التي نظمتها «شومان» ضمن برنامج «ضيف العام»

أصدرت مؤسسة عبد الحميد شومان كتاب بعنوان «هيفاء البشير.. سيدة بحجم وطن»، ويتضمن وقائع الندوة التكريمية التي نظمتها المؤسسة ضمن برنامج «ضيف العام 2020»، بعنوان «هيفاء البشير رائدة وملهمة».

وشارك في الكتاب الذي صدر عن (الآن ناشرون وموزعون)، عمان، نخبة من رواد العمل التطوعي والأكاديميون والكُتاب والمثقفون الأردنيين، وهم: «ميسون العرموطي، ماري نفّاع، أمل مدانات، إيلي النمري، غانية ملحيس، سالم ساري، عامر البشير، سارة بركات، إبراهيم السواعير، سحر ملص، أسعد خليفة ، ليث عودة، فاديا سمارة، أروى النجداوي، أسمى خضر، هيفاء النجار، أمان السائح، جمان مجلي، آمنة الزعبي، جريس سماوي، عبدالله الخطيب، راشد عيسى، بلال التل، محمد السواعير».

يشتمل الكتاب الذي كتب تقديما له القاصة سحر ملص، على خمسة أقسام هي: «جذور العمل التطوعي»، «هيفاء البشير الإنسانة»، «مؤسسات من وحيها وبجهودها»، «الإتحاد النسائي والحركة النسائية»، «شهادات حول السيدة هيفاء البشير».

جاء على غلاف الكتاب «هيفاء البشير.. سيدة بحجم وطن» أن جذور شخصيتها المميزة تبدو ضاربة في العمق منذ بواكير طفولتها فقد توفي والدها وهي ما تزال في الرابعة من عمرها. وبعدها بسنوات قليلة فقدت أخاها، وبالرغم من أن أمها وأخواتها أحاطوها بالرعاية والحنان إلا أنها عاشت حياة جدية تبدو ملامحها في ذلك التعلق بالمدرسة وقطع المسافات سيرا على الأقدام لتلقي العلم والانفتاح على الحياة بعيدا عن حضن الأم ودفء البيت».

هيفاء البشير قدمت شهادة بعنوان «آفاق وطموحات» قالت إن العمل التطوعي ليس مستحيلا، إذ توفرت النية والإرادة والنفس الطويل والتخطيط السليم، أما المال فيأتي، وأبواب الخير لن تغلق يوما في هذه الحياة، كما إن ذوي المبادئ لابد أن يصلوا لأهدافهم، مهما كان هناك من صعوبات، ومهما استطالت الطريق.

وتحدثت البشير عن اهتمامها بأدب الأطفال حيث قامت بتأليف مجموعتين لقصص الأطفال بعنوان «الفرح والسعد»، وأضافت تم منحي على المجموعة الأولى جائزة الملكة نور للقصة القصير لأدب الأطفال لعام 1997، وحصلت على عضوية الهيئة الإدارية لاتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين للفترة 1995-1997، فيما صدرت المجموعة الثانية في العام 2004، وأصدرت مجموعة قصصية لليافعين بعنوان «أنا وسما»، في العام 2015، ثم أصدرت في العام 2010، كتاب بعنوان «محطات في رحلتي مع الحياة»، لخصت فيها مسيرة حياتي الحافلة.

وعن العمل في المجال النسوي قالت البشير إنها ساهمت في تأسيس الاتحاد النسائي الأردني العام، وفازت بانتخابات رئاسته في أول دورة في العام 1983، وأعيد انتخابها عدة مرات لرئاسته حتى عام 1990، ومثلت الاتحاد في المحافل العربية والإقليمية والدولية.

رئيسة جمعية الأسرة البيضاء ميسون العرموطي، قالت إن البشير امرأة نذرت نفسها وحياتها للعمل التطوعي، راسمة درباً في الحياة جدير أن يُحتذى به، مشيرة إلى أن مسيرة جمعية الأسرة البيضاء التي انبثقت فكرتها عام 1970، من خلال وجود نقص في الأيدي العاملة في مجال التمريض والمهن الطبية المساندة، حيث دعت البشير مجموعة من زوجات الأطباء لتكوين نواة لجمعية تُعنى بهذا الشأن، ثم أضيف لأهداف الجمعية رعاية كبار السن، فقد كان لبدء في تأسيس عام 1971، إذ كانت الفكرة الأساسية جديدة وطارئة على المجتمع الأردني.

القاصة سحر ملص أشارت في تقديمها للكتاب إلى ابرز محطات في حياة البشير قائلة «إن الحياة تبتسم لها أحيانا، وتدخلها في دائرة الفرح، وعندما تطمئن إليها تقوم بتوجيه ضربة لها، ومع ذلك تتخطى حزنها وجراحها وتتابع دربها، فقد تتالت أحداث الفقد في حياتها من اليتم وهي في الرابعة، إلى فقد الأخ، ثم فقد الزوج، وأخيرا فقد الابن، ورغم ذلك ظلت سنديانة راسخة.

وخلصت ملص إلى أن البشير رائدة ملهمة، منحت حياتها لأسرتها الصغيرة، فأبدعت، وأنشأت أسرة طيبة يشار إليها بالبنان، ومنحت معظم حياتها لأسرتها الكبيرة ومجتمعها الإنساني، سيدة لا تثنيها الصعاب عن إنفاذ عزيمتها وإرادتها الصلبتين، في كل طريق سارت به أضاءت شمعة، وقد رسمت خارطة طريق للمرأة، معبرة عن ذكاء وطموح وإرادة قوية، امرأة ليست مثل كل النساء، فهي تشحذ الهمم وتنشر العطر حيثما سارت. 

جريدة الدستور الاردنية