|
|
|
|
|
|||||||
| هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | |||||||
|
ثرثرة مرآة.......... بقلم زينب عياري / تونس
إلى أين تسيرين بي أيتها الجنية الساحرة نظراتك مسترسلة منبسطة وكأنها موجة على كف عفريت ... وليس لظلمتك بدء ولا لبهاك مستقر... وليس لأعماقي نهاية وليس لأثوابي هدوء تطلعين على مخازن خوفي تتعالى روحي المتعلقة بأنوارك المتباهية تتصاعد نحو معتقل الأعالي تتمسك بأذيالك المتطايرة وأحلامك الراكظة .. كطفل عنيد يلاحق أمه محدّقا فيك أيتها الهادئة مجذوب بقواك الكامنة في طلاسيم أطرافك المتحركة يطول الوقوف أمامك أيتها المنحنية على حدبة الأزمان حين تثور زوابعك من مكانها أترصّد صوتك القادم من أيام الدفء ..... تدحرجه ذاكرة مستيقظة فيتشكل وجهك الحاقد من جديد تبدين شاحبة تصارعين النهاية المنتظرة ...........***** لا تتحملني قبالها لتزداد في عرضها وتغرق في كوابيس الثرثرة تطغي عليها السمرة ويشتد البياض المسحور فيها على سطحها تتثائب تجاعيد الزمن ... فتمارس طقوس الطمأنة حولها تكسوها تعويذة فضية تحمل إعترافاتها المرتبكة وبخورها الرمادي يحنو في حضرتها سابحا كالريش في الفضاء.... تلعب مع رحلة القطار المنفلت كرصاص الغدر وفي كل محطة تطل من شباك الحقيقة تقرع طبول الفزع تحمل تفاصيلا زاحفة صدقتها الصدفة ...... عند السكك الملتوية تشاهد رقصة السنين وتضجر من صفاراته المزعجة تهدد بالرحيل ..... فتعكس جاذبية شعاعها المتكرر ينحدر همسي يعبر جزر تسلقي تناورني حرب ظنوني تقذفني بسياط من لهيب فتحيط بي نيران صيفية لا درع يقيني ولا مرافئ ترسيني .. فتتحرك الريح وتميل عراجيني يصرخ بحر جنوني بالزبد يغطيني . .. ويغني حفيف السعف لحنه المتلعثم أشباحا على وجه أسرارك ذات الملامح الحائرة .... أيتها المرآة صارحيني هل مازال في العمر من فرح يواسيني .. وتخضر سبُلي وحقول نخيلي فتتأوه تمرر ضبابها فيكسوني غير أنها لم تكن أفضل حالا من سابق الاوقات أو أكثر نظارة وجمالا فتسيل قطرات الندى تبللها تغطي الفراغ المنتقل فينا...... هل أرضي المرآة أم هي ترضيني ....؟! أجيبيني.. هل أنت عدوتي ؟! وصراحتي الواضحة.. أو أنك صديقتي الخائنة. ....؟! أيتها المرآة لا تخذعيني......! إن كنت هوّة عميقة أخبريني أو كنت أمواجا لا تجدفيني ..... لا تعذبيني سيري معي وبين ألهة الأهوال لا ترميني أيتها المرتعشة الامعة لا تخوفيني تنقضي عليا وتلتهميني .... إبتسمي للحياة أيتها المسكونة المتلالئة فينا ...تلعبين كل الأدوار أيتها البطلة الغريبة نخضع لأمرك ...تسافرين ومعك تأخذينا....... أيتها الحائرة لماذا لا تتركيني...؟! تتصفحين كتاب حياتي بين الصفحات تغوصين تهربي مهرولة وتكذبين مللت مفردات المواساة وكرهت لقاء المقاومة أمام أبواب الوسوسة تشبهينني.... أيتها المرآة ساعديني ومن بين قضبان أوهامك اخرجيني..... ومن خلف غيومك أيتها الخرساء كلميني ........................... بقلمي : زينب عياري / تونس الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الجمعة 24-06-2022 05:43 مساء الزوار: 633
التعليقات: 0
|
