|
|
|
|
|
||||
| هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
|
نقطة عبور ............ بقلم الشاعرة التونسية فاطمة محمود سعد الله
عند ملتقى الطرقات ،دوارٌ تتقاطع عنده النوايا تصبّ في قلبه المتعدد الاتجاهات أنهارٌ من الوعود البيضاء وتتعرّجُ مع هديره حكايا الليلِ والسفر نقطة العبور،تضيء من بعيد تحيط بها عيون حمراء سقطت من جيوب ذئاب مسعورة. عند تقاطع الرحيل والرحيل نقطة نظام يرفعها اللقاء المثقل بجبال التردد بين طيات الذاكرة أعشاب التمني المخبوءة تتعلق بأذيال طفل الحنين. تتسارع نبضات أعشاب موءودة بين أنياب الصخور.. ويدور الدوار حول نفسه بلا قلب والرحى في انتظار لقمة يقين تدور..تدور..وتدووووور. عندما تتمرّد عشبة الوحدة وتطل من شقوق قبر مهجور.. عندما أستنشق الاخضرارَ المتسلل من زجاج نافذتي الغريبة رغم الورق المقوّى الذي يقاوم البرد القادم من بعيد... أراني أطل على الحياة بحذر.. وتظلّ العشبة تطيل النظر وتنتظر ...في صمت.. النوافذ مصطفة.. النوافذ مغلقة وقد أطفئت أنوارها النوافذ خرفان مطيعة ترتعش عند هطول الأوامر ما عدا واحدة عنيدة ،أصرت أن تفتح رئتيها للنور متمردة، أبت إلا أن ترقص مع حمامات الباليه... رفعت صوتا أوبراليا يغني.. للنور... للسماء.. للهواء سرى كالنار في الهشيم في مصاريع النوافذ أشعلت الأنوار.. تحول كل قفل يمامة بيضاء تكونت حلقة الرقص في الفضاء أمطرت السماء أناشيد وضياء.. أنا...أطلّ عليَّ من نافذة الزمن السحرية أراني شجرة لوز أزهر بياضها امتدت ظلالها أنهارا من ذكرى وحسرات... تقاطعت في نقطة عبور في ومضة خاطفة في لمح البصر مررْتَ بي وغبتَ لم أنظر إليك... لكنّ خطاك حفرت في الذاكرة أيها العابرُ السبيل... ليتك لم تمرّ. أحدّق في كرة الماء الطائرة فتتفتح وردة المفاجأة يقترب الليلُ مني يحمل بين يديه طبقَ التين المبلل بالنجوم من يقدر على مقاومة نجمة تشوّر بالاقتراب؟ من يقدر على مقاومة قَرَمِ البوح وجوعِ الحقيقة؟ أنا المدى شفيفا، ينام على جناح القمر يتوسّل التحليق والضياء أنا...الماءُ لا يتخذ شكل الإناء يتسرّب بين الأنامل ويتخفّى في أوردة كل عشبة عطشى أنا..عصارة حرف تاه طويلا يبحث عن شكل.. يبحث عن محطة ليرتاح من عناء السفر لكن...أين المفر؟ أنا...هنا وأنت هناااااك. ماذا لو عبرت من نافذة الحلم واخترقت مخدع دافينشي؟ تراك هل ستجد بقايا عطر الموناليزا؟ قد لا تكون الجوكاندا تتعطر... قد لا تكون تحتاج إلى البهرج والزينة. فمن سيلوم أما حزينة عن تجاهلها لقوارير العطر؟ كم أنت طيّبّ يا صديقي الشاعر المعمور بالدهشة! أعددت الولائم وقلت "هيت" لكم رسمت مخططا لمدينة المثل وقلت تسلقوا الأسوار عمّرت النوافذ بأصص الحيرة والسؤال وقلت: تسابقوا فالطريق معبدة بأوراق الورد ماذا لو كتبت على مقاساتهم قصائد متمردة؟ أنا مجنونة... فهل لديك ترياقا لوجع المخاض؟ القصائد تقف عند نقطة العبور. التقينا فهَوَت مطرقةُ الوعود على سندان التمني التقينا فتقاطع الصمت والكلام سقطت السكينة من مناقير الحمام في قاع بئر معطلة تبحث عن لقاء مؤجل عن سلام مشتهى عن تباريك الأفراح في عيد الطفولة عن رقصة السنابل الافتراضية في حقول فان كوخ.. عن طفلة تاهت في مواسم الحصاد... من سيرسم خارطة العودة من كهوف الضياع؟ ماذا ستقول بلقيس لشهرزاد في اللقاء المرتقب؟ ياسليلة السرد كيف خلصتِ الأنوثة من الاندثار؟ أربّةُ الحكمة والنهى تحتار؟ الجمال قاسَم مشترك بيننا والأنوثة بخور يعطر مخادعنا وأنا وأنتِ لن يعترض الفناءُ لنا سبيلا.. توشوش إحداهما للأخرى بسرّها المخزون تبتسم كلتاهما وتمضيان... ليس غريبا أن يلتقي الزمان بالمكان ليس غريبا أن تتصافح الأيدي.. الغريب أن يتقاطع زمانك بزماني فتذوب نقطة العبور ويفرّ المكان من المكان و يرسم الزمان دهشة في عيون تستيقظ للتو ... رؤيا عبرت غفوتي ... فيها طفل اسمه صالح وبيده قطعة خبز صالح كان بصيرا لكنه يسير ويلتفت خلفه.. من هلع..؟ من ترقب؟ أو من حزن ممهور بالعناء. لكنه.. أمسك بيدي ليدلني على الطريق... لكنه ..منحني قرص الخبز.. قال ازرعي الخبز في الأخاديد ستكتظ نخيلا وسنابل سيلد الصمت شعبا يعشق النضال والمقاومة وغاب بين شعاب النص.. ترك بين يديّ شعلة وفي أنفي شميم كِسرةٍ صحوْتُ وما صحوْتُ... فمن لي بيوسف..لتفسير الرؤيا؟؟ فاطمة محمود سعدالله./ تونس 24/9/2/21 الكاتب:
سكرتيرة التحرير مريم حمدان بتاريخ: الجمعة 08-10-2021 12:24 صباحا الزوار: 506
التعليقات: 0
|
