|
حسن النبراوي كتب الشاعر المرحوم حسن خليل حسين العديد من القصائد للقضية الفلسطينية، حتى أنه أفرد ديواناً لغزة سمّاه «غزة ملحمة الفداء والصمود»، لم يُكتب الكثير عن هذا الشاعر المدهش صاحب الرسالة السامية القضية الفلسطينية، سأتناول في هذه المقالة إحدى قصائد هذا الديوان لأضيء عليها من عدة جوانب. تعد قصيدة «آفات البشر» إحدى القصائد ذات النغم المرتفع؛ لأنها كتبت على مجزوء بحر الكامل أحد بحور التفعيلة الواحدة، وتعد قصيدةً حداثيةً لاعتمادها حرفاً ساكناً كرويّا وهذا النهج طرقه شعراء الحداثة ومنهم نزار قباني. تناولت القصيدة فكرة رئيسية إجرام العدو وما يقوم به من ممارسات حتى ضد الأطفال كما في قول الشاعر: «لا يعرفون سوى المجازر وامتصاص دم البشر أيحطمون عظام أطفالٍ كأغصان الشجر؟» فيتساءل الشاعر مخاطباً كل شيء الكون الأشباح الأحياء كل البشر البحر البركان النيران وشر النذر من هؤلاء أهم حقاً بشر وهل لديهم شيء من الرحمة والإنسانية؟ واستخدم الشاعر بعض مصطلحات عصره الخاصة بالحرب مثل القذائف والرصاص. وسبق عصره باستشرافه الطوفان فذكر لفظة «الطوفان مرتين مؤكداً عليها إحداهما: فأتاهم الطوفان من عند الإله المقتدر... استخدم الشاعر التناص فأورد بعض ألفاظ القرآن الكريم خاصة في القافية مثل النذر والمنهمر وسعر والأشر... ووظّف بعض التراكيب القرآنية مثل «إنّ موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب» فقال «صبراً أحبانا فموعدنا الصباح المنتظر» ومن الجميل أن حملت القصيدة أملاً بصبح قادم يعود بها أصحاب الأرض للمجد الأغر وراياتهم خفاقة يحسدها القمر... أترككم مع القصيدة الجميلة... «يا كون.. يا أشباح.. يا أحياء.. يا كل البشر! يا بحر يا بركان يا نيران.. يا شر النُّذُر.. من هؤلاء تكلموا ؟! إني أموت وأعتصر.. من أي أنواع العفونة والحقارة.. والكدر.. من هؤلاء؟ فما رأى.. والله مثلهم البصر.. يتكالبون على الضحية في جنون.. في سعر... هم كالجراد خطورة... حتى الجراد بهم كفر... لا يعرفون سوى المجازر وامتصاص دم البشر.. أيحطمون عظام أطفال كـأغصان الشجر؟! ويمزقون صدورهم في خسة الوغد الأشر بقذائف الحقد الدفين.. وبالرصاص المنهمر ويصارعون نساءنا بصلافة الباغي القذر فإذا بهم يتراجعون أمام طوفان الخطر الله أكبر فوق أحقاد الشياطين الحمر.. من أُشربوا لبن الخيانة والنذالة والخور بدروعهم يتحصنون من اللهيب المستعر! فأتاهم الطوفان من عند الإله المقتدر ليسومهم سوء العذاب من الجحيم ولا يذر ويذيقهم حمماً.. فلا يبقى لهم أدنى أثر هذي نهاية من يعود ولا يخاف من النذر فلتصبروا يا إخوتي إنَّ العدو سيندحر قد قالها الله العليم بكل أخبار البشر سيتبرون حصونهم لنعود للمجد الأغر راياتنا خفاقة تزهو ويحسدها القمر صبراً أحبانا.. فموعدنا الصباح المنتظر!». الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الثلاثاء 29-04-2025 11:28 مساء
الزوار: 25 التعليقات: 0
|