|
عرار: عرار:انطلقت الأربعاء الماضي فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان طانطان الثقافي برعاية صاحب الجلالة محمد السادس ملك المملكة المغربية، بمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف، وذلك بحضور محافظ الإقليم السيد عز الدين هلول، ومدير إدارة المشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي السيد عبد الله القبيسي، إلى جانب كبار الشخصيات من مسؤولين وأعيان المنطقة وأعضاء من اليونسكو ودول مشاركة. وتعتبر دولة الإمارات ضيف شرف لهذا العام في الدورة العاشرة للمهرجان التي تقام خلال الفترة من 4 ولغاية 9 يونيو الجاري، تحت شعار " التراث الثقافي غير المادي ودوره في تنمية وتقارب الشعوب ". وقد شكلت العشرات من خيم الشعر الإماراتية بما تضمّه من روائع التراث الأصيل الحدث الهام بامتياز في هذه الفعاليات، هذا المهرجان المصنف تراثا إنسانيا غير مادي من قبل منظمة اليونسكو منذ عام 2005. وقد تجولت الوفود المشاركة والزوار في أرجاء معرض خيام الشعر الإماراتية، التي تعرض فيها منتوجات صناعات يدوية تقليدية. وتقوم لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي بتنظيم مشاركة وفد دولة الإمارات في طانطان، بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، الاتحاد النسائي العام، مبادرة صوغة - صندوق خليفة لتطوير المشاريع، دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، واتحاد سباقات الهجن. وقد صرّح السيد عبد الله القبيسي بأنّ مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة جاءت بدعوة من المملكة المغربية احتفالا بالسنة العاشرة للموسم ونشارك فيها بعناصر التراث المعنوي المتعلقة بالبيئة الصحراوية، لما لها من تقارب كبير من عادات وتقاليد الموجودة في المناطق الصحراوية المغربية. وأضاف أنّ الإمارات تقدم إلى جانب الندوات وخيم الشعر، مسابقة حلب الإبل لأول مرة في المغرب. واعتبر القبيسي أنّ الترويج للتراث المحلي باعتباره مصدر فخر والتشجيع على ممارسته إلى جانب أنّ هذه المناسبات تدل على التقارب الكبير بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية ، وعناصر هذا التراث هي أحد الجسور القوية بيننا كانت تجربة التعاون ماثلة في تسجيل الصقارة في اليونسكو كتراث عالمي غير مادي نموذجا للتعاون الثقافي الناجح. وأكد على أنّ المحافظة على التراث وتشجيع جهود صونه والترويج له بين الناس تأتي من منطلق ونهج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد طيّب الله ثراه، الذي يقول من ليس له ماضي فلا حاضر ولا مستقبل له وكانت مبادرة مؤسس الدولة للمحافظة على التراث والترويج له عالميا ومحلياً. وبخصوص مشاركة دولة الإمارات بمهرجان طانطان أكد على أننا نحافظ على تراثنا وقادرين على التواصل مع المشاركين المتواجدين هنا بالمملكة. وهناك مقولة سمعتها اليوم تقول "بأنه يمكن أن تفرقنا الجغرافيا لكن تجمعنا التقاليد والعادات". وأشاد عبد الله القبيسي بالمسؤولين المغاربة في إنجاح هذه الدورة قائلا"أتوجه بالشكر لجميع القائمين على هذا المهرجان والذين قدموا تسهيلات كبيرة جدا لإنجاح مهمتنا وكرم الضيافة الذي لمسناه والتعاون كان كبيرا جدا، ونحن فرحين بوجودنا وبالحفاوة التي لاقيناها من فريق العمل المنظم للفعاليات والمسؤولين. وحضر الوفد الإماراتي خلال حفل الافتتاح استعراض لوحات فنية أقامتها مختلف فرق الخيالة التي تمثل الأقاليم الصحراوية إلى جانب فرق من شمال المغرب. وتم حضور نهائيات سباقات الهجن لمسافة خمس كيلومترات الذي تضمنه برنامج أمس الأربعاء. وقال السيد علي كرمون رئيس المجلس الإقليمي لطانطان بخصوص مشاركة دولة الإمارات في هذه الدورة بأنّ " الحقيقة أنّ مشاركة أشقائنا من دولة الإمارات العربية المتحدة فاجؤونا حيث أنهم ضيف شرف لهذه الدورة في النسخة العاشرة، ويمكنني أن أقول جازما بأنّ الوفد المشارك استطاع أن يرحل تراث الإمارات بكافة عناصره إلى طانطان". وأضاف علي كرمون بأن هذا "الوفد يشرف ويجسد ويوضح لسكان المنطقة وزوار المهرجان العادات والتقاليد الإماراتية والتي تشترك في معظمها مع الموروث الثقافي في الأقاليم الجنوبية، ولن أقول بأنه هناك تقارب بل هو شيء واحد. مثلا خيمة الماء والترحال وخيمة العرس وخيمة الطعام بل أكثر من العادات والتقاليد المشتركة هناك اللهجة الحسانية بالاقاليم الجنوبية مع اللهجات الخليجية وخاصة الإماراتية لدينا شعر حساني ولدى الامارات النبطي." وبالنسبة لنا يضيف كرمون "فالنسخة العاشرة لموسم طانطان بالمشاركة الفعالة والمهمة من طرف اخواننا واشقاءنا بدولة الإمارات العربية المتحدة، ظهرت من خلال زياراتنا لبعض الخيم الموضوعاتية التي تعبر عن التقارب و التجانس بين العادات والتقاليد والموروث الثقافي بشكل عام الموجود بالاقاليم الجنوبية وكذا في دولة الامارات العربية المتحدة". من جهته عبر رئيس المجلس البلدي والبرلماني عن مدينة طانطان السيد السالك بلون، بأنّ "مشاركة دولة الإمارات في هذه الدورة إضافة حقيقية للمهرجان وبادرة حسنة من أجل تعاون في مجالات أخرى". وقدّمت فرقة أبوظبي للفنون الاستعراضية مجموعة من العروض الرائعة للجمهور، وقد صرّح ناصر حديد مدير الفرقة بأن هذه الفرقة تابعة للجنة إدارة البرامج الثقافية والثراثية في أبوظبي، وهي تقوم بالفنون الأدائية وهي الفنون الشعبية التلقائية. وتنقسم إلى عدة اقسام منها البدوية في الصحراء ومنها البحرية والجبلية حسب البيئة الموجودة. وأضاف ناصر بأنها من الفرق القديمة في دولة الإمارات إذ يتم تحويل كلمة الشعر النبطي إلى حركة يأتي الشاعر بشكل ارتجالي سواء بمدح شيخ القبيلة او الدولة او البيئة ككل وتترجم هذه الى العيالة". وقال السيد ناصر حديد بأن "العدد المشارك في فرقة الفنون الاستعراضية هو 60 مشاركا بمهرجان طانطان". بخصوص فن العيالة قال ناصر حديد بأنه "يعتبر من الفنون الشعبية وأصلها كلمة العجالة هو التجييش والاقدام لملاقاة العدو ولها مضمون درامي، اصحاب الطبول ترمز الى العدو الصفين يرمز الى الاصطفاف، وهو "فن تراثي اماراتي اصبح من الفنون العالمية المعروفة". وذكر بأن هناك "كلمة إماراتية تتكرر وهي احرب أي اضرب بالحربة فن قديم يدلّ على القوة والشجاعة والتجهيز لملاقاة العدو. أما التغرودة المصنفة تراثا عالميا فهي "فن قولي الشخص الذي يركب الابل يغرد لكسر المسافات البعيدة". ومن خيم الشعر المشاركة في مهرجان طانطان هناك خيمة الطعام، التي تبرز الموروث التقليدي الذي لازال إلى الآن ومنها ما يسمى، "لقيمات ومذاقها حلو تصنعها المرأة الاماراتية في الحفلات والمناسبات الكبيرة مثل العرس ورمضان ولا يتم صنعها في الأيام العادية كل يوم. أما خيمة السدو فهي من الأهمية بمكان حيث تبرز معالم التراث الإماراتي الذي يأبى إلا أن يقاوم اكتساح التغير السريع في أدوات ومواد النسيج. وعملياته تبدأ بحياكة الصوف وحرفة النسيج اليدوية من المهارات التقليدية وهي من الفنون التي حضرت مهرجان طانطان واثارت اعجاب الزوار بكل فئاتهم. وقالت احدى المشاركات الاماراتيات داخل خيمة السدو بأن "الحاجة أم الاختراع وبأن منتوجات البدويات، هو لسد حاجيات الأسرة من أفرشة وسجادات وأغطية". كذلك كانت حرفة تقليدية مهمة هي أيضا حاضرة متمثلة في صناعة الخوص من سعف النخيل التي تجدل مع بعضها البعض في دقة متناهية يتم تشكيل الوان متعددة على الخصوص اللون الأخضر والأحمر بأشكال هندسية جميلة. وقالت مشاركة إنّ هذه الصناعة تتم لأجل احتياجات الاسرة البدوية من سلال كبيرة ومقاطف واوعية لحفظ حاجيات المنزل كذلك صناعة سجادات الصلاة ومفارش أرضية ومراوح. وأضافت بأنّ تصنيع الخوص يمر من عدة مراحل وأهمها نقعه في الماء الساخن لتليينه حتى يسهل استعماله ضفائر لتشكيل المنتج الذي نريده وبخصوص الالوان فلا تتأثر بالماء. ومن الخيم الإماراتية المتواجدة بفعالية استقطبت العديد من الزوار، هناك خيمة العرس التي نقلت تقاليد وطقوس تزيين العروس، ومستلزماتها (زهبة العروس) من ملابس وعطور وذهب وغير ذلك. وشرحت المشرفة على الخيمة أنّ حاجيات العروس تتكون من أهم العطور ومنها دهن العود والعنبر، وأضافت أنه بعد استحمام العروس يلبسنها أفخر الثياب والتي ترافقها إثر ذهابها ظهر الجمعة إلى بيت زوجها، والذي بدوره يقدم لها هدية حسب وضعيته الاجتماعية. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الإثنين 09-06-2014 11:40 مساء
الزوار: 7229 التعليقات: 0
|