|
عرار: مُشاركون : "الإماراتيون في مشاركتهم الأولى هذه السنة أضافوا نكهة طيبة لهذا المهرجان، وهم منظمون جيدون ونتمنى أن يأتوا للسنة المقبلة".. عرار:تتواصل فعاليات مهرجان طانطان الثقافي مستمرة في اليوم الثاني بمشاركة دولة الإمارات، حيث انطلق الكرنفال الاستعراضي الذي شق شارع الحسن الثاني أكبر شوارع المدينة. هذا الشارع الذي غصت جنباته بالمتفرجين حيث نصبت في وسطه منصة رسمية لاستقبال وفد رفيع المستوى يتقدمهم محمد فضل بنيعيش سفير المغرب في اسبانيا رئيس "مؤسسة اموكار للحفاظ على موروث طانطان"، وعامل الإقليم ومدير إدارة المشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي عبد الله القبيسي، والوفد الإماراتي المرافق إلى جانب سفير النوايا الحسنة "كيتين مينوس" سفير النوايا الحسنة لدى اليونسكو بالإضافة إلى شخصيات عسكرية ومدنية. انطلق الكرنفال الاستعراضي في الساعة الخامسة مساءً في جو احتفالي بديع وبمشاركة مكثفة وغنية بحمولات تراثية تعبر عن عراقة هذه المنطقة وعمق وجودها في التاريخ والثقافة الصحراوية من قبل فرق إماراتية ومغربية. إذ تميز الكرنفال باستعراض رقصات محلية مغربية كرقصة "الكدرة" وهي آلة تشبه الطبل ومصنوعة من الطين ومغلفة بجلد الإبل، وقد سميت هكذا لأن حركاتها تتشكل على إيقاع قرع الطبول. وتابع الحاضرون وجمهور غفير من السكان والزوار، رقصات الرجال والنساء على إيقاع الطبل وكلمات من الشعر الحساني. حيث يتحلق الرجال على شكل دائري و"الكدرة" في الوسط ليبدعوا أشعارا مرتجلة من وحي المناسبة. الكرنفال الاستعراضي لهذا الموسم والذي تعدى الثلاث ساعات تعززت فيه الفرق المغربية المحلية بلوحات فلكلورية فنية جميلة من قبل فرقة أبو ظبي للفنون الاستعراضية. إذ وقف الوفد الرسمي في المنصة الرسمية عند وصول الفرقة يتقدمها رافعو العلم الوطني الاماراتي الى جانب فتاتين تكتسيان العلمين المغربي والاماراتي. ووقف الوفد لمدة طويلة تحية لحضور دولة الإمارات كضيف شرف للمهرجان في دورته العاشرة. وعبر منطموا الكرنفال عن امتنانهم لدولة الإمارات لحضورها المكثف والمتنوع والفعال. ولأول مرة تقدم الفرقة رقصات وأهازيج من التراث الشعبي الإماراتي في مهرجان مغربي، تفاعل معها بشكل ملفت كل الحاضرين وعموم المتواجدين، الذين حجوا بكثافة الى جنبات الشارع الرئيسي. وقد عبرت شريحة مهمة من السكان المحليين والضيوف عن ابتهاجهم بالكرنفال الذي عرف تطورا عن السنوات الماضية، واهتموا بشكل ملفت بوجود الإماراتيين بزيهم التقليدي وفرقهم وتراثهم وانسجام فرقتهم الموسيقة. وأمتعت فرقة الفنون الشعبية لأبو ظبي كل المتفرجين بحركاتها المتقنة المتماشية مع ضربات على الطبل منسجمة مع رقصات جميلة. وقدمت فرق محلية ومن الأقاليم المغربية المجاورة رقصات وأهازيج محلية منها "فرقة الدقة الرودانية" و"أحواش" وفرقة "الكدرة". كما تمّ استعراض فرق من الخيالة الذي قطعوا شارع الحسن الثاني حتى المنصة حيث أدوا التحية وأكملوا المسير. واستعرضت فرقة من القوات البحرية في نظام وثبات تحت أنظار الحضور الرسمي والشعبي، لاعتبار أن طانطان بها أكبر ميناء لتصدير السمك بالمغرب. كذلك استعرضت مجموعة من القطاعات منتوجها منها الفلاحة والصناعة والماء الصالح للشرب والخدمات. وأضافت للكرنفال التميز، تلك الألعاب التي قدمها شباب وأطفال مدارس تدربوا عليها من قبل. منها لعبة "الكبيبة" و"الروخ" لعبتان من تراث المنطقة الصحراوية، وهما من الألعاب الخاصة بالأطفال الصغار أبدعها الكبار لتؤهل أبناءهم ليكونوا رجالا أشداء وأقوياء في المستقبل ليقاوموا قساوة الصحراء. الكرنفال الاستعراضي لم يترك أي شيء يخص تقاليد المنطقة الا وعرضها، ونذكر هنا العروس التي تحمل الى زوجها فوق الهودج بلباسها التقليدي الاصيل والذي يعبر عن تراث هذه المنطقة الصحراوية، وكان حضور الجمل قويا بحيث قطعت الشارع ومن أمام المنصة الرسمية كوكبة من الابل في توافق تام ورضوخا لسائسها. وكان جمهور طانطان على موعد مع سهرة فنية بساحة بئر نزران القريبة من شارع الحسن الثاني، تم إحياؤها من قبل فنانين من المغرب والإمارات. وقدمت فرقة ابو ظبي وصلات موسيقية فوق المنصة والتي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير والذي كان منتشرا على جنبات المنصة. وقدمت وصلات موسيقية استمتع بها الحاضرون الذين صرح أحدهم قائلا بأن "الإماراتيون في مشاركتهم الأولى هذه السنة أضافوا نكهة طيبة لهذا المهرجان، وهم منظمون جيدون ونتمنى أن يأتوا للسنة المقبلة". وبمناسبة مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة فقد عبر المسؤولون عن اللجنة المنظمة للنسخة العاشرة لمهرجان طانطان التراثي، عن اعتزازهم بهذه المشاركة و التي تدل على عمق الصلات بين المغرب والإمارات. وقال أحد المنظمين "ما دام المهرجان نال ثقة العالم فصنفته اليونيسكو تراثا انسانيا غير مادي، وكذلك التغرودة والصقارة لدى إخواننا الإماراتيين فالاهتمام المشترك سيؤدي إلى نتائج جيدة مستقبلا". وهذا ما يؤكد تصريح السيد فضل بنيعيش رئيس "مؤسسة الموكار للحفاظ على موسم طانطان"، بأن طموح المغرب كبير في "جعل هذا الموسم فضاء حقيقيا للتفكير في الحوار بين الحضارات". وأضاف قائلا في تصريح سابق بأن مهرجان طانطان "يمثل تاريخ بلد متمسك بالتقاليد لكنه يسير بعزم نحو المستقبل". وكانت المشاركة الإعلامية من قنوات وإعلاميين تابعين للوفد الإماراتي قد لفتوا الانتباه أثناء تغطيتهم للموسم، وتفاعل معهم السكان والزوار بشكل إيجابي. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الإثنين 09-06-2014 11:55 مساء
الزوار: 7366 التعليقات: 0
|