|
عرار: بقلم سعيد يعقوب-رئيس لجنة الشعر في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين:كنت دائما أحاول أن أنأى بنفسي عن الحديث عما يعتور الساحة الثقافية المحلية من خلل وقصور وما يتخللها من فساد طلبا للسلامة من التهمة المعدة سلفا لكل من يتناول هذا الموضوع بالنقد وهو السعي لتحقيق مكتسبات خاصة ومحاولة للظهور ولكن على ما يبدو أن الحجر إذا القي من أعلى الجبل لا يتوقف في منتصف الطريق بل يواصل الانحدار ليستقر في سفح الجبل تماما وهذا فعليا ما يحدث في المشهد الثقافي الذي هو جزء من المشهد العام عموما في السياسة والاقتصاد والتعليم وغيره ولكن ما اثارته عرار مؤخرا وجد في النفس صدى وأحيا رغبة قديمة بتناول هذا الموضوع إن الفساد الثقافي هو أعظم أنواع الفساد وأشدها خطرا على المجتمع ذلك أن من يمارسه يفترض أن يكون من الفئة التي تسعى إلى الإصلاح والتغيير الشريحة الأكثر ثقافة ومن يحمل مصابيح التنوير وممن هم قادة حقيقيون في المجتمع وممن يبشرون بالحق والخير والجمال وحين نرى هؤلاء هم من يمارسون الفساد الثقافي فعلينا أن ندرك حجم الخطر الداهم الذي يتربص بنا إن نظرة واحدة سريعة للمشهد الثقافي كفيلة بأن تجعلنا قادرين على تبين مدى الخلل الحاصل فيه ابتداء من الملاحق الثقافية التي يديرها عدد من الأشخاص الذين تحكمهم الأجندة الخاصة و النظرة القاصرة للثقافة التي تعبر عن وجهة نظرهم فلا ثقافة خارج هذه النظرة التي تعبر في النهاية عن ثقافتهم هم والتي تمثل طيفا واحدا ولونا واحدا هو اللون المفضل لديهم والذين يحاولون أن يفرضوه على سواهم قسرا طاردين خارج هذه الدائرة كل من لا ينسجم مع توجهاتهم وأفكارهم ثم هم يكرسون هذه الملاحق للحديث عن إنجازاتهم العبقرية واجتراحاتهم التي لم يسبقوا إليها فمن هو المتنبي وجيته وطاغور وشكسبير بالنسبة لهم إنهم لا شيء ومن المضحك المبكي أيضا أنهم يتعاونون فيما بينهم فتنشر الصحيفة الفلانية أخبار ومنجزات المحررين الثقافيين في الصحيفة الأخرى لتعود هذه الأخيرة لنشر أخبار وإبداعات المحررين في الصحيفة الأولى من باب رد الجميل أو على حد قول المثل" إقدح لي أضئلك " ليبقى المشهد مقصورا على هذه الأسماء التي مل منها الناس وليوصد الباب أمام الأسماء الجديدة إن المبدع الحقيقي هو الذي يأخذ بيد الأسماء الجديدة ويعرف بها بعد أن استوى على عوده ونضج عليه أن يبدأ مرحلة العطاء فيقدم غيره ويفتح الفرصة للمبدعين الجدد لتصل أسماؤهم وإبداعاتهم إلى الآخرين إنني أدعوا إدارات الصحف الكبرى في بلدي إلى إعادة النظر بتعيين أمثال هؤلاء الذين يحاولون تشويه الثقافة العربية والحركة الثقافية الأردنية وتعيين آخرين ممن ثبتت نزاهتهم وكفاءتهم وموضوعيتهم ولعل من الأسباب التي أدت إلى انحدار المشهد الثقافي إلى الصورة التي هي عليها الآن هو المهرجانات الثقافية والشعرية حيث أسندت مؤخرا وزارة الثقافة معتوبا عليها ملف مشاركات مهرجان جرش إلى رابطة الكتاب وكأن الوطن مختزل فقط بالرابطة علما أنها هيئة ثقافية مثلها مثل أي هيئة ثقافية أخرى في الأردن وليست القيمة أو الوصية على الثقافة الأردنية فقامت باختيار المشاركين من أعضائها فقط دون الالتفات إلى أن هناك عددا كبيرا من المبدعين الأردنيين خارج إطار الرابطة هم مبدعون أردنيون من حقهم المشاركة في مهرجان وطني مثل اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين الذي يضم مجموعة كبيرة من كبار شعراء الوطن إضافة إلى رابطة الأدب الإسلامي ومنتدى عمون للأدب والنقد وجماعة النوارس وغيرهم كثير وها هي المهرجانات الشعرية تتعدد ولكننا نرى أسماء المشاركين فيها هي هي لم يطرأ عليها جديد والسبب أن أسس الاختيار فاسدة لأنها مبنية على الشللية والمحسوبية وسياسة التنفيع " وحكلي أحكلك " إننا نضع هذه الملاحظات في هذه العجالة أمام المسؤولين أو أصحاب الضمائر الحية لمراجعة الموقف لعلنا نستطيع أن ننقذ شيئا قبل أن نصل إلى وضع أكثر سوءا مما نحن عليه وهذا موضوع يطول الحديث وقد تكون لنا عودة له لاحقا مكررين الشكر لوكالة عرار التي قامت مشكورة بطرح هذا الموضوع لما له من أهمية كبيرة بعد أن وصلت الأمور إلى وضع لا يمكن لأي قلم جاد شريف السكوت عليه. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأحد 17-06-2012 10:57 صباحا
الزوار: 6209 التعليقات: 3
|