كلما جاء موسم الرمان وفرط الرمان، تظهر امامي صورة أمي، وصورة الطفولة، وحزيرة طاسة طرنطاسة من جوى لولو ومن برا نحاسة،  وخريف قادم. صورة أمي لم تفارق مخيلتي وهي تفرط حبات الرمان وتقول «أوله ع خير تاليه ع سلامة».
أنشودة جميلة وصحن يزهو باللآلئ الحمراء، وملعقة تغرف حبات الرمان، وقليل من السكر يبهج طفولتنا، لماذا يرتبط موسم الرمان بالخريف هل مصادفة أن ترتبط الألوان بالمواسم؛ فلون الخريف مشابه لفاكهة الخريف من بلح أصفر وجوافة صفراء ورمان كألوان أوراق الشجر وهي تتلون، موسم الرمان مرتبط بطفولة جميلة ومريول صغير يربط بالعنق حتى لا تتوسخ الملابس، وذاكرة روائح جميلة وتذوق، وموعد بدايات الدراسة ومدرسة ورائحة اول شتوة، ومرتبط بصوت فيروز سيدة الصباحات دائماً، هي تلك الصورة العتيقة في الذاكرة، لقهوة أمي وصباحات بيتنا ومواسم بيتنا وجرزاية صوف تحيكها أمي، وصوفة تزهو بألوان جميلة بمخدات أسطوانية، وبرندة تطل على الشارع، وياسمينة دمشقية بيضاء تلتف على عامود حجري، وراديو كبير يزهو بشرشف أبيض وصوت فيروزي تغني.
وردة عين الرمانة
مين اللي فتح الردي؟
أنا اللي فتحت الردي
و ليش الردي عاوردي؟
بالصدفي قلنا وردي
قربت توصل وردي
أيه قربت توصل
مين؟
وردة.
الرمان ثمرة فريدة وتحتوي على منافع صحية طبية كبيرة جدا.
ورد في الكتب المقدسة «في القرآن الكريم ورد الرمان ثلاث مرات وفي الإنجيل المقدس ثلاثين مرة» ومن الثمار الطيبة المفيدة الحاضرة في أجمل الأهازيج الشعبية والملهمة للشعراء والرسامين والفنانين.
للرمان حضور في الموروث الشعبي والأدب العربي، فاكهة موحية للشعراء، وتعد أصنافها بالعشرات في العالم، وهناك 250 نوعا من الرمان صالحا للطعام و 13000 نوع للأبحاث الزراعية.
ويكون أكثر فائدة مع قشره لا مع الحبات فحسب. ومنافعه الصحية: مادة الأوميغا 12 المساهمة في تجدد الخلايا وإعاقة الشيخوخة وتأمين توازن ضغط الدم وخفض منسوب الدهون.
يمتاز الرمان بحضور قوي في التراث والفن العربي بكثير من القصائد والأهازيج والأغاني والأمثال الشعبية وقالت إنه كما هو الزيتون فإن الرمان أيضا من الرموز والأمثلة الوطنية الشعبية كالقول «مش ع رمانة.. ع قلوب مليانة» وغيره. والرمّان له فوائد عظيمة من هذه الفوائد أنه يعتبر معالجاً جيداً لآلام المعدة ويستخدم عن طريق طحن قشور الرمان وإضافتها إلى القليل من اللبن وتناولها كل صباح وقبل الخلود إلى النوم، يحمي الرمان أيضًا من التهابات اللثة والفم والقرحة. ويعتبر قشر الرمان أيضًا علاجاً جيداً لمن يعانون من التهاب المريء، ويساعد قشر الرمان أيضًا على مكافحة التهاب اللوزتين، ويعالج قشر الرمان أيضًا الديدان الضارة بالبطن والمعدة..
كما يساعد الرمان على تقليل نسبة الكوليسترول في الدم ومن المعلوم أن الكوليسترول ضار جدًا للجسم ويسبب مشاكل جنسية للرجال ويسبب أيضًا أمراض تصلب الشرايين والقلب، وإضافة لذلك يعمل الرمان على تقليل خطر الإصابة بمرض القلب وأمراض الأوعية الدموية وتصلب الشرايين.
مضاد للأكسدة
يحتوي الرمان على نسبة جيدة من مضادات الأكسدة التي تعمل على حماية الجسم من السرطانات بنسبة كبيرة، فمضادات الأكسدة هذه تعمل على تخفيض خطر الإصابة بسرطان الجلد والبروستاتا والصدر، ومن فوائد الرمان أيضًا أنه يساعد على صحة العظام والغضاريف لاحتوائه على إنزيمات تمنع حدوث هشاشة في العظام او تآكل في الغضاريف، ويعتبر الرمان أيضًا فاتحاً للشهية بنسبة كبيرة، فإن كوباً واحداً من عصير الرمان قد يعمل على فتح الشهية.