شفاهُ الصمتِ تصبغها أملاحُ الرحيل..
تتشقّقُ
تتوجّعُ
تتسرّب الآلامُ بين جرحٍ وجرحٍ
وفي الانتظار
تقطر الكلماتُ خرساءَ..
من سقف الأمنياتِ
و يقدح الشوق للهمس زناد الأحجيات
جمرة ..جمرة ..
تذوب الكلماتُ..
تسافر شموعُ الغياب بين ريح
ومطر..
تذرع غابات الوهم الغجري
تتقفّى خطى حلمٍ كان هنا..كفراشات ملونة
تطير بألف جناح
تتلمسُ صدى أغنية..كانت آذانا
يعلن ألأفراح
بين صبح ومساء...
تردّد.صداها حناجرُ أخرسها الآن
الغرق..
وعند كل غسق
يهزني شوقي إلى سنبلة واحدة ..لا غير
تعد بالامتلاء..
فلا مجاعةَ تقهقه بين أمعاء الصابرين
لا خوفَ يقرص قلوب الهائمين
لا قمرَ يغرب باكرا
في عيون الأبرياء
لا نجومَ تسقط مدحورة في برك الشياطين
تنادي بألا عزاء لأم الشهيد..
عندها فقط..
يتكلم الصمت بين حقل ووطن
ينظم للأحرار عقود الياسمين
و...تتدفق في النهر المتجمد سيولٌ من حياة
وحده الماء يعزف أغنية الصباح
وحده الماء يغسل ..
قلوب الحالمين...
و بالشعر يكحل كل الجفون..