م مثلما احتفلت مديريات الثقافة في المحافظات بانطلاق المشروع الذي يستمر ثلاثة أيام، قابلة للتجديد.
المهرجان، الذي طبعت فيه الوزارة، بالتشارك مع جهات ومؤسسات وطنية داعمة، ربع مليون كتاب لخمسين عنواناً، توزّعت في حقول العلم والأدب والفن والفكر والمعرفة، بواقع خمسة آلاف كتاب لكل عنوان،.. يجيء تجسيداً لفلسفة الوزارة في نشر الكتاب الورقي، وتسويق الكاتب الأردني والعربي والعالمي، وترويج عادة القراءة، ونشر الوعي المعرفي والثقافي للأسرة الأردنية.
اشتغلت الوزارة في معارضها المحددة في عمان وبقية المحافظات، على حفز الأسرة الأردنية والمثقفين في اقتناء كتاب مهرجان القراءة للجميع، برمزية سعر الكتاب، بواقع ربع دينار لكتاب الطفل، وخمسة وثلاثين قرشاً للكتب الأخرى، وهو التسعير الذي لا يساوي كلفة الطباعة والتجليد والتنضيد والصّف، وهدفت من ورائه إلى إشعار الزائر بفرصة المهرجان، الذي ينطلق في مثل هذه الأوقات من كلّ عام.
تالياً لقاءات أجرتها (الرأي) في محافظات رصدت فيها مؤشرات إقبال الجمهور، وأكثر الكتب مبيعاً، ومدى رسوخ فكرة القراءة في أذهان الزوار والأسر الأردنية والمثقفين:

التلهوني: مشروع الوزارة
مدير عام المكتبة الوطنية مأمون التلهوني قال إنّ وزارة الثقافة قامت على هذا المشروع، يدفعها لذلك واجبها في تشجيع عادة القراءة وبثّ روح هذه المطالعة بين الأسر الأردنية، التي ربما تكون انشغلت بسبب من ملاحقة لقمة العيش والوظيفة ومتابعة شؤون الحياة عن فرصة الاستمتاع بالكتاب الورقي، مضيفاً أنه وجد خلال افتتاح المهرجان أنّ كتباً قيّمة اشتمل عليها المشروع، وقلّب عناوينها الناس على تباين أعمارهم واختصاصاتهم وميولهم الفنيّة.
وبيّن التلهوني أن الوزارة تقوم على رصد ملاحظات الزوار وأمزجتهم في القراءة ليصار إلى دراستها في دورة المهرجان السادسة، مبيّناً أنّ محاور: الدين والفكر والعلم والفن والإبداع المحلي والعربي والعالمي والتراث والمهارات الحياتية والتاريخ والعلاقات العامّة الأسرية وعلم النفس والسير والتراجم العربية والعالمية وأدب الطفل، هي محاور غطّاها المشروع.
وأعرب التلهوني، من واقع اشتغاله عضواً في اللجنة العليا لمهرجان القراءة للجميع، عن تقديره للجهات الوطنية الداعمة للمشروع، لتعاونها الدائم منذ عام ألفين وسبعة موعد انطلاق المهرجان، ذاكراً هذا العام جهوداً مباشرةً أو غير مباشرة في الدعم وتسهيلات نقل حدود الملكية، قدّمتها: أمانة عمان الكبرى، مؤسسة عبد الحميد شومان، مجلس الحسن، طاهر حكمت، بنك الإسكان، شركة البوتاس، مطبعة السفير، جامعة إربد الأهلية.
وأوضح التلهوني من واقع إدارته لدائرة المكتبة الوطنية أنّ الوزارة نسّقت معها بهذا الشأن، خصوصاً في الكتب المترجمة، ومخطوطات أو نتاجات الكتاب الراحلين، بالتفاهم مع ورثتهم، وتبيان أهمية نشر نتاجاتهم لتعمّ الفائدة ويسوّق هؤلاء المبدعون، وخصوصاً الرواد.
وأعرب التلهوني عن تقديره للإعلام الأردني المقروء والمسموع والإلكتروني والمرئي في نشر رسالة وزارة الثقافة في هذا الجانب، مبيناً أن انطلاق المهرجان جاء يوم عطلة، داعياً إلى التعريف بهذا المشروع الوطنيّ الرائد، الذي رعت فكرة انطلاقه جلالة الملكة رانيا العبدالله منذ انطلاقه.

دغمش: الترتيبات الإعلامية
مديرة وحدة الإعلام في وزارة الثقافة حنان دغمش قالت إنّ ترتيبات ملائمة نفّذتها الوزارة للإعلان عن انطلاق المشروع، ودعوة كل المعنيين للتشارك مع الوزارة في إبداء الرأي والإسهام في نشر هدف المشروع لجذب القراء والأسر الأردنية والمثقفين، مبيّنةً أنّ شرائح معيّنة من المجتمع تستهويها فكرة مهرجان القراءة للجميع، خاصّةً فئة الطفل، مدللةً بكونهم الأكثر إقبالاً واقتناءً وتقليباً لرفوف مكتبة الأسرة. وتوقعت دغمش إقبالاً كبيراً اليوم، وفي اليومين المقبلين، معلنةً عن مراكز بيع في المحافظات تقوم بالتنسيق بشأنها مديريات الثقافة هناك.
وقالت إنّ بروشورات واستبيانات ولافتات إعلانية جهزت لهذا الغرض، عدا التنسيق الإعلامي المستمر قبل وأثناء المهرجان.

الكسواني: الفئات العمرية
عضو لجنة المتابعة، رئيس الديوان في وزارة الثقافة، أسامة الكسواني قال إنّ شمول المشروع لكل الفئات العمرية أدى إلى إقبال جيد أمس، متوقعاً إقبالاً كبيراً اليوم، مضيفاً أنّ سعر الكتاب وتنويع العناوين جذب العائلة الأردنية إلى المعارض، مطمئناً أنّه يقوم بالتنسيق مع مراكز: وسط البلد، وحدائق الملكة رانيا العبدالله في القويسمة، ومركز زها الثقافي، والفحيص، لتزويد الوزارة بالتغذية الراجعة حول انطباعات ومؤشرات الإقبال وآراء الجمهور متنوع الشرائح التي رصدتها استبيانات خصصت لهذا الغرض. وقال الكسواني إنّ مجلة فراشات التي تباع بعشرة قروش كان الإقبال عليها كبيراً، وهي المجلة التي خُصص عددها لمكتبة الأسرة الأردنية هذا العام. وقال إنّ وزير الثقافة عمم على كل المحافظات إجراء الترتيبات اللازمة بتزامن انطلاق المشروع وإنجاح المهرجان.

عويضة: استبانات تقييمية
مشرف معرض المهرجان في القويسمة خالد عويضة قال إنّه يدرك أهميّة المشروع من واقع إقبال الناس على عموم شرائحهم واهتماماتهم، مضيفاً أنّه يتأمل من التلفزيون الأردني والمحطات والإذاعات والصحف وكل وسائل الإعلام الأردنية الترويج للمشروع.
وقال عويضة إنّ استبانات المهرجان التي يسجل فيها الزائر جملة انطباعاته حملت اقتراحات مهمة، من مثل الطلب بإضافة محور معين، أو التعليق على كتاب معين في شكله وتصميمه وأهميته، وتوقّع عويضة إقبالاُ كبيراً اليوم، معرباً عن تقديره للوزارة في توزيعها مراكز بيع كتب المهرجان في عمان، وفي بقية المحافظات. كما قالت موظفة البيع سناء العبداللات إنّ إعلانات الصحف والإعلانات في الحدائق ستجذب جمهوراً متزايداً عن أمس.

الباش: كتاب الطفل
مسؤول معرض المهرجان في مركز زها الثقافي بخلدا شادي الباش قال إنّ هدف الوزارة تحقق في استثمار شريحة الطفل في وجودها بمركز زها الثقافي، مبيناً أنّ إقبالاً كبيراً لهذه الفئة على كتب المهرجان، بصحبة عائلاتهم، وذكر الباش أن كتباً تسابق على اقتنائها الأطفال، منها (ملك الأصوات)، و(أنين الأقصى)، و(قصص السلوك الحكيم)، و(لن أنساكِ أيتها الأرض).
وعن إقبال القراء على الكتب الأخرى، قال الباش إنّ كتباً في المعرفة الطبية والصحيّة من مثل كتاب (الحمل والولادة)، لاقى اهتماماً، مضيفاً أن كتاب جلالة الملك عبدالله الأول ابن الحسين (جواب السائل عن الخيل الأصائل)، لقي اهتماماً مثقفاً، كما لقيت كتب: (عرار)، ورواية يوسف السباعي (النفاق)، ورواية (وداعاً أيها السلاح) لهمنغواي، ومرتفعات وذرنغ لإيميلي برونتي، الاهتمام ذاته.

الشمري: الإقبال الكبير
إقبال منقطع النظير، وصفه مدير ثقافة معان يوسف الشمري، الذي بيّن أن ألفي كتاب بيع في ظرف ثلاث ساعات منذ انطلاق المهرجان صباح أمس في كلية الأميرة عائشة الباعونية في المبنى القديم لجامعة الحسين، رادّاً ذلك إلى السعر الزهيد جداً الذي يباع به كتاب مهرجان القراءة للجميع، وأضاف أنه يتوقع بانتهاء نهار أمس أن تباع أربعة آلاف عنوان، يؤشر على ذلك الإقبال الشديد، وتنوّع المواضيع، والإعلان المسبق عن المهرجان في معان.
وقال الشمري إنّ مديرية ثقافة معان استثمرت كل الوسائل الكفيلة بإنجاح المهرجان، مبيناً أنّ ملصقات وبروشورات وحملات تثقيفية بين الناس وتعريفية بالمشروع اتبعتها المديرية التي تحتفل مع مثقفي معان بكونها مدينةً للثقافة الأردنية هذا العام.
وأضاف أنّ تعاوناً كبيراً لمديرية التربية وأنّ نشرات ورقية وزّعت على أماكن تواجد الناس والمعنيين، كما أنّ الإقبال لم يقتصر على المثقفين والأكاديميين بل تجاوز ذلك لكبار السنّ، عدا فئة الطفل التي وصفها بالأكثر إقبالاً طيلة عمر المهرجان في معان.
وفي السياق قال الشمري إنّ معان مدينة الثقافة الأردنية تسير وفق برنامجها المرسوم المنتظم، في ورشاتها ومهرجاناتها، وندواتها وأمسياتها الشهرية ومشروعاتها الكبرى، معلناً عن مهرجان النخيل الذي ينطلق اليوم الأحد في الثالثة مساءً في متنزه الملك عبدالله الثاني في منطقة السرايا العثمانية بمعان، ويستمر ثلاثة أيام، في فقرات فنية وأدبية وفلكلورية تحتفي بمدينة النخيل، نخلة الدولة الأردنية معان.

آل خطاب: دور المثقفين
الإعلامي رئيس ملتقى معان الثقافي الزميل هارون آل خطّاب قال إنّه يعرب عن تقديره لوزارة الثقافة ولمديرية ثقافة معان وكل الهيئات الثقافية ومكتب تنفيذي مدينة الثقافة لإنجاح الفعل الثقافي في معان، مضيفاً أنّ الإقبال الكبير يدل على رؤية وزارة الثقافة في تسعير الكتب ومراعاة الشرائح الاجتماعية والثقافية والأعمار، وعن تفاعل الهيئات الثقافية مع مهرجان القراءة للجميع قال آل خطاب إن ملتقى معان الثقافي يعمل على شراء كتب من مكتبة الأسرة ليهديها ضيوف ومثقفي المدينة، التي تزداد توهجاً في حضارتها وعراقتها وأصالتها وانفتاح فكرها العروبيّ الوحدويّ المنسجم.
زائر المعرض مدير الأحوال المدنية في معان وليد أبو ذوابة قال إنّه من المشجعين لفكرة المعرض، وإنّه يرى أن كل فرد من أفراد الأسرة الأردنية لو اقتنى كتاباً واحداً، فإنّ ثقافة الكتاب ستنتشر بشكل كبير، يتكامل مع دور المدرسة والتلفزيون وبقية وسائل الإعلام. وقال إنّ عزوف الناس عن القراءة سببه الرئيس ظروف الوقت وعامل البحث عن متطلبات الحياة، مؤكداً أهميّة الفكرة الريادية لوزارة الثقافة الأردنية في مشروعاتها الكبيرة، ذاكراً مهرجان القراءة، ومشروع مدينة الثقافة الأردنية معان.

شقيرات: الفكرة الريادية
مندوباً عن مفوضية الاستثمار والتنمية الاقتصادية في العقبة نسيمة الفاخري رعى مدير التربية والتعليم د.جميل شقيرات بحضور مدير تنمية المجتمع المحلي رائد العسيلي انطلاق مخرجان القراءة للجميع، المهرجان الذي لقي حضوراً جيداً كما قالت لـ(الرأي) مديرة ثقافة العقبة انتصار عباس.
قال د.شقيرات في كلمته إنّ المهرجان يعدّ فكرة ريادية بناءة تحفز الجميع على اقتناء الكتاب ومطالعة شتى فنون الإبداع والعلم والمعرفة، مبيناً أنه متنوع في مفرداته ومواضيعه، وأنه ينمّ عن رؤية صائبة لوزارة الثقافة، وقال شقيرات إنّ جميع فئات المجتمع ستستفيد من المشروع القرائي المهم، وأبان شقيرات عن خطّة مديرية تربية العقبة في نشر الوعي القرائي وتشجيع المطالعة، مبيناً أنّ لوزارة التربية والتعليم دور مهم بالتشارك مع وزارة الثقافة في هذا المجال، وأعرب عن تقديره لمديرية ثقافة العقبة، لدورها الدؤوب في تسويق كتاب المهرجان في فترات منتظمة من السنة على شكل معارض واحتفالات تقام لهذا الغرض.

العسيلي: دور المفوضية
بدوره قال مدير تنمية المجتمع المحلي العسيلي إنّ المهرجان الذي تقوم عليه وزارة الثقافة وتدعو إليه إنما يحمل الهم المجتمعي في تسويق الكتاب والكاتب، معرباً عن تقديره لمديرية ثقافة العقبة، مؤكداً تنشيط المفوضية للجانب التوعوي والثقافي وتنشيط المشهد الثقافي الذي تتعاون فيه المفوضية مع إدارة المهرجان. وقال إنّ سوية العمل الثقافي بحاجة إلى المزيد من الجهد والمتابعة خصوصاً بين الجهات المعنية بهذا الهم.
ومن جانبه أعرب رئيس فرقة تطوير حي الرضوان في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة محمود النعانعة عن تقديره لمثل هذا النشاط الناجح، معرباً عن تقديره للوزارة، واهتمامها بموضوعات متنوعة تلبي حاجة الأسرة الثقافية والأسرة المجتمعية بشكل عام، في كتب الطفل والأدب والعلوم والمعرفة.
رئيس فرقة العقبة للفنون الشعبية عماد الكباريتي ثمّن لوزارة الثقافة هذا الاهتمام، وبيّن التنسيق بين الفرقة ومديرية ثقافة العقبة، مؤكّداً أهمية المشروع في عناوينه الناجحة، التي تراعي الأمزجة المتنوعة لأفراد الأسرة الأردنية.

عباس: تسويق المشروع
مديرة ثقافة العقبة عباس قالت إنّها تقوم خلال السنة باجتراح وسائل تسويق إصدارات مكتبة الأسرة الأردنية، وتراعي فترات الركود أو الرواج الثقافي والقرائي، معربةً عن تقديرها لكل الجهات الوطنية التي تعمل على إنجاح هذا المشروع، وتوقعت عباس اهتمام فئة الطفل في الأيام الباقية للمهرجان بسبب سعر الكتاب وتنوع محتواه.