة.
• ماهي المعارض التي شاركت بها وكيف استقبل الجمهور أعمالك؟
2012 المعرض التشكيلي الأول الخاص بفضاء رواق محمد القاسمي بفاس المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بفاس مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة معرض خاص بمطار فاس سايس إحتفالا باليوم الوطني للجالية المغربية المقيمة بالخارج . 2013 مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة 2014 مهرجان فاس للثقافة الوصفية 2015 المهرجان الدولي للفن المعاصر بالصويرة معرض تشكيلي خاص بالمسيرة الخضراء معرض تشكيلي خاص بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء و عيد الاستقلال بفضاء مقاطعة أكدال بفاس . بالنسبة للجمهور فقد إستقبلني بشكل عادي كباقي الفنانين .
• هل أقمت معارض خارج المغرب؟
لم يسبق لي أن نظمت معرضا خارج أرض الوطن ، و أتمنى أن تتاح لي فرصة تحقيق هذا الحلم للتعريف ببراعة و عبقرية الفنان التشكيلي المغربي دوليا .
من هو أحسن فنان مغربي بالنسبة لك ؟ومن هو أحسن فنان عالمي؟

بكل تواضع من وجهة نظري الخاصة في الفن التشكيلي ليس هناك مكان للتمييز بين الفنانين التشكيليين فكل من يبدع في هذا المجال فهو يمارس أحسن الأعمال الابداعية و لا يمكن الحكم على أي عمل تشكيلي مادام هناك تنوع وغنى في المدارس المؤطرة لهذا الفن .
• هل لديك هوايات أخرى؟
أعشق السفر و الرحلات – و المطالعة و البحث المعرفي في مجال الفن التشكيلي – و التصوير الفوتوغرافي .
• هل للمرأة دور في حياتك؟ كيف ؟وهل هناك امرأة معينة؟
نعم بشكل مميز تحضر المرأة كهاجس حقيقي في معظم اللوحات و تظهر برؤية حميمية عبر الألوان الهادئة ، فهي تخفي سر الجمال ، و عندما تحضر في مخيلتي فإنها تشعرني بنكهة الجمالية في الابداع ، مما ينعكس إيجابا على أعمالي التشكيلية لأجد نفسي أنني جعلت من عملي عملا موسوما بلغة الجمال المستوحاة من حضور المرأة كمرآة لفيسفاء الجمال الساحر ، فكل لوحة تشكيلية لا تستحضر هذا المعطى الذي هو المرأة فإنها قد تفتقد للذوق الجمالي بالنسبة إلي . ليست هناك إمرأة تشغل بالي أو مفكرتي لحد الآن ... فأنا لازلت أبحث عن نصفي الآخر أتمنى أن أجدها في القريب العاجل لتزيد من شغبي و شغفي المبدع.
• ما عنوان اللوحة الأقرب الى قلبك ولماذا؟
لوحة أسميتها " ذاكرة " لكونها تحمل ذكرى حزينة في قلبي ، و هي وفاة أبي في صحراء إفريقية قاحلة بسبب حادثة سير مروعة ، و القصة أعجز عن سردها لأنها تهز أشجاني و تبكيني كثيرا ، و هي صلة وصل بيني و بين أبي رحمة الله عليه .
• ما هو طموحك في مجالك الفني؟
أولا أن أجعل من لوحاتي وسيلة لتنمية الحقل الثقافي و جعله في خدمة الوطن و المواطن، و ثانيا تأسيس مدرسة تشكيلية هدفها الحفاظ على كل ما هو أصيل و متميز في تاريخ الفن التشكيلي عبر مر العصور.
• كلمة أخيرة ؟
أشكركم على حسن الاهتمام وتفضلكم بإجراء هذا الحوار الذي منحني دفئا للتواصل والتعبير عن أفكاري واهتماماتي ، ما أتمناه هو أن يعمل الجميع على دعم وتشجيع كل الفنانين وكل المجالات الابداعية حتى نجعل من الفن وسيلة للتثقيف، ولي أمل كبير وإحساس صادق أن المغرب تحت القيادة الرشيدة والحكيمة لجلالة الملك محمد السادس الفنان الأول والراعي للثقافة والإبداع سيشهد إطلالة وبزوغ عهد جديد من التقدم والتطور الفكري والفني وسائر المجالات والميادين . كما أتمنى لمنبركم المتميز المزيد من الريادة في مجال الاعلام الهادف و البناء ، و دمتم في خدمة الابداع و قضايا الانسان المبدع .

الموقع الالكتروني للفنان

صفحته على الفيس بوك