(جوته)

ان النص الابداعي ليتضح للقارىء الواعي من أول جمله ان لم يكن من اول كلمه..وهذا ما يحدث معي دائما عندما تجتاحني الرغبه في القراءه التحليليه للنصوص...ولعل النص الذي راقني هذا اليوم هو نص(انت من يترك جناحي تحت غفوة دهشه)
للكاتبه ولاعلاميه الرائعه لارا طماش.

لقد أعاد لي هذا النص الحيويه في تشريح النصوص لكونه امتلىء حد الاشباع بالصور والمشاعر النبيله والصادقه والتي صاغتها كاتبتها بأسلوبها السهل الممتنع والذي أفضله أنا دائما.
لقد استطاعت الكاتبه أن تأخذا معها في رحلة نصها من أول كلمه (أنت) وهذا ما يتمتع به الكتاب اصحاب الرومانسيه الحالمه.
تقول الكاتبه في بداية نصها: أنت من يترك جناحي تحت غفوة دهشة!
أنت من يترك جناحي تحت غفوة دهشة! على عجل ودون ادنى تفكير اقع هكذا أمام عينيك، كلما اتكأت على قوة محاربتي الشرسة للاحتياج المتقع لك،لأنفض ثيابي من الشوق فترد الريح عليّ عطرك وتأبى لهفتي ان تغتسل من حضورك او من نظرة القت سهما بين اهدابي.
أتلاحظون معي كيف بدأت الكاتبه نصها!! 
لقد استطاعت الكاتبه ان تظهر العاطفه بكل تجلياتها مثل" اقع هكذا أمام عينيك" وايضا" لأنفض ثيابي من الشوق فترد الريح عليّ عطرك" وقولها" وتأبى لهفتي ان تغتسل من حضورك او من نظرة القت سهما بين اهدابي."
وكأن الكاتبه تريد منّا أن نشرع خيالاتنا وننطلق معها في رحلة البوح ...تراتبيه رائعه ...امعان في الرومانسيه..ترصيع للنص بالصور الفنيه .
ثم تأبى الكاتبه الا أن تمعن في هذا البوح فتقول :
• هذا الليل شرس!حين يشتاق يتساقط على قلمي شرارة عشق فتندلع النار بكلماته فأدعو الله للقاء عاجل و انام على طرف الكلمة لاختزل الوقت و استعجل الاشارات لألذ هزائمي على عتبة بابك،و وجهك شالي الذي يحيط كتفي تماما كما تعانق السماء القمر.
روعتي انت حين احرف التنهد لا تنساني،ترافقني الى ابجديات حضورك، تضيء النور في كلماتك و تلقي بي الى بحر قلبك اغوص لأغرق حين يفتح قلمك ازرار بوح القصيدة فيختل توازن العالم و يسارع الفجر ليحتل مكانه قبل ان يكبر الحلم ويمكر للواقع.
يا لهذا الجمال؟!! ويا لهذا التصوير المفعم بالجمال؟!!
ان الكاتبه لارا طماش تعرف جيدا وقع كلماتها على قلوبنا ..فتبدأ بالقول:هذا الليل شرس! ....وهذه صوره لا يتقنها الا من عرف معناها وعاش واقعها..
• انسيابيه رائعه..انسكاب في اناء العاطفه...وهنا تقول ايضا: 
• انام على طرف الكلمة لاختزل الوقت و استعجل الاشارات لألذ هزائمي على عتبة بابك،و وجهك شالي الذي يحيط كتفي تماما كما تعانق السماء القمر.
يا الله! ما هذا البوح؟! "أنام على أطراف الكلمه""ووجهك شالي""تعانق السماء القمر"...صور تبعث القارىء على التنهد معها..صورةً صوره...
لا أدري حقيقةً هل الحب هو ما يجعل النصوص تستثير فينا هذا الشغف بالكتابة والبوح؟ ان كان كذلك فهو شيء جميل ونادرا ما نجده. وان كاتبتنا استطاعت ان تغذي فينا هذا الاحساس.
ولعلني اجيب هنا ان الحب هو المحرك لاي نص يمتزج بالعاطفه .فالحب هو ما يدفع على الابتكار والاستشراف بالمستقبل الآتي.
فالحب كما يقول جبران : هو النعمة التي تتوج بها الإنسانية 
الحب بغير جمال كأزهار بغير عطر وأثمار بغير بذور
لذلك ومن هذا المنطلق استطاعت لارا طماش ان تظهر لنا الحب في أجمل تجلياته .

تقول الكاتبه:
• بصبر بلا صبر اتنفسك، واراقص شذرات تفكيري بحلوه و مره،و كلما اختصرت ولائم بوحي ضعف قلبي امام شرهي للحديث و كأني أغيب لأجمع لك نقاط البحر قطرة قطرة و اسكبه في صدرك محيط لي فقط،لمهرة جامحة خارج الزمن،وولاء الجمل يردد صدى الطاعة فأترك لغز عيناي بين عينيك قوافل اسئلة حكاية بلا حل،تصفق لها تراتيل الصباح و صلاة الليل ماء يسقي برعم الحكاية.
ايها العابر فوق غدير وجعي حين يراقصني نجم الليل و قمره، واصل سبر مخابئ الروح فلقاء الارواح كلقاء الفراشات ناعما هادئا بهيا يعلوه وهم و خوف ذابح محترق كلما اقترب من نور.
بعثِر حواسي هذا المساء خفف من اللهفة،ارمِ بأضلعي للريح فأصدق مافي الحب انت ورذاذ المطر و صفير الريح حين تاتي و حين تغيب. اذكر حين ودعتني
• ."بصبر بلا صبر اتنفسك"" كأني أغيب لأجمع لك نقاط البحر قطرة قطرة و اسكبه في صدرك محيط لي"" فأترك لغز عيناي بين عينيك قوافل اسئلة"" تصفق لها تراتيل الصباح و صلاة الليل ماء يسقي برعم الحكاية.
.لقد ذهبت بنا الكاتبه الى اعماقها وعوالمها بأسلوبها السهل اللذيذ..انها امرأه تجيد العزف على الحان الحب والحنين ..امرأةٌ من زمنٍ ماضٍ تعيش في وقتٍ حاضر.
وكأنني أرى في كتابات لارا طماش امرأه تعيش الحب كما في أدب غاده السمان واحلام مستغانمي.
تقول الكاتبه في نهاية نصها:
• وسلّمت قلبك كيف جلست في مضارب احساسي ابكي و ابكي،كأنك اقتعلت ذلك الفتيل و خفت ان تلتفت فغادرت على عجل! لماذا منذ التقيتك أظن انها الاخيرة في احضان عمري المعتق بالحزن!لماذا حين التقيتك شعرت ان الكون اختصر نفسه حياء فينا:انت و انا و هذه المسافة بين ما في جعبة العين و رغبة الصمت و سرد الحكاية طويلا طويلا،وكأننا على حافة حب او حب،ضاربين في عمق جذر الهواء بلا هوادة حتى بتنا نتساقط ورقا اصفر اخضر مزهرا من عبق الحروف حينا وبساتين الهمسات حينا آخر!
في نهاية نصها تأبى الكاتبه الا ان تشرع الباب للتساؤلات فتقول:
لماذا حين التقيتك شعرت ان الكون اختصر نفسه حياء فينا:انت و انا و هذه المسافة بين ما في جعبة العين و رغبة الصمت و سرد الحكاية طويلا طويلا،وكأننا على حافة حب او حب.
اسئله لا بد لها من اجابه..وهذا ما سيحدث في المشهد الختامي للنص فتقول:
بتنا نتساقط ورقا اصفر اخضر مزهرا من عبق الحروف حينا وبساتين الهمسات حينا آخر!

الكاتبه ولاعلاميه لارا طماش..لن تتساقطين الا ابداعا وروعة
شكرا لرقي حرفك..ومع التمنيات بالافضل لك دائما

صالح الهقيش