|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
إلى شغف رسائلُ كُتِبَتْ بماءِ الوعيِ وحِبرِ الخبرة
د. مي بكليزي رسائلُ كُتِبَتْ بماءِ الوعيِ وحِبرِ الخبرةِ، نُقِشَتْ على أوراقِ الحياةِ ودفاترِ العمرِ، تجربةٌ غنيّةٌ وارفةُ الظِّلالِ ألقتْ بكلِّ طاقتها على شغف، الصبيّةِ الطفلةِ ذاتِ السنةِ والنصفِ. استباحتْ أمُّها عالمَها البريءَ لتُزيِّنَهُ بجمالِ الحكايةِ ولطائفِ النُّصحِ وبريقِ الحبِّ الذي يَدُجُّ قلبَ أمٍّ حَظِيَتْ بمولودتِها لأوَّلِ مرةٍ، فكان أخواها قد وَسَما لأمهما لقبَ «أمّ»، لكنَّه لا يرتقي لما تُسْمِيهِ شغفُ الابنةُ من لقبٍ، ففيها حياةٌ حينَ تَلْفِظُ «ماما»، ليستْ كأيِّ حياةٍ، (فليس الذكرُ كالأنثى). تمتزجُ الحِكمةُ الوازنة والعاطفةُ الرَّائقةُ والعقلُ الرَّاجحُ والخبرةُ الناضجةُ بكلِّ حرفٍ بعثَتْهُ مي في رسائلِها، لمن أسمتْها «شغف» الابنةِ، ولمن أسمتْهُنَّ نساءَ وبناتِ غزَّةَ، ولمن أسمتْهُنَّ أيضًا حَبَّاتِ المطرِ. فكلُّ أنثى تُهدى لها هذه القِطافُ المرويّةُ بمبادئِ الخُلُقِ، المسيَّجةِ بالدِّينِ، المكتملةِ أركانُها بالصَّحيحِ من العاداتِ والتقاليدِ. تخاطبُها بـ «يا ابنتي» حينًا، وحينًا آخرَ بـ «يا صغيرتي»، وبعضَ الوقتِ بـ «غاليتِي، حبيبتي»، كلُّها مناداةٌ محبَّبَةٌ للنَّفسِ، مُذْهِبَةٌ للوَجَسِ، وتوقِّعُ بـ «والدتُكِ» نهايةَ كلِّ رسالةٍ، أو «أمُّكِ»، أو قُلْ «أمُّكِ المحبَّةُ». دَفْقٌ من حبٍّ وحنانٍ، ترانيمُ رعايةٍ واعتناءٌ باذخٌ بأخلاقِ مَن وُلِدَتْ تَوًّا، تتعهَّدُها أمُّها للنَّجاةِ والنَّجاحِ، وتَحُضُّها على الاعتزازِ بذاتِها والافتخارِ بها. سَيْلٌ من عُنفُوانٍ، وأهازيجُ من فرحٍ سخيَّةٍ، تَحفُّ بها كلماتُها، المُتَوَّجةُ على رأسِ شغفَ البنتِ، كملِكةٍ في هذا الزَّمانِ. في لغةٍ متمكِّنةٍ رقراقةٍ سلسةٍ، لا يَعوزُها التَّكلُّفُ والتَّصنُّعُ، فهي كلماتٌ خَرَجَتْ من القلبِ لمِثْلِهِ، لا تقطعُ طريقَها شاردةٌ ولا واردةٌ، فقلبُ الأمِّ دليلٌ، لا دليلَ لمِثْلِهِ، ولا سلطانَ عليه. العاطفةُ الجامحةُ في هذه الرسائلِ لم تُلْغِ دورَ العقلِ المُتَبَصِّرِ، ولا التَّجربةَ المُتَبَحِّرَةَ في عالمِ الواقعِ، رسائلُ طابعُها الصِّدقُ، ونِبراسُها اليقينُ باللهِ هاديًا ومُقيلًا. جريدة الدستور الاردنية
الكاتب:
سكرتيرة التحرير مريم حمدان بتاريخ: الثلاثاء 18-02-2025 08:34 مساء الزوار: 39
التعليقات: 0
|
العناوين المشابهة |
الموضوع | القسم | الكاتب | الردود | اخر مشاركة |
من كتابي،"رسائلُ إلى بحّارٍ ورسائلُ ... | القصة والرواية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الإثنين 16-09-2024 |