|
عرار: في الحلقة المسجلة الثانية من "شاعر المليون" .. كثير من الشعر يفرح القلب ...عمّان استقبلت مئات المتنافسين والمتنافسات.. واللجنة تؤهل الأميز والأكفأ والأجدر ...شاعر ليبي يسافر لتونس ليرسل قصيدته بالفاكس لأكاديمية الشعر بأبوظبي .. عرار : من يتابع الحلقة الثانية المسجلة من برنامج "شاعر المليون" التي بثتها قناة أبو ظبي ـ الإمارات، وقناة شاعر المليون ليلة أمس الثلاثاء ، لا يمكنه إلا القول: إن جولة لجنة تحكيم الموسم الخامس من برنامج "شاعر المليون" في الأردن كانت ناجحة، فكم المتسابقين الذين تقدموا لإثبات ذواتهم في ميدان الشعر فاق توقع اللجنة، وتوقع المتسابقين أيضاً، الأمر الذي اضطر اللجنة المكونة من الباحث سلطان العميمي ود. غسان الحسن والشاعر حمد السعيد إلى وصل نهارهم بليلهم كي يستطيعوا إشراك جميع المتقدمين في صفوف المسابقة التي باتت واحدة من أهم البرامج التلفزيونية العربية، إن لم نقل الأهم فعلاً. فعلى مدى ساعتين كاملتين عرضت الحلقة الثانية المسجلة من "شاعر المليون" بموسمه الـ5، وذلك أثناء وجود لجنة التحكيم في مدينة عمّان بالأردن، والتي كان كل ما فيها لافتاً، فعدد الشعراء كبير، والوجوه النسائية لم تغب، والأطفال كان لهم حضورهم أيضاً، وإلى جانب ذلك فقد توافد الشعراء من 8 بلدان عربية (الأردن، اليمن، سوريا، العراق، السعودية، ليبيا، فلسطين، مصر) لكن الأردن مثلت العدد الأكبر، ثم سوريا وبعدها العراق، وعن ذلك قال حمد السعيد: "اللافت تنوع الجنسيات العربية، وتكوين تشكيلة جميلة لا نلقاها في محطات أخرى"، فيما قال سلطان العميمي: "الحضور اليوم لا يقل عن الحضور في السنوات الماضية، وخصوصاً من الأردن والعراق وسوريا، بالإضافة إلى السعودية واليمن". بدأت الحلقة ـ التي قدّمها حسين العامري وأعدها عارف عمر ـ بمشهد هبوط الطائرة في مطار عالية الأردني، ثم انتقل المشهد إلى وصول طاقم عمل البرنامج إلى أحد فنادق العاصمة الأردنية، وهناك كان بانتظار اللجنة مئات الوجوه الحالمة بالتأهل إلى مرحلة ما قبل الـ48، ومع أنه كان مقرراً أن تكون مدة الجولة 3 أيام فقط، غير أن الحضور الكبير اضطر اللجنة لتمديد الجولة يوماً آخر، حيث قال د. غسان الحسن: "إن كثرة الشعراء اضطرتنا لتقسيمهم على أكثر من يوم"، حيث كان الهدف منح الفرصة للجميع من دون استثناء. في القاعة تآلفت عناصر الديكور المنسابة مع الإضاءة الدافئة، وغدا المكان بكل مكوناته منسجماً مع روح برنامج "شاعر المليون"، فالشعر كما قال سلطان العميمي "مدونة حية للآلام والأحداث والقضايا والمواقف، وهو لسان الشاعر، ومن هنا أصبح "شاعر المليون" جزءاً من هذا التاريخ، والقصيدة بصمة في تاريخ الشعر النبطي عبر بوابة شاعر المليون". في تلك الحلقة أجازت لجنة التحكيم أغلبية المتقدمين، ذلك لأن لديهم وعلى اختلاف القصائد التي قدموها تدفقاً شعرياً لافتاً، أو ترابطاً في موضوع القصيدة، أو تميزاً وتمكناً، أو انسياباً في المعنى وفي الصورة، أو ترادفاً في المعاني، فيما أجيزت قصائد أخرى للإشراقات الشعرية النابعة في أغلبيتها من تجارب شخصية خالصة، أو للمقدرة الشعرية والشاعرية، أو للإلقاء الجميل لقصيدة في غاية الرقة، أما الشعراء الذين لم يجازوا فلأنهم كسروا الوزن، أو لعدم الارتقاء بالقصيدة لهجة ومعنى، ومرات لعدم تمكن المتسابق من طرح قصيدة يمكن لها أن تنافس سواها. وما ميز هذه الحلقة كما أشرنا الوجوه التي أقبلت من شرق الوطن ومغربه، متحدية الظروف الاستثانية التي تعيشها بعض البلاد العربية، ففي الحلقة روى شاعر ليبي (طبيب أسنان) عن المعاناة التي احتملها من أجل أجل المشاركة في البرنامج، فأثناء اشتعال الحرب في ليبيا وبسبب انقطاع وسائل الاتصال اضطر للسفر بحراً إلى تونس ليرسل بالفاكس قصيدته علّها تؤهله للاشتراك في البرنامج، ثم عاد إلى ليبيا براً، وحين أجيزت قصيدته اضطر للسفر إلى مصر براً أيضاً، ومنها جاء إلى الأردن فانتقل من خلال القصيدة التي ألقاها إلى مرحلة ما قبل الـ48، كانت رحلة شاقة بحق لكنها تستحق كما قال المشترك، فالبرنامج برأيه: (أرجع للشعر عهده، ووحد جميع البلاد العربية، وفعل ما لم تفعله السياسة، ونقل الشاعر من التهميش إلى الإبداع)، في حين أن مشتركاً عراقياً جاء من الناصرية، وكلفته الرحلة 5 ملايين دينار عراقي، وقد اتفقت اللجنة على أن القصيدة لم ترقَ إلى المستوى الذي اعتمدته، غير أنها اختلفت على كسر الوزن، فقد رأى سلطان العميمي ود. غسان الحسن أن في القصيدة خللاً في الوزن، فيما أجاز حمد السعيد القصيدة ولم ير ذلك الخلل بسبب خصوصية اللهجة العراقية ومعرفته بها، ومع ذلك خرج المشترك من المنافسة. من جهة ثانية عرضت الحلقة الشعراء اليمنيين الذين تألقوا في الجولة، فكان مستواهم الشعري راقياً، ووصفتهم اللجنة بأنهم شعراء مثابرين، حتى أن رئيس لجنة الشعر في اليمن والذي يشرف على 5700 شاعر يمني حضر، أجيزت قصيدته، وهذا يمنح البرنامج دفعة إلى الأمام كما قال حمد السعيد: (يبدو أن الشاعر أتى لإثبات شاعريته، وقد أثلج صدري حضوره، خصوصاً وأنه يشرف على 5700 شاعر، وهذا دليل على أن البرنامج انتشاره واسع، وبات بصمة الاعتماد)، فيما قال سلطان العميمي: (المشاركات اليمينة متميزة، وهي تتشابه في ذلك مع مشاركات العراق وسوريا، فالمستوى الجيد واضح، وأعتقد أن هذا المستوى هو نتيجة طبيعة لتطور البرنامج نفسه). وخلال الحلقة علقت اللجنة على أداء بعض المشتركين، وعابت على طرائق إلقائهم التي أفقدت قصائدهم الكثير من جمالياتها ومن معانيها، ومع ذلك أجازوها لتميزها كنصوص فقط، فالارتباك لا يخدم النص، بل يؤذيه أحياناً، وكذلك عدم وجود خبرة في الإلقاء يؤثر على جمال القصيدة وعلى التفاعل معها، فالإلقاء مهم جداً في إضافة المزيد من الجمال على النص الشعري. ومما حدث خلال الجولة أن شاعرة يمنية بكت وهي تلقي قصيدة عن الإمارات التي عشقت، ومع أن اللجنة لم تمنحها البطاقة الحمراء للتأهل لصغر سنها، ومع ذلك خرجت من المسرح والفرح يغمرها لأن اللجنة أشادت بنصها، أما المتقدمة الأردنية ذات الـ19 سنة والتي تشترك للمرة الثالثة فقد تأهلت لأنها وحسب رأي اللجنة قدمت نصاً ناضجاً وزناً وقافية وموضوعاً وتجربة، وبشكل عام لم تنجح بقية المشتركات في الجولة بفرض حضورهن عدداً ونصوصاً. ومن جهة أجرى قامت اللجنة بإجازة بعض القصائد لتشجيع كتّابها، ومع ذلك يبقى "شاعر المليون" هو الحلم الأول لجميع المشتركين والمشتركات، وكل من في القاعة يتمنى أن يصبح البيرق في بلده، فيما تبقى المنافسة ونتائج لجنة التحكيم والتصويت سيدا الموقف في الحلقات التي ستبث على الهواء مباشرة اعتباراً من 3 يناير القادم 2012. يذكر أن برنامج "شاعر المليون" هو مسابقة تنتجها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتبلغ قيمة جوائزها للفائزين الـ5 الأوائل 15 مليون درهم إماراتي، حيث يحصل الفائز الأول على لقب شاعر المليون وعلى بيرق الشعر بالإضافة إلى 5 ملايين درهم، بينما يحصل الثاني على 4 ملايين درهم، والثالث على 3 ملايين درهم، كما يمنح الفائز الرابع 2 مليون درهم، والخامس مليون درهم. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 07-12-2011 07:09 مساء
الزوار: 1596 التعليقات: 0
|