القاعة الهاشمية التابعة لبلدية إربد  الكبرى، أبوابها الساعة التاسعة صباحاً، للتوافد الجماهيري الذي غصّت به  القاعة، ويتشكل هذا الجمهور من ذائقات مختلفة، وفئات تنتظم فيها رغبة  للمزيد من المعرفة، من حيث أن هذه الفرص كانت غير متاحة أمامها، فيما  افتتحت القاعة الثانية: قاعة مجمع النقابات المهنية أبوابها الساعة العاشرة  من نفس اليوم، ليشكل جمهور هذه القاعة إضافة نوعية للذاكرة المعرفية التي  سبق وأن تعرّف عليها، لقرب هذه القاعة من جامعة اليرموك.
في قاعة مجمع  النقابات المهنية افتتح الجناح الأول للمعرض مساعد محافظ إربد بسام فريحات  مندوبا عن محافظ إربد، فيما افتتح رئيس بلدية إربد الكبرى غازي الكوفحي  الجناح الآخر الذي أقيم في القاعة الهاشمية، واشتمل المعرض الذي يستمر لمدة  أربعة أيام، على (48) عنواناً توزعت على مختلف الإيقاعات الإبداعية  والثقافية والمعرفية، وتناغم في متونها مختلف الفئات العمرية، واستدركها  أصحاب الدخول المتدنية.
مكتبة الأسرة الأردنية تعد من المشاريع الهامة  التي ترسخ فعل القراءة والثقافة والعلم لمختلف الفئات العمرية، ويتجه هذا  المشروع الذي توليه وزارة الثقافة الأهمية القصوى في بنيته الأولى إلى  تشكيل مكتبة في كلّ بيت، بحيث أصبحت كلّ أسرة قادرة على تشكيل نواة لمكتبة  ترفد أفراد الأسرة بزادها الثقافي والمعرفي الذي ينسجم مع الروح والعقل  معاً.
ويركز المشروع الذي يقام كلّ عام، ويقدم الكتاب بأسعار رمزية، على  الإبداعات الأردنية التي وجدت فرصتها للدخول إلى البيت الأردني، إضافة إلى  فضاء التنوير الذي يسعى إلى ترسيخه من خلال تقديم باقة من المختارات  الإبداعية لكتاب عرب وعالميين.
يرى مدير ثقافة إربد القاص علي عودة أن  المعرض وفي عامه الجديد قد رسخ تقاليد ثابتة لوعي المواطن بأهمية القراءة  واقتناء الكتاب، لافتا إلى أن المشروع يسعى لتعزيز هذه القيم من خلال تأسيس  قاعدة لإنشاء مكتبة في كل بيت، مضيفاً أن المعرض بجناحيه لاقى المعرض  إقبالا جماهيريا من مختلف الأعمار نظرا لما احتواه المعرض على كتب تغطي  مختلف العناوين الهامة في مجالات الفكر والإبداع والثقافة والتراث العربي  الإسلامي والدراسات الاجتماعية والأدبية، والأدب العالمي وكتب الطفل  وغيرها.
 ومن جهته قال القاص عمار الشقيري أن مشروع مكتبة الأسرة لهذا  العام أتى ضعيفاً بالقياس بالدورات السابقة من حيث العناوين والمواضيع  المطروقة، فنرى وفق الشقيري أن بعض الكتب التي تناولت الأدب الأردني قد  تكررت للمرة الثانية، أما فيما يتعلق بالروايات والأدب المترجم فكما هو  معروف الضعف وتناول ترجمات مشوهة كما حصل مع نسخة « الأبله» لديكستوفسكي في  الدورة الماضية، فيما تساءل عن المعايير التي يتم بها اختيار الكتب لطبعها  في هذا المشروع وخاصة القسم الذي يتعلق بالفكر السياسي، ففي حين وفق  الشقيري غابت أسماء لها وقعها وأهميتها في الفكر العربي أمثال الجابري  وبرهان غليون حضرت أسماء لا تكاد لها اثر في إضافة شيء على مسيرة الفكر  العربي، ولفت إلى غياب السينما والمسرح التي أسقطت من حساب مشروع مكتبة  الأسرة وكأنهما لا يعدان فنا.
الشاعر سيف محاسنة لفت إلى التركيز على  الكثير من العناوين المتخصصة التي لا يستطيع قراءتها سوى الباحثين  المتخصصين جدا، أما العناوين التي تلقى استيعاب الفئة العظمى من المجتمع  فهي قليلة، مضيفا كان يجب أن يكون افتتاح المعرض عن طريق شخصيات ثقافية  بارزة.
وتطرق طالب الدكتوراة سالم خليل إلى أهمية توسيع رقعة الأجنحة،  منوها بأهمية أن تقام بعض الأجنحة في جامعات المحافظة، ليصار إلى تفعيل  القراءة الشمولية بين طلبة الجامعات والتي تقتصر في غالبيتها على المواد  المتخصصة، وأن لا تقتصر على القاعتين.