|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
عتبات النص.. فتنة الغلاف نموذجا
عاشقة
الصحراء :
الفنانة التشكيلية رنا حتاملة لا عجب أن يعيش المبدع حياته في البحث عن المعرفة والجمال بشكل مستمر.. ولذلك كان الكتاب ولا يزال حاضراَ في واقع المثقف المبدع الشغوف. حين نبحث عن شغفنا لابد بأن نخلق حالة تواؤم مع ما نلمسه ويلمسنا. ولعلّ أهم ما يسعى له الكاتب بعد إنجازه لمخطوطته البديعة من الشعر أو القصة أو الرواية أو حتى كتاباً علمياً أو فلسفياً، فلعلّ ما يسعى له..هو أن يغلّفها بغلاف جذاب فيه من الرمزية والدلالة والعنوان المرفق بنص وصورة ولون، حتى يوصِلُها إلى من كان يكتبُ لهم.. وكم سيكون كاتباً محظوظاً لو وصلت هذه التحفة لأكبر عدد ممكن من القراء، لتنير العقول، وتشعل القلوب، وتبني الجسور. إن السمة الإبداعية هي موهبة حقيقية، بمعنى أنّ التراكيب الفنية ليست آليّة سهلة كي يمتهنها الإنسان العادي. حتى يتم ابتكار غلاف جاذب، لابد أن يكون صانع الغلاف مبدعاً وحساساً ومتذوقاً للفنون البصرية والحسية. كما أن الثقافة العامة ضرورية لمصممي الأغلفة. وأن نكون مثقفين يعني أن نكون مطّلعين ومتعمقين وشغوفين وباحثين ونضع احتمالاتنا الكثيرة لما نفكر ونحس به في الحاضر والمستقبل، فهذه هي الرؤية. وفي مرحلة متقدمة يفكر المصمم المبتكر بالإقناع. أن يقنع صاحب الغلاف أولاً، ثم الناشر والمطبعة ثانياً، ثم المتلقي ثالثا. ولا بد للمصمم من التجريب ثم التجريب.. عندما نمتلك أدواتنا الفنية الصحيحة، ونتجنب حدوث الخطأ.. يعني أن نكون مقتنعين نحن صانعوا الأغلفة أولاـ بالفكرة الأساسية لما نصنع -، وندرس اللون الأنسب، وكيف نرسم الخطوط في العناوين أو في النص المرفق).. أن ندرك بأن هذا العمل سيتم طباعته وسينتهي بعدد من الطبعات قد تصل إلى الألف أو أكثر، وعلى طبق من الورق المصقول.. سيقص ويُثنى ويخاط أو يغرّى بمادة لاصقه، لذلك لابد أن نعرف تسلسل العمل الصحيح لإنتاج غلاف مبتكر ومقنع ليكون على أرفف المكتبات والمعارض ودور النشر وبين أيدي القراء. كيف تتم صناعة الغلاف؟ فكرة الغلاف تبدأ ببحث الكاتب عن صانع مبتكر لغلاف كتابه، وعندما يجده، تحدث القراءة ثم الحوار(نقاش الأفكار) لمعرفة المصمم هدف الكاتب من محتواه، ربما بجمله أو بكلمة من عنوان الكتاب (فكرة الغلاف إذن هي سهم الكاتب الذي سيصيب به هدفه في مرمى القارئ). حجم وقياس الغلاف ضمن المعايير الجمالية و المتعارف عليها في الكتب وهي متفاوتة بين البلدان، فالمطابع تختلف بقياسات الكتب، لذلك يتم تحديد القياس من خلال هذه المعايير. الغلاف يعد عملا فنيا رقميا يتم تنفيذه من خلال برامج التصميم الفوتوشوب والاليسترايتور، حيث لا يشترط هذا من الألف إلى الياء. قد يطلب الكاتب من المصمم عمل رسومات توضيحية أو رسم لوحة بالألوان الزيتية أو المائية أو وضع ملصقات (كولاج).. وغير ذلك من أعمال يدوية، كل هذه الاحتمالات ممكنة، فتترك أثراً حقيقياً من بصمة الفنان، لجذب القارئ نحو محتواه القريب من إحساس الكتاب. من الناحية التقنية فان الغلاف الكتاب يقسم إلى ثلاث أقسام : الغلاف الأمامي وهو واجهة الغلاف التي تحتوي على عنوان الكتاب، ويكون بخط واضح وكبير، واسم الكاتب بخط واضح ولكنه أصغر من العنوان، في كتبنا العربية تكون هذه الواجهة في جهة الشمال أثناء العمل على التصميم وعرضه قبل الطباعة، كما تحتوي على رسم توضيحي أو صورة لوحة و أرضية لونية تنسجم مع الموضوع.. يتم توزيع هذه العناصر بأسلوب متوازن مع مراعاة حركة انتقال عين المتلقي.. وإحساسه بالراحة، والتأكد من إيصال الفكرة ( فكرة المحتوى) وهذا عمل المصمم المبتكر. الغلاف الخلفي: وهو واجهة الغلاف التي تكون من جهة اليمين أثناء التصميم وعرضه قبل طباعته. تحتوي على نص من 10 أسطر على الأقل، تكون من وحي العنوان، أو تعريف عن شخص الكاتب، حيث يكون في منتصف الغلاف الخلفي، لكن يختلف موضوع النص حسب نمط الكتاب الذي يتم تصميمه، ففي كتب الرواية والقصة أو النثر والخاطرة والشعر، يتم أخذ مقتطفٍ من أحد النصوص الداخلية لدى الكتاب، وهذا النص وكأنه يوضح شيئاً مبهماً للعنوان الرئيس من الكتاب.أما كتب الفلسفة والعلوم أو الدراسات فيكون النص المرفق مقتطفاً من مقدمة الكتاب، أو لأحد الدراسات عن الكتاب، أو المراجعات المهمة التي قدمت عنه، بالنسبة للقارئ تعتبر النصوص المرفقة خلف الغلاف مصيدة شهية تغريه للولوج إلى الصفحات الداخلية.. كعب الغلاف وهو المساحة الفاصلة بين واجهتي الغلاف الأمامية والخلفية، تكون في منتصف التصميم، وحيث تختلف مساحة الكعب بحسب عدد صفحات الكتاب الداخلية وسماكة الورقة الداخلية فيه بالغرام الواحد. يحتوي الكعب على عنوان الكتاب، ويكون في المنتصف، وعلى اسم المؤلف،ويكون في الأعلى، وأحياناً يرفق شعار دار النشر، ويكون أسفل الكعب، وتكون لون أرضيته منسجمة مع التصميم الكامل. الكاتب:
سكرتيرة التحرير مريم حمدان بتاريخ: السبت 11-09-2021 10:35 مساء الزوار: 410
التعليقات: 0
|