عرار الإخبارية.. الزيارات(283 ):

الناصرة ـ «القدس العربي»: كشف في إسرائيل أمس أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة بلغ 380 ألفا، وأن أكثر من 44٪ منهم يسكنون في مستوطنات تقع خارج ما يعرف بـ « الكتل الاستيطانية «. ويضاف إلى هؤلاء حوالى 210 آلاف يسكنون في مستوطنات داخل القدس المحتلة ومحيطها.
ويتحدث قادة المستوطنين عن حلمهم بأن يصل عدد المستوطنين إلى مليون، ويعتبرون أنه عندما يتحقق ذلك، لن يكون بالإمكان رسم خريطة تظهر فيها دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
هذه الرغبة بقطع الطريق على تسوية «الدولتين» يفسرها النشاط المحموم لمضاعفة عدد المستوطنين ثلاث مرات منذ توقيع اتفاق أوسلو في 1993. وحتى في الوضع الحالي، بوجود 168500 مستوطن خارج «الكتل الاستيطانية» من المستبعد أن تقوم أي حكومة إسرائيلية بإخلاء هذا العدد من المستوطنين. 
وبالعودة إلى بدايات المشروع الاستيطاني، في أعقاب هزيمة عام 1967، يقول بنحاس فالرشطاين، وهو أحد أبرز قادة اليمين لصحيفة «هآرتس» أمس إن هذا المشروع بدأته ومارسته حكومة حزب العمل، بادعاءات أمنية، لا أيديولوجية وإن المستوطنين مدينون لحزب العمل الذي يطالب اليوم بإخلاء قسم منها ضمن تسوية الصراع.
يشار الى أن  حزب العمل نفذ كافة الإجراءات لإقامة (مستوطنة) أريئيل. شق شارع «عابر السامرة» (الذي يقطع الضفة الغربية من شرقها إلى غربها)، والمستوطنات في القدس، ومستوطنات غفعات زئيف، ومستوطنة معاليه أدوميم، ومستوطنة بيت حورون، كل هذه من صنع العمل». بعد ذلك، عندما وصل حزب الليكود إلى الحكم، عام 1977، ازدادت وتيرة الاستيطان بشكل كبير. ففي هذا العام كانت في الضفة 38 مستوطنة يسكنها 1900 مستوطن، وبعد عشر سنوات ارتفع عدد المستوطنين إلى قرابة 50 ألفا يسكنون في أكثر من 100 مستوطنة. كذلك فإن طبيعة المستوطنات تغيرت، وأصبحت هناك مستوطنات فيها بلديات، أي أصبحت مدنا بالنسبة لإسرائيل.
ويقول مدير مركز «تشريك» لدراسة الصهيونية في الجامعة العبرية في القدس، البروفيسور هيلل كوهين، إن إسرائيل بدأت في الثمانينيات تقيم مدنا في الضفة، وإن زيادة عدد اليهود في الضفة الغربية المحتلة كانت سياسة حكومية. ويضيف في حديث للإذاعة العامة «لقد أعدوا خطة خماسية، خطة لعشر سنوات، وتحدثوا عن كيف سيصلون إلى 100 ألف و300 ألف وكيف سنصل إلى نصف مليون مستوطن». كما شدد على إسهام رئيس الحكومة الراحل أريئيل شارون في زيادة حجم المشروع الاستيطاني. 
وبلغ عدد المستوطنين 150 ألفا تقريبا في عام 1997، وهي السنة الأولى لولاية بنيامين نتنياهو في رئاسة حكومته الأولى. ووفقا لحركة «سلام الآن» هناك اليوم 97 بؤرة استيطانية عشوائية في الضفة ويسكن فيها عدة آلاف لجانب 125 مستوطنة رسمية. وتفسر المؤرخة والباحثة في الشؤون الثقافية، البروفيسورة عيديت زرطال، الزيادة الكبيرة في عدد المستوطنات، بأنها جذبت سكانا من وسط البلاد، خاصة المتدينين المتزمتين (الحريديم) من داخل الخط الأخضر. وقالت إن شخصا يملك شقة بمساحة 50 ـ 60 مترا مربعا في القدس، بإمكانه أن يجد شقة مساحتها ثلاثة أضعاف وحتى بسعر أقل. وبرأيها فإنه ربما هذا العامل الاقتصادي هو المركزي الذي يفسر الزيادة السكانية الكبيرة داخل المستوطنات. والعامل الآخر الذي دفع الكثير إلى الانتقال للسكن في المستوطنات في الضفة الغربية هو بناء جدار الفصل العنصري. مشيرة الى أنه قبل إقامة الجدار تخوف المستوطنون من أنها ستمنع قدوم مستوطنين جدد، لكن يتبين الآن أن عدد المستوطنين في المستوطنات الواقعة شرق الجدار ارتفع بشكل كبير نتيجة النشاط المحموم لقادة المستوطنين الذين يضاعفون قوتهم سنة بعد سنة في السياسة والإعلام والاقتصاد. 
وكشف في الأيام الأخيرة عن مخططات إسرائيلية ضخمة لتسمين المستوطنات خاصة في منطقة القدس المحتلة. وعلى هذه الخلفية اتهمت رئيسة حزب «ميرتس» المعارض في إسرائيل وزيرين بارزين بتحويل الاحتلال لنظام فصل عنصري (أبرتهايد) يميز بين دم الفلسطينيين ودم اليهود.
جاء ذلك بعد الكشف عن أن وزيرة القضاء اييلت شكيد، تعتبر انه منذ بداية الشهر لن تناقش اللجنة الوزارية لشؤون القانون أي مشروع قانون حكومي لا يأخذ في الاعتبار مستوطنات الضفة الغربية المحتلة.