فراشاتٌ ووردة
والصّبحُ يُلوّحُ بالجُلّنار
كلُّ الألوان في مُهجتي
مِنْ لمعة الضّوْء
سليلةُ قُزح
وأنا مثل الفراشة أسرح
أركبُ شعاع الشّمس
طفلة أتأرجح
عند المساء تُغريني ملاحقة الأنوار
أركضُ خلف الحكايا
أفكّ الطّلاسم
منْ معاجم النّسيان أحرّرُ بوْحي
أكتبُ على جدار الرّوح
أسرار هرقل وشمشون
أدوّنُ في دفاتر العمر
أحجية
يعلّقُها الطّيرُ على الزّيزفون
تعاويذ منْ حكمة حوريّة البحر
منْ وحْي مدن الماء
تغوي الرّاحلين
يحملون على عواتقهم أسمال الزّمن الوضيع
يجاهدون الظّمأ المُتربّص
على شفاه الرّبيع
يرسمُ جدبه
فيه يُقبرُ الابتسامة
والرّبيع يبيعُ لونه للضّباب
سحبٌ كما الغرابيل ، مُخاتلة
تُراوغُ الاخضرارْ
مدن مفاتيحُها في جراب غرابْ
أمّا البوّابةُ الهاربة
فيهدر مِنْ صرير صوتها
نعيبٌ يزفُّ اليباب
لكنّ الفراشات على فَمِ الوعد
تنثر حلما
تقبّلُ خدود الوردة اليتيمة
فتنتشي ثمّ تُزهر
ولغتي المكدودة ترنُّ خلاخيلها
تُغري الأرض
تُعلّمها منْ جديد عشق السّحاب
هناك أقفُ والدّهشةُ عيد
في حُضني مَهْرُ الغد
أعدّ المحافل للورود
للفراش المُلوّن
للزّيزفونة تحلُّ الأحاجي
تُشرّعُ دوحها للطّير من كلّ باب
يا سحرها ألواني
والقوسُ القزحيّ يُمطر المدن الكئيبة
نفحة .. نفحة
تعمرُ وتُسقط ثوب العذاب.
تونس......21 / 11 / 2020
بقلمي ..... جميلة بلطي عطوي