نضال برقان


صدر عن دار الفينيق للنشر والتوزيع في عمان كتاب بعنوان «بلا مكان الفلسطيني بين الارتحال، والغياب، والحصار»، للباحثة نور صباح.
وتقول صباح في كتابها إن الأمر يبدأ بسؤال «ما هويتك؟»، ومحاولة إيجاب إجابة شافية له. من يبحث عن الهوية وفيها، لن يخرج منها، لأنها لن تنتهي. ما زال الفلسطينيون منذ نكبة عام 1948، يحفرون في هوياتهم وصورها، ويستكملها جيل تلو الآخر، عُرف بـ»جيل ما بعد النكبة»، حيث يزخر الأدب الفلسطيني بصور الهوية الفلسطينية التي لا تنضب.
وتبين أنها في هذا الكتاب تسلط الضوء على صور الهوية الفلسطينية، حيث خرجت هذه الصورة من رحم المعاناة التي يواجهها الفلسطينيون داخل فلسطين بالاحتلال الإسرائيلي، أو خارجها في ارتحالاتهم، مبينة أن الوعي في هذا الكتاب تمثل بالتداخل بين السياسة والأدب، من خلال خدمة الأدب للسياسة، والعكس في خدمة السياسة للأدب، بطرق عدة.
وترى صباح أنه يمكن للأدب أن يأخذ دورا مهما في إمكانية التنبؤ بما يمكن أن يحدث لاحقا من أحداث سياسية، لكن لم يركز الكتاب على هذه الدور، مبينة أن السياسة تخدم الأدب، بأن كلما تجددت الأحداث السياسية في الشارع العربي جدد القلم الروائي ذاته، وأصبح الأمر هنا نقيضا لما جاء في النقطة السابقة من حيث إمكانية تصوير الأحداث المتلاحقة ومواكبتها، ما يمكن الأجيال الحالية من أن تشهده واقعا وأدبا في عرضه سردا روائيا، لتشكل الأحداث السياسية على ذلك مادة دسمة للأدب.
وخلصت صباح إلى أن الهوية شكلت حالة من الغياب بالنسبة للهوية الفلسطينية. غياب ارتبط بحالة التحول في الهوية الممثل بالارتحال الأول النكبة. برزت الأهمية هنا في استيعاب الفلسطينيين- خاصة الجيل الجديد أو ما يسمى بـ»جيل ما بعد النكبة»- لحالة الارتحال الأول بعد النكبة لاستيعاب أزمات الهوية منها أزمة الاقتلاع، وأزمة الهوية الخيالية والارتباط بالأماكن والأشخاص، من جيل كلف باستكمال مسيرة من ارتحلوا قسرا عن وطنهم، وذلك يسد الفجوة بين الأجيال، لتدلل على عمق الارتباط كذلك، إلى جانب خلق حالة من استمرارية الهوية بالسرد، الذاكرة، النقل، والتوثيق.